صحيفة البلاد:
2025-04-15@08:25:23 GMT

احترام الذوق العام

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

احترام الذوق العام

على شتّى الاختلافات بين الشعوب والمجتمعات، والتي لا تنحصر في الأعراق والأشكال والألوان ، ولا في الأديان والعقائد والأعراف ، لم يستهن أي مجتمع بشعيرة احترام الذوق العام أو يتجاهلها ، بل تم تنصيبها عرفاً من الأعراف السائدة لبعض المجتمعات كما هو الحال في مجتمعاتنا العربية ، ومخالفتها يعتبر من ضمن التعديات الأخلاقية التي تستلزم الإيقاف، و المساءلة القانونية، في حين أنها على الصعيد المجتمعي، تعتبر صورة معبرة عن الرقي، ونبذ للهمجية المفتعلة ، حيث أن الفرد يعد حجر أساس
لأي كيان مجتمعي يتم تشيده، وواجهة فولاذية، تنصهر فيها جميع السمات والصفات الفردية التي تشكل التباين في التصنيفات.


في اعتقادي أن تطبيق نهج حماية الذوق العام، يعتبر وسيلة لتهذيب سلوكيات الأفراد في إطار المسحات الشخصية، سواء تجاه أنفسهم، أو تجاه الآخرين، فالتقيُّد بالأداب العامة، ماهو إلا دليل على الحفاظ على المباديء والقيّم في المقام الأول، واحترام الذات في المقام الذي يليه،
فهناك الكثير من السلوكيات والتصرفات التي لا يكفي استنكار المجتمع لها ، خاصة إن كان تأثيرها سلباً ، ومرهقاً، بأن تتقبله أي فئة من فئات
المجتمع، لذا فإن فرض مخالفة الذوق العام على الجميع ، و دون استثناء في مجتمعنا، يساهم في الانضباط، وعدم التعدّي على الثقافة الاجتماعية ، مع مراعاة الرأي العام، وحفظ حق الفرد في رفض كل مايبدد أواصر المجتمع ،لاسيما أن المجال مفتوح أمام الجميع في الإبلاغ عن كل ما يخالف الذائقة العامة وينافيها.
ختاماً :
مقالتي هذة لاتخص المجتمعات المتدهورة أخلاقياً .

 

Wjn_alm@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذوق العام

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها

يتبادر تساؤلٌ في أذهاننا فحواه هل بات شبابنا في حاجة للمهارات الناعمة؟، والإجابة بعد البحث، والتحري: نعم؛ حيث حتمية اكتسباها، وهذا يرجع إلى أهميتها في إحداث توازن لديهم؛ فهناك ضرورة لأن نتبنى خططًا تنير لنا الطريق، وتعمل على توجيه خطواتنا في الاتجاه الصحيح، وتكشف لنا مدى تقدمنا فيما نحن منوطين به، بل وتدفعنا إلى المزيد من العطاء؛ بغية جني الثمار، وتساعدنا في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وهنا نوقن أن التخطيط مهارة ناعمة قد أضحت لا تمت للاختيار بصلة.

رغم إتقان كثير من شبابنا الواعد للمهارات النوعية في مجالاتها المختلفة؛ إلا أنه ثمت شكوى من ضعف مهارات التواصل الكلي؛ حيث تقتصر آليات، وصور التواصل على البيئة الرقمية، وقد لا يتعدى حدود تبادل المعلومات، أو البيانات، أو الخبرات ذات الاهتمام المشترك وفق بروتوكول قد تم التوافق عليه؛ لكن ما يعوز شباب اليوم، والغد يتمثل في مهارات ناعمة تتعلق بالاتصال، والتواصل المباشر؛ حيث مقدرة الفرد على الحوار، والمناقشة، وإبرام تفاهمات مع الآخرين بصورة مباشرة؛ فنلاحظ فنون التعامل، ونرصد حالة الاندماج، والتفاعل والمقدرة على التعبير عن المشاعر، ولغة الجسد التي تشير دلالتها إلى معان ذات مغزى يفهمها الآخرون بسهولة، ويسر.

إن فقد التواصل الكلي، أو حتى مرحلة منه يؤدي بالإنسان إلى حالة من جفاء المشاعر، وصعوبة تقدير الجوانب الإنسانية لدى من يتعامل معهم؛ فتبدو هناك لا مبالاة تجاه ما يحتاجه الغير من وجدانيات تعد ضرورية لبقاء العلاقات في صورتها المنشودة؛ ومن ثم فقد تُبتر العلاقات، أو تتوقف حينما ينتهي الفرد من المهمة التي يؤديها مع الآخرين، وهذا لا يمكنه من أن يعقد علاقات اجتماعية، ولا يؤهله لمزيد من التواصل الاجتماعي بالآخر، كما أن اللفظية تصبح في حالة من الفقر؛ إذ يفقد الشاب المقدرة على التواصل اللفظي في الغالب.

في ضوء ما تقدم نؤكد على أهمية التواصل باعتباره مهارة ناعمة داعمة للفرد؛ كي يصبح مؤهلًا؛ للانغماس مع الآخرين، وهنا نقصد صورة العمل الجماعي؛ حيث تقاسم المهام، والأداءات، وشراكة المراحل، والمسار؛ فيعمل ذلك على تعضيد العلاقات، وتقوية أطر المحبة، والانسجام بين الأقران، أو الأصدقاء حتى وإن تباينت الخبرات، وتدخلت العديد من المتغيرات سواءً ارتبطت بالعمر، أو النوع، أو البيئة الاجتماعية، أو غير ذلك من المؤثرات التصنيفية التي يصعب حصرها لكثرتها.

إن العمل بروح الفريق مهارة ناعمة تشعر الجميع بالرضا، والمودة، والتقارب، بل وتحث الإنسان على الالتزام بتكليفاته؛ فيبدو حرص الانتهاء من المهمة في قمة الأولويات، وتبدو إدارة الوقت لها مكانة خاصة في وجدانه؛ وهذا ما يجعله متبنيًا لجدول زمني يحد من هدر ثمين للوقت، ويشجعه نحو بلوغ غايته؛ لذا فقد باتت إدارة الوقت من المهارات الناعمة ذات الأهمية القصوى.

المرونة التي يتحلى بها الإنسان منا تجعله قادرًا على تحمل المسئولية، بل ولديه طاقة تفكرية تساعده في إدارة التحديات، أو الأزمات التي قد تواجهه في إطار مؤسسي، أو مجتمعي أو حياتي، وهذا بالطبع يحد من التداعيات التي قد تنجم عن ذلك، وتتيح الفرصة لمزيد من التفكير؛ كي يصل الفرد إلى بدائل عديدة يشكل أحدها حلًا لا بأس به في تجاوز الأزمة، أو المحنة، أو الإشكالية؛ ومن ثم نؤكد على ضرورة اكتساب فنيات إدارة الأزمات باعتبارها من المهارات الناعمة الرئيسة التي منحنا فرصة مواصلة الطريق مهما تفاقمت الصعوبات.

ما ذكر من مهارات ناعمة يصعب أن ينفك عن ضرورة امتلاك الفرد لنمط التفكير الناقد؛ حيث المقدرة على التفسير، والاستنتاج، والاستنباط، وإقامة البراهين، وتقديم الحجج، ناهيك عن وعي بطرائق التغلب على المشكلات، وفق مراحل تعتمد على توظيف المعطيات؛ كي يصل الإنسان منا لحل مُرْضٍ يسهم في تجاوز المحنة، أو كسب القضية؛ ومن ثم يستطيع أن يصنع قرارًا صائبًا، ويتخذه، ويتحمل مسئوليته، وهذا يعزز في أذهاننا ضرورة امتلاك الفرد لفنيات النقد البناء؛ لذا صارت مهارات التفكير الناقد من المكونات الأساسية للمهارات الناعمة.

أعتقد أن المهارات الناعمة في مجملها يجب أن يكتسبها شبابنا صاحب الفكر، والرؤية الطموحة؛ كي يحدث ما نسميه التوافق، والتكيف النفسي داخل الفرد، ومعه الآخرون؛ لذا فإن التدريب عليها يعد من الأولويات التي تقع على عاتق كافة المؤسسات المعنية ببناء الإنسان؛ فما أجمل من تفاعلات اجتماعية سوية! تحدث أثرًا مرغوبًا فيه بشتى المجالات التنموية ببلادنا الحبيبة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • مجلس محافظة الزرقاء ومديرية الثقافة يناقشان الخطة الثقافية لهذا العام .
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • فريق "مسؤوليتي" في بنك نزوى يواصل مبادراته التطوعية لخدمة المجتمع
  • ظهر بملابس غير لائقة.. بلاغ يتهم محمد رمضان بالتشجيع على التسيب الأخلاقي
  • 8 نصائح من وزارة الصحة للوقاية من مرض الربو
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟
  • قرقاش: عقدة «الإخوان» تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها
  • السودان يعتبر من دول خط المواجهة.. محملة مكافحة الجراد الصحراوي بولاية البحر الأحمر