بغطرسة صهيونية، وبتفكير أرعن، بجنون التحكم والتسلط والانبهار، بحب الظهور والنجومية ولفت الأضواء لجرذ ما استلم زمام حكم الولايات المتهالكة حتى سال لعابه لكثير من القرارات التي قد تكمن إلا من شخص هزيل النفسية، قوي الصهيونية، يمارس انتهاكات وجرائم سلطته على الشعوب المستضعفة، يعيش ترامب في وهم جنون العظمة الفارغة، والألعاب التجارية الرخيصة، وكأنه يدير صفقات وليس قضية شعب وحقوقه، المغرور الذي يظن أن العالم بقوانينه وأحكامه خاضع لنزواته وقراراته، يتعامل مع فلسطين وكأنها قطعة أثرية يعرضها للمزاد، متجاهلًا أنها وطنٌ لشعبٍ حرٍّ أبيّ وتاريخ بطولة واستبسال لأكثر من76 عاماً، قدّم وما زال يقدّم التضحيات وأنهار من الدماء لأجل حريته واستقلاله، ولن يقبل بغير التحرير الكامل مهما كلّف الثمن.
بممارسة تاجر، وتفكير مجرم منتهك للحقوق، وما يثبت به المشروع الصهيوني؛ يصر ترامب على تهجير أبناء غزة، في خطوة قد يظنها البعض أنها جريئة، ولكن من يرى بعين البصيرة ما هي إلا خطوة حتمية تنهي جنون عظمة المغرور رجل الأعمال في ولايته الرابح في دول التطبيع.
إنها اللحظة التي يتوهم فيها ترمب أنه بقراراته الجائرة على الأمم والشعوب قد بلغ الذروة ، بينما هو في الحقيقة قد دخل مرحلة الأفول، لحظة من النشوة والتعالي، تسبق السقوط المدوي الموجع والمميت، لحظة يظن فيها أنه وصل إلى سيادة أبدية، بينما يدبّ في أطرافه الفناء دون أن يعي ذلك.
ولايات متحدة بقوانينها الدولية الساخطة وما هي إلا متهالكة صدعة، بنايات شاهقة للسحاب وما هي إلا هشة مبنية من أشلاء المستضعفين وظلم الشعوب وجزية الدول المطبعة، نعم هكذا هي دولهم، اهتموا بالمباني الضخمة وبناء الحضارة والتطور، ونسوا بناء الإنسان والبشر، ليكونوا بذلك أقبح صورة تكون عليها البشرية.
إن ما يستنزف ترامب وقراراته اليوم ليس أكثر من نفوذ اليهود في قلب صهيونيته السياسية والاقتصادية، إنه سرطانٌ ينهش في عافية الأمة الإسلامية والعربية، بدأ بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وها هو اليوم يقترب من مصر والأردن، يورطهما في صراعاتٍ باعتقادهما أنها ليست لهما، يحكم قبضته على دوائر صنع القرار، يفرغها من هويتها، ويدفعها لتكون آلةً طيعة لمشاريع لا تمت لها بصلة سوى أنها سكتت وانحازت عن نصرة فلسطين في معركة «طوفان الأقصى» وما سبقها من المعارك المصيرية، نتيجة حتمية للتخاذل عن نصرة الحق الذي يوّرث الذّل والمهانة، ويجعل من الدول الراضخة المملوكة للغرب الكافر ورهينة قراراته محط سخرية٬ وما نشاهده ويحصل اليوم لحاكمي مصر والأردن٬ هو خير دليل.
اليوم لم يعد الصراع بين محتل ومقاوم لقد تجاوزت غزة ومظلوميتها الزمان والمكان، وتعدت الجغرافيا والتاريخ والإنسانية، شعب يواجه المحتل بعزيمة لا تلين وإيمان ثابت كرسوخ الجبال وثقة شامخة بشموخ قاداتها الشهداء، وعلى المعتوه ترامب وأعوانه أن يدركوا أن فلسطين ليست ورقة مساومة يُذهب بهم أين ما قرروا، وليست ملكًا للصهاينة أو لأسيادهم في واشنطن ولندن، بل هي أرض كتب تاريخها بالدم، ولن تمحوه قرارات خائنة أو اتفاقيات مذلة.
ستبقى فلسطين لشعبها، والاحتلال إلى زوال لا محالة، هذا وعد الله و من أصدق من الله وعدا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فلسطين للأمن القومي: الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية
قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن الدولة المصرية كان لها موقف واضح من فكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، حيث رفضت مصر هذا التخطيط الصهيوني وطالبت بإعادة إعمار غزة بعد تنفيذ قرار حل الدولتين باعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وأكد اللواء حابس الشروف، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة خطة واقعية ونالت تأييد عربي واضح، وهذا التأييد العربي أدى إلى تراجع أمريكا بشأن التهجير القسري للشعب الفلسطيني واقتناعها بأن الحلول السياسية السلمية هي الأمر المتاح والمقبول.
وأضاف في حديثه، أن نتنياهو يبحث عن مخرج للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية التي يواجهها الآن، حيث أصبحت الرؤية الأمريكية تختلف في بعض النقاط عن الرؤية الصهيونية، كما أن أسر المحتجزين يشكلون ضغطًا واضحًا الآن على الكيان الصهيوني.