"صفقة العقارات الكبرى"… هل يحول ترامب غزة إلى مشروع استثماري أمريكي؟مصر والأردن يرفضان خطة ترامب… هل يُعاد توطين الفلسطينيين خارج غزة؟بين "السيطرة" وإزالة الأسلحة… ماذا تخطط واشنطن لغزة بعد الحرب؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، مع عدم السماح للفلسطينيين الذين يغادرون المنطقة بالعودة إليها.

 

وتهدف الخطة المزعومة للرئيس الامريكي إلى إعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، مع بناء "مجتمعات جميلة" لهم، وفقًا لتصريحاته اللا معقولة.سمسار .. لميس الحديدي: تصريحات ترامب عن شراء وبيع غزة غريبةتقارير عبرية تكشف طلب نتيناهو من ترامب بشأن جنوب لبنانمتحدث فتح لـ ترامب: فلسطين حكاية وطن ونضال وليست عقارGULF OF AMERICA.. ترامب ينشر صورة جديدة بشأن تغيير اسم خليج المكسيك

وأشار ترامب إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مشروع لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع التركيز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية. 

رفض عربي وانتقادات حادة لخطة ترامب

وقد قوبلت هذه الخطة بانتقادات حادة من قبل المجتمع الدولي، حيث اعتبرتها العديد من الدول والمنظمات انتهاكًا للقانون الدولي، نظرًا لأنها تتضمن عمليات نقل قسري للسكان، ما قد يشكل جريمة ضد الإنسانية. 

كما أعربت دول عربية، مثل الأردن ومصر، عن رفضها القاطع لفكرة توطين الفلسطينيين على أراضيها. 

ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة بأنها "ثورية" و"إبداعية"، معتبرًا أنها قد تغير مسار التاريخ وتزيل ما زعم بانه "تهديد إرهابي" قادم من غزة. 

وفي المقابل، رفضت حركة حماس الخطة، ووصفتها بأنها محكوم عليها بالفشل منذ البداية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتخلي عن أرضه أو حقوقه المشروعة. 

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتواصل الجهود الدولية لتمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط دعوات متزايدة لإيجاد حل سلمي ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة

في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة مثيرة للجدل تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول عربية مجاورة مثل مصر والأردن. 

وأشار ترامب إلى أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة بموجب هذه الخطة، مقترحًا بناء مواقع جديدة لهم خارج القطاع وتحويلها إلى مخيمات لاجئين دائمة. 

وقد قوبلت هذه الخطة بانتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والدول العربية، حيث اعتُبرت شكلاً من أشكال التطهير العرقي وانتهاكًا للقانون الدولي

وفي الوقت نفسه، تواجه اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تحديات جديدة، حيث أعلنت حماس عن تأجيل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، متهمةً إسرائيل بانتهاك شروط الهدنة من خلال تأخير عودة النازحين وقصف المدنيين في غزة. وقد أثار هذا الإعلان مخاوف بشأن استمرارية وقف إطلاق النار الهش، في حين يواصل الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة جهودهم للحفاظ على الهدنة والتفاوض على إطلاق سراح المزيد من الرهائن 

تأجيل إطلاق سراح الرهائن وتصاعد التوترات في غزة

وفي جزء من مقابلته خلال حدث "سوبر بول" مع بريت باير، التي بُثت صباح الاثنين، سُئل الرئيس دونالد ترامب عما إذا كان للفلسطينيين الحق في العودة إلى غزة بموجب خطته التي تهدف إلى وضع القطاع تحت "ملكية" الولايات المتحدة وإعادة بنائه.

فأجاب ترامب: “لا، لن يكون لهم ذلك الحق، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير. بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء أماكن دائمة لهم.”

وأضاف: “سنقوم ببناء مجتمعات جميلة لـ 1.9 مليون شخص، وستكون هذه المجتمعات في مكان بعيد قليلاً عن الخطر الموجود حاليًا.”

وتابع قائلاً: “فكر في هذا الأمر كمشروع تطوير عقاري للمستقبل. سيكون قطعة أرض رائعة، ولن تُنفق عليه أموال طائلة.”

"سيطرة أمريكية" على قطاع غزة

وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة تريد "السيطرة" على قطاع غزة.

وقال ترامب: "ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل جيد هناك أيضاً. سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن إزالة جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة وجميع الأسلحة الأخرى في الموقع."

مصر والاردن ترفضان العرض الأمريكي 

وخلال المؤتمر الصحفي، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن مصر والأردن سيوافقان على استقبال الفلسطينيين، وهي فكرة رفضها البلدان الأسبوع الماضي، محذرين من أن نقل الفلسطينيين من غزة سيقوض الجهود الأمريكية طويلة الأمد لتحقيق حل الدولتين.

وقال ترامب لبريت باير: “أعتقد أنني أستطيع التوصل إلى صفقة مع الأردن، كما أعتقد أنني أستطيع التوصل إلى صفقة مع مصر. نحن نقدم لهم مليارات ومليارات الدولارات سنويًا.”

وفي حديثه للصحفيين أثناء سفره يوم الأحد، قال ترامب إن الناس يمكنهم "التفكير في غزة كموقع عقاري كبير ستملكه الولايات المتحدة". لكنه زعم قائلا إنه "لسنا في عجلة من أمرنا" لتطوير المنطقة.

وأضاف: “سنحقق الاستقرار في الشرق الأوسط.”

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، أن ترامب "لم يلتزم" بإرسال قوات إلى المنطقة، مشيرة إلى أن الاقتراح لا يتطلب "تورط الولايات المتحدة في صراعات خارجية".

ردود الفعل الامريكية على خرافات ترامب

وفي سياق ردود الأفعال، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): “لقد فقد عقله تمامًا. غزو أمريكي لغزة سيؤدي إلى مذبحة آلاف الجنود الأمريكيين وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. هذا يبدو كأنه نكتة سيئة وسخيفة.”

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في المؤتمر الصحفي: “الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات إلى غزة... الولايات المتحدة لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة. هذه فكرة مبتكرة... هدفه هو تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط لجميع شعوب المنطقة.”

من جهتها، كتبت النائبة الجمهورية نانسي ميس من ولاية ساوث كارولينا على منصة "إكس": “لنحوّل غزة إلى مارالاغو!”

أما الخطوات التالية، فقد صرح ترامب للصحفيين بأنه سيصدر بيانًا خلال الأسابيع القادمة حول إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: واشنطن دونالد ترامب قطاع غزة بنيامين نتنياهو مصر والأردن المزيد الولایات المتحدة الشرق الأوسط على قطاع غزة ترامب عن إلى غزة

إقرأ أيضاً:

"تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين

هل يُعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ كابوس للصين أم أنه بمثابة حلم تحقق لها؟

الهدف الاستراتيجي لشي هو جعل الصين عظيمة مرة أخرى

الحقيقة أن ترامب يجمع بين الأمرين، ولكن ليس بالتساوي، فعلى المدى القصير ستشكل سياساته التجارية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، تحديات كبيرة لبكين، لكن في المقابل، ألحق ترامب خلال أسابيع قليلة ضرراً بالغاً بالنظام الدولي الليبرالي، ووحدة الغرب الديمقراطي، ومكانة الولايات المتحدة عالمياً، أكثر مما تمكنت أي جهود مجتمعة طوال الحرب الباردة، وهو إنجاز يتجاوز حتى أكثر أحلام القادة الصينيين طموحاً.

وكتب ستيف تسانغ في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب تشكل تهديداً حقيقياً للصين، ولا يمكن لبكين سوى اعتبارها مؤشراً على المزيد من التحديات المقبلة، كما يبدو ترامب هذه المرة مستعداً لتنفيذ كل تهديداته.

وفي وقت يُظهر فيه الاقتصاد الصيني مؤشرات تباطؤ، فإن الدخول في حرب تجارية مكثفة سيكون آخر ما تريده بكين، رغم التصريحات المتشددة لدبلوماسييها.   

ومع ذلك، فإن هذه الضغوط التجارية، حتى لو تحولت إلى حرب اقتصادية شاملة، تبقى تحديات قصيرة إلى متوسطة الأمد. إذ من المتوقع أن يأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده بالصمود، وهو ما ستفعله بكين، رغم التكلفة الباهظة التي ستدفعها، لكن هذه الخسائر ستتلاشى على المدى البعيد أمام المكاسب التي يقدمها ترامب، دون قصد، للصين. 

China can live with Trump’s tariffs – his bullish foreign policy will help Beijing in the long term | Op-ed by Steve Tsang (#SOAS) for The Guardianhttps://t.co/DGIYpI6TC4

— SOAS China Institute (@SOAS_CI) March 12, 2025 تفكك الغرب

فمثلاً يأتي اقتراح ترامب لحل الأزمة الأوكرانية متوافقاً إلى حد كبير مع شروط روسيا، كما أن طموحاته الصادمة بشأن كندا وغرينلاند تخدم الصين بشكل غير مباشر.

وأدى نهجه العدائي إلى تدمير علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها في أمريكا الشمالية وأوروبا، كما أشار بوضوح إلى أن بلاده لم تعد مهتمة بالمشاركة في المشاريع الدولية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية.

ويتساءل الكاتب لماذا يُعدّ هذا مكسباً للصين؟ مجيباً أن أن بكين وضعت استراتيجية عالمية تقوم على "فكر شي جين بينغ"، وتهدف إلى تحقيق "حلم الصين" بإعادة إحياء عظمتها بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد جعل ترامب هذا الحلم أقرب إلى التحقق. 

The U.S. will emerge stronger with Trump's tariffs as China struggles to counter with meaningful economic boosts. Xi will prioritize industry over domestic demand. Tariffs shield American businesses from China’s overproduction and price-slashing, while Beijing’s reluctance to… pic.twitter.com/EDnZHQtukW

— JThomasLaw (@JasonTLaw) March 4, 2025 نظام عالمي جديد.. يتمحور حول بكين

الهدف الاستراتيجي للرئيس شي هو "إعادة الصين إلى عظمتها"، وفق شروطها الخاصة. ويسعى إلى "استعادة" المكانة العالمية التي يعتقد أن الصين تمتعت بها عبر التاريخ، عندما كانت أكثر تقدماً وثراءً وابتكاراً.
ويمر تحقيق هذا الطموح عبر ما يسميه شي "دمقرطة العلاقات الدولية"، بحيث تصبح الصين القوة المهيمنة في تشكيل مستقبل العالم، مسترشدة بثلاث مبادرات رئيسية: التنمية، الأمن، والحضارة.

لكن الأمر لا يتعلق بإنشاء نظام عالمي جديد كلياً ليحل محل النظام الليبرالي، الذي قادته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل بتحويل النظام القائم ليتمحور حول الصين، مدعوماً بدول الجنوب العالمي. أي ضمان منح الأمم المتحدة الأولوية لمصالح هذه الدول، ممثلة في زعيمتها الصين، على حساب مصالح الغرب.
وفي حين أن هذا الطرح يلقى قبولاً في دول الجنوب العالمي، إلا أنه يواجه صعوبة في اختراق الديمقراطيات الغنية. فقد حافظت هذه الدول على ولائها للولايات المتحدة، رغم الأزمات التي مرت بها العلاقات عبر العقود.

ترامب.. أكبر مسوّق للرؤية الصينية

حتى الآن، كانت جهود الصين لإقناع دول الجنوب العالمي بتبني رؤيتها لتعديل النظام الدولي تسير ببطء. لكن ترامب سرّع هذه العملية، من دون قصد.

ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيُغير أمريكا؟ - موقع 24ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان ...

 فمع تراجع المساعدات الإنسانية الأمريكية، بدأت الدول الأضعف في الجنوب العالمي تشعر بوطأة هذا القرار، ما عزز الدعوات الصينية لـ"دمقرطة العلاقات الدولية". ولم يكن أحد ليخدم المشروع الصيني بهذه الفعالية كما فعل ترامب، إذ ساعد، من خلال سياساته الانعزالية، على منح الصين فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها عالمياً.

الصين تحقق قفزة كبرى

وبسياسة "أمريكا أولاً"، قدّم ترامب للصين ما لم يتمكن شي من تحقيقه بنفسه. صحيح أن "حلم الصين" لم يتحقق بالكامل بعد، لكنه قطع خطوات هائلة بفضل ترامب، الذي وفر له دفعاً غير مسبوق.



مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعتزم إلغاء عقودها مع وكالات الأنباء العالمية الكبرى
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
  • بين التصريحات المتناقضة والمفاوضات السرية.. هل تتجه إيران نحو صفقة جديدة مع واشنطن عبر وساطة عمانية؟
  • مجلس الوزراء يقرر نزع ملكية العقارات المتعارضة لإنشاء ميناء سفاجا الكبير
  • روسيا: مستعدون لمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
  • "تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين
  • لافروف: ما يحدث في الولايات المتحدة عودة للمسار الطبيعي وهناك إدارة سليمة في السلطة
  • عشرات القادة العسكريين يلتقون باجتماع مغلق في باريس.. واشنطن غير مدعوة
  • عشرات القادة العسكريون يلتقون باجتماع مغلق في باريس.. واشنطن غير مدعوة
  • الولايات المتحدة تخطط لإعادة تشغيل محطات الفحم المغلقة