٢٦ سبتمبر نت:
2025-04-15@05:05:08 GMT

11 فبراير 2015.. الهروب المذل للأمريكيين من اليمن

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

11 فبراير 2015.. الهروب المذل للأمريكيين من اليمن

ويقول بعض المجاورين للسفارة الأمريكية بصنعاء إنهم شاهدوا في العاشر من فبراير 2015، أي قبل يوم من رحيلهم ألسنة الدخان تتصاعد من داخل السفارة، معتقدين أن السفارة قد تعرضت للحريق، في حين أن الدخان المتصاعد كانت نتيجة لقيام الأمريكيين بعملية إتلاف الوثائق والملفات الأرشيفية الخَاصَّة بمخطّطاتها الإجرامية والتي تتضمن أسماء عملاء وخونة كبار كانت تستخدمهم السفارة لتنفيذ تلك المخطّطات.

وفي تلك الأحداث التاريخية نقلت وسائل إعلامية عن مصادر سياسية وأمنية أمريكية وثيقة الاطلاع، أن وكالة الاستخبارات المركزية الـ (سي آي أيه) نقلت محطتها الإقليمية في جنوب الجزيرة العربية من اليمن إلى سلطنة عمان؛ بسَببِ ما وصفته بالظروف الأمنية غير الملائمة في صنعاء، وكانت الوكالة قد أنشأت محطتها في صنعاء في أواخر عهد الخائن علي عبدالله صالح، وفقاً لاعتراف صالح نفسه في مقابلة قالها قبيل اندلاع ثورة 2011م.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمنيين أمريكيين حاليين وسابقين: إن الـ “سي آي أيه” أجلت العشرات من عناصرها في اليمن، من ضمن حوالي 200 عنصر مدني وعسكري، كانوا يعملون في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبيل إغلاق السفارة، مؤكّـدة أن الأمريكيين غادروا السفارة الأمريكية على متن 30 سيارة مصفحة تحمل عدداً من الرجال والنساء، حَيثُ انطلقت من السفارة الأمريكية باتّجاه مطار صنعاء الدولي، وغادرت في طائرة قيل وقتها إنها عُمانية باتّجاه غير معلوم، وكان المحمولون على المصفحات جنوداً وعناصر استخبارات وموظفين أمنيين.

وتوضح المصادر الأمنية أن السلطات الثورية التي كانت موجودة في مطار صنعاء طلبت من الأمريكيين الخضوع للتفتيش قبل المغادرة في حادثة غير مألوفة لهم، ما جعلتهم يسخطون ويقيمون بتكسير أسلحتهم التي منعت منهم أثناء الرحيل.

وبعد يوم واحد من مغادرة الأمريكيين صنعاء، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وصفوا خروجهم من صنعاء “بالانتكاسة الكبيرة”، مشيرين إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالي 200 أمريكي كانوا متواجدين في صنعاء، ومن بين من تم إخراجهم ضباط رفيعو المستوى عملوا عن كثب مع المخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية لاستهداف أعداء أمريكا في المنطقة.

وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن الترتيبات الاستخباراتية الأَسَاسية والعلاقات التي تمت إقامتها تضررت بإغلاق السفارة ومغادرة عناصر رئيسية من الـ “سي آي أيه”.

 

 

 

أمريكا المسؤول الرسمي لإدارة البلد

 

وصفُ الصحف الأمريكية إغلاق السفارة الأمريكية ومغادرة المارينز “بالانتكاسة”، بالإضافة إلى تصريح السفير الأمريكي بأنه لم تعد أية مهمة للأمريكيين في اليمن يؤكّـد مصداقية ما تطرق إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة العيد السادس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والذي أكّـد تدخل السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر في كافة شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية.

وذكر أن الأمريكيين دفعوا اليمنَ نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر، لافتاً إلى أن النظام السابق لم يدرك أن الشعب اليمني مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمريكي والحفاظ على حريته واستقلاله.

وقال قائد الثورة الشعبيّة السيد عبدالملك الحوثي إن “السفير الأمريكي في صنعاء بشكل رسمي وبقرار من مجلس الأمن، المسؤول الأول في الوصاية على شعبنا وسلمت له السلطة في ذلك الحين، وكان يوجِّه الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر”، مُشيراً إلى أن حرص الأمريكيين على نزع كُـلّ عناصر القوة من البلد، حَيثُ تدخلوا في السياسة التعليمية تدخلاً خطيراً يقوض المبادئ التي تجعل الشعب متماسكاً أمام التدخل الخارجي، وكذا سعيهم وعملاءهم لتغذية كُـلّ عوامل الانقسام الداخلي، فبرزت إثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية.

وبين قائد الثورة أن المسار الأمريكي كان يهدف إلى بعثرة الشعب اليمني، وتفكيك كيانه؛ كي لا يبقى رابطٌ يجمع أبناء البلد ويحميهم من الانقسام.

 

 

 

نهاية الوصاية

 

وبالتوازي مع مرور ثماني سنوات من خروج الأمريكيين من صنعاء يقول الناشط السياسي ماجد المطري: “إن قيام الأمريكيين بإتلاف كافة المراسلات والمحتويات داخل سفارتهم في صنعاء قبيل وصول اللجان الشعبيّة ما هو إلا محاولة أمريكية يائسة لإخفاء ما بات مكشوفاً من مؤامراتها التي كانت تحيكها في اليمن عبر مندوبها السامي “السفير الأمريكي” انطلاقاً من وكر المؤامرات في شيراتون”.

ويضيف: “وحتى لا تنفضح مسؤوليتها عن إدارة عملية الاغتيالات وإشعال النعرات بين اليمنيين وكذلك لكي لا تتضح خبايا طبيعة العلاقة المشبوهة بين أمريكا وأنظمة العمالة التي كانت تحكم اليمن تحت المظلة الأمريكية خُصُوصاً من الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وما تلاها من انقلابات”، مؤكّـداً أن أمريكا مارست لسنوات مديدة سياسة المد والجزر في اللعب بمقدرات الشعب اليمني والتفريط بسيادته.

ويشير إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 أنهت مخطّطات الأمريكان، ووضعت حداً للوصاية الأمريكية على اليمن، وأنهت دور سفيرها كمندوب سامي كان الحاكم الفعلي لليمن.

ويضيف المطري بالقول: ومن يراجع تحَرّكات السفارة الأمريكية وسفرائها في تلك الفترات سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن كُـلّ مشاكل اليمن والفساد الذي كان متأصلاً في هيكل الدولة من قمة الهرم إلى أسفله كان برعاية أمريكية مباشرة.

بدوره يوضح الأمين المساعد لحزب شباب التنمية الشيخ صالح السهمي أن إحراق الملفات من السفارة الأمريكية يكشف مخطّطات الأمريكيين التي كانت على درجة عالية من الخبث والخطورة لدرجة أنهم كان يخشون أن تقع هذه الأجندة في أيادٍ وطنية تفضح مؤامراتهم، وتستعرضها على الرأي العام ليكون على اطلاع بحقيقة ما يعمله الأمريكي وأدواته المجندة من المرتزِقة والعملاء والخونة الذين كانوا على رأس السلطة وحكموا هذا الشعب الكريم.

ويشير إلى أن الولايات المتحدة علمت بأن هناك وعيا شعبيا يتصاعد تجاه مخطّطات الأمريكيين وأنه ليس من السهل احتواؤه كما هو حال الأدوات المجندة التي كانت تحضرها لمرحلة قادمة.

ويلفت إلى أن توسع المشروع القرآني شكّل قلقاً بالغاً على أمريكا ودفعها إلى الرحيل من الميدان المحلي والبحث عن طرق أُخرى لتركيع الشعب اليمني والعودة من بوابة الخونة مرة ثانية، مردفاً القول: كان العدوان على اليمن الذي أعلن من واشنطن أحد الرهانات الفاشلة التي منيت بها أمريكا وأدواتها بفضل تنامي الوعي الشعبي وحنكة القيادة العظيمة.

ويرى السهمي أن الولايات المتحدة عندما تشعر بفقدان أدواتها أَو عدم وجود البيئة المناسبة لتنفيذ مخطّطاتها الإجرامية، فَـإنَّها تشعر بقلق كبير وتبدأ بالبحث عن وسائل للهروب والبحث عن مشاريع أُخرى قد تسهم في تحقيق أهدافها، بحسب وجهة نظرها.

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة السفیر الأمریکی الشعب الیمنی التی کانت سی آی أیه فی صنعاء مخط طات إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ

يمانيون ـ هاشم عبدالرحمن الوادعي

في زمن الانحناء.. اليمن يقف شامخاً
حين خفتت الأصوات، وتراجعت الهتافات، وركنت الشعوب إلى الصمت والذهول، كان اليمن وحده يعلو على الجراح، يرفع راية الكرامة، ويصرخ في وجه الجبروت الأمريكي والصهيوني، مؤكدًا أن قضايا الأمة لا تُنسى، وأن الدم الفلسطيني لا يُباع في أسواق السياسة.
منذ السابع من أكتوبر 2023م، واليمن يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لا في البيانات والمواقف الإعلامية، بل في ميادين الفعل والتضحية، في البر والبحر، وفي مواقف تكتُب للتاريخ صفحة ناصعة لا تقبل المحو.

*حشود لا تهدأ.. وصوت لا يخبو
أكثر من 900 ساحة وشارع وميدان امتلأت بجماهير يمنية لا تعرف الكلل، خرجوا كل أسبوع في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، يهتفون بشعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، يفضحون الصمت العالمي، ويكشفون تواطؤ أنظمة عربية وإسلامية فقدت الحس والضمير.
هذه الجموع الهادرة لم تخرج لمجرد التضامن، بل خرجت عن قناعة، عن إيمان، عن إدراك أن معركة غزة هي جزء من معركتهم، وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها.

*غزة تُذبح.. والعالم يتفرج
أطفال يُنحرون، عائلات تُباد، أحياء كاملة تُمحى عن الوجود، والعالم صامت كأن لا شيء يحدث. لا مؤتمرات ذات أثر، ولا مواقف ذات وزن، فقط بيانات مكررة وتصريحات باهتة، في مقابل جريمة بشعة تُرتكب كل يوم بحق شعب أعزل.
تُركت غزة وحدها تواجه المجازر، وكأنها ليست جزءًا من الأمة، وكأن الدم الفلسطيني لا يستحق الغضب، ولا الدعاء، ولا حتى التضامن اللفظي.

*الضمير العربي.. جثة في ثلاجة الصمت
أين الجامعة العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين الأحزاب والنقابات والتيارات الثورية؟ لماذا لم تغضب الشوارع؟ لماذا لم تتحرك الملايين؟ هل ماتت الروح؟ أم أن شعوبًا بأكملها أُخضعت بالتدريج حتى اعتادت الذل والاستسلام؟
إنها أسئلة مُرّة، ولكنها حقيقية، تُسلّط الضوء على واقع عربي مريض، أنهكته التبعية، وأعجزه الخوف، فأصبح عاجزًا عن مجرد الاستنكار.

*اليمن.. نبضٌ إيماني لا يُقهر
في مواجهة كل هذا الركود، جسّد اليمن موقفًا إيمانيًا لا نظير له، حيث انصهرت الإرادة الشعبية في بوتقة الصمود والثبات، وارتفعت رايات العزة في كل ساحة، لترسل للعالم رسالة واحدة: “لسنا محايدين في معركة الكرامة، وفلسطين ليست وحدها”.
التحام الشارع اليمني بالموقف المقاوم لم يكن لحظة عاطفية، بل رؤية استراتيجية وموقف تاريخي، يعبّر عن يقين راسخ بأن معركة فلسطين هي معركة الأمة جمعاء، وأن النصر حليف من لا يساوم، ولا يهادن.
*العدو يتخبط.. وصنعاء تكتب المعادلة
عندما فشل العدو في كسر إرادة اليمن، لجأ إلى استهداف المدنيين والبنى التحتية، ظنًا منه أن القصف يثني العزائم. لكنه فوجئ بصواريخ ومسيرات يمنية تقلب المعادلة في البحرين الأحمر والعربي، وتعري الهيمنة الأمريكية التي بدأت تتصدع تحت ضربات صنعاء.
وهنا يتجلّى الفرق بين من يقاتل إيمانًا، ومن يقاتل لأجل أجندة، بين من يصنع النصر رغم الجراح، ومن يصنع الهزيمة رغم الترسانة.

السيد القائد: الثبات على الحق هو النصر
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الأمريكي إلى زوال، لأنه يستند إلى البغي والاستكبار، بينما يقف اليمن على أرضية إيمانية صلبة، عصية على الانكسار. فالحق لا يُهزم وإن طال ليله، والإيمان هو النور الذي لا يخبو.

*خاتمة: اليمن.. نار الكرامة التي لا تنطفئ
هكذا، يمضي اليمن في طريقٍ لا عودة منه، طريق الحق الذي لا يعرف المساومة، ولا يقبل الحياد.
فهذا الشعب الذي اعتدي عليه، وحاصره الجيران، لم ينكسر ولم يتراجع، بل اختار أن يكون في الصفوف الأولى لمعركة الأمة، مؤمنًا بأن الوقوف إلى جانب فلسطين ليس مجرد تضامن، بل واجب ديني، ومسؤولية تاريخية، وموقف إنساني لا يقبل التردد.
في زمن تُباع فيه المواقف وتُشترى، ويُدار فيه الصمت كسلعة، قرر اليمنيون أن يكونوا صوتًا للحق، ونداءً للضمير، ورايةً عالية لا تنكسر أمام العواصف.
لقد صنعوا من ثباتهم أسطورة، ومن مواقفهم مدرسة، ومن صمت الآخرين وقودًا لغضبهم المشروع.
هنا، في أرض اليمن، يتجلى المعنى الحقيقي للكرامة.. وهنا، يُكتب التاريخ من جديد:
لا حياد في معركة الكرامة.. ولا مكان لأمة لا تقاتل من أجل فلسطين.

مقالات مشابهة

  • شاهد | جريمة استهداف العدوان الأمريكي مصنع السواري بمديرية بني مطر في صنعاء
  • صنعاء: ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الأمريكية على مصنع السواري إلى 36 شهيداً وجريحاً
  • اليمن.. استشهاد واصابة 12 شخصاً بقصف أمريكي غرب صنعاء
  • اليمن.. 3 انفجارات تهز صنعاء باستهداف أمريكي لمصنع السواري
  • السفير آل جابر يلتقي بالقائم بأعمال السفارة الصينية في اليمن
  • اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ
  • طهران: الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية الأمريكية كانت بناءة ومهنية
  • اليمن في قلب المعركة .. موقف ثابت لا يتزحزح في نصرة غزة مهما كانت العواصف
  • ناشيونال إنترست: اليمن أفشل الردع الأمريكي رغم إنفاق 4.86 مليار دولار
  • عُمان: المحادثات الأمريكية الإيرانية كانت ودية