10 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: تصاعدت موجة الغضب في إقليم كردستان العراق مع استمرار أزمة تأخر صرف الرواتب، مما دفع آلاف الموظفين والمعلمين إلى الشوارع، في احتجاجات لم تهدأ رغم برودة الطقس وتساقط الثلوج.

و في السليمانية، حيث تتركز الاعتصامات، قرر عدد من المحتجين الإضراب عن الطعام، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا حتى تحقيق مطالبهم.

و قال مصدر سياسي من أربيل إن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات سياسية ومالية بين بغداد وأربيل، حيث تتكرر هذه المشاهد كل بضعة أشهر دون حلول جذرية.

وأضاف أن الحلول الجزئية، التي تطرح بعد كل أزمة، لا تضمن استقرار الوضع المالي لموظفي الإقليم، مما يعزز حالة الإحباط والاحتقان الشعبي.

وفيما تحاول حكومة الإقليم طمأنة الموظفين، تواصل الجهات الأمنية في أربيل منع انتقال الاحتجاجات إليها، حيث رفضت استقبال متظاهرين قادمين من السليمانية. وقالت مصادر محلية إن العشرات ممن حاولوا تنظيم تجمعات في أربيل تعرضوا للمضايقات الأمنية، مما زاد من حدة التوتر بين المدينتين.

و قالت تغريدة ناشط كردي على منصة إكس: “لا نريد شعارات، نريد رواتبنا. لا يهمنا الصراع بين أربيل وبغداد، بل نريد قوت أطفالنا الذي أصبح رهينة للخلافات السياسية”. وفي تدوينة أخرى على فيسبوك، كتب مواطن من السليمانية: “لو كنا متظاهرين في أي بلد آخر، لكنا ترند عالمي، لكننا أكراد، لذا لا أحد يكترث”.

و ذكرت مصادر اقتصادية أن الأزمة المالية في الإقليم ليست فقط نتيجة تأخر تحويل الأموال من بغداد، بل أيضاً بسبب غياب الشفافية حول الإيرادات المحلية، خصوصاً من المعابر الحدودية وعائدات النفط، التي تبقى أرقامها غامضة رغم مطالبات البرلمان الاتحادي بالكشف عنها.

ويرى باحث اجتماعي أن الأزمة الحالية تتجاوز البعد الاقتصادي، فهي تمثل أزمة ثقة بين المواطن الكردي وحكومته، حيث يشعر كثيرون أن الطبقة السياسية تعيش في عزلة عن معاناة الشارع. وأضاف أن استمرار القمع الأمني للتظاهرات قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، وربما إلى ظهور حركات احتجاجية جديدة لا تخضع للقيادات السياسية التقليدية.

تحدث فريد عثمان، موظف حكومي من السليمانية، قائلاً: “كل شهر نعيش نفس القلق، متى سنحصل على رواتبنا؟ هل ستكفي الأسعار المرتفعة؟ لا نملك حتى رفاهية التخطيط للمستقبل”. بينما قالت مواطنة تدعى شيرين عبد الله: “حكومة الإقليم تبرر، وبغداد تتنصل، ونحن ندفع الثمن. إلى متى سيبقى المواطن هو الضحية؟”.

تحليل الأوضاع يشير إلى أن الأزمة مرشحة للتفاقم، خصوصاً إذا لم يتم إيجاد آلية واضحة تضمن استقرار الرواتب بعيداً عن الصراعات السياسية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مستشار مسعود بارزاني يصف متظاهري الإقليم المطالبين برواتبهم بـ”المهرجين”

9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: وصف كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، اليوم الأحد، (9 شباط 2025)، المتظاهرين في اقليم كردستان المطالبين برواتبهم بـ”المهرجين”.

وقال محمود في تصريح صحفي، “إلى من يهمه الأمر من مهرجي شماعة الرواتب وملحقاتهم، (أربيل معقمة ومحصنة، لا مكان لفيروسات المهرجين فيها!)”.

وتوجه العشرات من المعلمين والمدرسين المحتجين في السليمانية، اليوم الأحد، إلى مدينة أربيل، لغرض التظاهر في عاصمة الإقليم.

واستخدمت الأجهزة الأمنية في أربيل الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين من المعلمين في سيطرة (ديكله) مدخل مدينة أربيل واصابة عدد كبير منهم، وفقاً لمصدر أمني.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مستشار مسعود بارزاني يصف متظاهري الإقليم المطالبين برواتبهم بـ”المهرجين”
  • داخلية كردستان تصدر بياناً بشأن تظاهرات السليمانية
  • محافظ أربيل :لن نستقبل النواب الإطاريين الداعمين لتظاهرات السليمانية
  • محافظ أربيل يوجه رسالة الى المعلمين المحتجين: لن نستقبلكم
  • القوات الأمنية في أربيل تُشدد إجراءاتها لمنع تظاهرة معلمي السليمانية
  • المعلمون المتظاهرون في السليمانية يوسعون احتجاجاتهم ويتوجهون الى أربيل
  • المعلمين المتظاهرين في السليمانية يوسعون احتجاجاتهم ويتوجهون الى أربيل
  • سلطات أربيل تمنع دخول اهالي السليمانية خوفا من انتقال الاحتجاجات
  • الاسايش تمنع مواطني السليمانية من الدخول إلى أربيل