البوابة نيوز:
2025-02-11@08:03:27 GMT

منير أديب يكتب: مصطفى بيومي.. والمصطفون الأخيار

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق كان دائمًا مصدرًا لولادة الأفكار.. وعندما يتكلم تجد سيلا جارفا من المعانى المختبئة خلف حديثه وكتاباته

من حُسن حظى أننى عملت ولفترة مع رائد من رواد المهنة العظام، مصطفى بيومي؛ فكان صحفيًا دءوبًا، وكان باحثًا مجتهدًا من الطراز الفريد، جل همه هو الحصول على المعلومة وتوظيفها، كما كان إنسانًا فى كل تفاصيله.

لديه قناعات مستنيرة دائمًا ما تدفعه للكتّابة، ولكنه فى نفس الوقت يبنى كل كتاباته على البحث والتدقيق والدراسة المعمقة، فلم ينجرف يومًا خلف هواه أو حتى قناعاته، ولكنه كان يبنيها على البحث والدراسة والتحليل، ولم يبحث يومًا عن الترند، ولكنه بنى كهفا سكنه حتى وفاته من الرصانة والتحليل.

مصطفى بيومي، خامة بحثية جيدة، ظهر ذلك فى كل كتاباته الأدبية والإنسانية، وانعكس ذلك فى تعامله مع النص الأدبي، وعن دوره كمثقف قلما تجد مثله، هذه الرصانة كنت تجدها فى شخصيته الفريدة حتى على المستوى الإنسانى فى تعاملات الحياة البسيطة.

كل إنسان له حظ من اسمه، فهو مصطفى حقيقى بين أقرانه، كان يتميز عن جيله بأنه كان دءوبًا وكان يمتلك حسًا مرهفًا، كان ينحت ألفاظه وعباراته وكلماته عندما كنت تتناقش معه.

كنت تشعر بمعاناته أثناء الكتابة والحديث، كان دائمًا مصدرًا لولادة الأفكار، يصمت كثيرًا، ولكن عندما يتحدث تقع تحت سيل جارف من الأفكار والمعانى المختبئة خلف حديثه وكتاباته أيضًا.

كان معتدلًا فى أفكاره، ويكتب من أجل الكتابة، كان يشعر بجمالها وجمال لغتها، كان يتذوق النصوص الجميلة ويُزيدها جمالًا لو وضع بصمته عليها؛ فكان يرى أنّ النص الجيد لابد أنّ يكون مكتوبًا بلغة سليمة، ولذلك كان يبحث عن الذين صحت لغتهم، اعتقادًا منه بأنّ هؤلاء هم أصحاب الأفكار أو من يمكن الاستفادة منهم.

أحب حياة الظل ولم يسع لغيرها، عاش وسط التراث، فنهل منه الكثير، وترك لنا ميراثًا وتراثًا ملأ المكتبة العربية فى صنوف كثيرة، لم يسع للكم بقدر سعيه للكيف، فهو كان مكتبة متنقلة.

عرفته قبل ١٤ عامًا، بينما كان فى مرحلة العطاء والنضج، وإنّ كانت حياته كلها عطاء وإنتاج غزير ونضج أيضًا، ولكنه كان شعلة حقيقية، كان دائم التعلم والقراءة، فرغم إنتاجه الغزيز، إلا أنه أقل بكثير مما كتبه، ولذلك كل كتاباته كانت على قدر كبير من النضج، فكلما نضجت فكرة عرف مكانها من النشر.

تُعرف كلمة بيومى فى اللغة على أنها مشتقة من اليوم الطويل الشديد، وهنا اجتمع الوصف مع الاسم مصطفى، وكأن اسمه لازمته صفته الدؤوبة على العمل الشاق، فهو من المصطفين فى الصحافة والبحث.

سلامًا إلى روحه الطاهرة، التى أعطت أكثر مما أخذت، والتى ذهبت إلى ربها ولكنها تركت لنا إرثًا من الأفكار والجماليات ما تنوء بحمله المكتبة العربية.

عزاؤنا فيك أنك فى مكان أجمل وأفضل، رسمت لنفسك حياة جديدة بين من أحببت يا مصطفى، فسلام إليك حيث كنت وحيث صعدت روحك الطاهرة بين المصطفين الأخيار. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصطفى بيومي دائم ا

إقرأ أيضاً:

مصطفى بيومي في نفوس الشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى الشوارعِ،

كنَّا نفتِّشُ عن وجهِنا، 

نحتمى من عذاباتِنا:

بالمحالِ،

ونُنكرُ أوجهَنا المتعبةْ.

ربَّما مرَّ طيفُ الشتاءِ

عليْنا،

فأيقظ وحدَتَنا،

ودعانا لموتٍ بطيءٍ،

يقوِّضُ أفكَارَنا،

ويغوصُ إلى ولَهِ التجربةْ.

إنه الموتُ يا أصدقاءَ السياسةِ

والفكْرِ،

يألفنا من قديمٍ،

كما قدْ ألِفناهُ وقتً 

تفرُّقِنا فى الشوارعِ،

كى نحتمى من عذاباتِنا:

بالمحالِ،

ونُنكرَ أوجهَنا المتعبةْ

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في «البوابة»| راهب في محراب الأدب.. باقة حب إلى روح المبدع الكبير مصطفى بيومي
  • عبد الرحيم على يكتب: مصطفى بيومي وشغف الذاكرة
  • هيثم مفيد يكتب: المسكوت عنه في عالم مصطفى بيومي
  • خالد عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي.. حين تنطفئ الشموع ويبقى النور
  • مصطفى بيومي في نفوس الشباب
  • مصطفي بيومي .. الإنسان قبل الكاتب
  • عادل عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي رحيل بالجسد وخلود بالذكرى
  • العملاق مصطفى بيومي.. أديب عشق الكتابة وموسوعي أدمن القراءة وناقد يزن حروفه بميزان الذهب
  • فى وداع مصطفى بيومي