نظّمت مديرية أوقاف الفيوم بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم لقاءات دعوية داخل المدارس تحت عنوان "الشائعات وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع"، وذلك اليوم الإثنين.

وجاء ذك  تنفيذًا لتوجيهات وزير الأوقاف، الدكأسامة السيد الأزهري، وبرعاية فضيلة الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور نخبة من الأئمة المتميزين.

التثبت قبل النقل.. رسالة دينية وإنسانية

خلال اللقاءات، شدد العلماء على خطورة الشائعات وما تسببه من آثار مدمرة على الأفراد والمجتمع، مؤكدين أن دين الإسلام يحث على التثبت في نقل الأخبار، سواء بالقول أو الكتابة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحوا أن الإنسان العاقل يفكر قبل أن يتحدث، بينما الأحمق يتحدث دون تفكير، محذرين من استغلال الدين لتبرير الأكاذيب أو بث الفتن بين الناس.

محافظ الفيوم يوجه بتدخلات اجتماعية لدعم الأسر الأولى بالرعاية وكبار السن جامعة الفيوم تعقد لقاءً مفتوحًا مع الطلاب الوافدين لبحث مشكلاتهم وتطوير العملية التعليمية

كما أكد العلماء أن الإسلام دين الأخلاق والقيم الإنسانية الراقية، وأن الابتعاد عن هذه القيم يعد انحرافًا عن الفهم الصحيح للدين. 

واستشهدوا بموقف تاريخي للخليفة عمر بن عبدالعزيز حينما جاءه رجل يخبره عن شخص آخر، فقال له:
"إن شئت نظرنا في أمرك؛ فإن كنت كاذبًا، فأنت من أهل هذه الآية: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}، وإن كنت صادقًا، فأنت من أهل هذه الآية: {هماز مشاء بنميم}، وإن شئت عفونا عنك"، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه.

مواجهة الشائعات تبدأ من الفرد

وأضاف العلماء أن انتشار الشائعات يعود إلى التسرع في نقل الأخبار دون تحقق، مؤكدين أنه لو حرص كل فرد على التثبت قبل إصدار الأحكام أو نشر الأخبار، لفقدت الشائعات أثرها، ولتوقف مروجوها عن نشرها. كما شددوا على أهمية تجنب الغيبة والنميمة، مستشهدين بقول الله تعالى:
{ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه} (الحجرات: 12).

كما استشهدوا بحديث النبي ﷺ عندما سأل الصحابة:
"أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال: "ذكرك أخاك بما يكره"، قيل: "أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟" قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته".

وأكد العلماء أن من يشغل نفسه بعيوب الآخرين، يهمل النظر إلى عيوبه، مشيرين إلى حديث النبي ﷺ:
"يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه."

واختتم العلماء اللقاءات بالتأكيد على أن مواجهة الشائعات مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد نفسه، داعين إلى نشر الوعي والتثبت في نقل الأخبار، لحماية المجتمع من الفتن والتفرقة.

مصر.. وطن محمي بالوعي والإخلاص

وفي ختام الندوات، دعا العلماء الله أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا من كل سوء، مشددين على ضرورة التكاتف لمواجهة التحديات ونبذ الشائعات، حفاظًا على استقرار الوطن وأمنه.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أسامة السيد الأزهري الدكتور محمود الشيمي أوقاف الفيوم محمود الشيمي محافظ الفيوم مديرية اوقاف الفيوم مديرية التربية والتعليم وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين

ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، كلمةً في ندوة بعنوان "حرب الشائعات" لطلاب مدارس سوهاج باستضافة كريمة من مدرسة جيل المستقبل بمحافظة سوهاج، في إطار جهود  دار الإفتاء في تنمية الوعي بين الطلاب، ومدِّ جسور التعاون والتواصل بين دار الإفتاء المصرية ووزارة التربية والتعليم.

واستهلَّ المفتي، كلمتَه بتقديم الشكر لوزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبداللطيف، ولجميع قيادات التربية والتعليم بسوهاج، مشيدًا بالجهود المبذولة لتعزيز الوعي لدى الطلاب. 

وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الذي وصفه بأنه من أحب اللقاءات إلى قلبه، لا سيما مع طلاب التعليم قبل الجامعي الذين وصفهم بالأزهار المثمرة.

وتحدث المفتي، عن ضرورة تعزيز المعرفة والنضج الفكري في ظل انتشار المنصَّات الرقمية ووسائل التواصُل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل ليست شرًّا مطلقًا، بل هناك صفحات تعمل على تعزيز الانتماء الوطني ونشر قيم الخير، في مقابل أخرى تسعى لنشر الفتن والأكاذيب.

وأوضح أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية يُستهدَفون بالشائعات ومحاولات الإحباط من قِبَل أعداء يَسعَون لتدمير الأوطان لتحقيق مصالحهم. 

وأكد أهمية امتلاك الوعي الكافي لتمييز الحقائق من الأكاذيب، وأهمية الوعي باعتباره خطَّ الدفاع الأول لتحصين الأفراد والمجتمع ضد الشائعات وأثرها السلبي.

وفي لَفتةٍ أبوية، قال للطلاب: "أتحدث إليكم حديثَ الوالد لأبنائه والأستاذ لتلاميذه"، مشددًا على أهمية العلم والمعرفة لمواجهة الأفكار المنحرفة والسلوكيات السلبية التي تتنافَى مع الدين والقِيَم الاجتماعية.

وحذَّر فضيلته من خطورة الشائعات، مشيرًا إلى أنها قد تدفع الإنسان إلى إيذاء نفسه أو الاعتداء على الآخرين. 

وأكد أن الإنسان مؤتمَن على جسده، وعليه الحفاظ عليه ليكون صالحًا للخِلافة في الأرض وإنتاج الخير للمجتمع.

واستدل بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، موضِّحًا أن العلم هو السبيل لفهم رسالة الإنسان في الحياة. 

وأشار إلى أن النجاح لا يتحقق إلا بالاجتهاد والتفوُّق، محذرًا من الغِشّ الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».

وأكَّد أن الله أراد للإنسان أن يتعلم لمواجهة التحديات والمشكلات، مستشهدًا بآية { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. كما أشار إلى أهمية القدوة الحسنة، مستدلًّا بإطلاق النبي صلى الله عليه وسلم سراح أسرى غزوة بدر بفضل تعليمهم للصحابة.

ودعا إلى عرض المعلومات على العقل، ورَبطِ المُقدِّمات بالنتائج؛ للتأكد من صحَّتها، موضحًا أن كل حدث في الحياة هو نتيجة طبيعية لمقدمات سابقة. 

وقال: إن الوعي الصحيح يتطلب من الإنسان تحليل المعطيات بشكل منطقي وتفكير نقدي للوصول إلى الحقيقة، مشيرًا إلى أن فهم العلاقة بين الأسباب والنتائج يُحصِّن العقل من الوقوع في فخ الأكاذيب والشائعات.

كما حذَّر من الأفكار الإلحادية التي تسعَى إلى التشكيك في وجود الله. وقدَّم مثالًا مبسطًا للطلاب: "عندما تتركون فراشكم مبعثرًا وتعودون لتجدوه مرتَّبًا، فهذا يدل على أن هناك مَن قام بذلك"، مؤكدًا أن الكون دليلٌ واضح على وجود خالق حكيم.

كما نبَّه إلى خطورة بعض الألعاب الرقمية التي تُروِّج لأفكار هدَّامة تدمِّر الفطرة وتدفع إلى ارتكاب المحرمات، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار تؤدي إلى انعدام المروءة والكرامة.

وتناول أيضًا خطورة مشاركة البيانات والمعلومات الشخصية عبر الإنترنت، محذرًا من الوقوع في فخ الابتزاز المالي أو الجنسي الذي قد يدفع الضحيةَ إلى الرضوخ خشية إبلاغ والديه.

واستشهد بحادثة الإفك التي كادت أن تُفرِّق بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها بسبب الإشاعة، مشيرًا إلى قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، مؤكدًا أهمية التثبُّت من الأخبار لتجنُّب الفتنة.

كما شدَّد على ضرورة التصدي للتنمُّر ونشر الأخبار الكاذبة، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات تقتل المجتمعات وتنشر الفوضى. ودعا إلى التحلِّي بالأخلاق الحميدة، والاقتداء بالصالحين من المشايخ والأساتذة، والحرص على حضور مجالس العلم.

من جهته أشاد الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، بدَور فضيلة المفتي وجهوده في نشر الوعي بين الطلاب، مؤكدًا أهمية هذه الندوات في تنمية عقول الأجيال القادمة.

وبدوره، هنَّأ أمين الدسوقي الحضور بقُرب حلول شهر رمضان المبارك، موجهًا الشكر للمفتي على كلمته المؤثرة. كما أكد أن مديرية التربية والتعليم بسوهاج تعمل كخلية نحل لتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية.

وفي لَفتةِ تقديرٍ وعرفان أهدَى الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة سوهاج دِرع َالمديرية لفضيلته، كما قام الأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل بتقديم دِرع المدرسة لفضيلته.

حضر الندوة الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم، والأستاذ أمين الدسوقي مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، والأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل، إلى جانب عدد من قيادات وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وعدد كبير من المدرسين والأخصائيين والطلاب من مدارس مديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج.

مقالات مشابهة

  • "سبل مكافحة الشائعات".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • "أمانة الكلمة".. ندوة دعوية بمسجد السلام في الفيوم 
  • انطلاق فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • مفتي الجمهورية يدير ندوة توعوية حول "حرب الشائعات" لطلاب مدارس سوهاج
  • مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين
  • مياه الفيوم تنفذ أنشطة توعوية بمراكز الشباب فى المحافظة
  • الحصة الأولى فى مدارس الفيوم غدًا عن الولاء والانتماء للوطن
  • "التصدي للشائعات".. ندوة توعوية للشعب الجمهوري بالمراغة في سوهاج
  • ندوة توعوية لحزب الشعب الجمهوري في سوهاج عن آليات مواجهة الشائعات