جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@19:54:35 GMT

العلاقات العُمانية الإيرانية في 5 عقود

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

العلاقات العُمانية الإيرانية في 5 عقود

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تشهد العلاقات العُمانية الإيرانية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، وذلك كما وصفها سعادة السفير موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى سلطنة عُمان في خطابه الذي ألقاه بمناسبة احتفالات الجمهورية بيوم العيد الوطني لإيران، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية وشخصيات عسكرية وسياسية وإعلامية والضيوف العُمانيين والإيرانيين.

وقد أكد سعادته أن إيران وسلطنة عُمان يمثلان نموذجًا جيدًا للعلاقات المبنية على الثقة والصدق. وتناول في خطابه العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ووصف عُمان بأنها إحدى أهم الدول الاستراتيجية في المنطقة، حيث تعد اليوم من أهم البلدان في المنطقة والعالم العربي والشرق الوسط بصوره عامة؛ باعتبارها من الدول القليلة التي تبني السلام والصداقة والتعاون بحكم قیادتها المحنكة ذات بعد النظر وبشعبها المثقف المتميز.

عُمان -كما وصفها السفير- لديها مواقف مُشرِّفة لا تنسى في العديد من الأحداث وخاصة إزاء الحدث الأخير في غزة الصامدة؛ حيث ينبع ذلك من الرؤى السامية للقيادة الحكيمة للبلد؛ فمواقف عُمان تُشكّل نموذجًا يُحتذى به للشعوب العربية الحرة والإسلامية، وتبرز عدم تبعيتها واستقلالها فيما تتجه مساعيها المتواصلة في مجال التنمیة ورقي البلاد في مختلف المحالات.

والعلاقات التجارية والسياسية بين البلدين قديمة وحديثة ومتميزة منذ ارتباطهما بزمن السومريين وحكام أرض مجان، وتعاونهما مستمر، فهما يعملان بالحفاظ على أمن المنطقة وسيادتها، واليوم فإن هذه العلاقات أصبحت مبنية على أساس الثقة والصداقة وحسن الجوار والوشائج التاريخية والعرقية والثقافية والدینیة الراسخة.

العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين بدأت في 26 أغسطس عام 1971، وشهدت زخمًا من التعاون البناء واستمرار التشاور والتبادل الهادف في مختلف المجالات، وفي تقريب المواقف تجاه مختلف التطورات الإقليمية والدولية وذلك من خلال الزيارات الرسمية بين رؤساء الدولتين. وهذه الزيارات تشكّل نقاط تحوّل، وتدعّم من تطوّر العلاقات في مختلف المجالات، خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيه العالم ­تحديات وتهديدات وأزمات أمنية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فالعقوبات الأمريكية والغربیة الدولية تجاه إيران ما زالت تقوّض من عملية السلام في المنطقة، وتوسع من نفوذ الكيان الصهیوني، ورغم ذلك فإن سياسة الضغط الأقصى التي انتهجتها أمريكا تجاه إيران لم تتمكن أبدًا من عرقلة إیران عن تحقيق أهدافها السیاسیة والاقتصادیة والعسكرية. والمسؤول الإيراني يرى بأن أمريكا والغرب يعملان على تطوير وتوسيع نفوذهم العسكري في المنطقة، وتعزيز حضور الكيان الصهيوني في مسعى خبيث لاختراق المجتمعات المجاورة لإيران، بجانب العمل على تعزيز هيمنة النزعة الطائفية والإرهاب الحديث في المنطقة مع تأجيج الخلافات السياسية وتصعيد النزعات العرقية والمذهبية، والتي تعتبر جميعها من أهم التهديدات التي تحيط بدول المنطقة؛ الأمر الذي يتطلب تعزيز الخطاب وثقافة الحوار وإجراءات بناء الثقة، وزيادة مساحة الحوار والعمل على إزالة سوء الفهم، وتعزيز مبادئ التفاهم، وعدم السماح للظروف الفوضوية بالهيمنة على سياسات الدول.

وتحدث السفير الايراني عن عملية "طوفان الأقصى" التي جاءت كرد فعل طبيعي على 75 عامًا من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، مؤكدًا أن هذه العملية الجريئة تمكنت من وقف تصفية القضية الفلسطينية في المشروع الإقليمي الكبير وتسريع خطی التطبیع، بل أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأعطت لها الأولوية بالعالم الإسلامي. وهذا أدى إلى سقوط السردیة الإسرائيلية إلى الأبد، بالتوازي مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولیة بالقبض علی رئیس الوزراء الصهیوني بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

خلفية العلاقات بين البلدين الجارين عُمان وإيران ثابتة على مر التاريخ، والمشاورات والتعاون الاقتصادي الواسع والتبادل الهادف للوفود مستمرة؛ حيث يجري تبادل أكثر من 80 وفدًا سياسيًا واقتصاديًا سنويًا، فيما يتواجد اليوم على أرض سلطنة عمان أكثر من 25 ألف إيراني نتيجة لزيادة الرحلات الجوية بين البلدين التي وصلت إلى 50 رحلة جوية أسبوعيًا، فيما سجل حجم التجارة الخارجية نحو 2.5 مليار دولار.

إنَّ كلًا من سلطنة عُمان وإيران لها دور كبير في المنطقة ولا يمكن لبعض الدول تقليص هذا الدور في العلاقات الأمنية في المنطقة؛ باعتبارها بحاجة إلى مزيد من الترتيبات الأمنية المحلية لمواجهة التحالفات الخارجية المختلفة؛ الأمر الذي يتطلب مزيدًا من التعاون بين دول المنطقة، وتركيز الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه، ودعوة الجيران إلى إقامة علاقات سلمية فیما بینها ومنع التدخل الأجنبي في مصير المنطقة، والمشاركة بشكل أكبر في ضمان أمنها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان المجري : مستعدون لتعزيز العلاقات مع مصر على جميع المستويات

استقبل اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، الدكتور لازلو كوفير، رئيس برلمان دولة المجر الصديقة، والسيدة قرينته، والوفد المرافق له، والذي ضم الدكتورة ريتا هنسار، سفيرة المجر بمصر، والدكتور لازلو فيريش، رئيس سكرتارية رئيس الجمعية، والدكتورة كريستين كوفاتش، مدير العلاقات الخارجية لرئيس الجمعية، والدكتور بيتر شاردى، المستشار الأول للعلاقات الخارجية.

جاء ذلك بحضور المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ، واللواء أيمن الشريف، السكرتير العام للمحافظة.

ويأتي ذلك في إطار الاهتمام المتواصل باستقبال كافة الوفود، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، لزيارة المعالم السياحية والمناطق الأثرية، فضلًا عن التعرف على المقومات الطبيعية والاستثمارية التي تتمتع بها زهرة الجنوب.

البرلمان المجري

من جانبه، رحّب الدكتور إسماعيل كمال برئيس البرلمان المجري والوفد المرافق له، لزيارتهم لعاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية، كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أسوان في 24ساعة.. حزمة إجراءات للتعامل مع العاصفة الترابية.. وتقديم العلاج للفلسطينيينمحافظ أسوان يتابع الوضع العام بمختلف المراكز والمدن بعد وصول العاصفة الترابية

وأكد المحافظ على العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الصديقين، والتي تأتي في ظل الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمجر، ودفعها قُدمًا في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال البرلماني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وأشار إلى أن محافظة أسوان تعمل وفق فكر ورؤية متكاملة لاستغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها، ومنها الثروات التعدينية والمحجرية والسياحية، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتنوعة، مما يجعلها مناخًا جاذبًا للاستثمار، وهو ما نأمل أن يتحقق من خلال إقامة مشروعات للمجر في مختلف القطاعات على "أرض الذهب".

ولفت إلى أن ذلك يتواكب مع ما يتم داخل الجمهورية الجديدة من توسع في المجالات الاقتصادية والتجارية، وهو ما يخلق بدوره فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب الأسواني.

فيما عبّر رئيس البرلمان المجري عن تقديره للمعالم والمزارات السياحية والأثرية التي شهدها خلال زيارته لأسوان والوفد المرافق له، والتي شملت السد العالي، ورمز الصداقة، ومعابد فيله، ومتحف النوبة، فضلًا عن جولة نيلية.

وأكد على حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر على مختلف المستويات، باعتبارها شريكًا رئيسيًا للمجر والاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتجسد في الدور المحوري الذي تقوم به مصر في معالجة القضايا الإقليمية المتنوعة.

طباعة شارك أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون إلى الإمارات تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
  • وزير الخارجية ونظيره الياباني يؤكدان على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الخارجية يستعرض مع نظيره الياباني العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين
  • الخارجية الإيرانية: العقوبات الأمريكية تعكس إصرار الولايات المتحدة على عرقلة التعاون بين الدول
  • رئيس البرلمان المجري : مستعدون لتعزيز العلاقات مع مصر على جميع المستويات
  • قمة لبنانية-إماراتية: توافق على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية الهند يبحثان هاتفيا العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير خارجية الهند العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الباكستاني العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب