قصة قرآنية دينية لها أبعاد أسطورية فى الأديان استلهم منها بعض الكتاب أعمالا أدبية تتعرض لمفهوم الزمن والإيمان وفكرة المقاومة والبقاء فكانت مسرحية الكاتب الراحل"توفيق الحكيم" بذات الاسم «أهل الكهف» سنة 1933 والتى حولها المخرج «عمرو عرفة» والكاتب « أيمن بهجت قمر» إلى فيلم فى عام 2014 لم يلق النجاح الجماهيرى المنتظر، على الرغم من وجود نجوم كبار أمثال « خالد النبوى» و«غادة عبدالرازق» و«محمد ممدوح» و«رشوان توفيق» الا أنه لم يخاطب الجمهور بقدر الوعى الكافى لأن المعنى والمغزى كان فلسفيًا أكثر منه مباشرًا بتناول فنى حتى وإن تضمن مشاهد قتال وتقنيات الذكاء الاصطناعى والخدع البصرية مما قد يجذب المتلقى، ومع هذا فإن الفيلم لم يتبع الخط التاريخى فى الملابس والمناظر والديكور قد يكون هذا لضعف الإنتاج حيث قناعات المنتجين الآن لا تفرق بين التاريخى والواقعى الحديث.
وهذا ما نعيشه الأن من أزمة وجودية حاسمة تضع تاريخنا وهويتنا على المحك ما بين عالمين عالم ما قبل النكبة الثانية فى عصر ذلك الاستعمار الوحشى الجديد أو عالم تلك الحضارة المزعومة بما تحوى من تقنيات الفضاء الإلكترونى والذكاء الإصطناعى وسطوة المادة وهيمنة الإستعمار الجديد فى صورة مستحدثة تتحكم علميًا وافتصادياُ وإعلاميًا فى مقدرات شعوب عدة بعضها يملك موارد طبيعية والآخر بشرية والأخر ميراث ثقافى وروحانى وإيمانى أساء استخدامه واستغلاله، فتحول العالم إلى فريقين أو قطبين أوعالمين،عالم يملك وآخر يبيع ويخضع، ولم يعد الصراع كما فى أهل الكهف بين مؤمنين من المسيحيين والرومان ولم يعد الإيمان والعقيدة هما المحرك للبشر ولم تعد المقاومة بالسيف فقط أو باللجوء إلى مأوى يعصمهم من الجبارين، كم لم يعد هناك مبادئ الإنسانية والرحمة وقيم الحق والخير والعدل.. فقد تمكنت التكنولوجيا الحديثة من بناء حضارة مادية استهلاكية نفعية وصدرت كل هذه القيم الجديدة عبر الاختراع المهيمين المسيطر على العقول والنفس والقلوب المدعو الإعلام والفضاء الإلكترونى والأفلام والدراما ونمط السلوك البشرى المبحر فى فضاء بهيم.
ماذا فعلت بنا الحضارة الغربية الحديثة تحت مسميات التحضر والتمدن والحريات وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإعلام؟ ماذا فعلنا نحن بأنفسنا حينما ارتمينا طوعًا فى أحضان المستعمر ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا!! هل هانت علينا ثقافتنا وتاريخنا وهويتنا وتراثنا إلى هذا الحد الذى جعل الاستعمار الجديد يدمر أرض العرب فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ويحتل أرض فلسطين وينكل ويبيد شعبًا بأكمله فى أبشع جرائم الحروب فى عصرنا هذا، فيعيش أكثر من 30% من سكان تلك البلدان مهاجرين ولاجئين ونازحين فى خيام ومخيمات أو معسكرات غير آدمية. وحياة مهينة إنسانيا واقتصاديا..
القضية تبدأ من الفرد ومن الوعى ومن الرجوع إلى التاريخ وإلى الأصل والى الجوهر والى اللغة والى التعليم وإلى الإيمان الحقيقى بقدراتنا وليس ذلك الفكر الاستهلاكى وليس هذه الحضارة النفعية التى سوف تدمر نفسها بنفسها...أهل الكهف هربوا وناموا وصحوا ليجدوا بيوتهم دمرت وحرقت وذويهم ماتو ودنيتهم زالت وإيمانهم لم يعد خالصًا لوجه الله تعالى...هل نحن نعيش مرحلة أهل الكهف؟! ها نحن نغمض أعيننا ونهرب وننام منتظرين معجزة تعيدنا إلى الحياة مرة أخرى مثلهم؟! لن نتقدم بالتكنولوجيا ولن نصل إلى التحرر الاقتصادى و الثقافى الا بالتعليم والثقافة المتجذرة فى حضارتنا المصرية الإنسانية وأيضًا صحصح ديننا مسيحى واسلامى وتراثنا من الحضارة العربية التى كانت يومًا منارة فى العلوم والفكر.. العودة إلى الجذور ونبذ المحاكاة للغرب وترديد شعاراتهم الكاذبة وإتباع ملتهم الجديدة وعدم الانبهار بكل ما ينتجه هذا الغرب الاستعمارى المستبد هو سبيلنا الوحيد لنخرج من الكهف قبل فوات الأوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكتف بسم الله الرحمن الرحيم أهل الكهف أهل الکهف لم یعد
إقرأ أيضاً:
نتفليكس تطرح الموسم السابع من مسلسل Black Mirror كاملا
طرحت منصة نتفليكس الموسم السابع من مسلسل الإثارة والخيال العلمي الشهير Black Mirror كاملا منذ ساعات.
يتكون الموسم السابع من Black Mirror من ست حلقات جديدة، تحمل كل منها قصة مستقلة تناقش قضايا معاصرة تتعلق بالتكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، وتأثير التطور الرقمي على المجتمعات والأفراد.
ويقدم هذا الموسم رؤية سوداوية لواقع محتمل إذا استمرت البشرية في الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا دون وعي أو ضوابط.
ومن أبرز مفاجآت الموسم الجديد عودة قصة USS Callister الشهيرة، التي ظهرت في الموسم الرابع وحققت نجاحاً لافتاً، حيث تقدم نتفليكس تكملة لهذه الحلقة تحت عنوان USS Callister: Into Infinity.
وتستكمل الحلقة مصير طاقم السفينة الذي كان محتجزاً داخل لعبة فيديو خيالية، لتكشف عن تحديات جديدة يواجهونها في عالم رقمي أكثر تعقيداً وخطورة.
يشارك في الموسم السابع من Black Mirror نخبة من الفنانين منهم بول جياماتي، راشيدا جونز، بيتر كابالدي، إيما كورين، وإيسا راي، التي ظهرت في إحدى الحلقات بدور ممثلة تبحث عن معنى حقيقي في مسيرتها الفنية وسط عالم هوليوود المتغير بسبب الذكاء الاصطناعي وإعادة إنتاج الأعمال الكلاسيكية.
لاقى الموسم الجديد من Black Mirror تفاعلاً كبيراً منذ طرحه، حيث أشاد النقاد والجمهور بالحبكة الذكية والرسائل العميقة التي يحملها، مؤكدين أن Black Mirror لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أهم وأجرأ الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا المستقبل والتكنولوجيا.
فاز المسلسل بتسع جوائز إيمي، من بينها ثلاث جوائز متتالية لأفضل عمل تلفزيوني، كما ترشح لنيل 24 جائزة بافتا، فاز منها بأربعة تكريمات.