الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.. هل تؤدي لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي في العالم؟

أستاذ اقتصاد: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تضع العالم بين خططه والحرب التجارية وحرب العملات.

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، الهلع بين دول العالم، على الرغم من أنه أرجأ تطبيقها على آخر دولتين، لكنه تمسك بفرضها على الصين.

هذا الأمر الذي يشير لاشتعال الحرب بين الولايات المتحدة والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، خاصة بعدما فرضت الصين رسومًا جمركية مماثلة على واردات من الولايات المتحدة، ردًا على الرسوم الأمريكية على السلع الصينية.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور إبراهيم فضلون، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد، أن للحرب التجارية آثارها التي تفوق كل الحروب كونها تضع العالم بين الحرب التجارية وحرب العملات وخطط ترامب.

وقال «فضلون» في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: «الاقتصاد العالمي أمام صدام تجاري لا محالة وقائم بين أمريكا والصين، التي لا تزال تحتفظ بخيار نووي وهو خفض سعر اليوان لخفض كلفة صادراتها».

وأضاف: لا ننسى أنه خلال الأشهر الستة المنتهية في يونيو 2018، انخفضت الأسهم الأمريكية بنسبة 4% وتراجعت نظيرتها الصينية بنسبة 13%، وخسرت السندات الأمريكية ما بين 2% و5%، وانخفض اليوان بنسبة 3% مقارنة بالدولار.

وأكد أن الحرب التجارية الحالية، تأخذ طابعًا أكثر تعقيدًا، خاصًة وأنها تمتزج بالأزمات الجيوسياسية والتنافس التكنولوجى، وقرارات ترامب الشعبوية 2025، بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25 ٪ والصين بنسبة 10 ٪ واتهام ترامب الصين بأنها لا تفعل ما يكفي للحد من تدفق عقار الفنتانيل القاتل ومشتقاته داخل الولايات المتحدة.

وتابع: ترد الصين بفرض رسوم جمركية تصعيدية على واردات الغاز الطبيعي والفحم والنفط الخام ومعدات المزارع القادمة من الولايات المتحدة بل وإقامة دعوى قضائية ضد شركة «جوجل» تتهمها بممارسات احتكارية، وفرض تعريفات جمركية على بعض صادرات السيارات القادمة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 10٪ على واردات الطاقة من كندا، في خطوة قد تشمل لاحقاً دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.

وأشار إلى أن العجز مع الصين وحدها قد بلغ 279.4 مليار دولار، والمكسيك 152.4 مليار دولار، وكندا 67.9 مليار دولار، موضحًا أن هذه الدول تسهم أيضاً في 40 ٪ من إجمالي الواردات الأميركية، التي بلغت قيمتها نحو 3.1 تريليون دولار العام الماضي.

هل تؤدي سياسة «ترامب» لإعادة التوازن في الميزان التجاري الأمريكي؟

وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن سياسة ترامب الحمائية لن تجدي نفعًا لإعادة التوازن في الميزان التجاري الأمريكي، طالما سياساته الخارجية لاسيما فتح عدوات جديدة حتى مع جيرانه، فهو مقاول وعديم الإنسانية بالبشر مهما كانوا والدليل تهجيره لأهل غزة وبسلطوية تمهيداً لطريق الحزام والحرير، والتي قضى عليها رئيس بنما اليوم بالخروج من المبادرة.

وقال: «إن الحرب العالمية التجارية بدأت بين ثلاث من أكبر الدول التي تسهم في 65 ٪ من العجز التجاري للولايات المتحدة البالغ 773.4 مليار دولار في عام 2023، ليتراجع ترامب أمام وقفة الدول التي لا تقبل الإملاءات من أقوى رئيس دولة، بالاتصال بهم وإرجاء تطبيق الرسوم التي فرضها على المكسيك وكندا لمدة شهر، حيثُ تستورد الولايات المتحدة نحو 4 ملايين برميل يومياً من النفط الكندي، 70 في المائة، كما تستورد أكثر من 450 ألف برميل يومياً من النفط المكسيكي»، لافتاً إلى أن المكسيك لا تملك شركات وطنية لإنتاج السيارات، ولكن 80 ٪ من السيارات التي يتم تجميعها في هذا البلد مخصصة للتصدير، الجزء الأكبر منها إلى الولايات المتحدة، ومن ثم كندا.

وأكد «فضلون» أن تلك الحرب ستسهم في خسارة الجميع، مشيرا إلى أن أوروبا ستخسر 1.6% من الناتج القومي، والولايات المتحدة والصين 1.4%، وكندا 2.6%، والمكسيك 3%من الناتج القومي.

وأوضح أنه مع ارتفاع التضخم في أمريكا بنسبة 0.7%، وكذلك أسعار الفائدة بما يهدد النشاط الاقتصادي، وإضعاف سوق العمل على المدى الطويل، سيدفع المكسيك وكندا ودول الاتحاد الأوروبي إلى أحضان الصين

الحرب التجارية الأمريكية الصينية كيف تستفيد مصر من الحرب التجارية الأمريكية الصينية

وعلى الجانب المحلي، أشار «فضلون»، إلى أن مصر قد يكون لديها فرصة كبيرة للاستفادة من الحرب التجارية الأمريكية الصينية الراهنة عبر جذب استثمارات صينية ضخمة وتحويل نفسها إلى مركز صناعي عالمي، لتصبح واحدة من أهم مراكز الإنتاج الصينية خارج الصين، ما يحقق فوائد اقتصادية طويلة الأمد.

وأوضح أن قطاع السجاد اليدوي والمشغولات اليدوية له فرصة كبيرة في السوق الأمريكي دون جمارك، من خلال اتفاقيتيّ الكويز والنظام المعمم للمزايا، وكذلك بدعم قطاع الحرف اليدوية، وخصوصا مشغولات الفضة والنحاس لفرصهما الواعدة في السوق الأمريكي وتميزه عن منافسه الصيني، مما يؤهله للاستحواذ على حصة كبيرة من السوقين الأوروبي والأمريكي.

وأضاف: ستؤدي الجمارك إلى تباطؤ الطلب الصيني على وارداتها من الجلود المدبوغة من مصر، لتراجع الطلب على منتجاتها من المنتجات الجلدية والأحذية في أمريكا، لترتفع أسعار أحذية الأطفال من 10 دولارات إلى 15 دولاراً، أما الأحذية المخصصة لرياضة السلة، فسترتفع من 130 دولاراً إلى 179 دولاراً، وبالنسبة لأحذية الصيد ستصل إلى 249 دولاراً بدلاً من 190 دولاراً، بواقع 169 دولاراً خسارة سنوية لأمريكا، لافتاً إلى أن ذلك ينطبق ذلك على كافة المنتجات الأخرى، وبالتالي فمصر لا تستغل جميع الأبواب المفتوحة أمامها لرفع حجم وقيمة صادراتها، خصوصا إذا كانت تستطيع النفاذ إلى دول كبرى ومنها أمريكا، دون جمارك من خلال النظام المعمم للمزايا.

وبدوره، قال الدكتور وليد جاد الله، الخبير الاقتصادي: «إن الأسواق العالمية تعيش حالة اضطراب شديدة منذ بداية كورونا وما ارتبط بها من اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، وجاءت إجراءات الرئيس ترامب لتنذر بحرب تجارية جديدة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وستكون لتلك الإجراءات تأثيرات مباشرة ستنعكس على البلدين».

وأوضح أن هناك علاقات اقتصادية متشابكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتقرير الولايات المتحدة الأمريكية للرسوم أو عقوبات، ورد الصين على ذلك سيكون له تأثيرات سلبية مباشرة على البلدين وسينعكس بصوره غير مباشرة على بقية دول العالم.

الرسوم الجمركية تضر بالمواطن الأمريكي

وأشار الدكتور وليد جاد الله إلى أن فرض ترامب لتلك الرسوم سيترتب عليه إما أن تكون السلعة لها بديل في دولة أخرى، ويتم الحصول عليها من تلك الدولة ولكن هذا البديل سيكون أكثر تكلفة لأن المنتجات الصينية أقل تكلفة.

وأضاف «جاد الله»: في حالة لم يكن لها بديل، سيترتب عليه الحصول عليها من الصين وسداد الرسوم الجمركية، مما يترتب عليه ارتفاع في الأسعار ومزيد من التضخم للمواطن الأمريكي، لافتاً إلى أن الحكومة الأمريكية في تلك الحالة ستحصل على رسوم جمركيه تستهدف على المدى المتوسط نقل مراحل الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يتم التصنيع فيها، ولكن هذا الأمر سيقترن بارتفاع في الأسعار ومزيد من التضخم داخل أمريكا سيما في الصناعات التي لا تمتلك فيها أمريكا ميزه نسبية

وبين أن التأثير الإجمالي على الولايات المتحدة لا يمكن إجماله في عباره واحدة، حيث سيتفاوت التأثير من سلعة إلى أخرى ومن منتج إلى آخر، ومن عنصر من عناصر الإنتاج لآخر.

وقال الخبير الاقتصادي: إن الصين حتى الآن ترد على الإجراءات «الترامبية» بأسلوب متعقل، ولكنها جاهزة هي الأخرى لكي تأخذ إجراءات تجارية»، متوقعاً بأن الحوار بين البلدين سيتجه نحو التفاوض، خاصة وأن ترامب دائماً ما يتخذ تصريحات شديدة القسوة ثم يحدث التفاوض.

وأردف: ترامب يريد أن يدعم الصناعة الأمريكية ويدعم الاقتصاد الأمريكي، ويزيد من فرص العمل في السوق الأمريكية، بأن تعود كافة الصناعات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فهو غير مقتنع من الأصل بفكرة التعاون الدولي ويرغب في أن تمتلك أمريكا كل شيء.

وأوضح «جاد الله» أن سياسة ترامب لفرض الرسوم لا يمكن أن تنجح، لأن التشابكات الاقتصادية ما بين الولايات المتحدة والصين تشابكات عميقة، ولا توجد دولة في العالم تستطيع أن تصنع كل شيء، ولا بد من وجود تعاون، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب لا ترغب في وقف التعاون ولكنها ترغب في تعاون يصب في مصلحتها بصورة أكبر.

الحروب التجارية تُزيد نسب التضخم العالمية

وعن تأثير تلك الحرب على الجانب المصري، فقال: «إن مصر مثلها مثل دول العالم ترغب في وجود استقرار وعمليات تعاون دولي عادل»، موضحاً أن أي إجراءات وأي حروب تجارية يترتب عليها ارتفاع في نسب التضخم العالمية تؤثر في كل دول العالم وبما فيها مصر تأثير غير مباشر.

وأنهى «جاد الله» حديثه، بأن مصر ستستفيد من توجهات الرئيس ترامب إيجاباً عندما يتحدث عن اتخاذه إجراءات بشأن خفض لأسعار الطاقة، الذي سيصب إيجاباً في الاقتصاد المصري، ولكن ما يقوم به من إجراءات تدفع نحو مزيد من التضخم ومزيد من ارتفاع الأسعار في العالم له تأثير سلبي على مصر، وعلى الإدارة الاقتصادية المصرية أن تستفيد بما هو إيجابي، وتتعامل مع ما هو سلبي للحد من آثاره السلبية.

اقرأ أيضاًرغم التحذيرات الدولية.. «ترامب»: لا حق للفلسطينيين بالعودة إلى غزة ضمن خطتنا فى إدارة القطاع

ترامب يشعل النار مجددا.. وقيادات حزبية: تصريحاته تكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية الاستعمارية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين الرسوم الجمركية ترامب دونالد ترامب بكين رسوم جمركية التضخم النظام الاقتصادي الحرب التجارية الحرب التجارية الأمريكية الصينية الحرب العالمية التجارية الحرب بين الولايات المتحدة والصين الميزان التجاري الأمريكي المنتجات الصينية الولایات المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة والصین بین الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الحرب التجاریة ملیار دولار دول العالم فی العالم جاد الله إلى أن رسوم ا

إقرأ أيضاً:

د. أحمد فارس يكتب: ترامب يترنح.. هل تنتهي الحرب التجارية مع الصين ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع دقة الساعة يترقب كل سكان الكوكب ماذا سيحدث جرَّاء الحرب التجارية التى أعلنها ترامب، وما الخسائر التى سيتحمَّلها كل فرد في العالم، خاصة وأن رفع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى انخفاض حجم التجارة السلعية العالمية بنسبة تصل إلى 1% في عام 2025، كما أن  الصدام المباشر بين  أكبر دولة متقدمة في العالم وهي الولايات المتحدة وأكبر دولة نامية هي الصين، سيكون الجميع فيه خاسرًا، ولا بديل إلا التعاون الذي ينعكس على العالم بأسره.

ولم يكن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات صينية رئيسية، بما فيها الهواتف الذكية وأشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر، إلا مفاجأة تكشف عن هشاشة السياسات الأحادية، وتحول لافت يسلط الضوء على قوة الاقتصاد الصيني ومرونته وقدرته على المناورة.

هذا القرار الجديد لترامب كأنه "ضربة قاضية" من بكين برز من خلالها  أنها تمتلك أوراقًا قوية  رابحة في هذه الحرب التجارية بتفوقها التكنولوجي الذي قامت بمضاعفة الإنفاق  فيه على البحث والتطوير إلى 560 مليار دولار سنويًا وحققت فيه تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 78% في صناعة الرقائق المتقدمة، فمثلا  نسبة 92% من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المستوردة لأمريكا تأتي من الصين ونسبة    87%من الهواتف الذكية في السوق الأمريكي تصنع في الصين و  45% من مكونات أشباه الموصلات تعتمد على المصانع الصينية. وبناء على ذلك فإن مسار الصراع المستقبلي قد يشهد تحولًا في موازين القوى.

لوبي التكنولوجيا وتراجع ترامب   

الاعتماد الأمريكي على الصين فى قطاع التكنولوجيا  على الرغم من محاولات الحد من نفوذها، حيث  بلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من التكنولوجيا الصينية 100 مليار دولار سنويًا، جعل منها اكسجين الحياة للصناعات الذكية الأمريكية  ، وعكس صعوبة إيجاد بدائل سريعة وفعالة  لدي ترامب  وحطمت له  شعاراته السياسية الشعبوية.

فأظهرت الحقائق أن قطاع التكنولوجيا العالمي بأسره  يعتمد على الصناعة الصينية ففرض رسوم جمركية على المكونات والمنتجات الصينية كان سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف تشغيل الشركات الأمريكية الكبرى للهواتف والحاسوب والمواصلات بشكل غير مقبول لثلاثة أضعاف مع تهديد مباشر لسلاسل الإمداد العالمية التي تعتمد بشكل كبير على الكفاءة الصينية ومحاولة فصلها ستكون مكلفة للغاية وغير عملية على المدى القصير والمتوسط.

ووفقًا لجامعة ييل، كانت الرسوم الجمركية ستكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرا حيث سيصبح ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.1% مع  خسارة سنوية تتراوح بين 1300-5400 دولار للأسرة الأمريكية مع انخفاض متوقع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% في 2025، وفطنت إدارة ترامب أن تحميل المستهلك تكلفة الحرب التجارية سيؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للاقتصاد الأمريكي داخليًا وخارجيًا.

كما كان للوبيات التكنولوجيا في امريكا  الكلمة العليا في هذه الحرب التى أعلنها ترامب حيث أثبتت أنها أقوى من الشعارات السياسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الخاصة بالكونجرس الأمريكي لشغل المقاعد الشاغرة حديثًا وكذلك انتخاب حكام الولايات والمجالس التشريعية في بعض الولايات، بالإضافة إلى العديد من انتخابات رؤساء البلديات، ومجموعة متنوعة من المناصب المحلية الأخرى،والتى يخشي أن يخسرها الحزب الجمهوري بسبب قوة هذا اللوبي.

كما أن قطاع التكنولوجيا يمثل حسابات سياسية كبري لترامب في الولايات الحاسمة مثل أوهايو وبنسلفانيا التى تصنف كولايات صناعية حيث أن  23%من الوظائف في القطاعات الصناعية في الولاياتيين  مرتبطة بصناعات تعتمد على المكونات الصينية وأن  68% من هذه الوظائف كانت مهددة بالرسوم الجمركية.

وبذلك نجحت الصين في إجبار واشنطن على التراجع للمرة الأولى، وكشفت أن "القوة الناعمة" للاقتصاد قد تهزم حتى أعتي السياسيين. 

هل ستتعلم واشنطن من هذا الدرس، أم ستستمر في سياسات المواجهة المكلفة؟

هذا التراجع من قبل ترامب جعله يترنح جراء الضربة القوية الصينية  ،فهل يتعلم أن الاقتصاد العالمي ليس حلبة مصارعة، وأن التراجع فرصة للعالم لإعادة تقييم الاعتماد المتبادل وأهمية الحوار والتعاون في بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر استقرارًا وازدهارًا.

أم أن ترامب سيستمر في سياسة "العقوبات الذكية"  فى الوقت الذى تعزز فيه الصين تحالفاتها مع أسواق آسيا وأوروبا، حيث أبرمت 17 اتفاقية تجارية جديدة مع دول الاتحاد الأوروبي وآسيا، كما قامت بزيادة الاستثمارات في "طريق الحرير الجديد" بنسبة 42% منذ بداية الأزمة، وقامت بتنويع أسواقها فارتفعت صادراتها للدول الآسيوية بنسبة 34% خلال عامين. 

كيف ردت الصين؟

تعاملت بكين مع القرار الأمريكي بهدوء، معتبرة إياه خطوة في الاتجاه الصحيح وإن كانت غير كافية. وقد عززت موقفها بنشر كتاب أبيض يوضح الحقائق ويفضح التناقضات في السياسة الأمريكية، مؤكدة على أن حجم التبادل التجاري الضخم بين البلدين(688 مليار دولار)  يجعلهما شريكين اقتصاديين لا يمكن الاستغناء عنهما بسهولة وأن  "التعاون مربح للطرفين".

وأثبتت الصين أن التركيز على التنمية الاقتصادية المستدامة وبناء قاعدة صناعية وتكنولوجية قوية هو أفضل وسيلة لمواجهة التحديات الخارجية. 

وأظهرت الأرقام قوة الاقتصاد الصيني ومرونته، حيث ارتفعت صادرات الصين من أشباه الموصلات إلى 385 مليار دولار في عام 2024 على الرغم من التحديات والعقوبات، مما يدل على قدرتها على الاكتفاء الذاتي والابتكار.

مقالات مشابهة

  • الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع تصاعد الحرب التجارية
  • هل يستطيع ترامب حشد الحلفاء في حربه التجارية ضد الصين؟
  • د. أحمد فارس يكتب: ترامب يترنح.. هل تنتهي الحرب التجارية مع الصين ؟
  • تسلسل زمني.. كل التحولات والمنعطفات في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة
  • خبراء يحذرون: الحرب التجارية الأمريكية على الصين قد تدمر إفريقيا
  • الرسوم الجمركية الصينية تشعل الحرب التجارية مع أمريكا.. ماذا قال ترامب؟
  • الحرب التجارية ومستقبل تصنيع "آيفون": هل يمكن للولايات المتحدة استعادة الإنتاج من الصين؟
  • مرتاح للغاية.. الرئيس الأمريكي: شيء إيجابي سيخرج من الحرب التجارية مع الصين
  • كيف ستؤثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على العالم؟.. حصة البلدين من الاقتصاد الدولي 43%.. وفائض البضائع أكبر أزمة تواجه بكين
  • آي صاغة: تفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يدفع الذهب لأعلى مستوياته