سفارة السودان في كمبالا تمنع المدارس السودانية من فتح فروع بأوغندا، مما يضطر الطلاب لدفع رسوم باهظة.

كمبالا: التغيير

احتج عدد من اللاجئين السودانيين في أوغندا، على فرض رسوم مرتفعة لتسجيل الطلاب الراغبين في الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية دفعة 2024م المقررة في مارس المقبل.

وذكرت مصادر لـ(التغيير)، أن السفارة السودانية في كمبالا فرضت مبلغ 200 دولار على كل طالب، الأمر الذي اعتبره اللاجئون إجحافاً وظلماً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها بعد فرارهم من الحرب في السودان.

رسالة للبرهان

وقالت أم سلمة محيي الدين أحمد طه، وهي أم لطالب وطالبة يستعدان للامتحانات، في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان: “هذه الرسوم عقاب غير مبرر للاجئين”.

وأضافت: “نحن بالكاد نوفر لقمة العيش لأبنائنا، ولا يمكننا تحمل هذه الأعباء المالية الإضافية. نطالب بتدخل فوري لإلغاء هذه الرسوم التي تجاهلت معاناة اللاجئين”.

وتابعت: “معي مئات الأمهات السودانيات اللاتي يعانين من الظروف ذاتها، حيث يكافحن من أجل تأمين لقمة العيش لأبنائهن في ظل معاناة لا تخفى عليكم”.

ووصفت أم سلمة القرار بأنه يهدد مستقبل مئات الطلاب السودانيين اللاجئين في أوغندا، وأشارت إلى أن التعليم هو الأمل الوحيد لأبنائهم لتحسين أوضاعهم.

حملة مناهضة

واعتبر عدد من الطلاب، عبر مجموعات تعليمية على تطبيق (واتساب)، أن “السفارة تتعامل معهم وكأنهم مصدر دخل لها، في حين أنهم لاجئين لا يملكون أي موارد مالية لدفع مثل هذه الرسوم الخيالية”.

وأطلق اللاجئون حملة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وسوم مثل “#لا_للرسوم_الباهظة” و”#التعليم_حق_مش_سلعة”، داعين الأسر السودانية وأولياء الأمور في أوغندا إلى الاحتجاج والتضامن لرفض هذا القرار المجحف.

وتهدف الحملة إلى إيصال صوت اللاجئين إلى المسؤولين في السودان وإلى الجهات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين.

ووفقاً للطلاب، فإن عدد المسجلين للامتحانات في أوغندا يتجاوز 2000 طالب، مما يعني أن الرسوم التي ستُجمع قد تصل إلى 400 ألف دولار.

كما أوضحوا أن السفارة السودانية بكمبالا تمنع المدارس السودانية من فتح فروعها في أوغندا، مما يضطر الطلاب لدفع رسوم باهظة في ظل غياب بدائل تعليمية مناسبة.

ويطالب المحتجون السفارة السودانية بمراجعة القرار فوراً وتخفيض الرسوم إلى مستوى معقول يراعي ظروفهم الإنسانية، مؤكدين أن التعليم حق أساسي وليس سلعة تجارية يُستغل لتحقيق الأرباح.

الوسومأوغندا الخرطوم السودان الشهادة السودانية المدارس السودانية سفارة السودان كمبالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوغندا الخرطوم السودان الشهادة السودانية المدارس السودانية سفارة السودان كمبالا فی أوغندا

إقرأ أيضاً:

بطولة المتطوعين في الحرب السودانية

وجد متطوعون وناشطون أنفسهم في مواجهة السلاح أو الأذرع الأمنية لطرفي الصراع، وهو وجه آخر أسود للحرب في السودان.

على الرغم من عملهم الخيري وسط نيران حرب السودان، لاقى بعض المتطوعين حتفهم داخل المستشفيات ودور الإيواء بالقصف العشوائي، فيما واجه آخرون اعتقالات تعسفية من قبل المنظومات الأمنية لطرفي النزاع.

وخلال الفترة الماضية كثرت الأخبار عن وفيات لمتطوعين ومتطوعات سواء عن طريق قصف الطيران الجوي للجيش السوداني أو مدفعية قوات الدعم السريع أو وفيات طبيعية في مناطق الحرب جراء انعدام الدواء والرعاية والغذاء.

ونشطت أيضاً الأذرع الأمنية لطرفي النزاع في التضييق على المتطوعين واعتقالهم وكان أشهرهم الأسبوع الماضي باعتقال الناشط "مؤمن ود زينب" قبل إطلاق سراحه لاحقاً.

ومؤخراً فقدت التكايا والمطابخ الخيرية والمستشفيات عدداً من المتطوعين بالاعتقال أو الوفاة، ليتناقص عددهم ووجودهم النادر في ظل غياب الكوادر الطبية والصحية عن المستشفيات وإحجام الشباب عن العمل الخيري بسبب المضايقات الأمنية.

وفي مستشفى النو بأم درمان، ارتقت روح المتطوع الصادق حيدر (حديدة) في تدوين على المستشفى، كما فارق الحياة الشاب عبد الرحمن الفاتح (جدو) الذي ارتقت روحه برصاص جنود يتبعون لقوات الدعم السريع.

والثلاثاء الماضي توفيت المتطوعة سعدية بمعسكر النيم بمدينة الضعين غربي السودان، ونعاها زملاؤها واصفين إياها بأنها كانت رمزاً للإنسانية، سباقة في تقديم المساعدة، حاضرة في كل لحظة إنسانية، لا تألو جهداً في سبيل الآخرين.

اعتقال شباب الطوارئ

والخميس، صدر بيان صحفي من غرفة طوارئ جنوب الخرطوم حول الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو.

وأدانت الغرفة، بحسب البيان، الاعتقال بأشد العبارات، منوهة إلى أن استمرار الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو من قِبل قوات الدعم السريع يعد انتهاكاً صارخاً لقيم العمل الخيري.

وجاء في البيان: رغم توضيح الغرفة بشكل قاطع أن حاتم يعمل كمتطوع في المجال الإنساني فقط، دون أي ارتباطات أو أنشطة خارج هذا الإطار فقد تم اعتقاله.

وقال بيان طوارئ جنوب الحزام، إن المعتقل المذكور لعب دوراً محورياً في تنسيق ودعم العمل الإنساني داخل مستشفى بشائر، وساهم في ضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين في ظل ظروف استثنائية، وأن استمرار احتجازه يعطل هذه الجهود ويعرّض حياة المرضى للخطر، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المستشفى مثل نقص الإمدادات والمياه.

وأضاف البيان: نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حاتم الضو، ونحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته، كما ندعو المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية للتحرك العاجل والضغط لضمان إطلاق سراحه ووقف الانتهاكات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني.

وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام التزامها بمواصلة عملها في خدمة المجتمعات المتضررة، وأن هذه الاعتقالات والضغوط لن تثنيهم أو تضعف عزيمتهم في أداء رسالتهم الإنسانية.

تحت التهديد

وأمس الجمعة كشفت غرفة جنوب الحزام عن اعتقال اثنين من منسوبيها هما هاشم طائف ومحمد عبد الله، اللذين اقتيدا تحت تهديد السلاح من داخل مستشفى بشائر من قبل قوات الدعم السريع.

اعتقال مزدوج

أما الشاب وضاح فتبدو قصته غريبة، حيث كان من المتطوعين في مدني وسط السودان منذ بداية الحرب وحتى تاريخ اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة، إذ تم اعتقاله لفترة طويلة من أفراد الدعم.

وبعد استلام الجيش لمدينة مدني تم اعتقاله مجدداً بواسطة استخبارات القوات المسلحة وما يزال في زنازينها حتى اليوم، رغم أنه يعمل في التكايا والمطابخ.

الوجوه الغريبة

وسابقاً جرى اعتقال عضو غرفة طوارئ مدينة سنار لمجرد أن وجهه لم يرق لأحد العساكر حيث قال له: "وجهك ما عاجبني، في اعتراض؟".

وكان المعتقل أحد الشباب الذين كونوا (غرفة طوارئ) ليساعدوا في إيواء القادمين من ولاية الخرطوم.

كما قامت شرطة ولاية سنار باعتقال أحد المتطوعين ويدعى عبد الله حسن وذلك أثناء ممارسة عمله الخيري.

ومنذ انقلاب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان صدرت قرارات بإلغاء لجان المقاومة ولجان التسيير والخدمات التي كونت في فترة الحكومة الانتقالية، ومنذ ذلك التاريخ لم يسلم المتطوعون والناشطون في العمل الخيري من التضييق الأمني الذي وصل بعد الحرب حد الموت والاعتقال.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الجالية السودانية بالبرازيل تحتفل بانتصارات القوات المسلحة
  • تعيين محافظ جديد للبنك المركزي بأوغندا
  • رؤية حول نظام البكالوريا الجديد في التعليم
  • بطولة المتطوعين في الحرب السودانية
  • متشابهات أسماء المواقع السودانية
  • سفارة تسمع ضراط النمل
  • في دار سك العملة الملكية..اشتباكات بين متظاهرين والشرطة بسبب مشروع سفارة ضخمة للصين في لندن
  • «الجارديان»: احتجاجات في لندن ضد بناء السفارة الصينية
  • كندا تفرض عقوبات على كبار مسؤولي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع