سام نجوما الأب المؤسس للأمة الناميبية
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
سام نجوما سياسي وُلد عام 1929 بشمال غرب ناميبيا. بدأ نشاطه وهو في الـ29 من عمره، وقاد منظمة شعوب جنوب غرب أفريقيا (سوابو) نحو استقلال البلاد عن جنوب أفريقيا.
بعد سنوات من العمل المسلح والحراك الدبلوماسي، أصبح نجوما أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال عام 1990، وظل في منصبه حتى تنحيه عام 2005.
وقد حاز على العديد من الجوائز والأوسمة الدولية تقديرا لدوره في تعزيز السلام والتنمية في ناميبيا وأفريقيا.
وُلد سامويل شافيشونا نجوما يوم 12 مايو/أيار 1929 في قرية إتوندا بإقليم أوموساتي شمال غرب ناميبيا لعائلة بسيطة. قضى سنواته الأولى في رعي الأبقار والماعز التي كانت تملكها عائلته.
تزوج عام 1956 من كوفامبو كاتجيموني، وله أربعة أنباء هم أوتوني وجون وزكريا ونيلاغو، إضافة إلى العديد من الأحفاد.
تلقى نجوما تعليمه الابتدائي في مدرسة البعثة التبشيرية الفنلندية في مدينة أوكهاو بين عامي 1937 و1945، قبل أن ينتقل إلى مدينة والفيس باي للعيش مع عمته.
وفي العاصمة الناميبية ويندهوك، التحق بمدرسة ليلية ثم واصل دراسته للحصول على الشهادة الإعدادية.
حصل نجوما على درجة الماجستير في الجيولوجيا من جامعة ناميبيا في أبريل/نيسان 2009. وحاز على العديد من الدرجات العلمية الفخرية.
إعلان التجربة العملية والسياسيةبدأ نجوما عام 1947 العمل في متجر بمدينة والفيس باي، التي التقى فيها بجنود أرجنتينيين ونرويجيين وغيرهم، نقلوا إلى هناك أثناء الحرب العالمية الثانية، وانخرط معهم بالحديث في السياسة.
وكانت وقتها ناميبيا -بإذن من عصبة الأمم– تحت انتداب جنوب أفريقيا، التي فَرضت عليها سياسات الفصل العنصري (الأبارتايد)، وحكمتها كما لو كانت جزءا من أراضيها.
وفي مطلع عام 1949، انتقل نجوما للعيش في العاصمة الناميبية ويندهوك، وبدأ العمل في سكك الحديد الجنوب أفريقية. غير أن شغفه بالسياسة ورغبته في تحرير شعبه من نظام التقسيم العرقي دفعه إلى الاستقالة من العمل عام 1957.
وقد تفرغ للنشاط السياسي وهو ابن الـ29 عاما، وانتُخب زعيما لمنظمة "شعب أوفامبو"، التي هدفت إلى إنهاء نظام العقود القائم آنذاك، وإنهاء الانتداب الجنوب أفريقي عبر وضع جنوب غرب أفريقيا (ناميبيا) تحت نظام الوصاية التابع للأمم المتحدة.
وفي أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، قدم نجوما وزعماء آخرون التماسا إلى الأمم المتحدة يطالبون فيه بنظام الوصاية، ونظموا مقاومة ضد التهجير القسري لسكان منطقة ناميبية إلى مدينة جديدة تعتمد على سياسة الفصل العنصري.
أسفرت عملية المقاومة في 10 ديسمبر/كانون الأول 1959 عن مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين. وبعدها تم اعتقال نجوما واتهامه بتنظيم المقاومة، قبل أن يذهب إلى المنفى في 1 مارس/آذار 1960.
وفي أبريل/نيسان 1960، حضر نجوما مؤتمر الشعوب الأفريقية الذي نظمه الرئيس الغاني كوامي نكروما ضد اختبار القنبلة الذرية الفرنسية في الصحراء الكبرى.
من غانا توجه نجوما إلى ليبيريا ومنها إلى الولايات المتحدة، وقدم عريضة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا بإنهاء إدارة جنوب أفريقيا لناميبيا.
إعلانوقد تم تشكيل منظمة شعوب جنوب غرب أفريقيا (سوابو) في أبريل/نيسان 1960، وانتُخب نجوما رئيسا لها في غيابه، وبدأت الكفاح المسلح عام 1966 عبر جناحها العسكري "جيش تحرير ناميبيا الشعبي".
وفي مارس/آذار 1966، في محاولة لاختبار ادعاءات جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بأن الناميبيين في المنفى كانوا أحرارا للعودة إلى بلادهم، استقل نجوما والسياسي هيفيكيبوني بوهامبا طائرة إلى العاصمة ويندهوك. وعند وصولهما إلى المطار تم اعتقالهما وترحيلهما إلى زامبيا.
وبعد حراك مستمر جذب الانتباه الدولي إلى قضية ناميبيا، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 بمنظمة "سوابو" باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الناميبي.
وعقب مفاوضات قادها نجوما، تبنى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول 1978 قرارا بالرقم 435 وضع فيه شروط استقلال ناميبيا عن جنوب أفريقيا، التي قبلته أخيرا عام 1988.
وبعد ما يناهز 30 عاما في المنفى، عاد نجوما إلى ناميبيا وقاد منظمة "سوابو" نحو أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، والتي فاز فيها بالإجماع فكان أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال.
وفي 21 مارس/آذار 1990، أدى نجوما اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية ناميبيا وقائدا أعلى للقوات المسلحة الناميبية. وتم إعادة انتخابه عام 1994، وبعد تعديل دستوري أجراه البرلمان عام 1998، انتخب رئيسا لولاية ثالثة.
وعلى الرغم من أنه كان يُتهم غالبا بأنه ماركسي، إلا أنه أعلن انجذابه أكثر إلى نهج الاشتراكية الديمقراطية في الدول الإسكندنافية.
ووفقا للموقع الإلكتروني لمؤسسة خاصة به، تبنى نجوما ومنظمته سياسة المصالحة الوطنية، ونجح في توحيد جميع الناميبيين في مجتمع مسالم وديمقراطي تحكمه سيادة القانون.
إعلانوفي عام 2005 أصدر البرلمان الناميبي تشريعا يمنح نجوما لقب "الأب المؤسس للأمة الناميبية" تقديرا لجهوده في تحرير ناميبيا وتأسيسها.
وفي 21 مارس/آذار 2005 تنحى نجوما عن رئاسة البلاد، وانتقلت السلطة سلميا إلى خلفه المنتخب هيفيكيبوني بوهامبا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2007، استقال من رئاسة منظمة "سوابو".
وقد منحته المنظمة لقب قائد الثورة الناميبية ومنحته عضوية دائمة لحضور جميع اجتماعات الهيئة العليا لها.
الجوائز والأوسمةحصل نجوما على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات الفخرية تقديرا لدوره في تعزيز السلام في ناميبيا والقارة الأفريقية، ومنها:
جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفيتي عام 1973. درجة الشرف الكبرى عام 1988 من البرازيل. جائزة حرية ناميبيا من جامعة كاليفورنيا عام 1988. دكتوراه فخرية من جامعة لينكولن بالولايات المتحدة عام 1990. جائزة إنديرا غاندي للسلام من الهند عام 1990. وسام الاستحقاق الكونغولي عام 1991. دكتوراه فخرية في التعليم من جامعة ناميبيا عام 1993. دكتوراه في القانون من جامعة أتلانتا في الولايات المتحدة عام 1996. وسام الصداقة من فيتنام عام 2002. دكتوراه فخرية في العلوم من نيجيريا عام 2003. وسام نجم غانا عام 2004. جائزة ابن أفريقيا عام 2015. جائزة من مؤسسة كيميت بطرس غالي من مصر عام 2020.توفي سام نجوما يوم 9 فبراير/شباط في ناميبيا عن عمر ناهز 95 عاما، بعد تدهور حالته الصحية وفقا للرئاسة الناميبية.
وأثارت وفاته حزنا عاما في البلاد، ونعي في الأوساط السياسية الأفريقية. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إن نجوما كان أحد أبرز القادة الثوريين، وكان تجسيدا للشجاعة، ولم يتراجع أبدا عن رؤيته من أجل ناميبيا حرة وأفريقيا موحدة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جنوب غرب أفریقیا فی أبریل نیسان جنوب أفریقیا العدید من سام نجوما مارس آذار من جامعة
إقرأ أيضاً:
السيسي ينعى رئيس ناميبيا الأسبق سام نجوما: "ترك بصمات بارزة في تاريخ القارة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي، برقية عزاء إلى الرئيس الناميبي، نانجولو مبومبا، في وفاة الرئيس الأسبق والمؤسس لجمهورية ناميبيا، سام نجوما، الذي وافته المنية بعد سنوات من الكفاح من أجل وطنه والقارة الأفريقية.
وأكد الرئيس السيسي في برقيته أن “نجوما” ترك بصمات بارزة في تاريخ القارة ونضالها من أجل الحرية والاستقلال والازدهار، مشيرًا إلى عمق العلاقات التي جمعته بمصر خلال كفاحه لتحرير بلاده، والتي تمثل نموذجًا للتكاتف بين الأشقاء في القارة الأفريقية.
كما شدد الرئيس على التزام مصر الثابت بدعم أشقائها في مختلف أنحاء القارة، إيمانًا بالتاريخ والمصير المشترك، معربًا عن خالص تعازيه لأسرة الرئيس الراحل وللشعب الناميبي الشقيق، متمنيًا لهم الصبر والسلوان.