لبنان ٢٤:
2025-03-04@12:01:46 GMT

كيف نُقنع الخارج بالاستمرار في مساعدة لبنان؟

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

كيف نُقنع الخارج بالاستمرار في مساعدة لبنان؟


على رغم الموقف الواضح والصريح لعدد من الإعلاميين، الذين لا يزالون يحترمون مهنتهم ويقدّسون رسالتهم، مما تعرّضوا له من الشركة المنظّمة لحفل الفنان عمرو دياب، رغم التبريرات اللاحقة، فإن الذين يراقبون الوضع اللبناني من الخارج بقلق و"يعتلون همّ اللبنانيين" شاهدوا حفل هذا الفنان، هذا "الزحف البشري"، وأطلعوا على ما صُرف فيه من أموال طائلة كان يُقال لهم إنها غير متوافرة لدرجة أن المستمع إلى ما يتعرّض له اللبنانيون من أزمات وإذلال وفقر وجوع أدمعت عيناهم، ولم يتمكّنوا من كبت مشاعرهم تجاه هذا الشعب المعذّب، وتعاطفهم معه إلى أقصى الحدود.

  ولكن بعدما شاهدوا ما لم يشاهدوه من قبل استولت عليهم الدهشة والاستغراب، ولم يستوعبوا للوهلة الأولى أن ما يشاهدونه يحصل في البلد، الذي قيل لهم عنه إنه ينهار وينازع، واقتصاده في حال يرثى لها، وشعبه يجوع. فكيف يكون هذا الشعب، الذي "زحف" كثيرون منه بالثياب البيضاء لحضور حفلة لا يعود ريعها أو بعض منها لأعمال خيرية، أو لمساعدة من ليس في معجنه كسرة خبز، أو حتى لسداد ما يتوجّب على هذا الفنان من ضرائب لمصلحة الخزينة اللبنانية .  فكيف يمكن بعد هذا الحفل، الذي كان ناجحًا جدًّا، وحصد أرباحًا قُدّرت بمئات الآف الدولارات، أن نقنع الذين كانوا حتى الأمس القريب يتعاطفون مع لبنان، ويرسلون إلى مختلف فئات الشعب اللبناني، ومن دون تمييز وتفرقة ما يستطيعون إليه سبيلًا من مساعدات "فلس الأرملة"، بالاستمرار في وقوفهم إلى جانب من هم حقيقة في حاجة إلى هذا الدعم الانساني، وأن يدفعوا غيرهم إلى مدّ يد المساعدة لشعب يُسام بكل هذا العذاب؟  وهذا لا يعني بالطبع أننا ضد الفرح، وضد ثقافة حب الحياة، أو ضد الحفلات الفنية التي "تجتاح" لبنان بعرضه وطوله، وقد كنّا أول الذين شجعوا على القيام بمثل هكذا حفلات ترفيهية ترّوح عن النفس وتبعد الحزن، الذي يخيّم على المنازل، التي تفتقد هذه الأيام الحارة لقليل من "برودة" محرومة منها بفعل غياب "كهرباء الدولة". 
أذكر أنه في خلال الحرب القذرة، التي لم يوفرّ أذاها لا البشر ولا الحجر، زار وزير خارجية المانيا (لم أعد أذكر اسمه) بيروت للاطلاع على ما يحتاج إليه اللبنانيون من مساعدات ممكنة لكي يستطيعوا أن يصمدوا في وجه الأعاصير والمؤامرات، فرأى أن في عاصمة لبنان، الذي قيل له إنه يتعذّب كثيرًا، عددًا من سيارات "المرسيدس" يفوق أعداد السيارات الموجودة في المانيا كلها، وهي مصنّعة محليًا. وبعد هذه المشاهد قطع زيارته وعاد مسرعًا إلى بلاده، ولم يعد إليه إلاّ سائحًا.  صحيح أن الشعب اللبناني يحب "الكّيف والبسط والفرفشة"، وهو لا يترك مناسبة إلاّ ويكون مشاركًا فيها، حتى ولو اضطّر إلى الاستدانة، ولكن ما هو عكس ذلك هو الأصحّ. فلـ "الكيف والبسط والفرفشة" أوقات، ولكن لا يُخفى أن ثمة أناسًا، وأنا أعرف منهم كثيرين، ينامون من دون عشاء ليوفرّوا ما تبقّى في معجنهم لأولادهم. والأهمّ من كل هذا أن هذه "الظواهر"، التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لن تدوم، وهي كفقاعات الصابون، لا تلبث أن تتلاشى، حيث تظهر حقيقة الوضع بما فيه من بشاعات، وقد سارعت وزارة البيئة إلى لمّ ما تركه جمهور عمرو دياب من قاذورات وبقايا خلفتها "حضارة القمصان البيضاء".     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"مباحثات موسعة".. الرئيس اللبناني: زيارتي للسعودية فرصة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين  

 

 

بيروت - بحث الرئيس اللبناني جوزاف عون مع ولي العهد السعودي في الرياض الإثنين3مارس2025،  سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال أول رحلة خارجية منذ انتخابه قبل نحو شهرين بدعم من دول عدة على رأسها الولايات المتحدة والمملكة، على أمل أنّ تؤدي الزيارة لإنعاش اقتصاد بلاده المنهار.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية الثرية، "ورئيس الجمهورية اللبنانية يعقدان جلسة مباحثات رسمية"، في قصر اليمامة في الرياض.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية الأمير محمد وهو يستقبل عون قبل أنّ يستعرضا حرس الشرف.

من جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ الزعيمين عقدا "مباحثات موسعة".

وأضافت أنّ "هذه المحادثات تصبّ في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة".

وفي وقت سابق الإثنين، نقلت الرئاسة اللبنانية على منصة إكس  عن عون قوله "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين".

واعتبر عون زيارته للسعودية "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية" ومناسبة أيضا للإعراب عن "تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".

ويرافق عون وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.

وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام إنّ الزيارة "تعتبر إعادة افتتاح للعلاقات الثنائية بعد فترات توتر خلال السنوات الماضية".

وعادت السعودية مؤخرا إلى المشهد السياسي في لبنان بعدما انكفأت طويلا بسبب رفضها تحكّم حزب الله المدعوم من إيران بالقرار اللبناني.

وكان عون أعلن بعد يومين على انتخابه أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد، انطلاقا من دورها "التاريخي" في دعم لبنان وتأكيدا "لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي".

وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تتخذ في لندن مقرا، نوّه عون الجمعة بـ"العلاقة القديمة" بين البلدين.

وقال "آمل وأنتظر من السعودية وخصوصا ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان".

- "مفتاح انعاش الاقتصاد اللبناني" -

وشهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترا في السنوات الأخيرة، بلغ ذروته في العام 2021 حين استدعت دول الخليج بما فيها السعودية دبلوماسييها من بيروت بسبب انتقاد وزير لبناني للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

وأعلنت الرياض قبل ذلك في العام 2016، أنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان.

وفي شباط/فبراير 2016، حثت السعودية مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان والموجودين فيه على مغادرته، قبل أن ترفع الحظر بعد ثلاث سنوات.

وعادت الرياض وفرضت في أيار/مايو 2021 حظرا على سفر مواطنيها إلى لبنان لا يزال ساريا.

وأشارت الخبيرة سيف علام إلى أنّ عون يعوّل على الزيارة "لتكون مفتاح إنعاش الاقتصاد اللبناني عبر البوابة السعودية".

وأضافت "إذا بدأ الدعم السعودي من المتوقع ان يعقبه الدعم الخليجي كله ثم تزداد ثقة الداعمين الغربيين فيما بعد وتتوالى المساعدات التي ينتظرها لبنان".

ويأمل لبنان كذلك أنّ تؤدي الزيارة إلى رفع حظر السعودية لسفر مواطنيها للبنان وحظر استيراد المنتجات اللبنانية.

وتابعت سيف علام "يعوّل اللبنانيون على استئناف الصادرات اللبنانية للسعودية بعد حظرها لفترة طويلة بسبب تورط بعض المصدرين في تهريب المخدرات إلي المملكة".

- تغييرات إقليمية مؤثرة -

وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة انتخاب عون رئيسا.

وفي كانون الثاني/يناير وبعد انتخاب عون وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة جديدة، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن "الثقة" بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات.

وحظي انتخاب عون رئيسا بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعما رئيسيا للبنان قبل أن يتراجع تباعا اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة حزب الله.

وجاء انتخاب عون رئيسا للبلاد في 9 كانون الثاني/يناير، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل، إذ خرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية، وبعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

ويعوّل لبنان على دول الخليج، خصوصا السعودية، لدعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دمارا واسعا في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • "مباحثات موسعة".. الرئيس اللبناني: زيارتي للسعودية فرصة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين  
  • باسم سمرة : ألتمس العذر لزملائي الذين لم يتمكنوا من حضور عزاء والدتي
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • الرئيس اللبناني: زيارتي للسعودية فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية وتقدير دور المملكة في دعم لبنان
  • الرئيس اللبناني يجري أول زيارة خارجية: نقدّر الدعم المستمر للسعودية
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية
  • الرئيس اللبناني يزور المملكة في أول جولة خارجية منذ انتخابه
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • لبنان تعلن عن استيرادها للنفط العراقي الخام بدلا من “الفيول”
  • الرئيس اللبناني: السعودية وجهة أولى لتعزيز العلاقات الثنائية