ارتفاع درجات الحرارة لأيام قد يحرم المليارات من أصحاب الدخل المحدود من الطعام
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
نص: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بينما تسجل درجات حرارة قياسية في مختلف أنحاء العالم، كشفت دراسة الإثنين، أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير لأيام معدودة يمكن أن يكون كافيا لحرمان المليارات من أصحاب الدخل المحدود من الطعام.
وعلى سبيل المثال، يمكن لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مدة أسبوع في الهند أن يؤدي على الأرجح إلى انعدام خطير في الأمن الغذائي بالنسبة لثمانية ملايين شخص إضافي، وفق استنتاجات نشرتها مجلة "نيتشر هيومن بيهيفيور".
وخلصت الدراسة التي شملت 150 دولة معظمها في مناطق استوائية وشبه استوائية إلى أن موجة الحر نفسها تعني مواجهة ملايين الرجال والنساء والأطفال خطر الجوع، وإن ازداد انعدام الأمن الغذائي الإجمالي بنسبة تقل عن 1%.
تفيد تقديرات البنك الدولي بأن 30 % تقريبا من سكان العالم عانوا من انعدام طفيف أو شديد للأمن الغذائي عام 2022.
وبينما يقتصر عادة تحليل تأثير درجات الحرارة المرتفعة على توافر الغذاء، على تراجع غلة المحاصيل التي تتجلى تداعياتها بعد شهور أو سنوات، فإن الدراسة الجديدة تكشف أن التأثير يمكن أن يكون فوريا عندما يتعلق الأمر بالدخل.
وقالت الباحثة الرئيسية للبحث كارولين كروغر من جامعة أكسفورد لوكالة الأنباء الفرنسية: "إذا كان اليوم حارا، قد يكون هناك انعدام للأمن الغذائي في غضون بضعة أيام فقط لأن الناس لا يمكنهم العمل، ما يعني أنه لا يمكنهم تحقيق دخل وتحمل كلفة شراء الطعام".
تظهر هذه النتائج عادة بشكل أكبر في الوظائف التي يرتبط فيها الأجر بالإنتاج بشكل وثيق، على غرار العمل في الحصاد أو بالقطعة.
في غرب البنغال مثلا، تحصل نساء يعملن في حمل الطوب على الأجر مقابل العدد الذي يقمن بحمله. عندما يجبرهن ارتفاع درجات الحرارة على حمل عدد أقل، تصل خسارة الأجور التي يعانين منها إلى 50 %.
وعكس تقرير أعدته وكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا هذه الاستنتاجات.
على سبيل المثال، يستيقظ السوري مراد حداد باكرا ليتناوب على العمل في مهنة الحدادة لتجنب درجات الحرارة المرتفعة التي يزيد اللهب من شدتها.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية بينما تصبب العرق منه: "على عاتقي 6 أولاد، وبالكاد نتمكن من توفير مستلزمات عيشهم وعيشنا"، مؤكدا "إن لم نعمل، لن نتمكن من توفير لقمتنا".
أرقام قياسيةوتقول كروغر: "يمكن ملاحظة التداعيات الأشد في البلدان المنخفضة الدخل، المزيد من العاملين في الزراعة والمزيد من العمالة المعرضة للخطر".
وخلصت إلى أن الأشخاص الذين شهدوا للتو أسبوعا حارا يكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية و"الصعوبات في الاعتماد على دخلهم الحالي"، ما يؤدي إلى دخل أقل بكثير.
وتعد هذه التأثيرات تراكمية، فكلما ازدادت أيام الحر خلال الأسبوع، ازداد التأثير.
وتمت خسارة 470 مليار ساعة عمل محتملة، أي ما يعادل أسبوع عمل ونصف للفرد حول العالم في 2021 نتيجة الحر الشديد.
تأتي الدراسة في وقت لا تزال أسعار المواد الغذائية مرتفعة جراء التضخم وبعد شهر على فرض الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، قيودا على الصادرات نتيجة ضرر كبير لحق بالمحاصيل.
لكن الإمدادات والأسعار ليست المشكلة الوحيدة.
وخلص باحثون أيضا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تراجع كبير في العناصر الغذائية الرئيسية في العديد من المحاصيل والبقوليات التي يعتمد معظم العالم عليها.
وقالت كروغر: "تم تسجيل درجات حر قياسية عديدة في العام أو العامين الماضيين، لذا أعتقد بكل تأكيد بأن بعض الأمور التي شهدناها قد تزداد سوءا".
وأضافت: "لكن يمكن لبعض الأمور أن تساعد مثل (عقود) التأمين الصغيرة وتحسين قوانين العمل، ما زال بالإمكان تغيير المعادلة".
وبحسب اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للأمم المتحدة فإن ملايين الأشخاص سيشهدون 30 "يوم حر مميت" على الأقل سنويا بحلول العام 2080، حتى وإن حقق العالم هدف اتفاق باريس للمناخ القائم على إبقاء سقف الاحترار أقل بكثير من درجتين مئويتين.
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا السعودية ريبورتاج طقس حرائق الأمن الغذائي التغير المناخي ارتفاع درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
تناول الأسماك والدجاج المشوي يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم
لقد سمع الكثير منا أن اللحوم الحمراء لا تسير على ما يرام مع ضغط الدم البشري والبديل الأكثر صحة لها هو تناول السمك أو الدجاج عندما يتعلق الأمر بالشواء.
ومع ذلك، اكتشف علماء من جامعة هارفارد أنه بعد الطهي على نار مفتوحة، فإنه لا يزال ضارا، بغض النظر عن المنتج المستخدم وبعد معالجة اللحوم والأسماك المشوية، فإنها تزيد من إنتاج المواد الكيميائية الخطرة التي تؤدي إلى التهاب الشرايين وتزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 17٪.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين اللحوم وارتفاع ضغط الدم، إلا أن مؤلفيها يجادلون بأن النتائج التي تم الحصول عليها كافية لتحذير الناس من مخاطر الشواء والكباب بدلا من هذه الأطباق، من الأفضل تناول الأطعمة المطهوة على البخار أو المسلوقة.
ودرس مؤلفو الدراسة بعناية طريقة الطهي ومؤشرات ضغط الدم في وقت بداية التجارب، لم يكن لدى أي من المشاركين مشاكل في ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسرطان ومع ذلك بعد 12 عاما، أصيب عدد من المتطوعين بارتفاع ضغط الدم.
وعند دراسة نظامهم الغذائي، وجد العلماء صلة بين زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم وطريقة الطهي، بدلا من الطعام نفسه. تناول معظم الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة حصتين على الأقل من اللحوم الحمراء أو الدجاج أو السمك أسبوعيا، وكان خطر ارتفاع ضغط الدم يعتمد فقط على كيفية طهي هذه المنتجات.
وإذا تم استخدام الشواية لهذا الغرض، فإن احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم زاد بنسبة 17٪ مقارنة بأولئك الذين فضلوا غلي الطعام أو تبخيره.