الثورة نت:
2025-05-02@08:47:42 GMT

هل نحن مستعدون للمستقبل أم عالقون في الماضي؟

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

نظرة على القضية الفلسطينية ودور اليمنيين بعد ثورة 21 سبتمبر

ترك التاريخ بصماته العميقة على الهوية الفلسطينية، حيث شكلت النكبة عام 1948 وما تلاها من احتلال ومعاناة ملامح النضال الفلسطيني المستمر. في المقابل، ظل الشعب اليمني، على مر العقود، وفيًا للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.

منذ ثورة 21 سبتمبر 2014، شهد هذا الالتزام تحولًا نوعيًا يعكس تغيرًا جوهريًا في نظرة اليمنيين نحو قضيتهم وقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
مثلّت الثورة منعطفًا في إعادة صياغة مواقف اليمنيين تجاه قضايا التحرر والمقاومة، حيث ترسخت فكرة الوقوف بصلابة ضد الهيمنة والاستبداد، وهو ما انسجم مع روح القضية الفلسطينية. ظهر هذا جليًا بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقها الشعب الفلسطيني، حيث كان لليمنيين موقف عملي واضح، تجسد في إطلاق الصواريخ والمسيرات دعمًا للمقاومة الفلسطينية، في رسالة للعالم بأن اليمن ليس فقط متضامنًا، بل حاضرًا في معركة التحرر بوسائل ملموسة.
هذا الدعم لم يكن مجرد حدث عابر، بل يعكس التحامًا روحيًا ونضاليًا بين الشعبين. يرى اليمنيون في القضية الفلسطينية صورة مكبرة لمعاناتهم في مواجهة العدوان، مما يجعل دعمهم لها مسألة مبدأ وهوية. ومنذ ثورة 21 سبتمبر 2014، جسد الشعب اليمني مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل أكثر وضوحًا وصلابة، حيث أصبحت فلسطين جزءًا من وجدان الشعب اليمني. وقد أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي هذا الموقف بقوله: “قضيتكم هي قضية شعبنا الأولى، وشعبنا يحمل راية الجهاد وهو يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.”
عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقها الشعب الفلسطيني مثلت نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، أوضح السيد عبد الملك الحوثي أن هذه العملية “أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول الآخرون تغييبها من المشهد.” تجلى دعم اليمنيين العملي من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة دعمًا للمقاومة الفلسطينية، في رسالة واضحة بأن اليمن حاضر في معركة التحرر بوسائل ملموسة.
التغير في سياسات اليمن بعد الثورة يظهر أن الشعب ليس عالقًا في الماضي، بل يتبنى نهجًا واقعيًا نحو المستقبل، يجمع بين حفظ الذاكرة التاريخية والمشاركة الفاعلة في الحاضر. فإطلاق الصواريخ لدعم المقاومة الفلسطينية ليس مجرد تعبير عن التضامن، بل تأكيد على أن اليمنيين جزء من معركة الأمة الكبرى ضد الاحتلال والظلم.
القضية الفلسطينية ليست فقط قضية سياسية أو جغرافية، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تحتاج إلى جهود كل شعوب العالم. واليمن، من خلال التزامه العميق بعد ثورة 21 سبتمبر، يثبت أنه ليس عالقًا في الماضي أو أسيرًا للذكريات، بل يتقدم بخطى واثقة نحو مستقبل مشترك مع فلسطين، مستمدًا قوته من روح المقاومة والحرية.
في الختام، يظهر الشعب اليمني أن التمسك بالحقوق لا يعني الجمود في الماضي، بل هو دافع لصناعة مستقبل تسوده العدالة والكرامة. مع استمرار النضال الفلسطيني، سيظل اليمن في طليعة الداعمين، حاملًا رسالة واضحة: نحن مستعدون للمستقبل، ولن نتخلى عن فلسطين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة ثورة 21 سبتمبر الشعب الیمنی فی الماضی

إقرأ أيضاً:

دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين

محمد الجوهري

تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.

ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.

في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.

وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.

مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.

وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.

ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.

وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.

مقالات مشابهة

  • قيادي بحركة فتح: مصر تتحمل مسئولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية
  • القضية حفظت مرتين.. محامي الطفل ياسين يكشف تفاصيل معركة عودة الحق
  • السعودية والأردن تبحثان تحضيرات مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • قبائل ريف البيضاء تعلن النفير العام وتؤكد: معركة اليوم معركة كرامة ومصير
  • وزير الثقافة يبحث تنفيذ خطة الطوارئ ويؤكد تكامل الجبهة الثقافية مع معركة غزة
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: ندعو كل الدول لـ دعم الحكومة الفلسطينية وخطة إعمار غزة
  • قيادي بالمؤتمر: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» خطوة جديدة من الدولة لدعم القضية الفلسطينية