الكنيسة تبدأ صوم يونان لمدة ثلاثة أيام.. اعرف تاريخه
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم يونان 2025، اليوم الاثنين 10 فبراير الجاري، ويستمر لمدة 3 أيام يُحيي خلالها الأقباط تذكار قصة يونان النبي «يونس»، والذي بقي في بطن الحوت لمدة 3 أيام دون طعام.
الأصل التاريخي لصوم يونانومن جانبه، قال ماركو الأمين، الباحث في التاريخ القبطي، لـ«الوطن» إن صوم يونان هو ثلاثة أيام من الصوم تسبق الصوم الكبير (صوم الفصح المقدس) والتسمية الكنسية له هو صوم نينوى لكن أصبح يعرف شعبياً باسم صوم يونان النبي.
وحول الأصل التاريخي لصوم يونان أوضح ماركو أن صوم نينوى بدأ في القرن السادس الميلادي، حيث إن في جاثليق مملكة فارس حزقيال وعلى عهد الملك الفارسي كسري (خسرو انوشيروان) وبسبب وباء ضرب المملكة قد فرض صوم وصلوات فى أنحاء ايبارشيات كنيسة المشرق وبالأخص نينوى اقتداء بصوم وتضرع أهل نينوى القدامى على عهد يونان النبي، وبعد انقضاء البلاء حافظ أهل نينوى على هذا الصوم سنوياً وفى القرن السابع انتقل الصوم من خلال القديس ماروثا التكريتى مفريان الشرق من كنيسة المشرق إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ثم فى القرن العاشر الميلادي انتخب افراهام التاجر السريانى بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو البابا إبرام ابن زرعة البطريرك الـ62 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وتابع: وقيل أنه أدخل صوم نينوى للكنيسة فى مقابل التزامه بصوم أسبوع هرقل أو ما يعرف حالياً بأسبوع الاستعداد أول أسبوع في الصوم الكبير، متابعا ومنذ القرن العاشر الميلادي استمر صوم نينوى إلى الآن وانتقل من الكنيسة القبطية للكنيسة الحبشية والكنيسة الاريترية.
طقوس صوم يونانوحول طقوس صوم يونان في الكنيسة، فيصوم الأقباط خلال الأيام الثلاثة صوما انقطاعيا من منتصف الليل وحتى غروب الشمس وانتهاء القداسات في الكنائس، ويمتنع الأقباط عن الأكل والشرب خلال تلك الفترة، ومن ثم يفطرون على الطعام النباتي، وتحرص الكنيسة على قراءة سفر يونان وتأمل في قصته خلال أيام الصوم.
ويذكر أن صوم يونان هو من أصوام الدرجة الأولى في الكنيسة والتي تضم (الصوم الكبير، صوم يونان، صوم يومي الأربعاء والجمعة، صوم يومي برومون الميلاد والغطاس) حيث يمنع خلالهم تناول الأسماك والمأكولات الحيوانية كذلك.
مدة صوم يونانوحول مدة صوم يونان في الطوائف المسيحية فتصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والسريانية لمدة ثلاثة أيام، فيما يصومه الأرمن الأرثوذكس 5 أيام ولا يعترف به الروم الأرثوذكس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صوم يونان ايام صوم يونان موعد صوم يونان القبطیة الأرثوذکسیة الکنیسة القبطیة صوم یونان صوم نینوى
إقرأ أيضاً:
تسليط الضوء على صوم نينوى وتأملات في مسيرة يونان النبي وأهل المدينة التاريخية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدأ الأقباط اليوم الاثنين الموافق 10 فبراير 2025، صوم "أهل نينوى" الذي يستمر حتى يوم الخميس 13 فبراير، وهو صومٌ قصيرٌ يُعتبر فرصة للتأمل في قصة توبة مدينة نينوى القديمة كما وردت في الكتاب المقدس.
وفي هذا الإطار، يُقدِّم الأب إسطفانوس دانيال جرجس الكاهن الكاثوليكي شرح من المحطات الروحية والقراءات التأملية التي تربط بين سفر يونان النبي وتجربة أهل نينوى، انطلاقًا من الأهمية التاريخية والدينية لهذه المدينة التي ذُكرت 37 مرة في النصوص المقدسة.
نينوى في الكتاب المقدس: إحصاءٌ لـ37 إشارة عبر العهدين فبحسب التقرير الذي أعده الأب إسطفانوس، تَردُ مدينة نينوى 34 مرة في العهد القديم و3 مرات في العهد الجديد، وفق الترجمة اليسوعية. وتتوزع الإشارات بين أسفار مختلفة، حيث يبرز سفر طوبيا (15 مرة) كأكثر الأسفار ذكرًا للمدينة، يليه سفر يونان (8 مرات)، ثم سفر ناحوم (4 مرات)، إلى جانب إشارات في أسفار التكوين والملوك وإشعيا وغيرها.
من أبرز النصوص التي استشهد بها التقرير:
سفر التكوين (10:11-12): يُشار إلى تأسيس نينوى كواحدة من المدن العظيمة في آشور.
سفر يونان (3:4-5): قصة توبة أهل نينوى بعد وعظ النبي، وهي القصة التي تُعتبر رمزًا للتوبة الجماعية.
إنجيل متى (12:41): إشارة إلى أن أهل نينوى سيقومون يوم الدينونة ليشهدوا ضد جيل لم يتُبْ رغم سماعه البشارة.
قصة توبة تُلهم الأجيال: من يونان إلى الصوم القبطي
يربط الأب إسطفانوس بين الصوم الحالي وقصة يونان، مُبرزًا كيف أن نداء التوبة الذي حمله النبي إلى المدينة الآشورية –رغم مقاومته الأولية– حقق تحولًا جذريًا في مصيرها. ويُذكِّر بأن الصوم القبطي لأهل نينوى ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل دعوة لتجديد العلاقة مع الله، مستلهمين مثال أهل المدينة الذين "آمنوا ونادوا بصوم ولبسوا مسوحًا" (يونان 3:5).
هل تدمير نينوى كان عقابًا أم تحذيرًا؟
يتوقف التقرير عند نبوءات دمار المدينة في سفر ناحوم (1:1)، والتي تحققت تاريخيًا عام 612 ق.م، مُشيرًا إلى أن هذه النبوءات –رغم قسوتها– تحمل رسالة أمل: فالتوبة تُغيِّر المصير، كما حدث مع أهل نينوى في عهد يونان.
يختم الحديث بان الجزء الأول فيه بتساؤلٍ مفتوح: كيف يمكن لقصص مدينة اختفت من الخرائط أن تظل حية في ضمير المؤمنين؟ الإجابة –بحسب الأب إسطفانوس– تكمن في قوة "الكلمة التي تُحيي التاريخ"، مُستشهدًا بما ورد في سفر طوبيا (14:4): "كل ما قاله الله سيتم... ولن تسقط كلمة من النبوءات".
يُتابع في الجزء الثاني قراءة في السياق التاريخي لـنينوى، ودورها في الحضارة الآشورية، ورمزيتها في الفكر اللاهوتي.