الذكاء الاصطناعي بلمسة إنسانية.. آبل تكشف عن رؤيتها لمستقبل الروبوتات الاستهلاكية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
نشرت آبل مؤخرًا ورقة بحثية تسلط الضوء على رؤيتها لمستقبل الروبوتات الاستهلاكية، مشيرة إلى أن الحركات التعبيرية تلعب دورًا أساسيًا في تحسين التفاعل بين البشر والروبوتات.
وتبدأ الورقة بعبارة لافتة مثل معظم الكائنات الحية، يمتلك البشر حساسية عالية للحركة والتغيرات الطفيفة فيها.
. اعرف المواصفات والسعر
في خطوة مثيرة، استعانت آبل بمصدر إلهام غير متوقع: مصباح مكتبي متحرك، على غرار "Luxo Jr"، أيقونة استوديو بيكسار.
يعتمد هذا النهج على تصميم غير بشري لكنه قادر على تقليد أنماط الحركة البشرية بشكل مألوف، مما يسهل على المستخدمين التفاعل معه.
الهدف الأساسي؟وفقًا للبحث، فإن تصميم حركات الروبوتات يجب أن يراعي العوامل التعبيرية مثل، إظهار النية والاهتمام، التفاعل العاطفي مع المستخدم، التوازن بين الكفاءة والوظائف العملية.
روبوت المصباح الذكي.. هل يصبح "HomePod" أكثر تفاعلية؟نشرت آبل مقطع فيديو يوضح تجربة هذا الروبوت، حيث يتفاعل مع المستخدم بطريقة أكثر ديناميكية من مكبرات الصوت الذكية الحالية مثل HomePod أو Amazon Echo.
في إحدى التجارب، يسأل المستخدم عن حالة الطقس، فيقوم الروبوت بالرد بصوت Siri، لكن هناك فرق جوهري بين طريقتي الاستجابة، ففي الإصدار التقليدي، يقتصر الرد على عرض المعلومة صوتيًا فقط.
أما في الإصدار الجديد، يقوم الروبوت بتحريك رأسه نحو النافذة وكأنه ينظر للخارج قبل الإجابة، مما يضيف لمسة بشرية تعزز تجربة التفاعل.
هل تطلق آبل أول روبوت منزلي لها قريبًا؟تشير التقارير إلى أن آبل تكثف جهودها في تطوير الروبوتات الاستهلاكية استعدادًا لإطلاق نظام منزلي ذكي متطور، قد يعتمد على تصميم روبوت آلي بذراع وشاشة مشابهة لجهاز iPad.
على عكس روبوت Amazon Astro الذي يمتلك تصميمًا أقرب للروبوتات التقليدية، يبدو أن آبل تميل إلى تصميمات غير بشرية لكن ذات تفاعل أكثر واقعية.
ومع ذلك، لا يزال المشروع في مرحلة البحث والتطوير، مما يعني أنه قد يشهد تغييرات جذرية أو حتى إلغاءً قبل الإطلاق.
ختامًاتسعى آبل إلى إعادة تعريف مفهوم الروبوتات المنزلية الذكية عبر منحها حركات تعبيرية طبيعية تجعلها أكثر قابلية للتفاعل البشري. هل نرى قريبًا أجهزة ذكية تتصرف كما لو كانت كائنات حية؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آبل الروبوتات المزيد
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!