وصف الصفقة بالاستسلام.. وزير مالية الاحتلال يطالب بعودة العدوان على غزة وتنفيذ خطة ترامب
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يوم الاثنين بعودة جيش الاحتلال في شن عدوانه على غزة، ووقف المفاوضات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إلى جانب تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.
وقال الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم إنه على الرغم من عدم وجود يهودي غير سعيد برؤية إخواننا وأخواتنا يعودون إلى ديارهم، إلا أنه لا يزال يعارض الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وأضاف سموتريتش للصحفيين، قبل الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه الصهيونية الدينية في الكنيست: "كان الأمر الأكثر شعبية والأسهل بالنسبة لنا هو التواصل مع المشاعر الإنسانية واليهودية الطبيعية ودعم الصفقة".
وأشار إلى أن مسؤوليته كزعيم وطني "تتطلب معارضة التخلي عن ملايين المواطنين في دولة إسرائيل واليهود في جميع أنحاء العالم الذين سيدفعون الثمن الباهظ والرهيب لمواصلة الصفقة"، بحسب ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية.
وتابع: "أتعرض لانتقادات بسبب موقفي ضد الصفقة، بما في ذلك التصريحات المؤلمة والقاسية من عائلات الرهائن وغيرهم لكنني ثابت في معارضتي من منطلق المسؤولية الوطنية"، مضيفا أن التاريخ لن يغفر للسياسيين قصيري النظر وغير المسؤولين الذين تعاونوا مع دعاية حماس لعدة أشهر وحاولوا دفع إسرائيل إلى الاستسلام وخسارة الحرب".
وقال إنه بدلاً من الاستمرار في الصفقة، نحن بحاجة إلى أخذ كل الغضب والانتقام وإخراجه على القتلة في حماس ليس للقيام بـ المزيد من نفس الشيء مرة أخرى، ولكن للعودة والقتال بشكل مختلف".
وأضاف سموتريتش إن إسرائيل يجب أن توقف تمامًا المساعدات الإنسانية لحماس، و"تحتل الأراضي بشكل دائم في غزة، وتشجع الفلسطينيين على الهجرة من القطاع بالتعاون مع الرئيس ترامب، الذي يفهم جيدًا جذور الصراع والحل الواقعي الوحيد".
ودعا سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عرض الخطة على حكومة الاحتلال للتحضير لاستئناف القتال ضد حماس بعد نهاية المرحلة الأولى الجارية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير.
وأكد أن هذه هي الطريقة الواقعية الوحيدة لإجبار حماس على الاستسلام، والتلويح بالراية البيضاء، والفرار من أجل حياتها في مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، حتى آخر واحد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الرئيس الأمريكي جيش الاحتلال سموتريتش وقف إطلاق النار خطة ترامب العدوان على غزة وزير المالية الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين من غزة المزيد
إقرأ أيضاً:
ترامب ومائة يوم في الحكم
مائة يوم مرّت على تسلّم دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت هذه الأيام، ولو جزئيا، ولو أوليّا، ما يمكن أن يُنجزه ترامب خلال أربع السنوات لإدارته الراهنة. فقد تكشفت بأن تهديداته، وما يلوّح به من تغيير، لم يقم على دراسة استراتيجية، أو خطط مدروسة معدّة للتنفيذ.
فهو يعتمد على نمط من الحرب النفسية، أو إخافة من يتوجّه إليهم، في تحقيق ما يطلبه منهم، فإذا قوبل برفض ومعارضة، أو واجه مقاومة مبطنة بالمساومة، فلا حرج عنده من التراجع، أو التقدّم بطلبات أخرى. فهذا ما حدث له، مثلا، مع عدد من الدول الحليفة لأمريكا، أو غير الحليفة، وهو يعالج رفع الرسوم الجمركية. وقد تراجع متخذا قرارا لتنفيذ وعده بعد تسعين يوما، طبعا قابلة للتمديد، بل هي قابلة أيضا للتراجع بعد مفاوضات.
الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وهذا ما حدث له بالنسبة إلى مطالباته من كندا والمكسيك وبنما، أو ما سيحدث له في مطالبته بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم لعبور قناة السويس. بل يمكن اعتبار تخليه عما فرضه على نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلا آخر على تردّده، أو في الأصح على عدم ثباته على الموقف، وتحويل ما حققه من نجاح إلى فشل، وذلك عندما عاد ليعطي الضوء الأخضر لنتنياهو الذي أطلق العنان لحرب إبادة ثانية، كانت نتيجتها عزلة عالمية، إذ لم تؤيدّهما دولة واحدة في العالم.
وبهذا عاد ترامب إلى سياسة متردّدة مرتبكة، بين المضيّ في تغطية سياسة نتنياهو الخرقاء الفاشلة من جهة، وبين الضغط مرّة أخرى لوقف إطلاق النار، لكن بازدواجية راحت تراوح بين المفاوضات واستمرار الحرب.
ترامب وطاقمه التنفيذي منحازون تماما للكيان الصهيوني، وقد وصل التطرّف بهم إلى المطالبة بترحيل فلسطينيي غزة، ودعك من المزحة السخيفة المتعلقة بتحويلها إلى "ريفييرا". ثم أضف التناقض الصارخ في نهج ترامب وإدارته للسياسة أو الحرب، عندما يصرّ على ضرورة إطلاق الأسرى جميعا، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلّا بوقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي تقبل بها المقاومة.
وهذا الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من هنا يحق توقع التقلّب والتذبذب والفشل لترامب على مستوى عام، كما على المستوى الفلسطيني، ولا سيما إذا لم يحسم في وضع حدّ لنتنياهو المأزوم، والآخذ بأمريكا والغرب إلى العار، وتغطية جرائم الإبادة.