الخليج الجديد:
2024-07-07@01:37:02 GMT

في تونس يتحدّثون عن تطهير الإدارة

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

في تونس يتحدّثون عن تطهير الإدارة

في تونس يتحدّثون عن "تطهير الإدارة"

هناك فرق شاسع بين الإصلاح الإداري، وهو مطلب شرعي وضروري وطُرح منذ الأشهر الأولى للثورة، والحديث عن تطهير إداري!

يخشى أن تترتب عن التطهير الإداري مظالم ومآس لا تُحمد عقباها، خصوصا في أجواء تتسم بالكراهية والرغبة في الانتقام وتصفية الخصوم.

الإصلاح عملية عقلانية تتم وفق آليات موضوعية تتجاوز الأشخاص والأطراف، في حين أن التطهير كلمة مشحونة بالرغبة في الانتقام والاستئصال.

ما المقاييس التي ستعتمد والآليات الإدارية والتشريعية التي سيلجأ إليها؟ ومن سيدير عملية التطهير التي ينتظر منها أن تفضي إلى طرد آلاف الاشخاص؟

يبلغ عدد موظفي القطاع العام 660 ألف شخص، رقم كبير مقارنة بحجم السكان، ومقارنة بدول أخرى مماثة، ويبلغ حجم أجور هؤلاء 40% من ميزانية الدولة.

كثر الحديث في التقارير الدولية عن التضخّم الإداري في تونس ويطالب صندوق النقد الدولي بتخفيض عدد الموظفين وعدم قبول موظفين جدد بأجهزة الدولة والقطاع العام.

سيحاسب من جرى توظيفهم بالمحسوبية والولاءات الحزبية ويُجبرون على إعادة الأجور والمنح التي تمتعوا بها "بدون وجه حق" خلال السنوات الأخيرة.

ستشهد الأيام المقبلة تصفية واسعة النطاق لتونسيين ستلاحقهم تهم عديدة ومختلفة فهل سيكون هذا أسلوبا ناجعا لمعالجة ملفٍّ مزمنٍ يتعلق بعصب الدولة وأجهزتها الإدارية؟

* * *

يجري الاستعداد في تونس لطرد عدد هام من الموظفين العاملين في القطاع العام ومؤسسات الدولة، بتهمة حصولهم على الوظيفة بطرق غير شرعية وخدمة أغراض سياسية، إلى جانب تزوير الشهادات العلمية، وعدم الكفاءة. وذلك كله تحت شعار ملغّم ومخيف، تطهير الإدارة.

تتنزّل هذه الحملة في سياق البحث المتواصل عمّن يقف وراء محاولات "إسقاط الدولة من الداخل" و"العبث بمقدّرات الشعب". وبما أن وعودا وقرارات عديدة للرئيس قيس سعيّد لم تتحقق ولم تتقدّم، ولا يزال كثير منها في حالة توقّف، فإن المتسبّب في ذلك من وجهة نظر الرئيس سعيّد هم "المندسّون في الإدارة"، الذين آن الأوان لاقتلاعهم من وظائفهم ومحاسبتهم، باعتبار أنهم مسؤولون عن هذا التعطيل، سواء بحكم عدم الكفاءة أو لأنهم يخدمون أجندة من وضعهم في تلك المواقع.

يبلغ عدد الموظفين في القطاع العام حوالي 660 ألف شخص، وهو رقم كبير مقارنة بحجم السكان، وأيضا مقارنة بدول أخرى شبيهة، لهذا يبلغ حجم أجور هؤلاء 40% من ميزانية الدولة.

لهذا السبب، كثر الحديث في التقارير الدولية عن ظاهرة التضخّم الإداري في تونس التي أصبحت مطالبةً من صندوق النقد الدولي بالتخفيض في عدد الموظفين، إلى جانب الامتناع عن قبول موظفين جدد في أجهزة الدولة والقطاع العام.

من أسبابٍ مباشرةٍ أدّت إلى جدل واسع بشأن هذه المسألة الانتدابات التي وصفت بالعشوائية، والتي حصلت بعد الثورة للمتمتّعين بالعفو التشريعي العام، وكان عددهم 6839 شخصا، إلى جانب إقحام عملة المناولة والآلية 16 الذين بلغ عددهم حوالي 54 ألف عامل.

وأثبتت الدراسات أن عدد الموظفين في تونس قد تضاعف منذ الاستقلال 16 مرّة. وبما أن معظم الذين استفادوا من العفو التشريعي ينتمون إلى حركة النهضة الذين جرى سجنهم وملاحقتهم قبل 2011، لهذا السبب، تم ربط مسألة تطهير الإدارة باحتمال استهداف حركة النهضة من رئيس الدولة، ما أكسب القضية بعدا سياسيا ستكون له انعكاسات خطيرة في حال جرى تنفيذ ما يجري الحديث عنه في الكواليس.

أصبح واضحا أن رئيس الحكومة الجديد، أحمد الحشاني، هو الذي سيتولى تنفيذ "خطة" تطهير الإدارة. والسؤال حاليا يتعلق بالمقاييس التي سيجري اعتمادها، والآليات الإدارية والتشريعية التي سيقع اللجوء إليها. ومن سيدير عملية التطهير التي ينتظر منها أن تفضي إلى طرد آلاف الاشخاص.

ولن يقف الأمر عند ذلك، بل ستتم محاسبة الذين جرى توظيفهم عبر المحسوبية والولاءات الحزبية الذين سيُجبرون على إعادة الأجور والمنح التي تمتعوا بها "بدون وجه حق" خلال السنوات الأخيرة.

وهذا يعني أن الأيام المقبلة ستشهد تصفية واسعة النطاق لقسم مهم من التونسيين الذين ستلاحقهم تهم عديدة ومختلفة، فهل سيكون هذا أسلوبا ناجعا لمعالجة ملفٍّ مزمنٍ يتعلق بعصب الدولة وبأجهزتها الإدارية.

لا خلاف على أن ثمّة أزمة في الإدارة التونسية. لكنْ هناك فرق شاسع بين الإصلاح الإداري، وهو مطلب شرعي وضروري، وقد طُرح منذ الأشهر الأولى للثورة، والحديث عن تطهير إداري.

فالإصلاح عملية عقلانية تتم وفق آليات موضوعية تتجاوز الأشخاص والأطراف، في حين أن التطهير كلمة مشحونة بالرغبة في الانتقام والاستئصال. ويخشى أن تترتب عنها مظالم ومآس لا تُحمد عقباها، خصوصا في أجواء تتسم بالكراهية والرغبة في الانتقام وتصفية الخصوم.

كما يجري الحديث أيضا عن موظفين استعملوا شهادات جامعية مزوّرة، وهي مسألة خطيرة ولا أخلاقية، لكن لا أحد قادر على تحديد عدد هؤلاء لمعرفة حجم الظاهرة وتداعياتها.

مع ذلك، هناك من سمح لنفسه بالقول إن هناك عشرات الآلاف من المزوّرين، فإن صحّ ذلك سيكون من تداعياته توجيه ضربة قاصمة لصورة الدولة والإدارة التونسية.

باختصار شديد، يخشى أن تخاض معركة على هذا المستوى من الخطورة بكثير من الارتجال والتسرّع، أو أن يتم تحويل الإدارة إلى مجال مفتوح لنوع من المكارثية على الطريقة التونسية.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس الإصلاح الانتقام المحسوبية تطهير الإدارة قيس سعيد القطاع العام أحمد الحشاني عدم الكفاءة عدد الموظفین فی الانتقام فی تونس

إقرأ أيضاً:

اللهم اجعله خيرَا وبركة.. 30 دعاءً لاستقبال العام الهجري الجديد 1446

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب العام الهجري الجديد 1446، يسعى المسلمون في مختلف أنحاء العالم للتقرب إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع، راجين أن يكون هذا العام مليئًا بالبركة والخير. الدعاء هو وسيلة للتواصل مع الله، وطلب العون والمغفرة، والاعتراف بالنعم، والدعاء للهداية والرزق والوقاية من الشرور. في هذه المناسبة المباركة، نقدّم لكم ثلاثين دعاءً متنوعًا لاستقبال العام الهجري الجديد:

 دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446اللهم اجعل هذا العام عامًا مليئًا بالخيرات والبركات، واغفر لنا ذنوبنا.اللهم اجعل لنا في هذا العام من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا.اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.اللهم اغفر لنا ما مضى من ذنوبنا، وبارك لنا فيما هو قادم.اللهم اجعل هذا العام نهاية لكل ألم وحزن وبداية لكل فرح وسعادة.اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وأعنا على طاعتك واتباع سنّة نبيك.اللهم اكتب لنا في هذا العام النجاح والتوفيق في كل أمر.اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.اللهم ارزقنا في هذا العام رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا مباركًا.اللهم اجعل لنا في هذا العام من كل كربٍ فرجًا ومن كل بلاءٍ عافية.اللهم اجعل هذا العام عامًا مباركًا علينا وعلى أهلينا وأحبابنا.اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا.اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا.اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين الحامدين الطائعين.اللهم ارزقنا في هذا العام السعادة والراحة والطمأنينة.اللهم اجعلنا من الذين تفاءلوا فظفروا وتوكلوا فنجحوا.اللهم اجعل هذا العام نهاية لكل أذى وبداية لكل فرح.اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.اللهم اجعلنا من الذين يستبشرون بقدوم الأعوام بالخير والتفاؤل.اللهم اجعل هذا العام عامًا مليئًا بالتجديد والتغيير للأفضل.اللهم ارزقنا البركة في الوقت والعمل والعمر.اللهم اجعلنا من الذين يمشون على درب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا واعف عنا.اللهم اجعل لنا في هذا العام من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا.اللهم اجعلنا من الذين يقال لهم ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.اللهم اجعل هذا العام بداية لكل نجاح وتوفيق.اللهم ارزقنا الرضا بما قسمته لنا.اللهم اجعل لنا في هذا العام من كل بلاءٍ عافية ومن كل شرٍ وقاية.اللهم اجعلنا من الذين يسألونك فيستجاب لهم ويدعونك فيستجاب لهم.

بهذه الأدعية، نستقبل العام الهجري الجديد 1446 بأمل ورجاء في رحمة الله وعونه، سائلين الله أن يكون هذا العام عامًا مليئًا بالخيرات والبركات، وأن يحفظنا من كل سوء، ويغفر لنا ذنوبنا، ويهدينا إلى صراطه المستقيم. آمين.

مقالات مشابهة

  • محكمة تونسية تقضي بالسجن عاما ضد محامية انتقدت قيس سعيد
  • محكمة تونسة تقضي بالسجن عاما ضد محامية انتقدت قيس سعيد
  • محكمة تونسية تقضي بسجن محامية منتقدة للرئيس
  • تونس.. سعيد يحذر من “محاولات ضرب استقرار” البلاد قبل الرئاسيات
  • تفاصيل مثيرة بشأن اتهام البلوجر روكي أحمد ببث ونشر فيديوهات خادشة للحياء
  • اللهم اجعله خيرَا وبركة.. 30 دعاءً لاستقبال العام الهجري الجديد 1446
  • ليبيا تتجاوز تونس في عدد المهاجرين القاصدين إيطاليا
  • متى تبدأ عملية تصحيح الإمتحانات الرسمية؟
  • الأمن التونسي يوقف مرشحا رئاسيا بتهم فساد مالي
  • تونس.. اعتقال مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية