العلاقات العُمانية الإيرانية في 5 عقود
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
تشهد العلاقات العُمانية الإيرانية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، وذلك كما وصفها سعادة السفير موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى سلطنة عُمان في خطابه الذي ألقاه بمناسبة احتفالات الجمهورية بيوم العيد الوطني لإيران، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية وشخصيات عسكرية وسياسية وإعلامية والضيوف العُمانيين والإيرانيين.
وقد أكد سعادته أن إيران وسلطنة عُمان يمثلان نموذجًا جيدًا للعلاقات المبنية على الثقة والصدق. وتناول في خطابه العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ووصف عُمان بأنها إحدى أهم الدول الاستراتيجية في المنطقة، حيث تعد اليوم من أهم البلدان في المنطقة والعالم العربي والشرق الوسط بصوره عامة؛ باعتبارها من الدول القليلة التي تبني السلام والصداقة والتعاون بحكم قیادتها المحنكة ذات بعد النظر وبشعبها المثقف المتميز.
عُمان -كما وصفها السفير- لديها مواقف مُشرِّفة لا تنسى في العديد من الأحداث وخاصة إزاء الحدث الأخير في غزة الصامدة؛ حيث ينبع ذلك من الرؤى السامية للقيادة الحكيمة للبلد؛ فمواقف عُمان تُشكّل نموذجًا يُحتذى به للشعوب العربية الحرة والإسلامية، وتبرز عدم تبعيتها واستقلالها فيما تتجه مساعيها المتواصلة في مجال التنمیة ورقي البلاد في مختلف المحالات.
والعلاقات التجارية والسياسية بين البلدين قديمة وحديثة ومتميزة منذ ارتباطهما بزمن السومريين وحكام أرض مجان، وتعاونهما مستمر، فهما يعملان بالحفاظ على أمن المنطقة وسيادتها، واليوم فإن هذه العلاقات أصبحت مبنية على أساس الثقة والصداقة وحسن الجوار والوشائج التاريخية والعرقية والثقافية والدینیة الراسخة.
العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين بدأت في 26 أغسطس عام 1971، وشهدت زخمًا من التعاون البناء واستمرار التشاور والتبادل الهادف في مختلف المجالات، وفي تقريب المواقف تجاه مختلف التطورات الإقليمية والدولية وذلك من خلال الزيارات الرسمية بين رؤساء الدولتين. وهذه الزيارات تشكّل نقاط تحوّل، وتدعّم من تطوّر العلاقات في مختلف المجالات، خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيه العالم تحديات وتهديدات وأزمات أمنية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فالعقوبات الأمريكية والغربیة الدولية تجاه إيران ما زالت تقوّض من عملية السلام في المنطقة، وتوسع من نفوذ الكيان الصهیوني، ورغم ذلك فإن سياسة الضغط الأقصى التي انتهجتها أمريكا تجاه إيران لم تتمكن أبدًا من عرقلة إیران عن تحقيق أهدافها السیاسیة والاقتصادیة والعسكرية. والمسؤول الإيراني يرى بأن أمريكا والغرب يعملان على تطوير وتوسيع نفوذهم العسكري في المنطقة، وتعزيز حضور الكيان الصهيوني في مسعى خبيث لاختراق المجتمعات المجاورة لإيران، بجانب العمل على تعزيز هيمنة النزعة الطائفية والإرهاب الحديث في المنطقة مع تأجيج الخلافات السياسية وتصعيد النزعات العرقية والمذهبية، والتي تعتبر جميعها من أهم التهديدات التي تحيط بدول المنطقة؛ الأمر الذي يتطلب تعزيز الخطاب وثقافة الحوار وإجراءات بناء الثقة، وزيادة مساحة الحوار والعمل على إزالة سوء الفهم، وتعزيز مبادئ التفاهم، وعدم السماح للظروف الفوضوية بالهيمنة على سياسات الدول.
وتحدث السفير الايراني عن عملية "طوفان الأقصى" التي جاءت كرد فعل طبيعي على 75 عامًا من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، مؤكدًا أن هذه العملية الجريئة تمكنت من وقف تصفية القضية الفلسطينية في المشروع الإقليمي الكبير وتسريع خطی التطبیع، بل أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأعطت لها الأولوية بالعالم الإسلامي. وهذا أدى إلى سقوط السردیة الإسرائيلية إلى الأبد، بالتوازي مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولیة بالقبض علی رئیس الوزراء الصهیوني بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
خلفية العلاقات بين البلدين الجارين عُمان وإيران ثابتة على مر التاريخ، والمشاورات والتعاون الاقتصادي الواسع والتبادل الهادف للوفود مستمرة؛ حيث يجري تبادل أكثر من 80 وفدًا سياسيًا واقتصاديًا سنويًا، فيما يتواجد اليوم على أرض سلطنة عمان أكثر من 25 ألف إيراني نتيجة لزيادة الرحلات الجوية بين البلدين التي وصلت إلى 50 رحلة جوية أسبوعيًا، فيما سجل حجم التجارة الخارجية نحو 2.5 مليار دولار.
إنَّ كلًا من سلطنة عُمان وإيران لها دور كبير في المنطقة ولا يمكن لبعض الدول تقليص هذا الدور في العلاقات الأمنية في المنطقة؛ باعتبارها بحاجة إلى مزيد من الترتيبات الأمنية المحلية لمواجهة التحالفات الخارجية المختلفة؛ الأمر الذي يتطلب مزيدًا من التعاون بين دول المنطقة، وتركيز الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه، ودعوة الجيران إلى إقامة علاقات سلمية فیما بینها ومنع التدخل الأجنبي في مصير المنطقة، والمشاركة بشكل أكبر في ضمان أمنها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ الإسماعيلية يستقبل وفد بلدية يانغتشو الصينية ويؤكد على عمق العلاقات بين البلدين
استقبل اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، وفد بلدية يانغتشو، والذي يضم أعضاء من حكومة بلدية يانغتشو الصينية، برئاسة بان قوه تشيانغ عمدة حكومة شعب بلدية يانغتشو و رئيس منظمة مدن القنوات، وبحضور المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، اللواء طارق اليمني السكرتير العام المساعد للمحافظة، والمهندس مصطفى أبوحديد رئيس جمعية المستثمرين بالإسماعيلية، و نائب رئيس منظمة مدن القناة، المهندس أيمن صالح رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الحرة العامة بالإسماعيلية، دكتور حسن رجب عميد معهد كونفشيوس، خالد جودة المستشار الإعلامي للمحافظ، مروة كامل مدير العلاقات الخارجية.
وتأتي زيارة الوفد الصيني لمحافظة الإسماعيلية بهدف بحث سبل التعاون والاستثمار بين محافظة الإسماعيلية وبلدية يانغتشو ووضع آليات تعزيز التعاون فيما بينهما وتبادل الخبرات والثقافات، وذلك في إطار اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والصين وبروتوكولات التعاون وتبادل الوفود والخبرات والثقافات.
ويقوم الوفد الصيني بزيارة جمعية مستثمري الإسماعيلية، لمناقشة المزيد من تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والتعاون الصناعي، والتبادلات الثقافية عبر القناة بين يانغتشو والإسماعيلية، كما ينظم ندوة للتعاون بين الجانبين بعد اللقاء.
وشدد محافظ الإسماعيلية على عمق العلاقات المصرية الصينية والجهد الكبير الذي تبذله القيادة السياسية لتعزيز العلاقات بين البلدين.
مؤكدًا على سعادته بزيارة الوفد الصيني وما تحمله الزيارة من فتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانب الصيني ومحافظة الإسماعيلية، خاصة وأن مدينة يانغتشو هي المدينة التي انطلق منها مشروع القناة الكبرى في الصين وهي مقر منظمة التعاون العالمي للمدن التاريخية والثقافية للقناة (WCCO).
وقد استضافت منتدى مدن القناة العالمي لعدة سنوات متتالية وتحافظ على تبادلات وثيقة مع الإسماعيلية في مجال القنوات، وقد زار ممثلون من وزارة الموارد المائية والري في مصر ومحافظة الإسماعيلية مدينة يانغتشو عدة مرات للمشاركة في منتدى مدن القناة العالمي السنوي، وتبادل الخبرات في مجال حماية القنوات واستخدامها وتطويرها.
وخلال اللقاء، استعرض محافظ الإسماعيلية أهم المقومات والمزايا التي تتمتع بها الإسماعيلية وفرص الاستثمار المتاحة على أرضها، بالإضافة إلى إستعراض أهم وأبرز المشروعات القومية والتنموية التي تم تنفيذها بالمحافظة، مؤكدًا أن المحافظة تتجه بقوة نحو الاستثمار في الإنسان، تنفيذًا لأهداف استراتيجية ٢٠٣٠ ودعم التعليم الفني والتكنولوجي من خلال عدة مبادرات منها "جسور"، ودعى محافظ الإسماعيلية رئيس الوفد الصيني بالتعاون في هذا القطاع ورحب رئيس الوفد بهذا المقترح، وأنه سعيد بأن يكون هناك تعاون مقبل في تطوير التعليم المهني بالمحافظة.
كما أشار محافظ الإسماعيلية إلى أهمية محافظة الإسماعيلية ثقافيًّا ودورها في دعم الحركة الثقافية بمصر، فهي تعد مدينة المهرجانات وتسعى خلال العام الحالي ٢٠٢٥، أن تكون مدينة للثقافة والفنون فهي قادرة على استيعاب الثقافات والفنون، كما أن أهلها محبين للفنون ويتفاعلون مع جميع الأحداث الفنية والثقافية والسياحية.
ومن جهته، أعرب عمدة مدينة يانغتشو عن سعادته بحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن الصين تسعى دائمًا للتواصل مع الحكومة المصرية والمدن المصرية المتميزة، من خلال إقامة بروتوكولات التعاون والتوأمات في المجالات الاقتصادية والثقافية وكذلك زيادة الاستثمارات الصينية، مشيرًا إلى وجود مصنعين يتبعون يانغتشو في الإسماعيلية، بالإضافة إلى أكثر من ٢٠ مصنع صيني بمناطق الإسماعيلية الحرة والصناعية والمنطقة الاقتصادية.
وأضاف أن الرابط الرئيسي بين الإسماعيلية ويانغتشو هو القناة والتي يعتبرها أساس التنمية شرقًا وغربًا مؤكدًا أن جهود مصر ورؤيتها الثاقبة في إنشاء المناطق الصناعية وآخرها المنطقة الاقتصادية لهيئة قناة السويس تجعل المنطقة بمزيد من الجهد سنغافورة جديدة.
وخلال اللقاء وجَّه رئيس الوفد الصيني الدعوة لمحافظ الإسماعيلية لزيارة مدينة يانغتشو لتفعيل سبل التعاون بين المدينتين.
وفي نهاية اللقاء قام محافظ الإسماعيلية بإهداء رئيس مدينة يانغتشو درع المحافظة، كما قام رئيس مدينة يانغتشو بإهداء محافظ الإسماعيلية درعًا يحمل رمزًا للربيع الصيني.