الاحتفاء بالأسلاف يصنع للحضارة ديمومتها
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
احتفلت سلطنة عُمان اليوم باليوم السنوي للشخصيات العُمانية المؤثرة عالميا، والمدرجة في قائمة اليونسكو، وهو احتفال يتجاوز في فكرته ورمزيته تكريم الأسلاف والاحتفاء بهم وبمنجزهم العلمي ومساهماتهم في المسيرة الإنسانية إلى التأكيد على أن مسيرة البناء الحضاري في عُمان مستمرة ومتجددة يرفد بعضها بعضا، وإن ما نشاهده اليوم في عُمان إنما هو امتداد لتاريخ طويل وجذور ضاربة في عمق التاريخ وأصالة تستحق الاحتفاء والتقدير.
كانت عُمان عبر التاريخ الطويل جزءا لا يتجزأ من المشهد الحضاري الإنساني وقدم علماؤها ومفكروها إسهامات نوعية في مجالات متعددة، من الفقه والعلوم والفلك إلى التجارة والملاحة، واحتفاء عُمان بهم وبمسيرتهم يتجاوز فكرة الاستذكار واستحضار هذه الشخصية من دائرة النسيان إلى دائرة التوهج، فهم حاضرون بمنجزهم وبالقيم التي أرسوها في الحضارة الإنسانية ولكن في هذا الاحتفاء مهما كانت رمزيته رسالة للأجيال الجديدة للسير على نفس النهج من الإبداع والتميز والتأكيد بأن الحضارة لا تُبنى إلا على أسس قوية، وأن النهضة الحقيقية لا تتحقق إلا باستلهام العبر من الماضي لصناعة المستقبل.
وعُمان المهتمة على الدوام بأسلافها من الساسة والعلماء والمفكرين تدرك تمام الإدراك أن الأمم العظيمة لا تنفصل عن جذورها مهما تقدمت نحو أسس الحداثة، فالحداثة في أي شيء لا يمكن أن تكون منفصلة عن جذورها وإلا كانت هجينة ومعرضة للضياع والتلاشي.. وعُمان تستمد قوتها واستمرارها من تاريخها الذي يصنع شخصيتها ويحقق توازنها ويمهد لها طريق المستقبل بشكل أكثر أمانا.. وحين تخصص عُمان مناسبة وطنية لتكرم الشخصيات العمانية المؤثرة في المشهد العالمي فهي تؤكد للجميع على احتفائها بقيمها وبهويتها الحضارية وتبرز للأجيال الجديدة نماذج للعطاء والإبداع. فالحضارات لا تقوم فقط على الإنجازات المادية، بل على الإرث الثقافي والعلمي الذي يظل خالدا في ضمير الإنسانية.
ويبعث هذا الأمر برسائل مهمة وعميقة حول دور عُمان في صناعة الحضارة، ويُبرز مساهماتها في مسيرة التطور البشري، بما يعزز صورتها كدولة تحترم العلم وتقدر المبدعين، وتعمل على تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب. فالتكريم الذي يحظى به العلماء والمفكرون العُمانيون في المحافل الدولية دليل على أن هذه الأرض أنجبت عقولًا أثّرت في مسار المعرفة، وكانت لها بصمة لا تُمحى من سجلات التاريخ.
ولذلك لا بد أن يخرج هذا الاحتفال للعلن عبر بث الحياة في الشخصيات العمانية التاريخية سواء السياسية أو الفقهية أو الأدبية أو العسكرية وجعلها حاضرة في الوعي العماني وتحويلها إلى نماذج وقدوات وما أجمل أن يرى الأبناء في أسلافهم نماذج يُقتدى بها، وما أعظم أن تكون تلك النماذج مصدر إلهام يحفزهم على الإبداع والابتكار.. وتعظم فخرهم بأسلافهم وبالقيم التي أسسوها في هذا الوطن العظيم.
ولا بد أن تعي الأجيال العمانية الحالية والقادمة أنها قادرة على أن تنجز مثل ما أنجز أسلافها فهي تحمل نفس الجينات التي صنعت أولئك العظماء الكبار عبر التاريخ العماني.. وأن عُمان ستظل دائما منارة للفكر والمعرفة، تماما كما كانت عبر العصور.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
قافلة ثقافية للمرأة السيناوية وتواصل الاحتفاء بذكرى كوكب الشرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، أچندة ثرية بالفعاليات الثقافية والفنية، تضمنت قافلة "المرأة والثقافة والإبداع" بشمال سيناء بدءا من اليوم الأحد وحتى السبت المقبل، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة ضمن برامج وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة وذلك تعزيزا للهوية الثقافية وزيادة الوعي الثقافي والفكري بين سيدات وفتيات المحافظات الحدودية، تنطلق اليوم الأحد أولى فعاليات القافلة الثقافية الثانية "المرأة والثقافة والإبداع"، بقصر ثقافة العريش، بمحافظة شمال سيناء.
تتضمن القافلة الثقافية مجموعة من الورش الفنية والحرفية، ولقاءات تثقيفية وتوعوية بمشاركة نخبة من الأكاديميين المتخصصين، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية، والعروض الفنية.
تستمر الفعاليات حتى 13 فبراير الحالي، ويختتم البرنامج بمعرض فني نتاج الورش.
كما تشارك هيئة قصور الثقافة في معرض مدينة الشيخ زايد للكتاب، في دورته العاشرة المستمرة حتى 20 فبراير الحالي، تحت شعار "الوعي هدفنا".
وتقدم الهيئة مجموعة كبيرة من أحدث الإصدارات بجانب الكتب الجديدة التي طُرحت مؤخرا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56، لكبار رموز الفكر والثقافة، بمختلف السلاسل، بالإضافة إلى كتب ومجلات الأطفال والنشر الإقليمي، والأعمال الإبداعية في مجالات: الشعر، القصة، الرواية، الموسيقى، الفلسفة، السينما، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، والمسرح، وغيرها من المؤلفات المقدمة بأسعار مخفضة للجمهور.
عاصمة الثقافة المصرية تشهد ختام ملتقى شباب "أهل مصر"تشهد محافظة المنيا "عاصمة الثقافة المصرية" اليوم الأحد، ختام الملتقى العشرين لشباب المحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر"، ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة التي تستهدف الوصول بالأنشطة والخدمات الثقافية والفنية للمناطق الأكثر احتياجا.
يشمل حفل الختام فقرات فنية متنوعة بجانب افتتاح معرض فني يضم الأعمال الإبداعية نتاج الورش.
تواصل فعاليات ملتقى كوكب الشرق للموسيقى والغناء بأسيوط وفي محافظة أسيوط تستمر فعاليات "ملتقى كوكب الشرق" للموسيقى والغناء، تحت عنوان "خمسون عاما من الحياة".
يشارك في الملتقى عدد من الفرق الفنية للموسيقى العربية التابعة لهيئة قصور الثقافة، لتقدم باقة من أجمل ما غنت سيدة الغناء العربي، وتستمر الفعاليات حتى مساء بعد غد الثلاثاء، ضمن البرنامج الحافل الذي أعدته هيئة قصور الثقافة بالقاهرة والمحافظات، تخليدا للإرث الفني لكوكب الشرق.
كما يستضيف الصالون الثقافي لقصر الإبداع الفني بالسادس من أكتوبر، في دورته الثانية، السبت المقبل، الفنان القدير محمود الحديني، في لقاء للحديث عن المحطات البارزة في مسيرته الفنية، وأهم أعماله في المسرح والتلفزيون، والتحديات التي واجهها خلال رحلته الإبداعية يحاوره الكاتب والمخرج رضا سليمان، بحضور لفيف من المثقفين والمبدعين ورواد القصر.
هذا وتحفل الأجندة بعدد كبير من اللقاءات التثقيفية والأدبية بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين، هذا بالإضافة إلى الورش الفنية والحرفية، وقوافل تنمية المواهب والإبداع بقرى محافظة المنوفية، أفلام قصر السينما المجانية، وعروض نوادي مسرح الطفل.