تجار العتبة عالقون بين وعود تأخرت ومخاوف من «حرائق جديدة»
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
فى أحد أيام يوليو الحارة، كانت سوق العتبة، قلب القاهرة النابض، تعج بالحركة والنشاط. أصوات الباعة تتداخل مع ضجيج السيارات والحافلات، والمواطنون يتنقلون بين المحال التجارية فى السوق لقضاء حوائجهم، الهواء الحار المشبع بروائح العطور والملابس والمنتجات المتنوعة يضفى على المكان سحراً خاصاً، إلا أن ذلك الهدوء الظاهرى لم يكن سوى غطاء لمأساة.
فى تلك اللحظات، كانت عمارة «على برعى» التاريخية بشارع الجوهرى، تشهد لحظة تحول دراماتيكى، فالنيران اشتعلت بها، وسرعان ما ابتلعت المبنى بأكمله، واحترقت الرفوف المتكدسة بالبضائع، والنيران التهمت الملابس والأثاث والمخازن.
وبينما كانت ألسنة اللهب تتصاعد، كادت أرواح التجار تتساقط، بينما أعينهم ترى «شقا عمرهم» يحترق أمامهم وهم عاجزون عن فعل أى شىء سوى الدعاء، لشدة النيران واستمرار الحريق لما يزيد على 20 ساعة.
وبينما كانت ساعات الليل تمضى، تحول الشارع الذى كان يعج بالحياة إلى جحيم، عندما بدأت النيران تنتقل بسرعة من طابق لآخر.
وأعقبتها صيحات الاستغاثة التى تناثرت فى الهواء، ومع مرور الوقت وعدم إحكام السيطرة على النيران، كانت الخسائر تتراكم، والأحلام تتبخر، تاركة مجرد ذكريات مؤلمة يرويها أصحابها بحسرة.
«سعد»: النيران التهمت بضائعنا وتركت ألماً فى قلوبنا.. والتطوير ليس تجميل واجهات فقطعن هذه الليلة يتحدث أحمد سعد، أحد تجار الشارع، بنبرة حزينة، قائلاً: «كانت ليلة الكوابيس، العمارة ولعت، والنار أكلت دورين منها، لأن السقف كان خشب وكلها مخازن ملابس، كنا مرعوبين، وكل واحد فينا خسر بنسب متفاوتة، لأنه كان لينا بضاعة فيها».
ويتابع: «لما ولعت محدش فينا قدر يقرب منها علشان النار كانت شديدة، كنت مرعوب على البضاعة بتاعتى اللى مرمية فى الشارع، خايف النار تأكلها هى كمان، خصوصاً إنى كنت فارش قريب من العمارة».
ما حدث فى تلك الليلة ترك ألماً فى قلوب تجار السوق، لتعدد خسائرهم، ألماً جعل أحمد سعد يؤكد ضرورة العمل على تنفيذ أعمال التطوير بشكل سريع، قائلاً: «عايزين التطوير، ومش ضد أى حاجة تخلى السوق أفضل وأكثر أمناً، المهم نبقى موجودين ومحدش يقطع أرزاقنا، حتى لو هنتحمل تكلفة الباكيات أو التأمين، إحنا مستعدين، لكن أهم حاجة يكون فيه نظام».
التأمين ضرورة ملحةيتفق معه محمد مراد، تاجر بالسوق، فقد بضائع تتجاوز قيمتها آلاف الجنيهات، ويؤكد أهمية وجود تأمين يحمى التجار من مثل هذه الكوارث. قائلاً: «مش بنطلب المستحيل، بس أى تطوير يحصل لازم يتضمن حماية لينا، لو كان فيه تأمين، كنت على الأقل عوضت جزء من خسارتى، الوضع ده ما ينفعش يتكرر تانى».
«مراد»: لا نعرف مصيرنا منذ 6 شهور.. ومُستعدون لتحمل تكلفة الباكيات بشرط التنفيذ الفعلىكلمات محمد مراد دفعت مُعد التحقيق إلى التجول فى شوارع العتبة، ولم يكتف بالشوارع التى تم الحديث عن خطط تطويرها، وأنهى جولته حيثما بدأ بشارع الجوهرى الذى يعج عادة بالحركة والنشاط، وبينما كان يتنقل فى الشارع، لاحظ وجود سقالات على عمارة «بزرعة» التاريخية، وهى أحد أبرز المبانى فى المنطقة.
وعندما اقترب مُعد التحقيق أكثر، اكتشف أن هناك عمارة أخرى تحمل اسم «ترنج» كانت أجزاء منها مهملة بالكامل، وأخرى غير مكتملة الترميم. وحينما سأل أحد الأهالى عن السبب وراء عدم اكتمال الترميم بها، أكدوا أن جزءاً بسيطاً منها تم ترميمه، وبعدها توقف المهندس القائم بالترميم، بعد اعتراضات من الآثار بحجة أن المبنى أثرى، ومنذ ذلك الحين، بقيت العمارة على حالها، حسب تأكيدات التجار.
تاجر جملة: «لسنا ضد جعل السوق أفضل.. المهم نكون موجودين ولا تُقطع أرزاقنا»واصل مُعد التحقيق التقدم نحو عمارة «على برعى» التى كانت شاهدة على حادثة الحريق المأساوى الذى اندلع فى يوليو الماضى. العمارة التى كانت تتكون من 3 طوابق، أصبحت الآن مهدمة، ولم يتبق منها بعد انهيار الطابقين العلويين بفعل الحريق، سوى طابق واحد فقط، يتولى التجار ترميمه بأنفسهم، فى محاولة أخيرة لتعويض خسائرهم، بحسب التجار.
غضب يمكن أن يُشعل أزماتفى تلك اللحظات، تجمع عدد من التجار أمام المبنى المهدم، يتبادلون الأحاديث الغاضبة عن وضعهم الراهن. كان واضحاً من ملامحهم الاستياء خاصة مع مرور الوقت دون أى تحرك ملموس لتطوير المنطقة أو إعادة بناء ما تهدم منها.
غضب التجار الزائد عن الحد كاد أن يمتد ليشمل معد التحقيق نفسه، وهم يعربون عن تذمرهم من تأخر الإجراءات، رافضين السكوت على الوضع الذى يزداد سوءاً. «حالنا وقف عايزين حل سريع»، قالها أحدهم وهو يلوح بيديه فى حركة تُعبر عن الإحباط.
«عيد»: التأخير فى التنفيذ كان سبباً فى رجوع الأوضاع العشوائية كما كانت قبل الحريقوصل الأمر إلى منع مُعد التحقيق من دخول المبنى، وطالبوا بحذف كافة الصور التي تم التقاطها، وهو الأمر الذى رفضه مُعد التحقيق بشدة وبدأت الأصوات ترتفع والأمور تتأزم، ليتدخل أحد التجار، ويدعى «على عيد»، وينزع فتيل الأزمة ويهدئ من روع الآخرين، مشيراً إلى أن «ما قام به تجار السوق مجرد تعبير عن غضبهم من تأخر التطوير».
«عيد» قال موضحاً: «الحريق الأخير الذى شب فى عمارة على برعي والذى نتج عن ماس كهربائي، كان له تأثير كبير على المنطقة، ما دفع الجهات المختصة إلى اتخاذ قرارات عاجلة بشأن المباني المجاورة، حيث بدأت أعمال التطوير منذ نحو ستة أشهر، وكان البائعون مستعدين تماماً للتعاون مع المسئولين». مضيفاً: «كنا جاهزين ننفذ أى حاجة تنطلب مننا، ومحدش فرش فى الشارع بالكامل زى زمان، لكن لما لاقينا التطوير واخد وقت، فرشنا تانى، ما هو هنعمل إيه، مفيش لينا أى مصدر دخل تانى غير شغلنا ده».
واستطرد: «علشان كده الشارع رجع تانى زى ما كان قبل الحريقة، بزحامه وعشوائيته، وأكيد إحنا مش مبسوطين بده لكن هنعمل إيه، كنا رضينا بمتر ونص فى الشارع، لكن شوية بشوية بقينا نطلع ونزود مساحة علشان التأخير فى التنفيذ، وفى الآخر رجعت كل حاجة زى ما كانت».
لم يختلف الحاج طه سلامة، أحد الباعة الجائلين، مع ما سبق، بشأن أهمية تنظيم الشارع بل العتبة بأكملها، قائلاً: «مشكلتنا مش مع التنظيم، بالعكس، إحنا عايزين السوق يكون مُنظم، ويتعمل فيه باكيات، وقتها بس هنقدر نشتغل بأمان ومن غير خوف من حرائق أو مشكلات، حتى لو هنتحمل رسوم، مش مشكلة، عادى هندفع، بس يخلوها بالتقسيط، علشان الدنيا برضو صعبة معانا، وإحنا مستعدين نعمل أى حاجة ونساعد باللى نقدر عليه بس المهم نضمن إننا هنسترزق».
وفى محاولة لتفادى المزيد من الحرائق فى العتبة، سبق وأعلن وزير العمل محمد جبران، فى يوليو الماضى، عن إطلاق مبادرة شاملة للتعامل مع أسباب الحرائق فى الأسواق.
تشمل تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارات العمل والكهرباء والغرفة التجارية، بالإضافة إلى خبراء من اتحاد الصناعات المصرية، بهدف فحص العقارات والمخازن، ومعالجة المشكلات الكهربائية، وتوعية التجار بأهمية تطبيق معايير السلامة.
موسم رمضان على الأبوابلكن أحمد سعد، التاجر بالسوق، يعود للحديث ويناشد الجهات المعنية سرعة التحرك للتطوير، خاصة مع اقتراب موسم رمضان، والذى يعد الموسم الأهم للبيع، حيث ترتفع فيه آمال البيع وتحقيق الأرباح، قائلاً: «أهم موسم لينا، ما ينفعش يضيع بسبب تأخير التطوير، إحنا عندنا أمل إن الحكومة تنفذ الخطة بسرعة عشان السوق يرجع لحالته الطبيعية، الكلام عن التطوير بقاله أكتر من 6 شهور ومفيش حاجة جديدة غير ترميم واجهة عمارة بزرعة، طيب هل التطوير تجميل الواجهات بس، ولا كمان تنظيم وترتيب لكل حاجة، إحنا حالنا واقف ومش عارفين العطلة منين، وعملنا كل اللى نقدر عليه، سيبنا الشارع، ولما رجعنا وقفنا فى جزء صغير منه على أمل إن التطوير يتنفذ بسرعة ونلحق موسم البيع».
مقترحات لتطوير المنطقةالقيمة التاريخية لسوق العتبة دفعت مُعد التحقيق إلى التحدث مع المعمارى ياسر الكرمانى حول مقترحات تطوير المنطقة، والذى قال إن ميدان العتبة الخضراء بحاجة إلى خطة شاملة لإعادة تأهيله.
مهندس: إزالة كوبرى الأزهر وتحويل ميدان العتبة إلى منطقة مشاة.. مقترحات لتطوير قلب القاهرةمشيراً إلى أن أولى خطوات التطوير يجب أن تبدأ بإزالة الكوبرى المعدنى العلوى الذى يربط شارع الأزهر بميدان الأوبرا، والذى وصفه بأنه «تشويه بصرى ومعمارى» للميدان التاريخى. وأوضح أن الميدان يمكن أن يتحول إلى منطقة مشاة تعتمد على السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، ما يخلق مُتنفساً حضرياً يليق بقلب القاهرة.
وأضاف: «يجب نقل الأسواق العشوائية المنتشرة فى محيط الميدان إلى مواقع أخرى خارج المنطقة المركزية، مع إنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق لتخفيف الضغط المرورى الكبير على الميدان»، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تُعيد ميدان العتبة إلى مكانته كواحد من أهم الميادين التاريخية والمعمارية فى العاصمة.
ميدان العتبة.. شاهد على تاريخ القاهرةوأوضح المعمارى ياسر الكرمانى أن ميدان العتبة الخضراء شهد تحولات كبيرة منذ إنشائه فى العصر المملوكى، حيث بدأت قصة الميدان ببناء قصر القبة الزرقاء على بركة الأزبكية، وهو القصر الذى مر بعدة مراحل قبل أن يهدمه عباس باشا الأول عام 1850 لبناء قبة جديدة حملت اسم القبة الخضراء.
مشيراً إلى أن التطوير الكبير للميدان بدأ فى عهد الخديو إسماعيل، الذى قام بإزالة قصر العتبة الخضراء وبنى المحكمة المختلطة مكانه، وأنشأ دار النباتات ودار الحدود لتحويل المنطقة إلى مركز حضارى جديد.
محطات تاريخية بارزةوتابع المعمارى ياسر الكرمانى: «فى عهد عباس حلمى الثانى، أُنشئت المحطة المركزية للترام، ما عزز من دور الميدان كمركز للنقل والمواصلات، ثم جاء عهد الملك فؤاد الأول، الذى شهد فتح شارعى الجيش حالياً والأزهر، ما سهَّل الحركة المرورية فى المنطقة».
وفى العصر الحديث، أوضح المعمارى ياسر الكرمانى أن التطوير شمل إنشاء نفق الأزهر عام 1987، إلا أن الكوبرى المعدنى الذى يمر فوق الميدان أصبح يشوه المشهد البصرى للمنطقة. مؤكداً: «انتشار الأسواق العشوائية وغياب التخطيط الحضرى أضر برونق الميدان التاريخى».
جهود رسمية للتطويرولبحث خطة تطوير منطقة الموسكى ومحيط ميدان العتبة، اجتمع عدد من المسئولين مؤخراً برئاسة د. منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، بحضور ممثلين عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات»، لمناقشة دراسة مقترحة أعدها استشاريو البرنامج لتطوير عدة شوارع من بينها شارع الجوهرى الذى كان شاهداً على حريق مدمر فى يوليو الماضى.
الدراسة التى أعدها فريق متخصص من الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة المصرية لم تكن مجرد خطط تطوير عمرانية، بل امتدت لتشمل تجديد الهوية البصرية للمنطقة وتحسين جودة الحياة للباعة وأصحاب المحال التجارية الذين يملأون المكان بالحركة والضجيج، وتطوير واجهات المبانى ورفع كفاءة الشوارع الرئيسية.
وقد حظيت هذه الدراسة وما تضمنته بقبول واسع من أصحاب المحال، الذين وصفوا المشروع بأنه «فرصة لتغيير وجه المنطقة بالكامل، ليس فقط من حيث الشكل، ولكن أيضاً من حيث توفير الأمان والاستقرار للجميع».
وتعتمد خطة التطوير تلك على معايير التنسيق الحضارى التى أقرها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، بموجب القانون رقم 119 لعام 2008، بهدف الحفاظ على الطابع العمرانى للمبانى التراثية، مع إدخال تحسينات تُعزز من وظائفها دون المساس بهويتها الأصلية.
معايير للتطويروتشمل معايير «التنسيق الحضارى» عدة محاور رئيسية، على رأسها رصد وتوثيق المبانى ذات الطابع التراثى فى العتبة، والتى تعتبر وفقاً للدليل الإرشادى الصادر عن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، «ثروة قومية ينبغى الحفاظ عليها، إذ تمثل ذاكرة عمرانية وقيمة ثقافية تمتد عبر الأجيال».
وتنص معايير التطوير على ضرورة الحفاظ على ارتفاعات المبانى بما يتماشى مع النسيج العمرانى للمنطقة، ومنع أى إنشاءات جديدة تخالف الطابع العام. وأن يتم العمل على ترميم الواجهات التاريخية وإزالة التشوهات البصرية الناتجة عن الإعلانات واللافتات العشوائية.
إجراءات حاسمة للحفاظ على التراثتعليقاً على خطة التطوير، يقول د.أحمد عامر، الخبير بوزارة الآثار، الذى اطلع على هذه الخطة: «إن خطة تطوير منطقة العتبة المنتظرة، تأتى فى إطار تطوير منطقة القاهرة الخديوية»، مشيراً إلى أن المشروع يشمل ميدان العتبة ومنطقة الموسكى، بالإضافة إلى شوارع جوهرى، يوسف نجيب، والعسيلى، وعدد من الشوارع الأخرى، بحيث يتم تنسيق هذه التحسينات بما يتناسب مع الوجه الحضارى والجمالى للمنطقة دون تغيير المعالم الأساسية لها.
خبير: المشروع يتناسب مع الوجه الحضارى والجمالى للمنطقة دون تغيير المعالم الأساسية لهاوأضاف الخبير الأثرى أن هذا التطوير يشمل توفير بيئة ملائمة للباعة الجائلين وأصحاب المحلات، من خلال تنظيم المسارات التجارية ورفع كفاءة المنطقة بما يضمن الراحة والأمان للزوار والبائعين، واستخدام المظلات لحماية الباعة الجائلين من الشمس والأمطار خلال فصلى الصيف والشتاء، مشيراً إلى أن جميع هذه التصورات تعتمد على معايير تصميمية وتنظيمية دقيقة، تراعى الاشتراطات الخاصة بالإطفاء والصرف الصحى.
وفى إطار تحسين المظهر العام للمنطقة، أكد الخبير الأثرى أن هناك اهتماماً كبيراً بتحسين الرؤية البصرية من خلال توحيد لافتات المحلات وطلاء واجهات العقارات بألوان متناسقة تتماشى مع الطابع المعمارى الأصلى للمنطقة وترميم العقارات المتضررة دون المساس بمظهرها التاريخى.
تأخير بدون تفسيرلكن حديث التجار المتكرر عن تأخر هذا التطوير، دفعنا للتواصل مع الدكتور خالد قاسم، المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية للبحث عن سبب، لكنه طلب منا بدوره التواصل المباشر فى هذا الشأن مع محافظ القاهرة، د. إبراهيم صابر، وقد حاول مُعد التحقيق التواصل معه، عبر الاتصال هاتفياً وإرسال أكثر من رسالة نصية له، ولكن دون جدوى، وحتى يأتى الرد يظل التجار عالقين بين مخاوف من حدوث كارثة جديدة، ووعود ينتظرون تحقيقها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضاء على العشوائية فى الشارع ما کانت ما کان إلى أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الجيش الإسرائيلي يعتزم بناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا بعمق 65 كيلومترا
سرايا - قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير يوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإقامة مواقع عسكرية إضافية في سوريا ومنع النظام الجديد من نشر أسلحة متطورة جنوب العاصمة دمشق. وذكرت الصحيفة أن تل أبيب ولمنع النظام الجديد من ترسيخ وجوده العسكري على طول الحدود مع إسرائيل، حددت منطقة تبعد نحو 65 كيلومترا عن السياج الحدودي يسمح فيها بوجود قوات الشرطة السورية.
وأفاد المصدر ذاته أن إسرائيل ستمنع نشر أي أسلحة بعيدة المدى مثل منصات إطلاق الصواريخ.
كما يستعد الجيش لإنشاء مواقع إضافية في المنطقة العازلة في الأراضي السورية.
وأشارت إلى أنه وابتداء من يوم الأحد، سيتمكن مئات السوريين من أبناء الطائفة الدرزية من الدخول والعمل في إسرائيل.
وأوضحت أن قوات الدفاع الإسرائيلية تستعد للبقاء لفترة طويلة في الأراضي السورية ولهذا الغرض تم تحديد "مناطق أمنية" جديدة أمام القوات العسكرية للنظام الجديد في البلاد.
وبتوجيه من المستوى السياسي، يتعين على قوات الدفاع الإسرائيلية منع أي تمركز عسكري للقوات السورية على عمق حوالي 65 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.
وبينت الصحيفة أنه ومن السياج الحدودي إلى مسافة حوالي 5 كم إلى الشرق، تسيطر القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة حيث تعمل ثلاثة ألوية بشكل مفتوح جزئيا لمنع محاولات التسلل إلى إسرائيل.
ويمنع الجيش المدنيين السوريين من دخول هذه المنطقة، باستثناء أولئك الذين يعيشون هناك بالفعل، حيث تم تعريف المنطقة حتى حوالي 15 كم من السياج الحدودي كمنطقة أمنية، ويمنع الجيش الإسرائيلي قوات النظام الجديد من دخولها.
وفي منطقة تبعد نحو 65 كيلومترا عن الحدود حتى الطريق الذي يربط العاصمة دمشق ومدينة السويداء الجنوبية، لن يسمح الجيش الإسرائيلي للنظام السوري بإدخال أسلحة بعيدة المدى مثل منصات إطلاق الصواريخ أو أنظمة الأسلحة المتطورة.
والشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "لن تسمح لقوات النظام الجديد في سوريا بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق".
ومع ذلك، يعتزم الجيش في الوقت الراهن السماح لقوات الشرطة بدخول المنطقة لمسافة أبعد من 15 كيلومترا من الحدود.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وصعود أحمد الشرع إلى السلطة، نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على المواقع العسكرية سواء تلك التابعة لنظام الأسد أو النظام الحالي، بهدف إحباط أي إمكانية للتمركز العسكري في جنوب البلاد.
ويهاجم سلاح الجو الإسرائيلي مواقع سورية بشكل شبه يومي وهناك مخاوف من محاولة إعادة تمركزها، إلى جانب الشاحنات وشحنات الأسلحة التي تركتها قوات الأسد في المنطقة والتي هناك مخاوف من وقوعها في أيدي النظام السوري الجديد.
وفي هذه الأثناء، قرر الجيش الإسرائيلي إنشاء نظام تنسيق من أجل الحفاظ على الاتصالات مع سكان القرى الدرزية في سوريا بالقرب من الحدود.
القرى الدرزية
وبدءا من الأحد المقبل، ستسمح إسرائيل لسكان القرى الدرزية الذين يعيشون بالقرب من الحدود بالدخول والعمل في إسرائيل وسيسمح للمئات منهم بالدخول وسيتم تشغيلهم بشكل أساسي في قطاعي البناء والزراعة.
ووفق الصحيفة العبرية، تعمل قوات الدفاع الإسرائيلية أيضا على إصلاح وتحسين البنية الأساسية للقرى الدرزية في سوريا، بما في ذلك خطوط المياه والخدمات الطبية.
وفي وقت لاحق، سوف تسمح القوات المسلحة الإسرائيلية بلقاءات عائلية بين الدروز من سوريا وأبناء دروز إسرائيل، وهو ما كان محظورا أثناء حكم الأسد.
واليوم، يعيش نحو 40 ألف مدني سوري في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدفاع الإسرائيلية (25 ألفا في مرتفعات الجولان و15 ألفا عند سفح جبل الشيخ) معظمهم من الدروز الذين تعهدت إسرائيل بحمايتهم إذا تعرضوا لهجوم.
المصدر: "هآرتس"
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1544
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 12-03-2025 01:44 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...