على امتداد 108 أعوام ـ ما بين «وعد بلفور» 1917، و«وعد ترامب» 2025 ـ يعيش العرب والمسلمون نكبة مروعة، تتواصل فصول مأساتها المريرة، بالألم والوجع والضياع، لتُجَسِّد واقعيًّا «وعد مَن لا يملك، لمَن لا يستحق»!
من «بريطانيا العظمى» إلى وريثتها «الولايات المستعمِرة الأمريكية»، يواجه الفلسطينيون نكبة ثانية، على يد «هولاكو البيت الأبيض»، بعد أن بلغت الغطرسة الأمريكية قمة وقاحتها، وفاقت كافة معايير الاحتقار والازدراء لشعوبنا العربية والإسلامية!
منذ أن أطلق «ترامب» مخططه الشيطاني لتهجير شعب غزة، لم ينقطع عن إطلاق بالونات اختبارٍ في كل لحظة وأخرى، لجسِّ النبض، وقياس ردود الفعل الاستباقية، ليضعها على ميزان «الربح والخسارة»، مستندًا إلى «الصمت المخزي»، الذي كان حاضرًا في «صفقة القرن»، إبَّان ولايته الرئاسية الأولى!
في ذلك الوقت ـ غير البعيد ـ عندما قرر «ترامب» نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، وقطع الدعم عن «الأونروا»، واعترافه بالمستوطنات، قوبلت قراراته الخطيرة وغير المسبوقة من دون ردود فعل تُذكر، لتتعزز ثقته ويزداد يقينه بمواصلة غطرسته ووقاحته، بأن مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، سيمر مرور الكرام!
المثير للسخرية أن «ترامب» بنى إرثه السياسي على محاربة الهجرة وإغلاق الحدود وإقامة الجدران العازلة وحظر اللاجئين، معتبرًا المهاجرين خطرًا داهمًا يتوجب صدّه بكل السبل، لكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين، نجده «مقاولًا» للتهجير القسري، ومشاريع «إعادة التوطين»!
عندما يستخدم «ترامب» لغة البلطجة وقطاع الطرق، فإن ذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعقلية «السمسار»، كما أنه يسير على نَهْج سلفه الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين «هاري ترومان»، الذي كان يؤمن بأن «إغضاب العرب لا ثمن له»، فلماذا يعمل على إرضائهم، في حين أن إغضاب «إسرائيل» مكلِّف للغاية؟!
لقد أصبحت فلسطين الآن في مفهوم السياسة الأمريكية، مجرد «عقار مختلَف عليه»، إذ يرتبط بتاريخ دولة «الكاوبوي» التي تشكلت بالصفقات العقارية لبعض ولاياتها، حيث اشترت «لويزيانا» من الفرنسيين، و«فلوريدا» من إسبانيا، كما قامت بشراء «منهاتن» من سكانها الأصليين!
نعتقد أن «وعد ترامب»، سيلاحقنا ـ كعرب ومسلمين ـ بالعار وتداعياته الكارثية، التي ستسفر عن مشهد سياسي وديموغرافي مختلفًا، إضافة إلى شطب ما تبقى من القضية الفلسطينية، بحقوقها التاريخية والحضارية والتراثية، لصالح رواية «صهيونية» زائفة، تستند إلى أسطورة وهمية بأن «فلسطين هي أرض الميعاد لشعب الله المختار (اليهود) بناء على وعد إلهي»!
أخيرًا.
فصل الخطاب:
يقول توفيق الحكيم: «إن أزمة الإنسانية الآن ـ وفي كل زمان ـ أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نكبة فلسطين تهجير الفلسطينيين محمود زاهر التهجير القسري تصفية القضية الفلسطينية وعد ترامب
إقرأ أيضاً:
روسيا تكشف الهدف العسكري الذي ضربته في مدينة سومي
أعلنت روسيا الإثنين أنها استهدفت اجتماعا لقادة الجيش الأوكراني بصاروخين باليستيين في سومي، واتهمت أوكرانيا باستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، بعد إعلان كييف الأحد مقتل 34 شخصا على الأقل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت صاروخين من طراز إسكندر "على مكان اجتماع هيئة الأركان"، مضيفة "يواصل نظام كييف استخدام السكان الأوكرانيين كدروع بشرية، إذ يقيم منشآت عسكرية وينظم فعاليات بمشاركة جنود في قلب مدينة مكتظة بالسكان".
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة قتلت 60 جنديا أوكرانيا.
وكانت هذه الضربة من أعنف الضربات التي تشنها روسيا منذ أشهر، وقوبلت بإدانات دولية واسعة، كما وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "مروعة" وألمح إلى أن روسيا "ارتكبت خطأ".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الذي استهدف وسط سومي وقع "في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين... فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك".
وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية أن الصواريخ قتلت 34 شخصا، بينهم طفلان.
ونفى الكرملين استهداف مدنيين أو منطقة سكنية. وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال حول الضربة وتصريحات ترامب "جيشنا لا يضرب إلا أهدافا عسكرية وأخرى ذات صلة بالجيش".