لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يحظى باهتمام واسع في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ تنعكس تداعياته في المشهد الإقليمي والدولي.

وتبرز في هذا السياق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة، التي أثارت جدلاً واسعاً بين الأطراف المعنية. 

وتُسلط كبرى الصحف الإسرائيلية والعالمية الضوء على هذه القضايا، وسط تحذيرات من انهيار الاتفاق والتداعيات المترتبة عليه.

نتنياهو ومساعي إفشال وقف إطلاق النار

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذرةً من أن “سلوك نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المرحلة الحالية من الاتفاق”.

وأكدت الصحيفة أن "حركة حماس، بمجرد إدراكها عدم وجود مرحلة ثانية من الاتفاق، لن تستكمل تنفيذ المرحلة الأولى منه"، في إشارة إلى عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق بشكل كامل.  

وأوضحت هآرتس أن صور الأسرى الإسرائيليين المحررين كان لها تأثير سلبي على شعبية نتنياهو، حيث كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته بين الناخبين اليمينيين، الذين يعتبرون أن إسرائيل لم تحقق نصرًا واضحًا على حماس.  

الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريم

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن أمير عفيفي، نائب قائد فرقة غزة سابقًا في الجيش الإسرائيلي، حذر من أن الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريم وعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال غزة “أمر يمكن أن ينقلب تمامًا في غضون بضعة أيام، اعتمادًا على مدى عدوانية إسرائيل”.  

كما نقلت الصحيفة عن إسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة، قوله إن ممر نتساريم "ليس مهمًا جدًا للجيش الإسرائيلي"، معتبرًا أن "أهميته الحقيقية تكمن في كونه وسيلة ضغط في المفاوضات مع حماس".  

أوضاع سكان غزة في ظل الحصار

صحيفة الأوبزرفر البريطانية سلطت الضوء على شهادات عدد من سكان غزة الذين عاشوا الحصار الطويل والمجاعة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على القطاع لأكثر من 15 شهرًا. 

وأشارت الصحيفة إلى أن السكان يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.  

رفض الفلسطينيين خطة تهجير الغزيين

أثارت خطة الرئيس الأميركي  دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة رفضًا فلسطينيًا واسعًا، حيث نقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسنين ويدعى سالم، ممن عاصروا نكبة 1948، قوله: "لن نكرر خطأنا بهجرة قرانا مرة أخرى". كما قالت خالدة، وهي فلسطينية فقدت منزلها: "لا ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا.. وسنتحمل حتى ينتهي هذا الكابوس".  

ومن جانبها، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصفت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها “غير قانونية بموجب القانون الدولي، وترقى إلى مستوى التطهير العرقي”.

وأضافت بيلاي: "سأدعم اتهام المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بالفصل العنصري"، مشددةً على ضرورة فرض عقوبات دولية على إسرائيل، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.  

مخاوف اقتصادية بسبب مقترح ترامب

أما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فقد سلطت الضوء على تأثير مقترح ترامب على الاقتصاد العالمي، حيث نقلت عن مسؤولين في قطاع الشحن أن السيطرة على غزة قد تؤدي إلى تجدد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعمق أزمة التجارة العالمية.

ووفق الصحيفة، فإن التوقعات السابقة بانتعاش حركة العبور في البحر الأحمر بعد اتفاق وقف إطلاق النار لم تتحقق، بسبب المخاوف المستمرة من التصعيد، لا سيما مع إعلان ترامب خطته المثيرة للجدل.  

ويظل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة موضع جدل واسع، وسط مؤشرات على إمكانية انهياره بسبب سياسات نتنياهو ورفض إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. في الوقت نفسه، تثير خطة ترامب لتهجير سكان غزة غضبًا فلسطينيًا واسعًا، إضافة إلى إدانات دولية معتبرة إياها تطهيرًا عرقيًا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تتزايد المخاوف من تداعيات هذه التطورات على الاستقرار الإقليمي وحركة التجارة في البحر الأحمر، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في ظل استمرار التوترات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب إسرائيل نتنياهو دونالد ترامب وقف إطلاق النار ممر نتساريم نتساريم المزيد اتفاق وقف إطلاق النار سکان غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«تهديد وحشد للقوات وتلويح بعودة الحرب، يصاحبها محاولات الالتفاف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».. أساليب مراوغة يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خططه الساعية إلى استئناف حرب غزة وتقويض جهود الوسطاء، فضلا عن استمرار خداع الداخل الإسرائيلي.

قناة القاهرة الإخبارية، عرضت تقريرا بعنوان «تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام»، والذي سلّط الضوء على مراوغات نتنياهو وتصريحاته المستمرة بهدف تقويض جهود الوسطاء.

وبيّن التقرير أنّه رغم سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من العدوان على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوما إلا ويخرج نتنياهو بتصريحات أو قرارات تقوض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام وتهدئة حدة الصراع في المنطقة.

صحيفة هارتس الإسرائيلية، ذكرت أنّ نتنياهو قد شكل صورته السياسية خلال أكثر من عام على أنّه الضامن الأول لأمن إسرائيل، وبالتوازي تشير له الدوائر اليمينية المتطرفة بأن عودة القتال في غزة واستمرار تصعيد العملية العسكرية في الضفة الغربية، هما السبيل الوحيد لحفظ أمن إسرائيل من جانب ومستقبله السياسي من جانب آخر.

وأوضح التقرير أنّ هارتس ذكرت في أحد مقالاتها، أنّ حكومة نتنياهو رغم فشلها في استعادة المحتجزين خلال أشهر الحرب على القطاع، لجأت إلى اختلاق ذرائع للإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا ضد سكان غزة، وشملت إعاقة دخول المساعدات، وقطع الكهرباء عن غزة، ما يهدد بالأساس حياة بقية المحتجزين الذين ما زالوا هناك.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جميع الأطراف قد ضاقت ذرعا من أفعال نتنياهو وتعنته بما فيها الإدارة الأمريكية التي لجأت للمرة الأولى بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيدا عن تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • أرغمان يهدد نتنياهو: إذا عملت ضد القانون سأكشف كل ما أعرفه
  • باحث: موسكو تتريث بشأن الهدنة وسط مخاوف من إعادة تموضع كييف
  • باحث في الشأن الروسي: موسكو تتريث بشأن الهدنة وسط مخاوف من إعادة تموضع كييف
  • البطل المنقذ وبداية الانهيار الأميركي
  • ترامب يهدد بإجراء خطير ضد روسيا في حال رفضت الهدنة مع أوكرانيا
  • صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا
  • ترامب أم نتنياهو؟.. نصف الإسرائيليين يحسمون الجدل حول مصير الرهائن | استطلاع صادم
  • بوهلر: “لسنا وكالة لإسرائيل”.. وترامب بدأ يسأم من نتنياهو وائتلافه
  • لغز احتجاز بيونة على يد جارتها يشعل الجدل في الجزائر
  • مظاهرات في نيويورك تطالب بالإفراج عن الفلسطيني المعتقل وترامب يهدد باعتقال المزيد