الرئيس الأمريكى يشعل الصراع بشراء القطاع .. والمستشار الألمانى: فضيحة
«أردوغان»: لا أحد يملك تهجير الفلسطينيين
جدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن الولايات المتحدة «ملتزمة بشراء غزة وامتلاكها»، وإنه قد يسمح لدول أخرى فى الشرق الأوسط بالمساعدة فى تطويرها. وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية أول أمس : «فكروا فى الأمر باعتباره موقعًا عقاريًا كبيرًا، والولايات المتحدة سوف تمتلكه، وسوف تعمل ببطء شديد على تطويره».
وتابع ترامب «فيما يتعلق بإعادة إعماره، فقد نعطيه لدول أخرى فى الشرق الأوسط لبناء أقسام منه. وقد يقوم آخرون بذلك تحت رعايتنا». وأشار ترامب الى أن الولايات المتحدة ستجعل غزة «موقعًا جيدًا جدًا للتنمية المستقبلية من قبل شخص ما... يمكن للناس أن يأتوا من جميع أنحاء العالم ويعيشوا هناك. وقال إنه سيفكر فى السماح لبعض الفلسطينيين بالاستقرار فى الولايات المتحدة على أساس كل حالة على حدة.
وقال ترامب للصحفيين «شاهدت الرهائن وهم يعودون ويبدو أنهم ناجون من الهولوكوست. كانوا فى حالة مروعة. كانوا نحيفين». وأضاف «لا أعلم إلى متى يمكننا أن نتحمل هذا... فى مرحلة ما سنفقد صبرنا. عندما أشاهد ذلك، أعلم أن لدينا اتفاقًا حيث من المفترض أن نمرر الكرة ونستمر فى المراوغة، لكنهم فى حالة سيئة حقًا».
وكان قد أثار الاقتراح الأولى الذى قدمه ترامب الأسبوع الماضى للولايات المتحدة «بالسيطرة» على غزة وتشريد جميع سكانها رد فعل سريعا من كافة أنحاء العالم والمنظمات الحقوقية الدولية والبلدان المجاورة لفلسطين على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية بما فى ذلك الأردن، الذى يستضيف بالفعل ملايين اللاجئين الفلسطينيين. ومن المقرر أن يلتقى الملك عبدالله الثاني، الزعيم الأردني، بالرئيس فى واشنطن اليوم الثلاثاء بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
كما أثارت خطة ترامب للقطاع قلقا فوريا من الأمم المتحدة وغيرها من الجهات التى قالت إنها ستنتهك القانون الدولى . وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عندما سئل عن مقترحات الرئيس الأمريكي: «أى نزوح قسرى للناس يرقى إلى مستوى التطهير العرقى».
وفى السياق أكد توم فليتشر، منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة، بعد جولته فى الأراضى الفلسطينية المحتلة: «من الغريب فى الوقت الحالى أن نكون فى فترة يبدو فيها أن الحنكة السياسية قد تم استبدالها بالحنكة العقارية».
وأوضح أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءًا من أى حوار حول مستقبل القطاع. «سألت الكثير من الناس عن رأيهم، وقال كل واحد منهم: «نحن لن نذهب إلى أى مكان. سنعيد بناء منازلنا مرارًا وتكرارًا كما فعلنا».
ومن ناحية حماس استنكرت التصريحات بشدة حيث هاجم خليل الحية، القيادى فى حركة حماس، قائلا إن «مشاريع الغرب وأمريكا وترامب إلى زوال وسيكون مصيرها الفشل . وسنسقطها كما أسقطنا المشاريع السابقة. وأضاف : هذا عهدنا لأمتنا ولشهدائنا وشعبنا الفلسطينى لن ينسى أبدا كل من وقف معه».
ورد عضو المكتب السياسى لحركة حماس عزت الرشق بأن «غزة ليست عقارا يباع ويشترى وهى جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة، والتعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات وصفة للفشل وسخيفة».
ومن بين أبرز ردود الفعل الدولية الرافضة للمقترح، تصريحات للمستشار الألمانى أولاف شولتس واصفا مقترحه بـ«الفضيحة»، معتبرا خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسه على منصب المستشار المنتمى للتحالف المسيحي، فريدريش ميرتس، أول أمس أن «إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ويخالف القانون الدولي». وأضاف شولتس أن تسمية «ريفييرا الشرق الأوسط» فظيعة فى ضوء الدمار الهائل فى قطاع غزة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت خطة ترامب مقبولة بالنسبة لموسكو، أشار المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إلى أن 1.2 مليون شخص يعيشون فى غزة. وأضاف: من الجدير انتظار بعض التفاصيل هنا إذا كنا نتحدث عن خطة عمل متماسكة. نحن نتحدث عن ما يقرب من 1.2 مليون فلسطينى يعيشون هناك، وهذه هى القضية الرئيسية على الأرجح».
وقال بيسكوف «هؤلاء هم الأشخاص الذين وعدتهم قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحل الدولتين لمشكلة الشرق الأوسط، وما إلى ذلك. هناك الكثير من الأسئلة من هذا القبيل. لا نعرف التفاصيل بعد، لذلك يتعين علينا التحلى بالصبر».
وشدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن لا أحد لديه القدرة على إخراج سكان غزة من وطنهم الذى دمرته الحرب، رافضًا خطة ترامب لطرد الفلسطينيين والسماح للولايات المتحدة بالسيطرة.
وقال «إن المقترحات التى طرحتها الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن غزة تحت ضغط من القيادة الصهيونية لا تستحق المناقشة من وجهة نظرنا».
وأضاف مستشار ترامب للأمن القومى مايك والتز فى وقت سابق إلى أن ترامب يعرض دفعة أولية لجلب لاعبين آخرين فى المنطقة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حلول
وأوضح تحليل لصحيفة ذا ناشونال أن النهج العام الذى ينتهجه الرئيس الأمريكي، سواء فى المنطقة أو خارجها، يعتمد على تحديد مطالب عالية على الطريقة «الترامبية» النموذجية، باستخدام مزيج من الحوافز والتهديدات ولكن ما يظل حاسما هو الكيفية التى يتعامل بها مع التراجع عن التوقعات العالية التى حددها كما فعل للتو فى الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن ترامب ماهر فى خلق حالة من الارتباك والصدمة، ثم يتراجع إلى الوراء لمراقبة الاستجابة، وتقييم ما إذا كان يواجه عقبات كبرى أو مجرد انتكاسات طفيفة. ثم يقوم بتعديل وصقل نهجه، لكنه لا يتراجع تماما أبدا. ومعرفة هذا هو المفتاح للتعامل معه بشكل فعال. وطالبت المجتمع الدولى بزيادة الضغط للتراجع عن أفكاره بشأن غزة وإيجاد حلول سريعة للبدء فى إعادة الإعمار لوضع حد لهذة المخططات الاستعمارية.
فى الوقت نفسة أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن حقوق الشعب الفلسطينى والضفة بما فيها القدس وقطاع غزة ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة، وأن أية أفكار من هذا القبيل هدفها إطالة أمد الصراع وبقاء نتنياهو فى سدة الحكم فى إسرائيل، على حساب الشعب الفلسطينى ومعاناته والمنطقة واستقرارها.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يحاولان التغطية على جرائم الإبادة والتهجير والضم التى ارتكبتها ضد شعبنا، وفى مقدمتها جرائم التطهير العرقي، وتدمير كامل قطاع غزة، والبدء بتطبيق نسخة الدمار على الضفة الغربية المحتلة، إذ تواصل الترويج لشعارات ومواقف منفصلة عن الواقع السياسى وبعيدة عن استحقاقات الحلول السياسية للصراع، فتلقفت الحكومة الإسرائيلية فكرة التهجير وتسعى إلى تنفيذها بقوة الاحتلال، ضاربة بعرض الحائط أمن دول المنطقة والعالم واستقرارها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة الإسرائيلية وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حقوق الشعب الفلسطيني الولايات المتحدة الرئيس الأمريكى غزة ترامب الشعب الفلسطينى جرائم الإبادة والتهجير قطاع غزة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''
جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنديدها بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عزمه شراء غزة وتهجير سكانها، واعتبرتها تصريحات "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".
وفي بيان لها اليوم الاثنين، قالت حركة حماس إن غزة ليست عقارا يباع ويشترى، بل هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الحركة أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات وصفة فشل، وأن الشعب الفلسطيني سيُفشل كل مخططات التهجير والترحيل، فغزة لأهلها ولن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.
وأكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه.
جاء ذلك في تصريحات خلال مشاركة الحية في مسيرة بالعاصمة الإيرانية طهران إحياء للذكرى السنوية الـ46 للثورة الإسلامية الإيرانية.
وقال الحية إن "طوفان الأقصى" وحّد الأمة للدفاع عن غزة ضد العدوان الصهيوني، مضيفا "نقف هنا أمام العالم لنقول لكم إن طوفان الأقصى انطلق ليكون مقدمة لتحرير فلسطين".
وتابع "أما مشاريع الغرب وأميركا وترامب فإلى زوال، وسنسقطها كما أسقطنا غيرها من قبل، هذا عهدنا، وشعبنا لم ينسَ من وقف معه، ولن يسامح الغادرين والمتخاذلين والمتآمرين ومن اشترك مع الاحتلال في قتلنا وتدميرنا".
وأمس الأحد، قال ترامب في تصريحات خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه ملتزم بشراء قطاع غزة وامتلاكه، مدعيا أنه لم يبقَ شيء للعودة إليه في غزة، وأنها غير آمنة مطلقا، في إشارة إلى الدمار الذي لحق بها جراء الغارات الإسرائيلية.
وفي 4 فبراير/شباط الجاري كثف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كافة سكانها الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.