الخليج الجديد:
2025-03-15@23:54:03 GMT

الأردن والفرصة الأخيرة للإصلاح

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

الأردن والفرصة الأخيرة للإصلاح

الفرصة الأخيرة للإصلاح الأردني

ما الضمانات المتبادلة المطلوبة بين مراكز القرار والقوى السياسية والمدنية الأخرى؟

إذا خسرت مؤسّسات الدولة امتحان المصداقية بعد ذلك كلّه، فلا مجال لاستعادته لاحقاً، وكلفة ذلك ستكون كبيرة.

كيف نجمع بين مسار الانتقال نحو الحكومة الحزبية الديمقراطية والانتقال الديمقراطي من جهة والاستقرار السياسي من جهةٍ أخرى؟

انعكاسات سلبية كبيرة على مشروع التحديث السياسي أضعفت موقف الإصلاحيين والأحزاب وعزّز مواقف التيار المشكّك والمتشكك بنياتٍ مطبخ القرار.

ما الإطار الذي يعرّف (ويحدّد) القيم والمصالح الوطنية المشتركة التي يتوافق الجميع عليها وتحدّد المسموح والممنوع والخطير في قواعد اللعبة الجديدة؟

تقتضي المصلحة الوطنية العليا حماية الفرصة الأخيرة لعملية التحديث والإصلاح لأنّها ترتبط بتشريعات وسياسات ووعود وتأكيدات فلا مجال للتلاعب بالمصداقية.

سؤال جوهري يتمثل بإعادة تعريف المصلحة الوطنية العليا في اللعبة السياسية الداخلية مع التأكيد المستمرّ من الملك على المضي في مشروع "التحديث السياسي".

* * *

شهدت الفترة الأخيرة توتّراً كبيراً في العلاقة بين مؤسّسات الحكم والمعارضة السياسية والمجتمع المدني وقوى أخرى ناشطة على خلفية التراجع في ملف الحريات السياسية، ثم قانون الجرائم الإلكترونية الذي أحدث ردود فعل كبيرة متتالية سلبية وقاسية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والخارجية الأميركية وهيومن رايتس ووتش العالمية.

إلاّ أنّ التأثير الأكبر ضرراً تمثّل بالانعكاسات السلبية الكبيرة على مشروع التحديث السياسي، إذ أضعف موقف الإصلاحيين والأحزاب السياسية عموماً، وعزّز من حجج (ومواقف) التيار المشكّك والمتشكك بمدى وجود نياتٍ حقيقية لدى مطبخ القرار بالانتقال نحو حياة حزبية وحكومة حزبية ديمقراطية، وبالتالي، نسف رصيداً كبيراً من العمل المتراكم في العامين الماضيين في سبيل بناء الثقة مع جيل الشباب لهدم الجدران النفسية والثقافية بينهم وبين العمل السياسي والحزبي.

يضعنا ما حدث أمام سؤال مهم وجوهري يتمثل بإعادة تعريف المصلحة الوطنية العليا في ما يخصّ اللعبة السياسية الداخلية، في ظل التأكيد المستمرّ من الملك للمضي في مشروع "التحديث السياسي".

وتقتضي الإجابة طرح مجموعة من التساؤلات الرئيسية؛ في مقدّمتها كيف نجمع بين مسار الانتقال نحو الحكومة الحزبية الديمقراطية والانتقال الديمقراطي من جهة والاستقرار السياسي من جهةٍ أخرى؟ ما الضمانات المتبادلة المطلوبة بين مراكز القرار والقوى السياسية والمدنية الأخرى؟ ما الإطار الذي يعرّف (ويحدّد) القيم والمصالح الوطنية المشتركة التي يتوافق الجميع عليها وتحدّد المسموح والممنوع والخطير في قواعد اللعبة الجديدة؟

ثمّة مجال واسع وكبير يمكن الاتفاق عليه لترسيم معالم المرحلة المقبلة، والخروج من حالة الشك ومن المنطقة الرمادية الراهنة المسكونة بالأسئلة والتساؤلات والحيرة، ليس فقط في أوساط المعارضة، بل حتى لدى أغلب النخب السياسية في البلاد.

ولعلّ المفتاح المطلوب هو التفاهم والتوافق على أن المصلحة الوطنية العليا تتمثل اليوم وفي المستقبل بضرورة الانتقال نحو حكومات حزبية برامجية تلتزم الدستور والمصالح والقيم الوطنية المشتركة، وتقدّم برامج سياسية واقتصادية للحكم، ما يوسّع ويعزّز مساحة المشاركة السياسية والتعدّدية في أوساط اللعبة السياسية، ويردم الفجوة الواسعة من الثقة التي تكرّست في الفترة الماضية بين مؤسسات الحكم والشارع، بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية.

تتمثّل المصلحة الوطنية العليا بأن تكون مؤسّسة الملك مظلة لجميع القوى السياسية وكافلة لحماية الدستور ومصالح الدولة الاستراتيجية، ما يقتضي أن تكون هنالك طبقة عازلة سميكة تحمي المؤسّسة الملكية من الدخول في تفصيلات الأزمات السياسية والاقتصادية.

لا توجد مصلحة للدولة ولا للنظام في توريط مؤسّسة الملك بالتفاصيل التنفيذية وبمشكلات الإدارة اليومية والخدماتية والاقتصادية التي هي من شأن الحكومات والبلديات، والمفترض أن تكون من شأن الأحزاب، إذ تعكس توجهات المواطنين السياسية والاقتصادية والأيديولوجية.

وفي المقابل، المطلوب أن يتسم سلوك مؤسّسات الدولة العسكرية والأمنية والسيادية بالحيدة السياسية لحماية القيم الوطنية والمصالح العليا.

ما دام هنالك اتفاق بين الجميع على المصلحة الوطنية المشتركة، كما أوضحنا سابقاً، فالمطلوب أن يُترك العمل الحزبي لينمو بصورة طبيعية، وألا تكون هنالك تدخّلات رسمية أو تفضيلات من المؤسّسات لهذا الحزب أو ذاك، فلا فرق بين زيد أو عبيد.

فالمفترض أن تكون الدولة للجميع، وأن تكون الفرص متساوية أمامهم في لعبة التنافس السياسي، كي تكتسب شرعية ومصداقية وقبولاً من الأطراف المختلفة، وأن يتوازى ذلك مع رسالة واضحة بنزاهة الانتخابات المقبلة، لأنها امتحان حقيقي للحياة الحزبية ولجدّية الدولة ومصداقية مؤسّسة الحكم أمام الشارع.

ومن المهم أن يكون هنالك حراك سياسي شعبي حقيقي يؤدّي إلى إعادة إنتاج النخبة السياسية وبناء مسارات عادلة منصفة للجميع، للوصول إلى المواقع السياسية بناءً على قدراتهم ومهاراتهم في العمل السياسي.

تقتضي المصلحة الوطنية العليا حماية الفرصة الأخيرة لعملية التحديث والإصلاح السياسي الراهنة، لأنّها تأتي مرتبطة بتشريعات وسياسات ووعود وتأكيدات، فلا مجال هنا للتلاعب بهذه المصداقية والسمعة؛ فإذا خسرت مؤسّسات الدولة امتحان المصداقية بعد ذلك كلّه، لا مجال لاستعادته لاحقاً، وكلفة ذلك ستكون كبيرة.

*د. محمد أبورمان باحث في الإصلاح السياسي، وزير أردني سابق

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن الإصلاح الشرعية المجتمع المدني العمل السياسي المعارضة السياسية قانون الجرائم الإلكترونية التحدیث السیاسی أن تکون مؤس سات من جهة

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية توقع بروتوكول مع جامعة أسيوط

كتب- محمد شاكر:

وقع اللواء أ. ح. عاطف عبد الرؤوف محمود مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية بروتوكول تعاون مع الدكتور أحمد المنشاوى رئيس جامعة أسيوط.

وذلك فى إطار حرص القوات المسلحة على تبادل الخبرات العلمية ودعم الأنشطة البحثية مع مختلف الجامعات المصرية.

يهدف البروتوكول إلى الاستعانة بخبرات الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية فى العديد من الموضوعات وخاصة الدراسات الإستراتيجية والأمن القومى من خلال عقد العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بواسطة نخبة من خبراء الأكاديمية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات فى مختلف المجالات المعرفية والبحث العلمي، وإتاحة محتويات المكتبات العلمية للدارسين فى شتى الموضوعات التى تهم الباحثين من كلا الجانبين.

حضر توقيع البروتوكول عدد من قادة القوات المسلحة وعدد من مسئولى جامعة أسيوط.

اقرأ أيضًا:

نشاط رياح وشبورة مائية .. الأرصاد تعلن طقس ال6 أيام المقبلة

ما سبب اختلاف نظام المحاسبة في العدادات الكودية؟

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

اللواء أ. ح. عاطف عبد الرؤوف محمود الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية الدكتور أحمد المنشاوى جامعة أسيوط القوات المسلحة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الكلية العسكرية التكنولوجية تعقد الجلسة الـ12 للمجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي.. أخبار جهاز الرياضة للقوات المسلحة يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة أخبار السيسي:"هنتجاوز أي تحدي طول ما الشعب متماسك وعلى قلب رجل واحد" أخبار السيسي: برامج تدريبية متخصصة لبناء شخصية طلاب الأكاديمية العسكرية أخبار

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد دراما و تليفزيون قائمة مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2025.. تعرض الأحد المقبل رمضان ستايل حب جديد.. 5 أبراج فلكية تعيش أجواء رومانسية خلال أيام دراما و تليفزيون تعرف على قصة مسلسل عايشة الدور قبل عرضه الأحد المقبل جنة الصائم أحمد عمر هاشم: زواج النبي من السيدة عائشة وهى صغيرة لحكمة إلهية جنة الصائم حكم من أفطر على جماع زوجته.. محمد علي: ليس عليه شيء

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون قائمة مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2025.. تعرض الأحد المقبل رمضان ستايل حب جديد.. 5 أبراج فلكية تعيش أجواء رومانسية خلال أيام دراما و تليفزيون تعرف على قصة مسلسل عايشة الدور قبل عرضه الأحد المقبل جنة الصائم أحمد عمر هاشم: زواج النبي من السيدة عائشة وهى صغيرة لحكمة إلهية جنة الصائم حكم من أفطر على جماع زوجته.. محمد علي: ليس عليه شيء

إعلان

أخبار

الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية توقع بروتوكول مع جامعة أسيوط

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل - ارتفاع ضحايا حادث قطار القنطرة شرق إلى 10 وفيات 8 وفيات و12 مصابا.. كامل الوزير يتفقد موقع حادث ميني باص الإسماعيلية بعد إعلان مدبولي.. كم ستكون أسعار البنزين مع رفع الدعم نهاية 2025؟ قائمة مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2025.. تعرض الأحد المقبل البحوث الفلكية تكشف موعد عيد الفطر 2025.. وتفاصيل رؤية هلال شوال للإعلان كامل للإعلان كامل 31

القاهرة - مصر

31 17 الرطوبة: 20% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • زايد العليا: رعاية شاملة لتمكين الأطفال «أصحاب الهمم»
  • حسام موافي: كثرة التبول قد تكون عرضًا لمجموعة متنوعة من الأمراض
  • المركز الوطني للأرصاد ينبه من تكون أمطار غزيرة على منطقة عسير
  • هل يمكن للأقليات الأيديولوجية أن تكون قاطرة لأي مشروع مواطني؟
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي
  • سمو وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي
  • الدبيبة: ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية
  • رئيس مصر العليا للكهرباء يتابع سير العمل بقطاع سوهاج.. ويوجه بصرف مكافأة للعاملين
  • الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية توقع بروتوكول مع جامعة أسيوط
  • هيئة إدارية جديدة للجمعية الوطنية للتنمية السياسية