في انجاز غير مسبوق.. هجوم برشلونة الأقوى في قرن الـ 21
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
بغداد اليوم- متابعة
واصل برشلونة فليك عروضه الهجومية القوية هذا الموسم، وحقق فوزًا كبيرًا بنتيجة 4-1 على إشبيلية بالدوري الإسباني في مباراة أمس الأحد شهدت تفوقًا واضحًا للخط الأمامي للفريق الكتالوني.
هذا الانتصار لم يمنح "البلوغرانا" ثلاث نقاط ثمينة فحسب، بل جعله يقترب أكثر من ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني حتى الآن، الذي تعثر بالتعادل أمام أتلتيكو مدريد، ليعود "البرسا" بقوة للمنافسة على اللقب، مقلصًا الفارق إلى نقطتين فقط عن القمة، مع تقديم أداء هجومي يُعد الأفضل منذ سنوات.
كما كرس البلوغرانا عقدة إشبيلية، محققًا انتصاره السابع تواليًا على الفريق الأندلسي، ليواصل سلسلة اللاهزيمة أمامه التي استمرت لعشر سنوات. وكان آخر فوز للنادي الأندلسي على الكتلان في الدوري الإسباني خلال أكتوبر 2015 (2-1).
لم يكن الفوز على إشبيلية مجرد ثلاث نقاط، بل حمل معه إنجازًا تاريخيًا جديدًا، حيث حطم الفريق رقمًا قياسيًا كان مسجلًا باسم بيب غوارديولا منذ موسم 2011-2012، وفق منصة "Statsdufoot" الفرنسية الموثوقة.
تمكن النادي الكتالوني من تسجيل 113 هدفًا في 36 مباراة رسمية هذا الموسم، بينما كان قد سجل هدفًا أقل في الموسم الماضي بكامله، والذي خاض فيه 53 مباراة، أي 17 مباراة أكثر. وتجاوز البلوغرانا الرقم الذي حققه فريق غوارديولا (111 هدفًا في 36 مباراة)، ليصبح برشلونة فليك أكثر فريق تسجيلًا للأهداف في هذا العدد من المباريات خلال القرن الحادي والعشرين.
السبب الرئيس وراء هذا الإنجاز غير المسبوق يعود إلى الأداء الهجومي الرائع لثلاثي الفريق: البرازيلي رافينيا دياز والإسباني لامين يامال والبولندي روبرت ليفاندوفسكي، حيث نجحوا في تسجيل ما يقارب 60 هدفًا في مختلف البطولات.
هذا التوهج الهجومي جعل الفريق أكثر فاعلية أمام المرمى مقارنة بالمواسم الماضية، وأسهم في تحطيم الرقم القياسي الذي صمد لأكثر من عقد من الزمن، المسجل باسم الفيلسوف بيب غوارديولا.
مع هذه الأرقام الاستثنائية، يواصل برشلونة فليك مسيرته القوية هذا الموسم 2024-25، ساعيًا لاستعادة أمجاده على المستويين المحلي والأوروبي، وسط تطلعات جماهيره للظفر بلقب دوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره.
جدير بالذكر أن آخر تتويج لبرشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا كان في عام 2015، حينما فاز على نادي يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية بنتيجة 3-1. أقيمت تلك المباراة على الملعب الأولمبي في مدينة برلين، ليحقق الفريق الكتالوني اللقب الخامس في تاريخه بالبطولة الأهم على مستوى الأندية الأوروبية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية
يواجه زيت الزيتون، وهو عنصر أساسي في ثقافة ومأكولات منطقة البحر الأبيض المتوسط، تهديدًا بيئيًا غير مسبوق.
كشفت دراسة علمية جديدة نشرت هذا الشهر في مجلة “اتصالات الأرض والبيئة” أن تزايد شح المياه والانخفاض المتوقع في النشاط الشمسي قد يقوصان بشدة إنتاج الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تُشكّل موطنًا لأكثر من 98% من إمدادات العالم.
استخدم البحث، الذي قاده فريق دولي من العلماء، سجلات حبوب اللقاح الأحفورية على مدى 8000 عام لإعادة بناء تاريخ إنتاجية أشجار الزيتون ودراسة العوامل طويلة المدى التي تؤثر على الغلة.
وتشير النتائج إلى أن التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار والإشعاع الشمسي ستُضعف من قدرة بساتين الزيتون على الصمود، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما يُشكل تحديات خطيرة للمزارعين والاقتصادات التي تعتمد على زراعة الزيتون.
تركز معظم الدراسات على تقلبات المناخ قصيرة المدى. ما نُظهره هو وجود إيقاعات مناخية طويلة المدى – بما في ذلك الدورات الشمسية – شكّلت إنتاجية الزيتون على مدى آلاف السنين. يقول الباحث الرئيسي صموئيل لوترباشر، عالم المناخ بجامعة غيسن في ألمانيا: “هذه الدورات تتعرض الآن للاضطراب”.
بساتين الزيتون على الحافة
حددت الدراسة ثلاثة عوامل مناخية رئيسية تؤثر على إنتاجية أشجار الزيتون: التمثيل الضوئي، وتوافر المياه، والإشعاع الشمسي. تُحدد هذه العوامل مجتمعةً قدرة الأشجار على الإزهار وحمل الثمار.
وقد وجد الباحثون أن فترات الجفاف وانخفاض النشاط الشمسي التاريخية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بانخفاض حاد في حبوب لقاح الزيتون، والتي تُستخدم كمقياس لمحصول الثمار.
بالاعتماد على بيانات من مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سوريا وفلسطين وتركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، وضع الفريق نماذج لتأثيرات المناخ السابقة وتوقعها مستقبلًا.
وكانت النتائج صادمة: فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير أنماط هطول الأمطار، من المرجح أن تواجه أشجار الزيتون إجهادًا مائيًا متزايدًا، لا سيما خلال المراحل الحساسة كالتزهير والإثمار.
ومما يزيد من القلق، تحذر الدراسة من أن الشمس قد تدخل مرحلة جديدة من “الحد الأدنى الكبير للنشاط الشمسي” – وهي فترة مطولة من انخفاض الإشعاع الشمسي، وقد تزامن آخر حدث من هذا القبيل، وهو الحد الأدنى لموندر في القرن السابع عشر، مع العصر الجليدي الصغير، وهو فترة من التبريد العالمي واضطرابات زراعية.
سيؤدي انخفاض النشاط الشمسي إلى انخفاض الطاقة المتاحة لعملية التمثيل الضوئي، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية الزيتون. هذا المزيج من الضغوطات البيئية – الجفاف وقلة ضوء الشمس – يُحدث ما يُطلق عليه الباحثون “عاصفة مثالية” قد تُدمر زراعة الزيتون في جميع أنحاء المنطقة.
أزمة ثقافية واقتصادية في طور التكوين
تمتد الآثار إلى ما هو أبعد من الزراعة، فزيت الزيتون ليس مجرد ركيزة غذائية، بل هو أيضًا شريان حياة اقتصادي في دول مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس. ووفقًا للمجلس الدولي للزيتون، تعتمد أكثر من 6.7 مليون أسرة على زراعة الزيتون في معيشتها.
رغم أن مصر لم تصنف بعد ضمن كبار المنتجين، إلا أنها وسّعت زراعة الزيتون في السنوات الأخيرة، لا سيما في مناطق استصلاح الصحراء. مع ذلك، يُحذّر الخبراء من أن هذه الاستراتيجية قد تُعرّض للخطر إذا ازداد شحّ الموارد المائية في ظلّ تغيُّر المناخ.
البحث يؤكد على ضرورة تكييف ممارساتنا الزراعية”، وفي مصر، تقع العديد من مزارع الزيتون الجديدة في أراضٍ هامشية تُشكل فيها كفاءة استخدام المياه تحديًا بالفعل، إذا أصبح المناخ أكثر جفافًا وانخفضت الإشعاعات الشمسية، فستتأثر المحاصيل ما لم نُغير طريقة إدارة الري والحفاظ على صحة التربة.
تحث الدراسة على إعادة النظر جذريًا في إدارة بساتين الزيتون. ومن أهم توصياتها: الاستثمار في أصناف مقاومة للجفاف، وتعزيز استراتيجيات الاحتفاظ برطوبة التربة، وإعادة تقييم المناطق التي يمكن زراعة الزيتون فيها مستقبلًا.
ساعة المناخ تدق
يأتي هذا البحث في ظلّ تزايد الاضطرابات المناخية، ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط، بدأت موجات الحرّ الشديدة وتغيّر أنماط هطول الأمطار بالتأثير على غلة المحاصيل. في عام ٢٠٢٣، عانت إسبانيا، إحدى أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، من انخفاض إنتاجها بنسبة ٥٠٪ بسبب الجفاف الشديد.
قالت إينيس ألفاريز، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة جيان بإسبانيا: “هذا ليس مجرد تحذير من المستقبل البعيد، فنحن نشهد بالفعل آثار تغير المناخ على بساتين الزيتون، ما تضيفه دراستنا هو فهم أعمق للدورات الطبيعية التي دعمت إنتاج الزيتون لآلاف السنين، وكيف تُخلّ هذه الدورات بتوازنها”.
ويؤكد المؤلفون على أن السياسات الوطنية والإقليمية يجب أن تدعم بشكل عاجل الاستخدام المستدام للمياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لحماية مستقبل إنتاج الزيتون.
بالنسبة لمصر، التي تسعى لأن تصبح مركزًا مستقبليًا لإنتاج زيت الزيتون وتصديره، قد تكون هذه لحظة محورية لتبني الزراعة الذكية مناخيًا.
وبينما تُشير أشجار الزيتون في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بهدوء إلى محنة، فإن الرسالة واضحة: الذهب السائل للمنطقة في خطر، والوقت ينفد.