النشاط البدني للأطفال.. كيف تؤثر الرياضة على النمو العقلي والجسدي؟
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
الرياضة والنشاط البدني لا يقتصر تأثيرهما فقط على تعزيز اللياقة البدنية، بل يمتدان إلى تأثيرات إيجابية كبيرة على صحة الأطفال العقلية والعاطفية أيضًا. في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن النشاط البدني للأطفال هو أحد الأسس التي يبنى عليها نموهم السليم في العديد من الجوانب، بدءًا من الصحة الجسدية ووصولًا إلى تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.
سنتناول أهمية النشاط البدني للأطفال وكيف يسهم في تطورهم العقلي والجسدي، بالإضافة إلى استعراض الفوائد العديدة للرياضة في حياة الطفل اليومية، وفقا لما نشره موقع إكسبريس.
1. تأثير النشاط البدني على النمو الجسدي للأطفال
من أكثر الفوائد المعروفة للنشاط البدني هي تحسين صحة الطفل الجسدية. تتنوع الفوائد التي يجنيها الأطفال من ممارسة الرياضة بشكل دوري، وهذه بعض أبرز هذه الفوائد:
تعزيز نمو العظام والعضلات: ممارسة الأنشطة البدنية تعزز من قوة العظام ومرونتها، وتحفز النمو السليم للعضلات. الأنشطة مثل الجري، القفز، والمشي تُعتبر مفيدة لتقوية الهيكل العظمي، مما يقلل من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل.
تحسين التوازن والتنسيق: الرياضات مثل السباحة أو التزلج على الجليد تتطلب توازناً دقيقاً، مما يساعد الأطفال على تحسين قدراتهم الحركية، مما يؤدي إلى تطوير مهاراتهم في التنسيق بين العين واليد.
مكافحة السمنة: في عصرنا الحديث، يعاني العديد من الأطفال من السمنة نتيجة نمط الحياة القليل الحركة. النشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين مستويات الأيض وحرق الدهون، مما يساهم في الحفاظ على وزن صحي.
تعزيز صحة القلب: ممارسة الرياضة تعزز الدورة الدموية وتقوي عضلة القلب. الأنشطة الرياضية التي تتطلب مجهودًا متوسطًا إلى عاليًا، مثل الركض أو اللعب بكرة القدم، تُعتبر مثالية لصحة القلب والأوعية الدموية.
2. فوائد الرياضة على الصحة العقلية للأطفال
في الوقت الذي يركز فيه الكثير من الناس على الفوائد الجسدية للنشاط البدني، فإن التأثيرات العقلية التي يتركها النشاط الرياضي على الأطفال قد تكون أهم وأكثر عمقًا. تشمل الفوائد العقلية التي يوفرها النشاط البدني للأطفال:
تحسين المزاج والتقليل من التوتر: هناك علاقة مباشرة بين النشاط البدني و تحرير الإندورفين، وهي هرمونات السعادة التي تساهم في تحسين المزاج وتقليل مشاعر التوتر والقلق. ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد الأطفال على التعامل مع الضغوط اليومية والمشاعر السلبية التي قد يواجهونها.
زيادة الثقة بالنفس: عندما يُحقق الطفل نجاحًا في إحدى الرياضات، سواء كان ذلك بتسجيل هدف في مباراة أو إتمام تمرين صعب، فإن ذلك يُشعره بـ الفخر والإنجاز. هذا النجاح يعزز الثقة بالنفس ويساعد في بناء صورة إيجابية عن الذات.
تحسين التركيز والانتباه: تشير الدراسات إلى أن النشاط البدني يحفز التدفق الدموي إلى الدماغ، مما يُحسن من قدرة الطفل على التركيز والانتباه. الأطفال الذين يمارسون الرياضة بانتظام يكون لديهم عادة قدرات أعلى على التفاعل في الفصل الدراسي والاحتفاظ بالمعلومات.
التغلب على الاكتئاب والقلق: أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة الرياضة تساعد الأطفال الذين يعانون من مشاعر القلق والاكتئاب. تساهم الرياضة في تقليل مستويات التوتر النفسي والتخلص من الأفكار السلبية عن طريق تحسين كيمياء الدماغ.
3. النشاط البدني وتطوير مهارات الأطفال الاجتماعية
الرياضة ليست فقط للجانب الجسدي والعقلي، بل لها أيضًا تأثيرات إيجابية على تطور المهارات الاجتماعية لدى الأطفال. من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية، يتعلم الأطفال كيفية العمل مع الآخرين في إطار جماعي، مما يسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. بعض الفوائد تشمل:
تعلم التعاون والعمل الجماعي: الرياضات الجماعية مثل كرة القدم، كرة السلة، أو التنس الزوجي تعلم الأطفال أهمية العمل الجماعي. الطفل الذي يمارس الرياضة في مجموعة يتعلم كيف يساهم في تحقيق هدف مشترك، ويصبح أكثر استعدادًا للتعاون مع الآخرين.
تعزيز احترام القوانين والالتزام: الرياضات تعلم الأطفال احترام القواعد والالتزام بالمواعيد. يتعلم الأطفال من خلال الرياضة قيمة الانضباط واحترام القوانين سواء في المباريات أو التدريبات.
مواجهة الفشل والنجاح: في الرياضة، لا تكون الأمور دائمًا كما يرغب الطفل. أحيانًا يربحون، وأحيانًا يخسرون. من خلال الرياضة، يتعلم الأطفال كيف يتعاملون مع الخسارة وكيف يهنئون الآخرين في حالة الفوز. هذه التجارب تساعدهم على فهم أن الفشل ليس نهاية المطاف بل فرصة للتعلم والتحسن.
تعزيز العلاقات مع الآخرين: من خلال الرياضات الجماعية، يتعرف الأطفال على زملاء جدد، مما يساعدهم في تكوين صداقات وتوسيع دائرة علاقاتهم الاجتماعية.
4. أهمية الرياضة في تحسين النوم عند الأطفال
الرياضة تلعب دورًا كبيرًا في تحسين جودة النوم لدى الأطفال. النشاط البدني يحفز الجسم على إفراز الهرمونات المسؤولة عن الاسترخاء والراحة مثل السيروتونين والميلاتونين. الأطفال الذين يمارسون الرياضة بانتظام عادة ما يحصلون على نوم عميق وهادئ، مما يُساعد في استعادة طاقاتهم البدنية والعقلية.
النوم الجيد يؤثر بشكل مباشر على صحة العقل والجسم، ويساهم في تحسين مزاج الطفل، وزيادة قدراته على التركيز في اليوم التالي.
5. كيف يمكن للأهل تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة؟
دور الأهل في تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة لا يقل أهمية عن فوائد الرياضة نفسها. هنا بعض الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز النشاط البدني لدى الأطفال:
كن قدوة لهم: إذا رأى الطفل أن والديه يشاركون في الأنشطة الرياضية، فإنه سيقتدي بهما. الأهل يمكنهم ممارسة الرياضة مع أطفالهم مثل الذهاب في نزهة أو لعب كرة القدم معًا.
تنويع الأنشطة: من المهم أن يتمتع الطفل بتجربة أنشطة رياضية متنوعة ليكتشف ما يناسبه منها. يمكن للأهل أن يشجعوا الأطفال على المشاركة في رياضات مختلفة مثل السباحة، الجري، أو حتى رياضات فنية مثل الرقص.
التسجيل في الأنشطة الجماعية: تسجيل الأطفال في فرق رياضية مدرسية أو أندية محلية يعزز من رغبتهم في ممارسة الرياضة ويمنحهم فرصة للتفاعل مع أطفال آخرين.
مكافأت إيجابية: تقديم مكافآت غير مادية مثل إجازة أو وقت إضافي للعب يمكن أن يشجع الطفل على المشاركة في الأنشطة الرياضية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرياضة النشاط البدني تعزيز اللياقة البدنية المزيد الأنشطة الریاضیة ممارسة الریاضة الأطفال على فی الأنشطة فی تحسین من خلال
إقرأ أيضاً:
فيديو| خبيرة تربوية: رمضان فرصة لتعزيز القيم للأطفال ذوي الإعاقة
أكدت خبيرة في مجال الإدارة الأبوية وتنمية مهارات الأطفال والمراهقين، أن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة استثنائية لتعزيز السلوكيات والقيم الإيجابية لدى الأطفال، بمن فيهم ذوي الإعاقة، وذلك من خلال التوجيه التربوي والعملي.
وأوضحت ماجدة عبد القادر، المتخصصة في هذا المجال، أن الآباء والأمهات يمكنهم الاستفادة من مجموعة من النصائح العملية لتحقيق أقصى استفادة من هذا الشهر الفضيل.
أخبار متعلقة لنهاية رمضان.. لجنة الحج المركزية تتابع خدمات المسجد الحرام واستعدادات الحجالهلال الأحمر يسعف مريض نوبة قلبية في مسجد قباء عبر "مسار الجلطات"
قصص مصورة
أشارت عبد القادر إلى أن الخطوة الأولى تتمثل في تبسيط مفاهيم الشهر الكريم والعبادات المرتبطة به للأطفال، وذلك من خلال استخدام وسائل إيضاحية مثل القصص المصورة أو مقاطع الفيديو التي تشرح معاني الصلاة والصيام بأسلوب سهل ومبسط.
وأضافت عبد القادر أنه يمكن تعزيز شعور الأطفال بالمسؤولية والانتماء من خلال تشجيعهم على المشاركة في أعمال الخير، مثل الدعاء وتقديم الصدقات، كبديل عن الصيام إذا كان غير ممكنًا بالنسبة لهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ماجدة عبدالقادر، المتخصصة في الإدارة الأبوية وتنمية مهارات الأطفال والمراهقينروتين يومي
لفتت إلى أهمية إجراء تعديلات على الروتين اليومي للأطفال بما يتلاءم مع احتياجاتهم الخاصة، مع التأكيد على أهمية تنظيم أوقات الوجبات والنوم بطريقة تضمن عدم تعرضهم للإرهاق أو القلق.
وقدمت اقتراحًا باستخدام الجداول المصورة أو التذكيرات الصوتية لتنظيم الأنشطة اليومية، كأن يتم تحديد نشاط معين لوقت الإفطار أو ما قبل السحور، مع استخدام أساليب جذابة تعتمد على الصور أو الأصوات.
وأكدت عبد القادر ضرورة إشراك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مهام بسيطة ومناسبة لقدراتهم، مثل المساعدة في إعداد مائدة الإفطار أو تكليفهم بمهمة يومية محددة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "المجلس الصحي" يصحح مفاهيم خاطئة حول قدرات ذوي اضطراب التوحد (وكالات)أجواء رمضان
شددت عبد القادر على أهمية توفير أنشطة ترفيهية تعكس أجواء رمضان، مثل صناعة الفوانيس الرمضانية، أو ممارسة الرسم، أو الاستماع إلى الأناشيد الدينية.
وأكدت أهمية تهيئة بيئة أسرية داعمة، وتجنب إحداث تغييرات مفاجئة قد تسبب القلق للأطفال، وخاصة أولئك الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.استقلالية الأطفال
وأوصت عبد القادر بتعزيز استقلالية الأطفال من خلال دعم قراراتهم الصائبة وتشجيعهم على اتخاذ المبادرات الإيجابية.
واقترحت على الأهل إشراك ابنائهم في قراءة القرآن الكريم أو مناقشة مواضيع معينة، مع تجنب الضغط عليهم وإجبارهم على الصيام، والتركيز بدلًا من ذلك على تشجيعهم على فعل الخير.
واختتمت عبد القادر بالتأكيد على أن توفير بيئة محفزة وداعمة يساهم في تعزيز شعور الأطفال بالسعادة والانتماء خلال شهر رمضان، مما ينعكس بشكل إيجابي على سلوكياتهم ونموهم النفسي والاجتماعي.