البلاد – الرياض
أكّد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، أن المملكة وبفضل استثماراتها الطموحة في التقنيات الحديثة، تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها مركزًا عالميًا للابتكار الرقمي، مشددًا على أهمية الشراكات الإستراتيجية في دفع عجلة التحول إلى العصر الذكي وتحقيق رؤية المملكة 2030.


جاء ذلك في جلسة في مؤتمر “ليب 25” أمس بعنوان “جلب التقنية للحياة”؛ بحضور عدد من قادة التقنية والابتكار والمستثمرين، وسلطت الجلسة الضوء على مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية، والدور الريادي للمملكة في التقنية والابتكار والانتقال إلى العصر الذكي.

وأوضح السواحه أن المملكة تعمل على تسريع وتيرة الابتكار التقني عبر استقطاب الشركات العالمية وبناء منظومة متقدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والكمّية، مشيرًا إلى أن التوجه المستقبلي يتطلب استباق التغيرات وتحليل اتجاهات السوق بدقة، لضمان الريادة والانتقال إلى العصر الذكي.
ويواصل “ليب 2025” ، الحدث التقني الأهم عالميا ، طرح رؤى جديدة حول مستقبل التقنية والذكاء الاصطناعي، والمزيد من الجلسات الحوارية والنقاشات التي تجمع قادة التقنية العالميين، في أضخم حدث يعكس يؤكد مكانة المملكة كمركز رئيسي للتحول الرقمي ووجهة جاذبة للاستثمارات التقنية ، والتزامها بتعزيز بيئة الابتكار وريادة التطوير التقني على مستوى العالم.
وشهدت جلسات المؤتمر على مدى اليومين الماضيين حوارات موسعة تناولت دور الذكاء الاصطناعي في التحولات الكبرى في مختلف القطاعات، والابتكار في تطوير الاقتصاد الرقمي وتعزيز الاستثمارات التقنية، بمشاركة نخبة من قادة الشركات العالمية والخبراء المتخصصين في مجالات التقنية، الذين أكدوا أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في مختلف القطاعات ، مشيدين بما تمتلكه المملكة من جميع المقومات التي تؤهلها كدولة رائدة في الابتكار التقني.

إطلاقات مليارية

شهد مؤتمر “ليب 25 ” التقني الدولي في يومه الثاني إطلاقات واستثمارات تقنية هي الأكبر من نوعها في المنطقة، تجاوزت قيمتها 7.5 مليار دولار، لدعم قطاعات البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار.
يشار إلى أن المؤتمر يأتي بتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة “تحالف” المشروع المشترك بين الاتحاد وشركة “إنفورما” العالمية وصندوق الفعاليات الاستثماري.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

"وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ مصطلح "وكلاء الذكاء الاصطناعي" ليس بالمصطلح الجديد، فقد سمعنا به كثيرًا خلال الفترة الماضية، والذي يعني ببساطة أنه نظام ذكي مُستقل قادر على إدراك بيئته، ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وتنفيذ الإجراءات لتحقيق أهداف محددة دون تدخل بشري، إلّا أنه برز مرة أخرى بعدما طرحت شركة Butterfly Effect الصينية وكيلها الاصطناعي "مانوس"، والذي أحدث ضجّةً كبيرة حول العالم لكونه قادرًا على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، مثل إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة؛ بدءًا من اختيار القالب المناسب، وتصميم الهيكل، وإضافة المحتوى، وصولًا إلى إطلاق الموقع النهائي.

وهذا المستوى من الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام يعكس تقدمًا كبيرًا في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي ولهذا دعنا نبحر في هذا المصطلح ونكتشف معًا أنا وأنت عزيزي القارئ ماذا ينتظرنا في المُستقبل؟

في البداية، دعني أخبرك بأن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون هم يَدُنا اليُمنى في كل ما نقوم به في حياتنا في قادم السنوات، هم من سيديرون لنا مواعيدنا كما لو كانوا أفضل سكرتير وهم أيضًا من سيكونون مساعدينا الشخصيين الذين طلباتنا لهم مجابة وحاضرة في الوقت واللحظة، وهم من سيكونون وكلاء سفرنا وهم مساعدينا في العمل وفي البيت وفي الشارع وفي المراكز التجارية، هم من سيختارون لك لباسك بناءً على شكلك وجسمك، وهم من سيختارون لك عطرك بناء على درجة حرارة الجو والمكان الذي تقصده، وهم من سيختارون لك تخصصك الدراسي ومسارك المهني، وهم من سيقودون سيارتك وينجزون لك مهامًا وأنت في طريقك للعمل، وهم من سيكونون طبيبك ومعالجك وجراحك الذي يجري عمليته ببراعة دون أي تدخل بشري لا في التحريك ولا في اتخاذ القرار.

تخيَّل معي، عزيزي القارئ، كيف ستكون مهام عملك بوجود وكيل ذكاء اصطناعي يساعدك على إتمامها. فحسب التقارير، هذا الوكيل سيقوم بما يزيد عن 50% من مهام عملك، فكما جاء في الفيديو التعريفي لـ"مانوس"، فهو قادر على مراجعة السير الذاتية المقدمة لوظيفة ما، وبعد أن يقوم بدراستها، يختار الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وصحيح أن الأمر أعقد من مجرد قراءة سير ذاتية، إلّا أن هذا العمل الذي كان يتطلب الكثير من الوقت والجهد من موظفي الموارد البشرية، ها هو وكيل الذكاء الاصطناعي يختصر لك المُهمة ويُشيل عنك نصف العبء، والأمر لا يتوقف عند هذه المهمة فقط، فهناك الآلاف من المهام التي سيقوم بها وكيل الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام.

فمثلًا، لو كنت مُتداوِلًا في أسواق الأسهم، وجعلت وكيل الذكاء الاصطناعي هو من يدير لك عملية التداول، فهو سيقوم بكل ما يلزم من دراسة الأسواق، وقراءة التقارير المالية، وقراءة ما يُكتب في الصحافة، ويدرس لك وضع الشركات وخططها المستقبلية، ويقوم لك بالتداول من بيع وشراء دون أن تتدخل أنت. أو على الأقل، يقدم لك اقتراحات حول أفضل الاتجاهات في السوق، وأنت تقوم بتأكيد العملية. وهذا ما سيحدث في البداية، ولكن يومًا بعد يوم سيختار هو بدلًا عنك، واختياراته ستكون مقنعة ومنطقية أكثر منك أنت، عزيزي المتداول.

في قادم الوقت، حتى لو كنت تعمل في وظيفة حساسة كوزير مثلًا، سيكون لديك وكيلك الاصطناعي الذي يخاطب وكيلًا اصطناعيًا لوزير آخر، ويتفق معه على كل الصيغ المتاحة للتبادلات التجارية أو السياسية أو حتى المجتمعية أو الفنية أو الرياضية، ويخرج لك باتفاق مبدئي لا ينقصه سوى توقيعك البشري ليدخل حيز التنفيذ، وحمدًا لله إن بقي التوقيع البشري له قيمة في قادم الأيام، فبمجرد أن أعطينا الذكاء الاصطناعي السلطة على اتخاذ القرارات، سيبدأ بتعلم كيفية اتخاذها بشكل أفضل يومًا بعد يوم، وكل المهارات البشرية الحساسة سيبدأ الوكلاء بتعلمها وإتمامها بسرعة تفوق قدرتنا على مجاراتهم.

ما نحن مقبلون عليه باختصار هو أن حياتنا العملية والشخصية ستتغير للأبد. فوكلاء الذكاء الاصطناعي سيصلون إلى بيوتنا ويدخلون مطابخنا، وسيطرقون أبواب غرف نومنا ليقوموا لنا بمهام كثيرة؛ هم من سيختار وجبات طعامنا، وهم من سيطلب لنا طلبيات احتياجاتنا المنزلية، وهم من سيضعون لنا ميزانيتنا، وهم من سيختارون لنا شكل علاقاتنا.

ما الذي سيأتي مستقبلًا؟!

ستصبح حياتنا مُنقسمة إلى جزأين: جزء يقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي بملئه من مهام في العمل أو مهام حياتية، وجزء تقوم به أنت. وقد يكون هذا الأمر إيجابيًا في حالة أوكلنا لهذه الأنظمة ما يعكر علينا صفو الحياة، وجعلناها تساعدنا في تنفيذ أمور حياتنا وعملنا بطريقة أسرع وأسهل وأكثر دقة. ولكن في حال اعتمدنا عليها اعتمادًا كليًا، ستفوق علينا لدرجة أن تطغى، وتصبح الوكلاء تخاطب بعضها البعض وتدير حياتنا بناءً على صفقات من يشغل هؤلاء الوكلاء، أو نكون مجبرين على أن ندفع لهم جزءًا من أموالنا مقابل خدماتهم. فالأمر لن يكون مجانيًا، أعدك بذلك.

في النهاية، ما أردته هنا هو أن نفتح أعيننا للفرص المتاحة أمامنا مع هؤلاء الوكلاء. وأنا أتفق بأنهم سيكونون عونًا لنا في الكثير من الأمور، ولكن في مُعظم الأحيان ستكون قراراتهم مبنية على منطق عقلي أو حسابي. أما في حياتنا نحن كبشر، فإنَّ جزءًا كبيرًا من قراراتنا مبنية على الإحساس أو المشاعر، أو ما نسميه "إنسانية"؛ فكيف سيتعامل الوكلاء مع هذه النقطة تحديدًا؟ هو ما سنكتشفه أو ستكشفه لنا الأيام.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قادة الاتصالات العالميون يبحثون تحول قطاع التسويق الرقمي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي
  • محافظ قنا يُكرِّم وكيل وزارة التموين لحصوله على شهادة البرنامج التدريبي للمبادرة الوطنية لتأهيل قادة مصر الرقمية
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • «الدار» و«المدرسة الرقمية» تتعاونان لتعزيز مستقبل التعليم
  • الإمارات تقود الابتكارات المتطورة في مجال المركبات ذاتية القيادة
  • الإمارات تقود الابتكارات المتطورة بمجال المركبات ذاتية القيادة
  • "أدنوك" تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي