موقع النيلين:
2025-02-11@07:35:42 GMT

صلح الحديبية

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

نجد في مسيرة التاريخ الإسلامي قصة صلح الحديبية. في ظاهره ضد الإسلام، وفي باطنه الخير كله. وقد ذكر كتاب السيرة بأن كبار الصحابة قد ألتبس عليهم أمر الصلح، ولم تظهر فوائده إلا في مستقبل الأيام. تلك المقدمة تقودنا لخطاب البرهان ليلة أول أمس، ومدى تأثيره السلبي على المؤتمر الوطني في نظر المراقبين للمشهد، وفي قراءة ما بين سطور التحليل يدرك المؤتمر تمامًا بأن زرع سحابة الخطاب (خارجيًا وداخليًا) كل حصادها في صومعته (المطمورة) طال الزمن أم قصر، ويكفي دليلًا واحدًا لما ذهبنا إليه بعدم تجاوب تقزم معه، بل رأت فيه فخًا تم نصبه لها باحترافية عالية.

فإذا وافقت على نداء البرهان فقد خسرت المرتزقة والداعمين لها من دول الإقليم، وهذا الخسران له تبعات سياسية وأخلاقية باهظة الثمن، وإن تعامت عنه – وهو المتوقع – تكون قد كفت المؤتمر شر القتال. وفوق هذا وذاك يعلم المؤتمر من خلال تعامله مع واقع البرهان منذ توليه مقاليد الأمور بأن رسائله للداخل والخارج لابد أن تمر عبر بوابة النَيل منه مباشرةً أو غير مباشرة، وخطابه الأخير لا يعدو أن يكون حلقة من حلقاته المتصلة مع بعض. وخلاصة الأمر نلاحظ حنكة الإسلاميين قد وضعت الجميع أمام محكمة التاريخ، إذ أعلنت أنها الآن مع الجيش في خندقه حتى تنتهي معركة الكرامة بالنصر المؤزر، أما المشاركة في الحكم فتلك قضية ثانوية، وسبق وأن أعلن نأيه عن الفترة الإنتقالية، وعينه على الحكم عبر صندوق الناخب، أما الآن لا صوت يعلو فوق صوت الكرامة.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٢/١٠

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بيان من حزب المؤتمر الوطني المحلول حول تصريحات البرهان

طالعنا تصريحات السيد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان أمام بعض القوى السياسية صباح اليوم في بورسودان و نود أن نشير إلى الآتي: إتهام حزب المؤتمر الوطني السوداني بأنه (يريد أن يحكم أو يعود للحكم على أشلاء السودانين) يكذبه التاريخ القريب في التغيير في أبريل ٢٠١٩ حينما قررت قيادة الحزب التنحي

بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الوطني

تصريح صحفي

يقول تعالى : "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " الأنفال ٤٦

طالعنا تصريحات السيد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان أمام بعض القوى السياسية صباح اليوم في بورسودان و نود أن نشير إلى الآتي :

-إتهام حزب المؤتمر الوطني السوداني بأنه (يريد أن يحكم أو يعود للحكم على أشلاء السودانين) يكذبه التاريخ القريب في التغيير في أبريل ٢٠١٩ حينما قررت قيادة الحزب التنحي السلمي عن السلطة و كان لقيادة الحزب وقتها عشرات من الخيارات التي تبقيها في السلطة و لكنها تؤدي لإراقة دماء بنات و أبناء الشعب السوداني المغرر بهم حينها علمآ بأن تلك الدماء التي كانت ستسيل في حالة تمسك قيادة المؤتمر الوطني بالشرعية لا تساوي ١% من الدماء التي سالت بعد حرب أبريل ٢٠٢٣ م و هو أكبر إجابة لحديث السيد القائد العام الذي ظن أن قادة المؤتمر الوطني يتشبثون بالحكم مقابل دماء الشعب السوداني .

- إن قيادة المؤتمر الوطني رغم تعرض قياداتها للتنكيل و السجن لسنين في معتقلات الحكومة الهجين العسكرومدنية و نزع الممتلكات و أبشع أنواع الظلم كان موقفها واضحاً هو احترام سيادة الدولة الوطنية و المعارضة السلمية و نبذ العنف لأنها تعلم بخبرتها الطويلة في ادارة البلاد ماذا يعني الإنجرار نحو الفوضى .
-رغم كل هذا الظلم و العنت الذي وجده قادة المؤتمر الوطني من الحكومة الهجين حينما اندلعت الحرب بسبب الممارسات الخاطئة في ادراة فترة ما بعد التغيير و السماح لقوات الدعم السريع المتمردة بالتمدد - بعد أن كانت قوات رديفة لا تتعدى البضع و عشرين ألفاً - حينما اندلعت الحرب أعلن حزب المؤتمر الوطني موقفه صراحة بالوقوف إلى جانب الجيش الوطني و عمم الحزب إلى عضويته المليونية في البلاد بضرورة التصدي لمخطط الحرب الرامي إلى ابتلاع الدولة السودانية فرفد أبناء و بنات الحزب معسكرات الإستنفار بعشرات الألاف من الشباب يذودون عن حمى الوطن دون منٍ ولا أذى .

-إننا نثمن عالياً مواقف السيد القائد العام للقوات المسلحة و جهاده في الحرب القائمة و نقدر قيادته للقوات المسلحة و نربأ به من مهاجمة المؤتمر الوطني في كل سانحة تسنح له تقرباً و تزلفاً لقوى متهالكة هشة لا تملك في جعبتها سوى صكوك الولاء لقوى الشر التي تحارب الوطن و لن يجد منها سوى الغدر و الخيانة .

-إن قيادة المؤتمر الوطني ترى أن واجب الوقت هو (معركة الكرامة) و هي منخرطة بكل مواردها في نصر الوطن و ترى أنه من المبكر الإلتفات إلى الخلاف و الشقاق و البحث عن المكاسب السياسية التي ستضر حتماً بالمعركة قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إن الله مع الصابرين ) صدق الله العظيم .
-على الرغم من ذلك إننا في المؤتمر الوطني نشد من أزر السيد القائد العام للقوات المسلحة بصفته الرمزية و الاعتبارية و نرى أنه لا سبيل لتحقيق النصر الحاسم على هذا المشروع إلا بالإلتفاف حول القوات المسلحة السودانية بهيكلها و تراتيبها الإدارية المعروفة .
-و ما أن تضع الحرب اوزراها نبشر السيد القائد العام و القوى السودانية السياسية الوطنية و غير الوطنية و الجيش السوداني و كل ابناء و بنات السودان و المجتمع الدولي أنه لن يصادر ارادتنا أحد فنحن حزب ضاربة جذوره في المجتمع السوداني و طالما أن كلكم تتحدثون عن فترة انتقالية تنتهي بإنتخابات فمرحبا بصناديق الإقتراع و (وحينها لكل حادث حديث) .

المؤتمر الوطني - القطاع السياسي
٨ فبراير ٢٠٢٥  

مقالات مشابهة

  • خطاب المغازلات والمغارز البرهانية
  • الشمال  بين التاريخ والطبيعة
  • ماذا بين البرهان والإسلاميين في السودان؟
  • زمن الخداع والحرب السائلة
  • حزب المؤتمر الوطني المنحل: اتهام البرهان لحزبنا بأنه “يريد أن يحكم أو يعود للحكم على أشلاء السودانيين” يكذبه التاريخ القريب
  • راشد عبد الرحيم: أشلاء السودانيين
  • البرهان حذر المؤتمر الوطني من مزلق المزايدة الوطنية وإلا سيصبحون مثل قحت
  • بيان من حزب المؤتمر الوطني المحلول حول تصريحات البرهان
  • صناعة التاريخ.. إنريكي يوجه رسالة لجماهير سان جيرمان بعد تمديد عقده