صحيفة صدى:
2025-03-16@08:00:45 GMT

فهو يخلفه

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

فهو يخلفه

في موقف يدل على عظمة الخالق سبحانه، عندما تقرأ قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۖ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (سورة سبأ: 39)،

تدرك أن الله يمنح الأشخاص الذين ينفقون في سبيله عوضًا عن ذلك. وهذا الوعد الإلهي ليس مجرد كلمات، بل هو قانون رباني ثابت، يجزي به الله المنفقين في الدنيا قبل الآخرة ،روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: “يا ابن آدم، أنفق أُنفق عليك”(رواه البخاري ومسلم).

هذا الحديث العظيم يلخص فلسفة الإنفاق في الإسلام: كلما بذلت من مالك في سبيل الله، كلما عوضك الله خيرًا مما أنفقت. وهذا ليس فقط في المال، بل في كل أنواع البذل والعطاء، سواء كان علمًا أو وقتًا أو جهدًا ، كما أن الصدقة تدفع البلاء ،قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “فإنَّ للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفعُ بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرض كلُّهم مقرُّون به لأنَّهم جرَّبوه” (الوابل الصيب).

وهذا التأثير العجيب للصدقة ليس فقط في دفع البلاء، بل أيضًا في جلب الرزق وزيادة البركة في المال والصحة ،كم سمعنا من قصص عن الأولين والآخرين قد بذلوا مالهم وفرجوا بها كربًا، فجزاهم الله من حيث لم يحتسبوا: مريض شفاه الله، ومبتلى عافاه الله، وفقير أغناه الله، وممسوس بسحر يسر الله فكاكه. كل ذلك كان من صدقة مخلصة لله سبحانه، لم يرد بها ذلك المنفق رياءً ولا سمعة، كان همه أن يفرج الهم والكرب، وكان من أحب ماله إليه وهو في حاجته.

في قصة طريفة لأحد المنفقين، قد بذل ماله لمحتاج أهمته الدنيا لعلاج أخيه المريض، وأعطاه ما يملك في رصيد حسابه البنكي، فعوضه الله أضعاف ما أنفق وهو لا يعلم بذلك، فالله مطلع على كل شيء، فَيَسَّرَ الله له مالاً لم يكن في حسبانه. وهذا من النواميس الكونية والرحمات الربانية: من يرحم يُرحم، ومن يعطِ يُعطَى.

إن النفس مثل البذرة، كلما عاهدتها وربيتها وسقيتها بالإنفاق والبذل والعطاء، أصبحت شجرة مثمرة ومباركة، وظلها وارف، وثمرتها حلوة خضراء، يستظل بها الجميع. وكلما سقيتها بالشح والبخل والإمساك، أصبحت شجرة بلا أوراق، شهباء اللون مصفرة، لا طعم فيها ولا جمال، ويتفرق عنها الجميع.

من النصائح في الإنفاق:

1. ابدأ بالشيء القليل: لا تنتظر حتى تملك الكثير لتبدأ في الإنفاق، فالله يقبل القليل ويضاعفه.
2. اختر الأوقات المباركة: مثل شهر رمضان، أو يوم الجمعة، أو الأيام العشر من ذي الحجة.
3. أنفق بسرية: حاول أن تكون صدقتك في السر قدر الإمكان، فهي أقرب إلى الإخلاص.
4. ابحث عن المحتاجين: ليس كل محتاج يطلب المساعدة، فكن أنت المبادر في البحث عنهم.

أخيرًا، عندما يعرض لك باب خير من جهدك أو مالك، فابذل ما استطعت ولو بالقليل، ولا تغلق ذلك الباب، فقد لا يفتح لك مرة أخرى وتكون من المحرومين، نسأل الله أن يجعلنا من المنفقين والباذلين في سبيله، وأن نكون ممن تقضى حوائج الناس على يديه.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

فضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليها

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد ذكر مستحب، بل هي "ضرورة حياتية" لما تحمله من الفرج والسرور والراحة والطمأنينة.

خالد الجندي: الصلاة على النبي رحمة واستغفار ودعاء ومقام عظيم في القرآن الكريمالمفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديوالصلاة على النبي

والله تعالى أمر عباده بالصلاة على النبي، مستدلًّا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب قضاء الحاجات، مستشهدًا بقصص الصالحين الذين لجؤوا إليها في أوقات الشدة، فكانت سببًا في تفريج همومهم وإزالة كربهم.

ومن صلَّى على النبي مرة، صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى عليه عشرًا، صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى عليه مائة، صلى الله عليه بها ألفًا، ومن واصل الصلاة عليه، حرَّم الله جسده على النار.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست فقط تزيينًا بالفضائل، بل هي تطهير للنفس من الرذائل والمنكرات، إذ تدفع المسلم إلى التأسي بالنبي الكريم في أخلاقه وسيرته؛ مما يعزز الارتباط بسيرته العطرة والاقتداء بهديه القويم.

كيفية محبة النبي

وتكون محبة المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم، في الاتباع والاقتداء، مستشهدًا بقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. وأكد أن الحب الصادق يظهر في التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بسنته، وتوقير آل بيته وصحابته الكرام.

ومن علامات المحبة الصادقة، الفرح بما جاء به النبي، والغيرة على دينه وسنته، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين بشَّر رجلًا قال إنه لم يُعِدَّ للآخرة كثير صلاة أو صيام، لكنه يُحب الله ورسوله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت».
 

مقالات مشابهة

  • فضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليها
  • يكشف أسرار المال الحرام.. راندا البحيري تعلن عن «شمال إجباري» وهذا موعد عرضه|صور
  • رمضان.. شهر البركة
  • الأسئلة الثلاثة الكبرى والأهداف من خلق الخلق .. علي جمعة يجيب
  • وردنا الآن من صنعاء| بيان هام وعاجل للمكتب السياسي لأنصار الله.. وهذا ما جاء فيه
  • درس التراويح بالجامع الأزهر يدعو للتمسك بخلق التواضع
  • ليه ربنا خلقنا.. علي جمعة يجيب: علشان يكرمنا
  • شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس
  • المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
  • الوقف.. «الصدقة الجارية»