الجزيرة نت ترصد الحركة بمحور نتساريم بعد انسحاب الاحتلال منه
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
غزة- فوق طريق معبد، تدوس أقدام الفلسطينيين -ولأول مرة منذ 15 شهرا- ما كان يسمى بحاجز نتساريم العسكري، من دون أي وجود إسرائيلي. ينسحب المحتل منه بشكل كامل بعد سيطرة وتشييد وتعبيد، ويرى الغزيون أنه "انسحاب مذل" أُجبر عليه الاحتلال صاغرا رغم أنفه.
بدأ الحاجز بنقطة تفتيش على ممر عبور أجبر الاحتلال الغزيين على النزوح من خلاله جنوبا وادعى أنه آمن، ليتبين خلاف ذلك منذ اليوم الأول لنصبه، فكان مصيدة للقتل والخطف، حيث ارتقى فيه ألف شهيد واعتُقل فيه المئات بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وسّع الاحتلال الحاجز فيما بعد بشكل تدريجي ليكون حدا يقسم به القطاع شطرين جنوبي وشمالي، ثم وسّعه على الحدّين بمنطقة عازلة ليصبح أشبه بقاعدة عسكرية تصل مساحتها إلى 56 كيلومترا مربعا، قضم خلالها قرابة 60% من مساحة حي الزيتون إلى الشمال منه.
توجهت الجزيرة نت إلى الحي حيث يقع دوار الكويت على شارع صلاح الدين عقب انسحاب الاحتلال من هناك، حيث يشبه الدمار شكل ذلك الذي رصدته مسبقا في محافظة شمال القطاع؛ تدمير شامل للمصانع والمناطق الصناعية، وتجريف للأراضي الزراعية، وجثث لمجهولي الهوية يبدو أنهم كانوا يتسللون لتفقد بيوتهم.
يقول رجل مسن وهو يشبك يديه وراء ظهره ويتأمل حيه: "منذ أشهر نسمع صوت نسف البيوت، اليوم رأينا نتيجة ذلك بأم أعيننا".
على الناحية المقابلة آليات ومعدات ثقيلة وجرافات تابعة لوزارة الأشغال، قام الاحتلال بحرقها وتدميرها وتجميعها فوق ركام البيوت، إتلافٌ يراه الغزيون مقصودا للإمعان في مضاعفة المعاناة وتأخير رفع الأنقاض وإزالة الركام وانتشال الشهداء.
إعلانوصل المئات من الغزيين إلى بيوتهم في حي الزيتون لأول مرة، التبست عليهم ملامح الحي، مداخله ومخارجه. تقف إيمان خليل، وهي زوجة أسير اختطفه الاحتلال من الحاجز الذي مرت منه قبل عام، حيث نزحت في مركز إيواء في مدينة النصيرات وسط القطاع، وصلت إلى ركام منزلها، غطت وجهها بيديها وانهارت باكية.
يبدو قرار العيش في خيمة فوق الركام عسيرا على سيدة لديها 5 أطفال من دون رجل يعينها، "ماذا ستفعلين الآن؟"، سألتها الجزيرة نت، لتجيب "سأعود إلى مركز الإيواء في النصيرات إلى أن يتحرر زوجي، سأنتظره لنعود معا، لا أطيق العيش هنا وحدي، لن أستطيع".
انتقلت الجزيرة نت إلى المنطقة التي عبّدها الاحتلال، تبدو لافتة بكثافة أعمدة الإضاءة التي أنارت الصور المعتمة التي روجت إسرائيل من خلالها للعالم سيطرتها على محور نتساريم، وتباهت بإنشائها قاعدة عسكرية لن تتخلى عنها أو تنسحب منها.
في هذه المنطقة المعبدة يتمركز رجال أمن من لجنة مصرية قطرية لتشغيل ومراقبة عمل جهاز الفحص، يقفون على حاجز دخول المركبات نحو الشمال حيث لا يزال تدفقها مستمرا منذ اليوم الأول لإعلان السماح بعودة النازحين من جنوب القطاع.
يحمل جنود مصريون زجاجات من الماء ويحمل آخرون أكياسا من البرتقال، يوزعونها على المارة والمنتقلين بمركباتهم بين الشمال والجنوب، يسأل طفل الجند "لماذا توزعون علينا الماء والبرتقال؟" فيجيب "لأننا منكم يا حبيبي".
انتظر كثيرون تنفيذ هذه الخطوة من اتفاق وقف إطلاق النار ليتمكنوا من الذهاب إلى الشمال والعودة إليه متنقلين عبر مركباتهم في اليوم نفسه من دون عوائق. إسلام الباز زوجة شهيد قضى في حرب الإبادة، كان في شمال القطاع بينما كانت تنزح مع طفلها يحيى عياش في بيت عائلتها جنوبا، قررت زيارة قبر زوجها ثم زيارة ذويه وتفقد منزلها المدمر في محاولة لالتقاط بعض من ذكرياته.
إعلانتصف إسلام للجزيرة نت مشاعرها وتقول: "لأول مرة أفقد القدرة على التعبير، لا مشاعر تصف القهر الذي يملأ قلبي، كنت أنتظر العودة لاحتضان زوجي لكنني اليوم سأحتضن قبره وأبحث عن فتات ذكرى في منزلنا المدمر".
يجتمع لفيف من الصحفيين في هذه المنطقة يوثقون ما يُجمعون أنه يوم تاريخي بامتياز، يقف الصحفي إسلام بدر أمام الكاميرا يتحضر لبث مباشر لقناته الإخبارية يصف فيه مشاعر الغزيين بانسحاب الاحتلال من نتساريم، سألته الجزيرة نت عن شعوره بوصفه واحدا منهم، فقال: "أقف اليوم على الإسفلت الذي أقام عليه جنود الاحتلال حفلات الشواء، واستعرضوا عليه إنجازاتهم، وقالوا فوقه إنهم لن يغادروه مطلقا".
وأضاف: "إنهم يغادرونه اليوم للمرة الثالثة خلال 20 عاما، قال شارون في إحداها إن نتساريم كتل أبيب، لكنهم في كل مرة يفككون حواجزهم ويرحلون راغمين".
عاش الصحفي إسلام حالة من الإحباط واليأس في مرحلة من الحرب كان عنوانها فصل القطاع إلى شطرين وسيطرة إسرائيلية دائمة ومنع لعودة النازحين، لكن انسحاب الاحتلال اليوم هدم هواجسه التي لازمته شهورا وبددت كل يأس أصابه.
أما الصحفي يوسف فارس الذي اختار تبة رملية عالية يرسم فيها صورته القلمية للمشهد، فيقول للجزيرة نت: "اليوم نجني ثمرة التضحيات التي قدمها الغزيون بدمائهم حيث لا تغيب وجوه شهدائنا عنه، سنكتب عن انتهاء الكابوس الذي نعجز عن وصف شعوره أمام قداسة الحدث العظيم الذي سيظل ملازما لنا طيلة العمر".
وراء السواتر الرملية شرق الحاجز تتجمع عربات تجرها حيوانات محملة بالحديد والأعمدة والأسلاك المعدنية، التي كان الاحتلال قد بنى بها قاعدته العسكرية، اجتازت الجزيرة نت السواتر واقتربت من المواطن محمود الأدهم وقد كانت يداه مجرّحتين تقطران دما، يقول: "انتزعتها نعم وقد وضعوها للتنغيص علينا، نخلعها اليوم لنثبت بها خيمنا التي تقتلعها الرياح فوق ركام بيوتنا".
إعلانوكان محمود قد عاد إلى بيته في مخيم جباليا، بعد أن نصب خيمته فوق الركام من أغطية مهترئة انتشلها من تحت الأنقاض. يضيف وهو يجر عربته عائدا لخيمته لتثبيتها "انقلب السحر على الساحر، سيزول كيانهم يوما كما زالت حواجزهم ".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات انسحاب الاحتلال الاحتلال من الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
آثار الدمار في المبنى السكني الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مشروع دمر بدمشق
2025-03-13Belalسابق الجامعة الافتراضية السورية تصدر نتائج مفاضلة المنح انظر ايضاً الجامعة الافتراضية السورية تصدر نتائج مفاضلة المنح
دمشق-سانا أصدرت الجامعة الافتراضية السورية، نتائج مفاضلة المنح (المتفوقين – ذوي الاحتياجات الخاصة)
آخر الأخبار 2025-03-13الجامعة الافتراضية السورية تصدر نتائج مفاضلة المنح 2025-03-1330 مستثمراً جديداً في حسياء الصناعية منذ بداية التحرير 2025-03-13القائم بأعمال وزارة الصحة يؤكد أهمية اختصاصي الصحة العامة والنظم الصحية لتطوير القطاع الصحي 2025-03-13الهيئة الوطنية لتقانة المعلومات تواصل تقديم الخدمات ضمن المراكز التابعة لها 2025-03-13وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق لـ سانا: ستساهم دولة قطر بدعم قطاع الطاقة في سوريا عبر توفير 2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً 2025-03-13السيد الرئيس أحمد الشرع يوقع مسودة الإعلان الدستوري 2025-03-13لجنة الخبراء المكلفة بصياغة مسودة الإعلان الدستوري: دأبت اللجنة منذ اللحظة الأولى لتشكيلها على إنجاز العمل المطلوب منها واعتمدنا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في الإعلان الدستوري 2025-03-13القائم بأعمال السفارة القطرية في سوريا خليفة عبدالله آل محمود الشريف يعلن عن مبادرة لتوفير إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي لسوريا عبر الأراضي الأردنية لمدة محددة 2025-03-13مراسل سانا بدمشق: طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مبنى سكنياً في مشروع دمر بدمشق 2025-03-13التجارة الداخلية بحمص تنظم 51 ضبطاً عدلياً منذ بداية رمضان
صور من سورية منوعات العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة 2025-03-11 تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |