بوابة الوفد:
2025-03-15@05:17:12 GMT

أهل الكهف

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

قصة قرآنية دينية لها أبعاد أسطورية فى الأديان استلهم منها بعض الكتاب أعمالا أدبية تتعرض لمفهوم الزمن والإيمان وفكرة المقاومة والبقاء فكانت مسرحية الكاتب الراحل"توفيق الحكيم" بذات الاسم «أهل الكهف» سنة 1933 والتى حولها المخرج «عمرو عرفة» والكاتب « أيمن بهجت قمر» إلى فيلم فى عام 2014 لم يلق النجاح الجماهيرى المنتظر، على الرغم من وجود نجوم كبار أمثال « خالد النبوى» و«غادة عبدالرازق» و«محمد ممدوح» و«رشوان توفيق» الا أنه لم يخاطب الجمهور بقدر الوعى الكافى لأن المعنى والمغزى كان فلسفيًا أكثر منه مباشرًا بتناول فنى حتى وإن تضمن مشاهد قتال وتقنيات الذكاء الاصطناعى والخدع البصرية مما قد يجذب المتلقى، ومع هذا فإن الفيلم لم يتبع الخط التاريخى فى الملابس والمناظر والديكور قد يكون هذا لضعف الإنتاج حيث قناعات المنتجين الآن لا تفرق بين التاريخى والواقعى الحديث.

ولا تعتبر هذا النوع من الأفلام يستحق الإنتاج؛ ومع هذا فإن القصة وإرهاصاتها الدينية والروحانية ما زالت تجذب المتلقى وهى تطرح معنى الإيمان الحقيقى وكيف أن لكل زمان أهله وأن الإنسان هو تاريخ وحاضر ولا مستقبل له إن لم يحتفظ بتاريخه وهويته التى تحدد وترسم خطوط حياته القادمة.
وهذا ما نعيشه الأن من أزمة وجودية حاسمة تضع تاريخنا وهويتنا على المحك ما بين عالمين عالم ما قبل النكبة الثانية فى عصر ذلك الاستعمار الوحشى الجديد أو عالم تلك الحضارة المزعومة بما تحوى من تقنيات الفضاء الإلكترونى والذكاء الإصطناعى وسطوة المادة وهيمنة الإستعمار الجديد فى صورة مستحدثة تتحكم علميًا وافتصادياُ وإعلاميًا فى مقدرات شعوب عدة بعضها يملك موارد طبيعية والآخر بشرية والأخر ميراث ثقافى وروحانى وإيمانى أساء استخدامه واستغلاله، فتحول العالم إلى فريقين أو قطبين أوعالمين،عالم يملك وآخر يبيع ويخضع، ولم يعد الصراع كما فى أهل الكهف بين مؤمنين من المسيحيين والرومان ولم يعد الإيمان والعقيدة هما المحرك للبشر ولم تعد المقاومة بالسيف فقط أو باللجوء إلى مأوى يعصمهم من الجبارين، كم لم يعد هناك مبادئ الإنسانية والرحمة وقيم الحق والخير والعدل.. فقد تمكنت التكنولوجيا الحديثة من بناء حضارة مادية استهلاكية نفعية وصدرت كل هذه القيم الجديدة عبر الاختراع المهيمين المسيطر على العقول والنفس والقلوب المدعو الإعلام والفضاء الإلكترونى والأفلام والدراما ونمط السلوك البشرى المبحر فى فضاء بهيم.
ماذا فعلت بنا الحضارة الغربية الحديثة تحت مسميات التحضر والتمدن والحريات وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإعلام؟ ماذا فعلنا نحن بأنفسنا حينما ارتمينا طوعًا فى أحضان المستعمر ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا!! هل هانت علينا ثقافتنا وتاريخنا وهويتنا وتراثنا إلى هذا الحد الذى جعل الاستعمار الجديد يدمر أرض العرب فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ويحتل أرض فلسطين وينكل ويبيد شعبًا بأكمله فى أبشع جرائم الحروب فى عصرنا هذا، فيعيش أكثر من 30% من سكان تلك البلدان مهاجرين ولاجئين ونازحين فى خيام ومخيمات أو معسكرات غير آدمية. وحياة مهينة إنسانيا واقتصاديا..
القضية تبدأ من الفرد ومن الوعى ومن الرجوع إلى التاريخ وإلى الأصل والى الجوهر والى اللغة والى التعليم وإلى الإيمان الحقيقى بقدراتنا وليس ذلك الفكر الاستهلاكى وليس هذه الحضارة النفعية التى سوف تدمر نفسها بنفسها...أهل الكهف هربوا وناموا وصحوا ليجدوا بيوتهم دمرت وحرقت وذويهم ماتو ودنيتهم زالت وإيمانهم لم يعد خالصًا لوجه الله تعالى...هل نحن نعيش مرحلة أهل الكهف؟! ها نحن نغمض أعيننا ونهرب وننام منتظرين معجزة تعيدنا إلى الحياة مرة أخرى مثلهم؟! لن نتقدم بالتكنولوجيا ولن نصل إلى التحرر الاقتصادى و الثقافى الا بالتعليم والثقافة المتجذرة فى حضارتنا المصرية الإنسانية وأيضًا صحصح ديننا مسيحى واسلامى وتراثنا من الحضارة العربية التى كانت يومًا منارة فى العلوم والفكر.. العودة إلى الجذور ونبذ المحاكاة للغرب وترديد شعاراتهم الكاذبة وإتباع ملتهم الجديدة وعدم الانبهار بكل ما ينتجه هذا الغرب الاستعمارى المستبد هو سبيلنا الوحيد لنخرج من الكهف قبل فوات الأوان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكتف بسم الله الرحمن الرحيم أهل الكهف أهل الکهف لم یعد

إقرأ أيضاً:

«عالم أزهري»: النبي كان يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أهمية التحلي بالتفاؤل والأمل في مواجهة تحديات الحياة، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم.

وأوضح خلال حلقة برنامج «الأثر»، المذاع على قناة الناس، أن الأمل هو عدم السماح للشدائد والأزمات بسحب الإنسان إلى اليأس، بل هو الثقة بأن ما عند الله خير وأبقى، مضيفًا أن التفاؤل صفة العظماء والأنبياء، وهو ما يعين الإنسان على تخطي الصعاب وتحقيق الإنجازات.

وأشار إلى أن أصحاب الأمل هم الذين ينظرون إلى المستقبل بروح إيجابية، ويبحثون عن أعظم الأرباح التي تستمر بعد رحيلهم، مثل زراعة شجرة يستفيد منها الناس، أو إنشاء طريق يسهل المرور، أو حفر بئر يروي العطشى.

كما أكد أن التفاؤل لا يعني تجاهل المشكلات، بل هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى يدبر الأمور بحكمته، وأن مع العسر يسرًا، داعيًا الجميع إلى حسن الظن بالله، وعدم السماح لليأس بالتسلل إلى القلوب.

اقرأ أيضاًدار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة

«دار الإفتاء»: من صام ولم يصلِّ فقد أدى فرض الصوم

دار الإفتاء توضح حكم تعجيل زكاة الفطر «أول رمضان»

مقالات مشابهة

  • معرض فني لـ«العوالق البحرية»
  • أستاذة مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق لـ "البوابة نيوز": الحضارة الإسلامية قدمت نموذجًا مبكرًا لاحترام التعددية الثقافية.. ورمضان فرصة للتقارب والتسامح
  • براء عالم يعلق على تفاعل الجمهور مع “سعد” في شارع الأعشى .. فيديو
  • عالم ترامب إلى الفوضى والفشل
  • والى متى هذا القتل وهذه الدماء ؟
  • نورهان تكشف كواليس دخولها عالم الفن في سن 14 عاما
  • متحف الحضارة يستقبل وزراء ومسئولين من المشاركين في القمة العربية
  • «عالم أزهري»: النبي كان يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم
  • لوحة.. رواح للفنانة شادية عالم
  • سحر هاري بوتر يصل إلى سينما TMV غاردن سيتي غدا!