مفتي الجمهورية: العلم حصن الوعي وسلاح مواجهة الشائعات
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أهمية التسلح بالعلم باعتباره الوسيلة الأهم التي تمكن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل.
وقال الدكتور نظير عياد - خلال مشاركته في ندوة «العلم وأثره في بناء الوعي» بجامعة أسيوط اليوم الإثنين: إن التعاون بين المؤسسات الدينية والعلمية والدعوية يساهم في تلاقي الخبرات بين الشباب الذين يتميزون بالحيوية والاندفاع، والشيوخ الذين يمثلون الحكمة والخبرة، مضيفا أن الدين يحث على كل ما فيه خير ويحذر من السوء في الدين، النفس، العقل، المال، والعرض.
وأضاف أن تحقيق الخلافة في الأرض يتطلب العلم الذي يميز بين الحق والباطل، مستشهدًا بقصة خلق آدم وختم الوحي برسول الله ﷺ، كما دعا الشباب إلى مواجهة الشائعات والأفكار الهدامة، موضحًا ضعف حجج الملحدين وخطورة الانجراف وراء دعوات الحرية المنحرفة التي تقود إلى الإباحية والإلحاد.
وأشار فضيلته إلى ضرورة تنمية الفكر النقدي لمجابهة الأفكار الزائفة، مثل التنبؤات الخاطئة بنهاية العالم، مؤكدًا أهمية التسلح بالعلم في هذا السياق، مشددا على قدسية الأسرة ودورها المحوري في بناء المجتمع، محذرًا من تدهور القيم الذي يؤدي إلى انهيار الأمم.
ومن جانبه، أكد أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أهمية دور الشباب في بناء الوطن، مشيدًا بحضور فضيلة المفتي، للندوة والتي شارك فيها عدد من قيادات الجامعات المصرية ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية والتكنولوجية، إضافة إلى ممثلي الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.
وفي ختام الملتقى، تقدم الدكتور أحمد المنشاوي بإهداء درع جامعة أسيوط إلى فضيلة مفتي الجمهورية تقديرًا لدوره في نشر الوعي وتعزيز القيم الدينية والإنسانية بين الشباب الجامعي.
اقرأ أيضاًحكم قراءة القرآن بدون وضوء «الإفتاء توضح»
بعد واقعة الشيخ محمود الشحات.. الإفتاء توضح حكم من يتقاضى أجرا لقراءة القرآن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أهمية العلم الأزهر الشريف الفكر النقدي جامعة أسيوط رئيس جامعة أسيوط مفتي الجمهورية هيئات الإفتاء
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية لطلاب أسيوط: الدين واحد منذ سيدنا آدم إلى سيدنا محمد
ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمة في ندوة: "القِيَم المشتركة بين الأديان" لطلاب مدارس أسيوط باستضافة كريمة من مدرسة الجامعة الإعدادية الموحَّدة بمحافظة أسيوط.
واستهلَّ مفتي الجمهورية، الكلمة بتقديم التهنئة للحاضرين بمناسبة قُرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلًا اللهَ أن يعيده على الوطن والأمة الإسلامية بالخير والبركات.
كما توجَّه بالشكر للدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، ومحمد إبراهيم الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، وأمين السيد الدسوقي مدير الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم وجميع الحاضرين.
وأشاد بأهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين الأساتذة والطلاب لبيان المشتركات الإنسانية بين الأديان، والتأكيد على الواجب نحو الوطن.
وفي هذا السياق، أكد أن الدين واحد منذ سيدنا آدم إلى سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-، وأن معناه الحقيقي هو السلام والاستسلام لله.
وأوضح أن مفهوم الإسلام يمتدُّ ليشمل كل رسالة سماوية، رغم اختلاف الشرائع والأمم التي أُرسلت إليها الأديان.
وأشار إلى أن الشرائع السماوية اتفقت على أصول العقيدة، والشريعة، والأخلاق، مستشهِدًا بما ورد في الكتب السماوية حول الدعوة إلى التوحيد؛ حيث قال الله- عز وجل-، لموسى- عليه السلام-: "أنا الرب إلهك إله واحد لا يكن لك صنم تعبده أو تمثال"، وقال لعيسى- عليه السلام-: "أنا الرب إلهك أَحِبَّ الربَّ من كل قلبك، لا يكن لك إله غيري"، وقال مخاطبًا نبيَّه سيدنا محمدًا- صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
وأوضح أن الحق لا يختلف باختلاف الزمان والمكان، وأن التوحيد هو الأصل الذي يجمع الشرائع والأخلاق، وإذا ابتعدت المجتمعات عن قِيَم الأديان، انتشرت الرذائل، مشيرًا إلى رسالة سيدنا شعيب عليه السلام {فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ} [الأعراف: 85]، ورسالة لوط عليه السلام في مواجهة قوم انتكسَتْ فِطرتهم.
ونبَّه على أن صاحب الدِّين الحقيقي يمتلك ضميرًا حيًّا يضبط أخلاقه؛ إذ يوقن بأنَّ الله مطَّلِع عليه مراقِبٌ أفعالَه، فيمتنع عن مُفسدات العبادة ومساوئ الأخلاق، مشيرًا إلى موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان حريصًا أشدَّ الحرص على إقامة العدل.
وأوضح أن الأديان السماوية اتفقت على الدعوة إلى احترام الإنسان، ومراعاة الدين، والالتزام بأخلاقه، وحُسن المعاملة مع الغير، مشيرًا إلى أن المشتركات الإنسانية في الأديان تضمن المحافظة على النفس والمال والعرض؛ لأنها تأمر الإنسان باحترام المخالف وصيانة نفسه وماله وعرضه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا».
كما أكد ضرورة احترام الاختلاف بين الأديان دون السعي إلى إذابة الفوارق بينها، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]، ودعا إلى التعارُف والتكامُل لتحقيق البناء والعمران من خلال الإحسان في المظهر والجوهر، مما يُسهم في إشاعة روح المحبَّة والتآلف.
وحذَّر من الأفكار التدميرية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى إثارة الفتن الطائفية والتخريب، مستشهدًا بإرسال النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى الحبشة عندما اشتد عليهم الأذى، حيث وجدوا فيها ملكًا عادلًا رغم كونه غير مسلم.
وأشار إلى وثيقة المدينة المنورة التي أرسَتْ مبادئ المواطنة والعيش المشترك.
وفي ختام الندوة خاطب المفتي الطلابَ قائلًا: "أنتم حاضر اليوم، ومستقبل الغد، وبكم تُبنَى الأوطان".
ومن جهته، أشاد محمد إبراهيم الدسوقي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، بجهود فضيلة المفتي في رفع الوعي لدى الشباب.
وشهدت الندوة حضور أمين الدسوقي، مدير عام الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية بوزارة التربية والتعليم، الذي رحَّب بفضيلة المفتي وقدَّم الشكر له ولجميع الحاضرين.
كما شهدت الندوة حضور عدد كبير من المدرسين والإخصائيين والطلاب من مدارس المحافظة.