بوابة الوفد:
2025-02-11@02:41:48 GMT

وعد ترامب!

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

على امتداد 108 أعوام ـ ما بين «وعد بلفور» 1917، و«وعد ترامب» 2025 ـ يعيش العرب والمسلمون نكبة مروعة، تتواصل فصول مأساتها المريرة، بالألم والوجع والضياع، لتُجَسِّد واقعيًّا «وعد مَن لا يملك، لمَن لا يستحق»!

من «بريطانيا العظمى» إلى وريثتها «الولايات المستعمِرة الأمريكية»، يواجه الفلسطينيون نكبة ثانية، على يد «هولاكو البيت الأبيض»، بعد أن بلغت الغطرسة الأمريكية قمة وقاحتها، وفاقت كافة معايير الاحتقار والازدراء لشعوبنا العربية والإسلامية!

منذ أن أطلق «ترامب» مخططه الشيطاني لتهجير شعب غزة، لم ينقطع عن إطلاق بالونات اختبارٍ في كل لحظة وأخرى، لجسِّ النبض، وقياس ردود الفعل الاستباقية، ليضعها على ميزان «الربح والخسارة»، مستندًا إلى «الصمت المخزي»، الذي كان حاضرًا في «صفقة القرن»، إبَّان ولايته الرئاسية الأولى!

في ذلك الوقت ـ غير البعيد ـ عندما قرر «ترامب» نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، وقطع الدعم عن «الأونروا»، واعترافه بالمستوطنات، قوبلت قراراته الخطيرة وغير المسبوقة من دون ردود فعل تُذكر، لتتعزز ثقته ويزداد يقينه بمواصلة غطرسته ووقاحته، بأن مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، سيمر مرور الكرام!

المثير للسخرية أن «ترامب» بنى إرثه السياسي على محاربة الهجرة وإغلاق الحدود وإقامة الجدران العازلة وحظر اللاجئين، معتبرًا المهاجرين خطرًا داهمًا يتوجب صدّه بكل السبل، لكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين، نجده «مقاولًا» للتهجير القسري، ومشاريع «إعادة التوطين»!

عندما يستخدم «ترامب» لغة البلطجة وقطاع الطرق، فإن ذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعقلية «السمسار»، كما أنه يسير على نَهْج سلفه الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين «هاري ترومان»، الذي كان يؤمن بأن «إغضاب العرب لا ثمن له»، فلماذا يعمل على إرضائهم، في حين أن إغضاب «إسرائيل» مكلِّف للغاية؟!

لقد أصبحت فلسطين الآن في مفهوم السياسة الأمريكية، مجرد «عقار مختلَف عليه»، إذ يرتبط بتاريخ دولة «الكاوبوي» التي تشكلت بالصفقات العقارية لبعض ولاياتها، حيث اشترت «لويزيانا» من الفرنسيين، و«فلوريدا» من إسبانيا، كما قامت بشراء «منهاتن» من سكانها الأصليين!

نعتقد أن «وعد ترامب»، سيلاحقنا ـ كعرب ومسلمين ـ بالعار وتداعياته الكارثية، التي ستسفر عن مشهد سياسي وديموغرافي مختلفًا، إضافة إلى شطب ما تبقى من القضية الفلسطينية، بحقوقها التاريخية والحضارية والتراثية، لصالح رواية «صهيونية» زائفة، تستند إلى أسطورة وهمية بأن «فلسطين هي أرض الميعاد لشعب الله المختار (اليهود) بناء على وعد إلهي»!

أخيرًا.

. إن المخطط الشيطاني الخبيث، المتمثل في «وعد ترامب» ـ إذا ما تحقق لا قدر الله ـ فلن يتوقف عند حدود تصفية القضية الفلسطينية فقط، بل سيتجاوز ذلك لتغيير شامل للمنطقة وجغرافيتها وهويتها، وبالتالي تشويه متعمَّد لمسار التاريخ، الذي سنكون خارجه تمامًا.. فماذا نحن فاعلون؟!

 

فصل الخطاب:

 

يقول توفيق الحكيم: «إن أزمة الإنسانية الآن ـ وفي كل زمان ـ أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها».

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نكبة فلسطين تهجير الفلسطينيين محمود زاهر التهجير القسري تصفية القضية الفلسطينية وعد ترامب

إقرأ أيضاً:

وزير: أردوغان أقوى مدافع عن القضية الفلسطينية هو أردوغان

أنقرة (زمان التركية) – قال وزير التعليم، يوسف تكين، إن الرئيس رجب طيب أردوغان هو أقوى مدافع عن القضية الفلسطينية، وأعلى صوت ضد القمع والاحتلال والإبادة الجماعية الإسرائيلية.

جاء ذلك في تغريدة نشرها تكين حول فلسطين، قائلا:”إن رئيسنا رجب طيب أردوغان، المدافع الأقوى عن القضية الفلسطينية” في العالم.

أضاف: “ستواصل تركيا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل العدالة وحقوق الإنسان. ولا يمكن لأي عمليات تشويه سياسي وعمليات تشويه الإدراك أن تغير هذا الواقع.“

Tags: أردوغانتركياغزةفلسطين

مقالات مشابهة

  • رئيس الإصلاح والنهضة لـ صدى البلد: تصريحات ترامب بشأن شراء غزة انتهاك للشرعية الدولية ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية
  • قيادية بحماة الوطن: استضافة مصر للقمة العربية الطارئة لتوحيد الصف العربي لمواجهة مخططات ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
  • طارق فهمي: التصريحات الأمريكية تعبر عن رؤية ومخطط للقضاء على القضية الفلسطينية
  • مخزومي: نعوّل على الدور التاريخي للسعودية في دعم القضية الفلسطينية
  • قمة عربية طارئة في مصر لبحث مستجدات القضية الفلسطينية
  • مصر تستضيف قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية يوم 27 فبراير
  • وزير: أردوغان أقوى مدافع عن القضية الفلسطينية هو أردوغان
  • الاتحاد يستضيف حلقة نقاشية للمنتدى الاستراتيجي للفكر حول القضية الفلسطينية.. والمشاركون يؤكدون رفضهم لمخطط التهجير
  • اتصالات جارية في الجامعة العربية من أجل عقد قمة تبحث القضية الفلسطينية
  • لميس الحديدي: موقف مصر من القضية الفلسطينية لم يتغير منذ بداية الأزمة