يصادف يوم غد الثلاثاء 11 فبراير 2025، ذكرى ما يطلق عليها اليمنيون نكبة فبراير، مؤكدين أنه في مثل هذا اليوم، سُرقت الأحلام، وضاع الوطن بين مطامع الخارج وخيانة الداخل.

يستذكر اليمنيون هذا اليوم الذي يعتبرونه يوماً مشؤوماً، حيث جُرّ اليمن باسم الحرية إلى الفوضى، وباسم التغيير، ضُربت الدولة في عمقها حتى انهارت.

قال ناشطون في نشر لهم بمواقع التواصل الاجتماعي، إن يوم 11 فبراير لم يكن ثورة، بل مؤامرة، خطط لها أعداء اليمن، ونفذتها أياد "رخيصة " باعت الوطن بثمن بخس. واليوم، بعد سنوات من الدمار والتشريد، لم يبقَ من شعاراتهم شيء سوى الخراب.

وأكدوا بأن اليمن باقٍ، وستسقط كل الأقنعة، والتاريخ لن يرحم من باعوا وطنهم بأوهام زائفة.

وأجمعت كتابات الناشطين، بأن نكبة فبراير نقلت اليمن واليمنيين من الأمن إلى الفوضى، ومن أوضاع اقتصادية مستقرة إلى فقر مقدع ومجاعة، ومن الحياة الكريمة إلى الذل، ومن دولة واحدة متماسكة إلى دول ومن تماسك الأسرة إلى الشتات والضياع، ومن الحب والسلام إلى الاقتتال وإزهاق الأرواح، ومن أسعار رخيصة إلى ارتفاع جنوني للسلع، ومن عمل المؤسسات الخدمية للدولة إلى توقفها، ونقلت اليمن من النور إلى الظلام ومن العلم إلى الجهل، ومن الصحة إلى المرض.

وشددوا على أن "ما سُميت بثورة فبراير لم تكن ثورة، بل كانت مؤامرة كبرى على اليمن، فتحت الباب أمام الفوضى والدمار، والحروب التي لا تزال تحرق البلاد حتى اليوم، باسم الحرية والتغيير، وسُلّمت الدولة للفاسدين، وانقسم اليمن بين مليشيات متصارعة، وأحزاب متناحرة، وسلطة غائبة لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية".

وأضافوا بأنه "لم يعد هناك شك بأن الحل الوحيد هو ثورة تقتلع رموز الفساد والخيانة، وتعيد اليمن إلى مساره الصحيح، ثورة تستعيد الدولة، وتنهي حكم المليشيات، وتقضي على أدوات الفوضى التي دمرت البلاد".

وبينوا بأن "توكل كرمان وأمثالها ممن باعوا الوطن باسم الثورة، أصبحوا يعيشون في رفاهية، بينما الشعب يواجه الجوع والحصار، مشيرين إلى أن هذه المرأة التي كانت تدعي النضال، تحولت إلى ملياردير تستثمر في أوروبا، بينما نتائج أفعالها جعلت اليمن ساحة للحروب والمجاعة".

وقالوا "اليوم، بعد أكثر من عقد من الفوضى، يجب أن يكون الرد ثورة مضادة، تصحح المسار، وتلقي بكل رموز فبراير في مزبلة التاريخ".

ولفتوا إلى أن "الشعب اليمني لن يبقى ضحية للأوهام والشعارات، وسيستعيد وطنه من براثن الخونة والعملاء، فالثورات الحقيقية هي التي تنقذ الأوطان، لا التي تدمرها".

ورأى الناشطون، بأن نكبة 11 فبراير، لعنةٌ حلّت باليمن وأحرقت الأخضر واليابس، ففي ذلك اليوم المشؤوم، لم يكن اليمن على موعد مع "ثورة" كما زعموا، بل كان على موعد مع كارثة اجتثّت أركانه ودفعت به إلى هاوية لا قرار لها، ولم تكن صرخة حرية، بل كانت طلقة الرحمة التي قتلت الاستقرار وأشعلت فتيل الحرب التي لم تنطفئ حتى اليوم".

وأكدوا أن 11 فبراير كان بوابة الجحيم التي انفتح منها كل شر، فمات الأمان في قلوب الناس، وتحوّلت المدن إلى ساحات معارك، والبيوت إلى أنقاض، والطرقات إلى مقابر مفتوحة، فقد الناس أرزاقهم، وانقطعت رواتبهم، وانهار الاقتصاد حتى بات المواطن يسأل عن لقمة العيش التي كانت بالأمس حقاً طبيعياً له، فصارت اليوم حلماً بعيد المنال".

ووفقا للناشطين، فلم تكن مجرد أزمة عابرة، بل لعنة استوطنت البلاد، وأصبحت الحرب هي القانون الوحيد، والموت هو المصير المنتظر لكل من بقي على هذه الأرض المنكوبة، احترقت الأحلام، ضاع التعليم، غرق الناس في الفقر، وتشرد الملايين بين المنافي والمخيمات، لا يعرفون متى تنتهي هذه المأساة التي ولدت في يوم ظنّ البعض أنه سيكون فجراً جديداً، لكنه لم يكن سوى بداية لليلٍ دامسٍ لا ضوء فيه".

وأشاروا إلى أن "اليمن الذي كان يوماً بلداُ ينبض بالحياة، صار جثةً تنهشها الحروب، وكل ذلك بدأ في ذلك اليوم الأسود، يوم 11 فبراير".

وتحدثوا، أن 11 فبراير نكبة لأنها أنتجت تمزيق الوطن وإنشاء تشكيلات مسلحة خارج القانون، وأدخلت اليمن في فوضى وحروب ما تزال قائمة حتى اللحظة، لا نعلم متى تنتهي أو تتوقف.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين لساتك الدقير وبندقية البرهان..!

ليس ما نطرحه مجرد مقاربة توفيقية عابرة، بل خلاصة تجارب متراكمة، ورؤى متأنية، وحقائق مرصودة بدقة، تؤكد حقيقة واحدة بالغة الخطورة والأهمية:

إن الفوضى المصاحبة للاحتجاجات — من حرق الإطارات، وقلع بلاط الأنترلوك، واستخدام أعمدة الكهرباء في إغلاق الطرق، والإفراط المتكرر في الإضرابات كوسائل ضغط سياسي — هي ممارسات لا رشيدة، لا تخدم مصلحة وطن، بل تفتح الأبواب لرياح مدمّرة قد تقتلع البلاد من جذورها، بعنف بالغ وقسوة مريعة.

وفي المقابل، فإن استخدام البندقية كأداة لفرض الإرادة، أو لقهر الآخر، أو لابتزاز سلطة قائمة من أجل مطامع سياسية أو مكاسب مالية، لا يُنتج إلا مزيدًا من العنف المتصاعد، ويؤدي إلى تراكم كثيف لغاز “ثاني أكسيد الاحتباس السياسي”، الذي يخنق الأشجار المثمرة، ويحوّل الأرض إلى قفر لا تنبت فيه سوى أشواك المسكيت، التي تمتص بجشع كل خيرات البلاد.
السودان — هذا الوطن الجميل، بثقله التاريخي، وعمقه الجغرافي، وثرائه الإنساني — يحتاج إلى حرية حقيقية، تبدأ بصون كرامة الإنسان، وتضمن له حق الاختيار، والتعبير، والعيش الكريم، وتنتهي عند حدود صارمة تمنع الإضرار بالآخرين، وتوقف تمامًا تلويث المناخ العام بغاز أول أكسيد الكربون، ذلك الغاز السام، الذي لا يُرى ولا يُشم، لكنه يفتك بالمجتمع بهدوء قاتل.

السودان، بثرواته الوفيرة، وموارده النادرة، وسكانه الكُثُر، وبنيته الاجتماعية المعقدة، وتناقضاته الداخلية المتفاعلة، وجيرانه المتحفزين على طمع ونهم، لا بد له من بندقية وطنية، ذات كفاءة قتالية عالية، وعقل استراتيجي مدرك، وسند شعبي راسخ، تحرس تلك الخيرات، وتغلق المنافذ الخفية التي يتسلل منها دعاة الفوضى، ومهندسو الخراب، وتجار التمزق والانهيار.

فحماية الوطن — هذا الوطن العزيز المُنهك — لا تُنجز بالعبث، ولا بالابتزاز، بل بالوعي الكامل، والانضباط الصارم، والبصيرة النافذة، التي ترى بوضوح ما بعد دخان اللساتك وحرائق البنادق.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
  • باحث: 7 أكتوبر كانت الفرصة التي انتظرها الإخوان لإحياء "الربيع العربي"
  • اعتراض صاروخ فوق اسرائيل اليوم وجيش الإحتلال يقول إن ''25 صاروخا أطلقت من اليمن منذ استئناف الحرب على غزة''
  • الذهب عند 3240.34 دولارًا يتجه لأسوأ أسبوع منذ فبراير بانخفاض 2%
  • “الصناعة” تصدر (13) رخصة تعدينية جديدة خلال فبراير الماضي
  • “وزارة الصناعة”: اصدار (13) رخصة تعدينية جديدة خلال فبراير (2025)
  • بين لساتك الدقير وبندقية البرهان..!
  • تريليون جنيه قيمة التداول في البورصة خلال فبراير 2025
  • الرقابة المالية: 2.8 مليار جنيه لعملاء التمويل العقاري خلال فبراير
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة