تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 10 فبراير، ذكري وفاة الدكتور ابراهيم الفقي رائد التنمية البشرية، حيث توفي 10 فبراير 2012.

 

بدأ رحلة نجاحه العالمية بثلاث لغات يجيد التحدث بها، وثلاث دبلومات في الفنادق، وعاملًا لغسيل الصحون بأحد الفنادق الفرنسية، ومنها إلى وظيفة بسيطة ليحمل الطاولات والكراسي، وهو حارس ليلي بفندق بسيط بشوارع مونتريال.

وأنهاها وهو محاضر عالمي وخبير مميز في مجاله وبرصيد هائل من المناصب في هذا المجال الذي تفوق به على ذاته وعلى كثيرين، فكان أول رواده ومؤسسيه بمصر.

"إبراهيم الفقي" خبير التنمية البشرية الذي أمضى عشرات الأعوام في خدمة النفس البشرية لمعرفة إمكانياتها وإمكانية تطويرها وتنميتها لجعلها في أفضل حالاتها دائمًا، فكيف وصل لهذا المستوى العالمي؟

مولده ونشأته
اسمه "إبراهيم محمد السيد الفقي"، أنجبته قرية أبو النمرس القابعة بحي المنيب بمحافظة الجيزة في 5 أغسطس عام 1950، لأبوان مصريان وكان له العديد من الأخوة والأخوات، تلقى "الفقي" تعليمه بالمدارس المصرية الحكومية وتدرّج فيها حتى سنة تخرجه الأخيرة بالجامعة.

شارك وهو في التاسعة عشر من عمره ببطولة التنس لمنتخب مصر بألمانيا الغربية، وحصل على البطولة بنجاح، فقد ُعرف عنه منذ صغره عشقه للتنس ومداومته التدريب عليه.

ثم تزوج بعد تخرجه ببضع سنوات من "آمال الفقي" التي أنجب منها بناته التوأم "نانسي، ونيرمين".

رحلة النجاح
بعد أن تزوج "الفقي" وهو في السابعة والعشرين من عمره، صحب زوجته وسافر إلى مونتريال بكندا، ليبدأ في تحقيق حلمه الذي صاحبه منذ طفولته في أن يصبح مديرًا لأكبر فنادق العالم -كما جاء على لسانه-.

عمل "الفقي" على التمهيد لحلمه منذ دراسته التي بالرغم من إنها كانت بمدارس عربية، إلا أنه عكف على تعلم لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية بجوار إصراره على ممارسة رياضته المفضلة التنس لست ساعات يوميًا.

وعن بدايته في بلاد الغربة، حكى "الفقي" كيف كانت رحلته شديدة القسوة بمجرد أن وطأت أقدامه أرض كندا، بالرغم مما حمله من مؤهلات ظنّ أنها ستفتح له الأبواب على مصراعيها للعمل في مجال تخصصه -الفنادق- إلا أن الواقع خالف كل توقعاته.

كانت خطوته الأولى هي غسيل الأطباق بفندق فرنسي، أمضى به عامًا كاملًا من عمره، حرص به أن يتعلم كافة أسرار الفندق إلى جانب دراسته بمعهد الفنادق الفرنسية.

على الرغم من تقبل "الفقي" لهذا الوضع البسيط مقارنًة بإمكاناته وطموحاته، إلا أن هذا الوضع البسيط لم يتقبله، فبعد مشوار عصيب مع التفرقة العنصرية والتعصب الذي واجهه كعربي يعمل بجهد يؤهله لجائزة أحسن عامل، التي كانت ُتلغى في كل مرة يفوز بها تحت ضغط العنصرية.

انتهى مشواره بالفندق الفرنسي بعد أن تركه محملًا باليأس والإحباط، فحكى كيف سار في شوارع مونتريال يائسًا ومتعبًا لا يقف عقله عن التساؤل ماذا سيفعل بعد؟

روى "الفقي" أن الرد على تساؤلاته جاءه سريعًا حين هاتفه صوت والده -رحمه الله- أن الله سبحانه وتعالى حين يغلق بابًا يفتح آخرًا أكبر منه دون النظر إلى ما مضى والبكاء عليه.

بعد هتاف والده قرر "الفقي" إنه سيحصل على الحلم الذي سافر من أجله في غضون ستة أعوام وبدأ بالعمل على ذلك.

أغلق "الفقي" الصفحة البائسة سريعًا، ووافق مرة أخرى على عمل لا يتناسب مع إمكاناته وطموحاته، ليبدأ من جديد بعمل أبسط من سابقه، فيحمل الكراسي وينقل الطاولات، بالإضافة إلى نوبات الحراسة الليلية بأحد فنادق مونتريال.

وبجانب عمله الذي استمر ستة أعوام، تمّ طرده منه وعودته إليه بضع مرات -على حسب ما ذكره-، وقام بدراسة الإدارة العليا بجامعة كورديا الكندية، ليصبح بنهاية الأعوام الست أول مدرب عربي مصري يعمل في فندق ضخم وتحت إشرافه 1300 عامل.

الفقي وإبداع العقلية المصرية
بخطوات متتالية ومنظمة، شغل "الفقي" منصب نائب مدير الفندق، فوجد الوقت قد حان لأن يتقن لغة البلاد التي يعمل بها وهي النقود، فكان عليه أن يدرك جيدًا كيف يستطيع الحصول عليها، فتخصص في الإدارة والتسويق والمبيعات، وبدأ اسمه كمسوق جيد في الظهور، ونجح في جمع الكثير من الأموال.

جاءت أولى ثمار كفاحه عام 1990، حين حصل على جائزة أفضل مدير عام فنادق بأمريكا الشمالية وتحدثت عنه الجرائد والمجلات.

استطاع "الفقي" أن يبدع في عمله حتى أطلق عليه لقب أبو الفنادق بعد أن أدخل أفكاره الجديدة إلى عمله واختار يومًا ليصبح هو عيد الأب كعيد الأم تمامًا، ثم اختار آخر ليصبح عيد الأسرة وهكذا.

استمرت إبداعات "الفقي" ليضفي النكهة المصرية على حفلات الزفاف الكندية ويدخل زفة الأفراح بها، ويأتي رمضان ليصنع الفقي الطقوس الرمضانية بفنادق مونتريال، وفي الأعياد الإسلامية كان يصنع الكحك، ويقوم بالذبح، وأصبحت الطقوس الإسلامية والعادات المصرية ذو وضع ووجود محبب بكندا.

استطاع "الفقي" أن ُيوجد المدارس العربية وينشئ المساجد، ولكن بالرغم من ذروة النجاح التي حصل عليها، إلا إنه عاد للصفر مرة أخرى ليبدأ من جديد في مشوار نجاح بمذاق التنمية البشرية.

مشوار رائد التنمية البشرية


بعد أن حصل "الفقي" على نجاح يفوق ما حلم به في مجال إدارة الفنادق، ضاقت نفسه فجأة بهذا العمل وشعر برغبة ملحة في البعد عن مجال الفنادق وبالفعل بدأ من جديد أولى خطواته في مشواره الجديد مع النجاح.

بعد أن وصل عدد ساعات عمله لـ 60 ساعة بالأسبوع، واستثمر أمواله بشركة كبيرة للفنادق، وكان مساعدًا للإدارة التنفيذية بها.

وبعد أن وضع أمواله بأحد فنادق الشركة بمشاركة اثنان آخرين، قاما هؤلاء الاثنان بلعبة -كما ذكر بنفسه- أدت إلى أن تخسر الشركة أموالها لتضيع معها أموال الفقي التي جمعها ويعود لما قبل الصفر من جديد.

بعد أن خسر "الفقي" كل ما يملك في شركته الفندقية، قرر أن يعيد جمع الأموال مرة أخرى، ولكن لحسابه هذه المرة لا لحساب أحد فبدأ بتدريب 18000 شخص في مجال الفنادق، وأصدر أول كتبه ليقوم بتسديد ما عليه من ديون قدرت بـ 180000 دولار، فوصلت مبيعات كتابه إلى100000 دولار في شهر واحد.

بدأ "الفقي" في تسديد ديونه من مبيعات الكتاب الأول له، ليعقبه بثاني محققًا مبيعات عالية، أيضًا ليجد أن لديه خبرة ليست بالقليلة في التسويق والمبيعات، وتبدأ كبرى الشركات في طلبه للعمل

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التنمية البشرية الفنادق الفرنسية إبراهيم الفقي التنمیة البشریة فی مجال من جدید بعد أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: استهداف دقيق يصيب قطاع السياحة الصهيوني بالشلل”اليمنيون يضربون في الخاصرة الاقتصادية”

يمانيون../
كشفت صحيفة “ذا ميديا لاين” العبرية أن قطاع السياحة في الكيان الصهيوني يواجه خطر الانهيار مجددًا بفعل التهديدات المتصاعدة من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أعلنت في الآونة الأخيرة نيتها استهداف مطار بن غوريون، في خطوة يُنظر إليها كضربة مباشرة لشريان اقتصادي حيوي يعتمد عليه الكيان في تعزيز دخله القومي وتثبيت صورته “الآمنة” أمام العالم.

وبحسب التقرير، فإن وقف إطلاق النار المؤقت الذي أعقب جولة القصف على غزة قد منح قطاع السياحة فرصة قصيرة لالتقاط أنفاسه، إلا أن عودة التهديدات اليمنية، بالتزامن مع موسم عيد الفصح الذي يُعد ذروة النشاط السياحي، أدخلت القطاع في حالة من الارتباك والشلل. شركات الطيران الأجنبية التي بدأت في استئناف رحلاتها إلى مطار بن غوريون، أكدت أنها ستنسحب فورًا في حال تكررت الهجمات أو سقطت صواريخ بالقرب من المطار، حتى وإن لم تُسفر عن أضرار مادية مباشرة.

ونقل التقرير عن مارك فيلدمان، الرئيس التنفيذي لوكالة زيونتورز للسفر في القدس، قوله إن القوات المسلحة اليمنية “تعرف تمامًا ما تفعل”، موضحًا أن استهداف المطار يُلحق أضرارًا اقتصادية ونفسية جسيمة بالكيان، ويؤثر بشكل مباشر على حركة السياحة. وأكد أن هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها، خاصة في ظل تراجع ثقة السياح الأجانب واختيارهم تجنب السفر عبر شركات الطيران غير الصهيونية، تجنبًا للمخاطر.

الصحيفة العبرية نقلت أيضًا عن تالي تينينباوم، نائبة رئيس جمعية الفنادق الإسرائيلية، أن صناعة الفنادق سجلت انخفاضًا بنسبة تقارب 70% مقارنة بعام 2023، مؤكدة أن الوضع غير مسبوق منذ سنوات. فنادق فاخرة مثل “نورمان” في تل أبيب اضطرت إلى إعادة هيكلة كاملة لخدماتها، بما في ذلك تقديم عروض داخلية لسكان المدينة، وإلغاء رسوم الإلغاء، وتبني إجراءات أمنية مشددة تُشرح للضيوف عند تسجيل الوصول، مثل تعليمات استخدام الملاجئ وخطط الطوارئ.

إلى جانب التهديدات المباشرة، ساهمت البيروقراطية الحكومية في تعقيد المشهد. فقد فرضت السلطات الصهيونية مؤخرًا على المسافرين المعفيين من التأشيرات التسجيل المسبق للحصول على تصاريح سفر إلكترونية، ما تسبب في ارتباك واسع في صفوف الزوار، خصوصًا في ظل الوضع الأمني المتقلب. أحد مديري الفنادق عبّر عن استيائه من غياب الوضوح الحكومي، مؤكدًا أن التوقيت السيئ لهذه الإجراءات أضر بشكل كبير بثقة السياح.

وفي ما يتعلق بالوفود المسيحية التي كانت تُشكّل جزءًا أساسيًا من الحركة السياحية خلال موسم عيد الفصح، أشار التقرير إلى أن حضورها هذا العام سيكون شبه منعدم، وهو ما يعكس حجم المخاوف الأمنية والشكوك المحيطة بسلامة الأوضاع داخل الكيان. وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه اليمنيون استهداف منشآت ومصالح صهيونية في إطار ردهم العسكري على الحرب في غزة ودعمهم للمقاومة الفلسطينية، ما جعل من الحرب في البحر الأحمر ساحة لها انعكاسات اقتصادية مباشرة على الداخل الصهيوني.

الصحيفة خلصت إلى أن الكيان يواجه حربًا من نوع جديد، تتجاوز الصواريخ والطائرات المسيرة إلى العمق الاقتصادي، حيث تؤدي كل صفارة إنذار إلى إلغاء آلاف الحجوزات، وتحوّل الفنادق إلى ملاجئ، وتجعل صورة “إسرائيل الآمنة” تتلاشى شيئًا فشيئًا في نظر العالم.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: استهداف دقيق يصيب قطاع السياحة الصهيوني بالشلل”اليمنيون يضربون في الخاصرة الاقتصادية”
  • في ذكرى رحيله.. فلاديمير ماياكوفسكي شاعر الثورة والتمرد
  • المشاط تشهد ورشة العمل التأسيسية لإعداد تقرير التنمية البشرية في مصر 2025
  • المشاط: تقرير التنمية البشرية أحد أهم الأدوات التي تقدم تحليلًا موضوعيًا لقضايا التنمية في مصر
  • السفير الصيني في موسكو: احتكار الذكاء الاصطناعي سيعيق التنمية البشرية
  • "سبت لعازر".. الكنيسة تحيي ذكرى المعجزة التي سبقت الصليب
  • محمود الجندي يتصدر التريند في ذكرى رحيله.. ماذا قدم خلال مسيرته الفنية؟
  • قبل رحيله.. ما الرسالة التي كتبها شيكا لأحمد رفعت؟
  • وداعًا إبراهيم شيكا.. سبب وفاة نجم الزمالك الذي رحل في صمت وترك بصمة لا تُنسى
  • رائد خوري من واشنطن: مهلة حتى أيلول لحسم ملف حزب الله والموضوع المالي