أسامة السعيد: تصريحات ترامب عن غزة متضاربة.. وعلى إدارته مراجعة مواقفها
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة "الأخبار"، إنّ الأوطان ليست مجرد سلع تُباع وتُشترى، كما أن مصائر الشعوب ليست بضاعة معروضة في الأسواق ليتم التعامل معها وكأنها منتج تجاري.
وأضاف السعيد في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، خلال برنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ التناقض الواضح في التصريحات الأمريكية بشأن غزة، حيث أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات متباينة، فبينما يؤكد عدم تعجله في التعامل مع الوضع هناك، يعود ليصرّح بنيته "شراء غزة"، وهو ما يثير الجدل حول لغة الخطاب المستخدمة.
كما شدد السعيد على أن بعض المصطلحات التي يستخدمها الرئيس الأمريكي عند الحديث عن القضايا الحساسة، خاصة ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تثير الكثير من التحفظات.
وتابع، أن لمؤسسات الدولة الأمريكية وصُنّاع القرار دورًا محوريًا في تشكيل الموقف الأمريكي، موضحًا أن التصريحات غير الدقيقة بهذا الأسلوب تزيد حالة الغموض وعدم اليقين، وتمنح الحكومة الإسرائيلية مساحة أكبر للاستمرار في ممارساتها العدوانية.
وأكد السعيد على ضرورة أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في مواقفها وسياساتها، وخاصة المفردات التي يستخدمها الرئيس الأمريكي في خطابه، مشددًا على أهمية أن تضع المؤسسات الأمريكية مصالحها في الحسبان، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية والإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الشعوب أسامة السعيد المزيد
إقرأ أيضاً:
انتقام ترامب.. كيف يقود الرئيس الأمريكي سياسة فوضوية تهدد الاستقرار؟
أثارت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلا واسعا منذ عودة مرة أخري للبيت الأبيض ما جعل البعض يصفه بأنه قائد مهووس ومتقلب، تتخبط سياساته بين التهديدات والوعود غير المتماسكة.
تحت عنوان "التفكك العظيم الذي يحدث الآن" وصف الصحفي في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غير المتماسكة بأنها طريقته للانتقام، فهو حسب الكاتب لا يملك ولا ذرة فهم في التوجهات الكبرى التي يشهدها العالم. فلو شعرت بالتشوش من تقلبات الرئيس حول أوكرانيا والتعريفات الجمركية والرقائق الإلكترونية وغيرها من الموضوعات، فهذا ليس مشكلتك.
وقال فريدمان إن ما نراه هو رئيس دخل انتخابات لإعادة انتخابه لتجنب المحاكمات الجنائية والانتقام من الأشخاص الذين اتهمهم زورا بأنهم سرقوا انتخابات عام 2020، وبعد فوزه عاد للموضوعات الذي مهووسا بها وتظلماته من التعريفات الجمركية إلى فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي وكندا، وملأ إدارته بعدد لا يصدق من الأيديولوجيين الهامشيين ممن توفرت فيه ميزة واحدة: وهي الولاء أولا لترامب ونزواته وفوق الدستور والقيم التقليدية الأمريكية للسياسة الخارجية وأساسيا عمل الاقتصاد.
وأضاف خلال المقال أن النتيجة هي ما تراه اليوم: كوكتيل جنوني من فرض التعريفات ثم التراجع عنها وقطع الدعم عن أوكرانيا ثم استئنافه وقطع الدعم المحلي والحكومة ثم البحث عن استثناءات.
وأشار فريدمان إلى أن العالم أمام حكومة رئيس مهووسة، تصدر مراسيم متضاربة، ينفذها جميعا وزراء الحكومة وأعضاء هيئة الموظفين، الذين يوحدهم الخوف من أن ينشر عنهم إيلون موسك أو ترامب تغريدة إذا انحرفوا عن أي خط سياسي لزعيمنا العزيز.
وقال إن أمريكا امامها أربعة اعوام من هذا الجنون، وهو سيؤدي إلى إصابة الأسواق بانهيار عصبي بسبب عدم الوضوح، وسيصاب الجميع بانهيار عصبي، من مدراء الشركات إلى المستثمرين المحليين والأجانب وكذا حلفاء الولايات المتحدة والعالم كله.
وأكد فريدمان أنه إدارة بلد أو التجارة لا تستطيع أن تكون شريكا تجاريا دائما للولايات المتحدة، عندما هدد الرئيس الأمريكي أوكرانيا وروسيا ويسحب التهديد بعد فترة قصيرة، ثم هدد كندا والمكسيك بالضرائب ليؤجلها، يخشى المسؤولون في الدول الحليفة من تحول أمريكا إلى عدو لهم وليس صديقا، فالشخص الوحيد الذي تتم معاملته بلطف هو بوتين، وهو ما صدم حلفاء أمريكا القدامى.
وأضاف أن أكبر كذبة يروج لها ترامب هي أنه ورث اقتصادا مدمرا من جو بايدن، ومشيرا إلى أنه أخطأ في احكامه وبعدة أمور، لكنه وبمساعدة من الاحتياط الفدرالي، وأصبح اقتصاد إدارة بايدن في حالة جيدة، وأمريكا ليست بحاجة إلى صدمة التعريفات الجمركية لكي تزدهر.
وأشار فريدمان إلى أن ميزانيات الشركات والأسر كانت في وضع جيد نسبيا، وكانت أسعار النفط في أدنى مستوياتها، وبلغ معدل البطالة حوالي 4 بالمئة فقط، وكان إنفاق المستهلكين في ارتفاع، وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي حوالي 2 بالمئة.
وتابع أن ما تحتاجه أمريكا هي الخلل بالتوازن التجاري مع الصين. وكان ترامب محقا في ذلك منذ البداية، وكانت أمريكا تستطيع معالجة هذا الوضع من خلال زيادات مستهدفة للرسوم الجمركية على بكين، بالتنسيق مع حلفائها الذين يقومون بالمثل.
ويخشى الاقتصاديون الآن أن يؤدي عدم اليقين الذي يضخه ترامب في الاقتصاد إلى انخفاض أسعار الفائدة لأسباب خاطئة، بسبب عدم يقين المستثمرين الشديد الذي يضعف النمو، سواء في الداخل أو في الخارج. أو قد تواجه أمريكا مزيجا أسوأ: مزيجا من النمو الراكد والتضخم (نتيجةً لكثرة التعريفات الجمركية) المعروف باسم الركود التضخمي.