الثورة نت:
2025-03-14@03:00:49 GMT

‏( كورونا في زمن معتقلات مارب )

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

 

قصة إنسانية لمشاهد حقيقية تستند إلى وقائع حقيقية مؤلمة وموثقة من سجون مارب يرويها أحد المعتقلين لأحد مشاهد عذابات المعتقلين هنالك .
الجزء الأول: الزنزانة التي تبوح بالكوابيس
في زنزانةٍ لا تتجاوز مساحتها مترين في متر، تحت أرضية سجن مارب، كان «أحمد» (اسم مستعار) وعشرة معتقلين آخرين يُقاسون الاختناق اليومي.

لم يكن هناك فراشٌ يلطّف صلابة البلاط البارد، ولا ماءٌ نظيف يُطفئ عطشهم ولا يوجد حمام حقيقي يُخفف من رائحة العفن التي تسكن الجدران عدا كرسي مخلوع نهاية الغرفة الصغيرة استخدموه كمرحاض للتبول بدون أي خصوصية.
كانوا ينامون متشابكي الأطراف كقطعٍ من خشب البناء المُهمل، يتقاسَمون همسات الألم، وحكايات الاختفاء القسري، وذكريات عائلاتهم التي لا يعرفون إن كانت لا تزال تبحث عنهم.
ليالِ وأيام طويلة للغاية وقاسية للغاية كان أحمد يبكي فيها كلما كان ينجو من وجبة الجلد المتواصل على يد السجانين، فهم لا يعرفون الوقت ولم يشاهدوا الشمس منذ أكثر من عام وتم نقلهم لهذه الزنزانة كعقاب مضاعف .
الجزء الثاني: الوباء يدخل الزنزانة
مع تفشي جائحة كورونا، تحول السجن إلى جحيمٍ أكثر قسوة، لم يهتم الحراس بإجراءات الوقاية، بل استخدموا الوباء كسلاحٍ جديد. في إحدى الليالي، فُتح باب الزنزانة بعنف، ودُفع بداخلها معتقلٌ جديدٌ نحيل الجسد، يرتجف من البرد والسعال، عيناه مليئتان بالارتباك. أخبرهم بصوت واهن مبحوح أنه «مصاب بكورونا»، ثم أُغلق الباب.
الجزء الثالث: التقيؤ.. والموت البطيء
بدأ الرجل يتقيأ إفرازاتٍ سوداء تنزل كالحمم على أجساد المُعتقلين، الذين حاولوا بدورهم دفع بعضهم للابتعاد، لكن الزنزانة الضيقة جعلت الحركة مستحيلة. ظل الرجل يتشبث بأنفاسه طوال الليل، بينما كان «أحمد» وزملاؤه يمسحون القيء بأيديهم العارية، وينادون الحراس طلباً للنجدة.. لم يأتِ أحد.. مع الفجر، انتهت المعاناة بجثةٍ بلا حركة، تملأ الزنزانة رائحة الموت.
الجزء الرابع: حتى الموت صار رفيقنا
روى «أحمد» كيف حاولوا إنقاذ الرجل بوسائلهم البدائية: دلكوا صدره بأيديهم، ونادوه بأسماء الله الحسنى، وحتى «شتموا» المرض علّه يتراجع. لكن كل شيء كان بلا فائدة. قال أحد المعتقلين بصوتٍ مكسور: «هنا حتى الموت يُهيننا… يتركنا نُحصي ثوانيه كالعقاب». عندما جاء الحراس في الصباح، أخرجوا الجثة ببرود، ورموها في عربة الإسعاف العسكرية، بينما كان السجناء يغسلون أجسادهم بماءٍ آسنٍ من دلوٍ صدئ..
*   *    *
‏الجلاد عندما تبدلت الأدوار وانعكست الحكاية
حدثني أحد الناجين من معتقلات مارب، والذي ذاق خلال عامين من الأسر صنوف العذاب بمختلف أنواعه بحادثة تفصح عن الفارق بيننا وبينهم.
عندما تتبدل الأدوار وتنعكس الحكاية ليصبح الجلاد ضحية !!
يبدأ قائلا: إنه بعد الإفراج عنه قبل ثلاثة أعوام تم استدعاؤه من قبل جهة أمنية هو ومجموعة من رفاق أحد معتقلات مارب وعندما وصلوا لذلك المكان أدخلوهم لغرفة كان فيها معتقل مغطى رأسه.
جلس هو وأربعة من رفاقه على كراسٍ متجاورة ليقوم أحد الحراس برفع غطاء الرأس عن ذلك المعتقل لتكون المفاجأة التي صعقتهم.. إنه أشهر جلادي معتقل مارب!!
لم يصدقوا أنه هو وعادت بهم الذاكرة لسنوات الاعتقال وصنوف العذابات التي نالوها على يديه..
كان يضربهم ضرباً مبرحاً ويتسلى بوضعهم في عجلات سيارات وركلهم ليتأرجحوا داخلها .
كان يعاملهم بوحشية كالحيوانات يهينهم يصفعهم مراراً بلا سبب ويكيل لهم الشتائم النابية والمهينة..
يمنعهم من النوم ويرميهم كالجرذان في أقبية المعتقل الشهير بالتعذيب .
أخبرني أن الجهة الأمنية أخبرتهم فيما بعد أنه تم اعتقاله في إحدى جبهات القتال أثناء إحدى المعارك .
كانوا يشاهدونه وبداخلهم مشاعر متضاربة شتى فيما هو يشاهدهم في صمت وقد عرفهم جميعاً وعرفوه كذلك .
حتى بدأ أولهم بالنهوض من على الكرسي والذهاب نحوه.. نظر في عينيه طويلا ومد له يده ليصافحه واخرج من جيبه بعض المال الذي بحوزته وناوله ومضى .
يحدثني أنهم جميعهم قاموا بذات العمل صافحوه ودعوا له بالهداية وأعطوه كل ما يمتلكوه من مال وغادروا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المخابرات الألمانية تؤكد: كورونا نشأ في أحد المختبرات بمدينة ووهان الصينية

المخابرات الألمانية تؤكد: كورونا نشأ في أحد المختبرات بمدينة ووهان الصينية

مقالات مشابهة

  • بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الانسان من مارب ينهي فصولا مؤلمة من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلة بهيجة من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..
  • البوابة نيوز في ضيافة العتاولة
  • بدرة تكشف حقيقة النصب عليها في كامل العدد ++
  • أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة
  • مواجهات مسلحة بين مليشيات الإصلاح وقبائل الحدد في مارب
  • المخابرات الألمانية تؤكد: كورونا نشأ في أحد المختبرات بمدينة ووهان الصينية
  • بالصورة.. في حوار مع إحدى الصحف المصرية.. الممثلة السودانية المتألقة إسلام مبارك تكشف عن النجمة المصرية التي حببتها في التمثيل
  • أداء باهت وأحداث مفككة.. لهذه الأسباب يخيب "العتاولة 2" آمال جمهوره
  • أحمد التهامي: ركوب الخيل من الرياضات التي حثّ عليها النبي
  • حنان شومان: هناك شريحة مضمونة من الجمهور ستشاهد الأجزاء الجديدة لمسلسلات رمضان