جوجل تغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قامت شركة جوجل بتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا" لمستخدمي خدمة الخرائط في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أعادت الحكومة الأميركية تسمية المسطح المائي بشكل أحادي.
ولا يزال الاسمان يظهران معاً للمستخدمين خارج الولايات المتحدة.
وأعلنت الشركة التقنية العملاقة عن التغيير قبل أيام، مشيرة إلى "سياستها طويلة الأمد في تطبيق التعديلات على الأسماء عند تحديثها في المصادر الحكومية الرسمية".
وأعادت الهيئة الأميركية للأسماء الجغرافية تسمية الخليج رسمياً يوم الاثنين، وذلك بناء على أمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة تسميته تكريماً لـ"عظمة أمريكا" بعد فترة وجيزة من توليه منصبه.
ويطلق اسم خليج المكسيك على هذا المسطح المائي الواقع على الساحل الجنوبي للولايات المتحدة والساحل الشرقي للمكسيك منذ القرن السادس عشر. وفي رد على ذلك، قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم: "بالنسبة لنا، سيظل خليج المكسيك، وبالنسبة للعالم بأسره، سيظل خليج المكسيك" .وتحد مياه الخليج ولايات تكساس ولويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا الأميركية، إضافة إلى المكسيك وكوبا.
ووفقاً لمرسوم ترامب، ينطبق تغيير الاسم على المنطقة حتى الحدود البحرية للمكسيك وكوبا. أما بالنسبة للمستخدمين خارج الولايات المتحدة، فيظهر الاسم "خليج المكسيك" أولاً، مع وضع "خليج أميركا" بين قوسين بجانبه، على غرار ما يحدث في الحالات التي تستخدم فيها دول مختلفة أسماء متباينة لنفس الموقع الجغرافي.
وقالت جوجل في بيانها: "من ممارساتنا طويلة الأمد أنه عندما تختلف الأسماء الرسمية بين الدول، يرى مستخدمو الخرائط في كل بلد الاسم الرسمي المعتمد محلياً، بينما يرى بقية العالم كلا الاسمين، وينطبق ذلك هنا أيضاً". المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جوجل الولايات المتحدة الأميركية خليج المكسيك الولایات المتحدة خلیج المکسیک
إقرأ أيضاً:
زيارتي إلى الولايات المتحدة
زيارتي إلى #الولايات_المتحدة
د. #أيوب_أبودية
نيويورك
لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية.
لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي.
وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو.
في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً.
مقالات ذات صلة الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . ! 2025/04/12ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام.
كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا.
وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم.
واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.