بُشرى البشائر

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

البشائر هي منطقة في أطراف ولاية أدم وعلى تخوم ولاية منح في محافظة الداخلية، ومحافظة الداخلية عاصمتها نزوى التاريخ والتراث "بيضة الإسلام"، ومن الداخلية بزغ نجم مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد المؤسس العظيم -رحمة الله عليه- والذي نشأ في الساكبية بأدم، وعندما نقول أدم؛ فهي دم عُمان ونبضها، وقد كان الإمام أحمد بن سعيد عندما يتوجه من أدم إلى نزوى يستظل تحت شجرة في ولاية منح، وكذلك عند العودة إلى أدم؛ وهذه الشجرة تقع الآن داخل حصن الشموخ بمنح لتوثيق التاريخ والوقائع.

وقد حرص صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، على الاهتمام بمنطقة البشائر وأسس فيها مدينة البشائر للهجن، وصرف عليها من حر ماله لتكون مدينة نموذجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبكل المعايير والمقاييس.

وقد انتهج توجه الهجن كأحد مقومات التراث والأصالة والتاريخ العُماني العريق، ويعمل على دعم ومساندة هذا التوجه بكل ما يستطيع؛ حيث أنشأ سباق الهجن السنوي الذي سمي سباق البشائر للهجن الذي لم يقتصر على الجانب المحلي، بل شمل كل دول مجلس التعاون الخليجي.

وقد كانت البداية منذ افتتاح جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حينها لميدان البشائر في عام 2016؛ ليأتي صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، ليرعى نسخة 2022 في تواصل مستمر للاهتمام الكبير بهذه المنطقة.

واليوم (10 فبراير 2025) انطلقت فعاليات المهرجان الثامن للهجن، وقد صرح صاحب السمو أسعد بن طارق آل سعيد أنه سيتم إعداد مضمار بمدينة البشائر للفروسية ليتكامل مع مضمار الهجن، وهذه بشرى سارة للجميع، إن هذه المسابقات لها من العائد الشيء الكثير والوفير سواءً على المُلَّاك او المُضمِّرين او المساعدين، وحتى عامة المواطنين المهتمين بهذا الجانب والجميع مستفيد.

وإذا كان صاحب السمو السيد أسعد بن طارق مهتمًا بهذا الجانب، فإننا نرى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، قد أولى اهتمامًا كبيرًا بنادي السيب، وتكلف بإنشاء البنية الأساسية المتكاملة له من ملاعب وجميع المرافق، وله كل التحية والتقدير.

وهكذا فإننا كشعب عندما نرى مثل هذه الإسهامات في مسيرة التنمية الاجتماعية مهما كان مجالها، فان ذلك يُفرحنا ويسعدنا كثيرًا. ونتمنى من أصحاب السمو جميعًا أن يحذو حذو صاحبي السمو السيد أسعد والسيد شهاب، كلٌ حسب استطاعته وقدراته، وذلك حتى تتقوى الأواصر وتتعاضد.

وقد قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في بدية حكمه: "إن سياستنا دائمًا هي التقريب بين الحاكم والمحكوم ترسيخًا للوحدة الوطنية)، وقد أكد عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أيده الله- في أكثر من موقف وتوجه. والدعوة تنطبق على كل المقتدرين في بلادنا، وفي أي مجال اجتماعي يرونه.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية