خطاب البرهان وتجريب المجرب
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
خطاب البرهان وتجريب المجرب
تاج السر عثمان بابو
1أشار خطاب البرهان أمام مؤتمر لقوى سياسية داعمة للجيش بتاريخ: السبت 8 فبراير 2025 الى عفو عن كل سياسي يتخلى عن دعمه السياسي لمليشيا الدعم السريع، ولا مكان للتنسيقية ما لم توقف دعم التمرد وسنرحب بكل من يصحح موقفه من السياسيين”. وأشار إلى أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير برسالة أخرى، نبههم فيها بأن كل من يحارب بجانب الجيش تحت لافتة سياسية عليه إلقاء السلاح، متعهداً بعدم منح فرصة لحزب البشير للحكم مرة أخرى على أشلاء شعبنا، واعلن عن نيته تعيين رئيس وزراء مدني بالتوافق لتشكيل حكومة من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة.
خطاب البرهان يواصل تجريب المجرب الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب، ويأتي للاستهلاك ونتيجة للضغوط الاقليمية والدولية، والمراوغة ونقض العهود والمواثيق التي عرفت عنه منذ انقلاب اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ في 11 أبريل 2019، وفي مجزرة فض الاعتصام بعد تصريحاته بعدم فضه، وخرق الوثيقة الدستورية التى شبعت خرقا وموتا حتى القضاء عليها بانقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي أدي للحرب اللعينة الجارية حاليا، وما تم فيها من جرائم الحرب من الطرفين المتحاربين، التي تتطلب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، ومن عجب ان يتحدث عن عفو للمعارضين في حين أنه غارق في جرائم الحرب، فمن يحتاج للعفو؟.
2ماعادت البلاد تحتمل مراواغات البرهان، فالمدخل للحل يكمن في:
– وقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد ومن المدن والأحياء.
– حل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وبقية المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
– ورفض التسوية التي تعيد الشراكة مع العسكر والدعم السريع وتعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، كما في المحاولات الجارية للعودة للاتفاق الإطاري مثل: مشروع “المنامة” أو العودة لما قبل 25 أكتوبر، والإبقاء على اتفاق جوبا.
– وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.
– عدم الإفلات من العقاب وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات.
– تحسين مستوى المعيشة التي تدهورت بعد الحرب، نتيجة انخفاض قيمة الجنيه السوداني والارتفاع الجنوني في الأسعار، وتاخير صرف مرتبات العاملين، ومواصلة قيام النقابات لتحسين أوضاع العاملين، وتوفير خدمات الصحة والدواء والتعليم، و عودة خدمات الاتصالات والانترنت، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء التي دمرتها الحرب اللعينة، وإنقاذ العام الدراسي في التعليم العام والعالي، وإصلاح النظام المصرفي الذي زاد تدهورا بعد الحرب… الخ.
– إصلاح ما خربته الحرب، وعودة الحياة لطبيعتها، والنازحين لمدنهم ومنازلهم وقراهم، وتعويض المتضررين من الحرب، وصرف مرتبات العاملين..
– قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وتحقيق السيادة الوطنية وحماية ثروات البلاد من النهب، فقد تأكد رغم الحرب يستمر التعدين ونهب موارد البلاد، وعدم اهتمام حكومة الأمر الواقع بقضايا ومناطق التعدين رغم نهب مواردها من الذهب.
مما يتطلب مواصلة الثورة، وتعمير ما خربته الحرب، وتحقيق أهداف الثورة التي حاول طرفا الحرب تصفيتها وطمس معالمها، ولكنها زادت توهجًا، وتأكد ضرورة مواصلتها حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية..
الوسومالثورة السودان القوى السياسية انقلاب 25 اكتوبر 2021 تاج السر عثمان بابو عبد الفتاح البرهان عمر البشير مليشيا الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الثورة السودان القوى السياسية انقلاب 25 اكتوبر 2021 عبد الفتاح البرهان عمر البشير مليشيا الدعم السريع خطاب البرهان
إقرأ أيضاً:
إعلان للدعم السريع يقلق الاتحاد الأفريقي.. والأخير يحذر من خطر تقسيم السودان
أعرب الاتحاد الأفريقي، اليوم الأربعاء، عن قلق عميق جراء قيام قوات الدعم السريع وحلفائها بتشكيل حكومة موازية في السودان.
وندد في بيان بـ”إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها، تشكيل حكومة موازية في جمهورية السودان”، محذراً من أن هذه الخطوة تمثل “خطراً هائلاً لتقسيم البلاد”.
وقسمت الحرب البلاد إلى قسمين مع سيطرة الجيش على الشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل إقليم دارفور تقريباً ومساحات من الجنوب. ويشهد السودان منذ العام 2023، حرب طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 400 ألف سوداني عادوا إلى ديارهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين بعد نزوحهم بسبب النزاع المستمر.
وأضافت المنظمة: “بين ديسمبر (كانون الأول) ومارس (آذار) الماضيين عاد حوالي 396737 شخصاً إلى مناطق استعادها الجيش من قوات الدعم السريع بعد أن حقق تقدماً عبر وسط السودان في الأشهر الأخيرة”