تدفع الصين وروسيا إلى توسيع عضوية مجموعة "بريكس"، بهدف مواجهة النفوذ الغربي، لكن أعضاء آخرين في المجموعة يحجمون عن قبول دول جديدة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وبحسب الصحيفة، فإن المجموعة التي تمثل أنظمة حكم وأيدولوجيات متباينة إلى حد كبير، تواجه اختلافات في قضايا سياسية وأمنية، بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة

وتقول "وول ستريت جورنال" إنه من المرجح أن يظهر الجدل بين دول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) حول ما إذا كان سيتم التوسع وكيفية حدوثه، وذلك خلال أول قمة حضورية لزعماء المجموعة منذ ظهور وباء كورونا.

ويجتمع قادة دول "بريكس" ذات الاقتصادات الناشئة والتي تمثل نحو رُبع ثروة العالم، اعتبارا من الثلاثاء، في جوهانسبرغ، في قمة ترمي لتوسيع نفوذ التكتل والدفع نحو تحوّل في السياسة العالمية.

ويستضيف رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، كلا من الرئيس الصيني، شي جينبينغ، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في القمة السنوية للمجموعة، والتي تستمر 3 أيام.

سياسات وتوجهات مختلفة

وكان من المقرر حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن مذكرة توقيفه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، كانت ستلزم جنوب أفريقيا - العضو في المحكمة الجنائية الدولية - باعتقاله إذا حضر. 

وبدلا عنه، سيحضر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للقمة، حيث من المتوقع أن يلقي بوتين كلمة بشكل افتراضي.

و"من المرجح أن يمنح توسيع المجموعة، الصين، آلية أخرى لممارسة قيادة العالم النامي، خاصة إذا كانت اتجاهات بريكس أكثر استبدادية"، كما تقول الصحيفة ذاتها.

صحيفة: الصين تسعى لتوسيع بريكس لينافس مجموعة السبع تحث الصين كتلة بريكس للأسواق الناشئة لتصبح منافسا لمجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا، وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز.

وتدعم روسيا أيضا توسيع المجموعة، لتشمل الدول الأفريقية على وجه الخصوص، حيث تقوم بتطوير أسواق وحلفاء جدد في القارة السمراء، لتقليل تأثير العقوبات الغربية.

وقال الباحث البارز بمعهد الدراسات الأمنية، وهو مركز أبحاث في بريتوريا بجنوب أفريقيا، بريال سينغ: "تنظر الصين وروسيا إلى المجموعة على أنها قطب بديل في النظام العالمي".

وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن الأعضاء الآخرين في "بريكس"، بما في ذلك البرازيل والهند، "مترددين" في زيادة أعضاء المجموعة.

ويقول محللون إن نيودلهي وبرازيليا "يفضلان إجراء مداولات متأنية قبل انضمام أعضاء جدد، ويشتركان في مخاوف من أن تصبح المجموعة الموسعة معادية للغاية للغرب وتزعزع استقرار الكتلة".

وفي حديثه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال سينغ إن "العمل مع بكين وموسكو لا يعني بالضرورة أن يتفقوا (بقية الأعضاء) معهما"، مضيفا أنهم "يحاولون ببساطة متابعة شعورهم الخاص بالاستقلالية الاستراتيجية على المسرح العالمي".

واسم "بريكس" مشتق من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنكليزية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وتأسست بريكس عام 2006 من قبل الدول الأربع الأولى، وكانت تسمى "بريك" على الأحرف الأولى من أسماء تلك الدول عندما اجتمع وزراء خارجيتها (البرازيل وروسيا والهند والصين) بمدينة نيويورك في سبتمبر 2006، على هامش المناقشة العامة لجمعية الأمم المتحدة. 

لكن أول قمة للمنظمة كانت عام 2009 في روسيا. وبعد عام واحد، تغير اسمها إلى بريكس بعد انضمام جنوب أفريقيا للدول الأربع.

"لن يكون الأمر سهلا"

وتمثل المجموعة الآن 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمئة من سكان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية. وأعربت 22 دولة رسميا عن اهتمامها بالانضمام إلى "بريكس"، وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

في حين أن العديد من تلك الدول قامت أيضا بإجراء استفسارات غير رسمية، حسبما قال سفير جنوب أفريقيا لدى "بريكس"، أنيل سوكلال، الشهر الماضي.

وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا، إن المتقدمين رسميا هم "الأرجنتين والمكسيك وإيران والسعودية والإمارات ومصر ونيجيريا وبنغلاديش".

الصين تخطط للتوسع.. لماذا تريد إيران و3 دول عربية الانضمام إلى بريكس؟ بينما كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، يستعد للإقلاع من تل أبيب إلى جدة في منتصف الشهر الماضي، صرحت رئيسة منتدى "بريكس" الدولي، بورنيما أناند، بإمكانية دول شرق أوسطية إلى التحالف الذي يضم الصين وروسيا. 

ولدى هذه البلدان مجموعة من الأسباب لطلب عضوية "بريكس"، تتراوح من "الاهتمام بمبادرات اقتصادية محددة مثل التحول إلى العملات المحلية، إلى تحدي الولايات المتحدة"، وفقا لما ذكرته، ميهايلا بابا، وهي زميلة بارزة في مشروع تحالفات القوة الصاعدة بجامعة "تافتس" بالولايات المتحدة.

في حديثها لشبكة "سي إن إن"، قالت بابا: "هناك من يريد وصولا أسهل إلى الصين أو دول بريكس الأخرى، أو مزيدا من السيطرة أثناء توترات القوى الكبرى وعدم اليقين".

وأضافت أنه بالنسبة للأعضاء، فإن "اتخاذ قرار بشأن التوسع يعني اتخاذ قرار بشأن الاتجاه المستقبلي للمجموعة".

وتدعم جنوب أفريقيا توسع "بريكس" علنا، لكن بصفتها أصغر عضو في المجموعة إلى حد كبير، يتوقع محللون أن "تتباطأ في قبول المزيد من الأعضاء، خاصة من أفريقيا، خوفا من إضعاف مكانتها العامة وأهمية وجودها في هذا النادي".

بالنسبة للهند، التي لديها نزاع حدودي مع الصين وتجد نفسها منجذبة بشكل متزايد إلى الولايات المتحدة بسبب المخاوف المشتركة، فإن "كتلة قوية مناهضة للولايات المتحدة لن تكون مرغوبة بالنسبة لها"، كما يقول المحللون.

وقال المحلل السياسي المقيم في بنغالور، مانوج كيوالراماني، إن "نيودلهي أبطأت عملية إدخال أعضاء جدد العام الماضي، من خلال الدعوة أولا إلى إنشاء معايير".

وتابع: "لكن إلى متى وإلى أي مدى وأي تأثير (يمكن للهند توجيه الكتلة في اتجاهات معينة) ... لن يكون الأمر سهلا؛ لأن الصين هي أكبر لاعب، وتتحالف مع روسيا".

وأضاف في حديثه لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أن "التوسع يمكن أن يجعل المجموعة أكثر صعوبة وغير فعالة، مع مواقف أكثر تباينا بين الأعضاء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وول ستریت جورنال جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات أممية من شرارة الحرب.. أميركا وروسيا تحذّران مواطنيهما من السّفر إلى لبنان

مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، حذرت السفارة الأميركية ببيروت مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقبلها أوصت روسيا، اليوم الخميس، رعاياها مجددا بالامتناع عن السفر إلى لبنان حتى تهدأ الأوضاع في جنوب البلاد.

وكانت مواقع إخبارية لبنانية قالت إن وزارة الخارجية الهولندية حثت الهولنديين على مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل.

وكانت دول عدة عربية وغربية، قد دعت مواطنيها لمغادرة لبنان والامتناع عن التوجه إليه، فضلا عن استعدادات دول أخرى لإجراءات إجلاء طارئة لمواطنيها من لبنان، وذلك مع ارتفاع حدة المواجهات بين لبنان وإسرائيل، من بينها كندا وألمانيا والكويت والأردن.

وبالتزامن، حذّرت الأمم المتحدة من أن اتساع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني سيكون «بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود».

وقال منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الأممية مارتن غريفيث: «إن حربا كهذه قد تكون أمراً مروعاً خصوصاً بالنسبة إلى جنوب لبنان». وحذر من أن حرباً ينخرط فيها لبنان «ستجر سوريا… وستجرّ آخرين» و«ستكون لها بالطبع انعكاسات على غزة والضفة الغربية»، واصفاً الوضع بـ«المقلق جداً».

في موازاة ذلك، ومع تصاعد المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» أدى توظيف تل أبيب لـ«الذكاء الاصطناعي» إلى إعادة الحزب إلى تحت الأرض، بعدما أظهرت الحرب الأخيرة تحوله من «منظومة قتال أمنية»، تتبع حرب العصابات، إلى «منظومة قتال عسكرية» مكّنت إسرائيل من استهداف قادته، وسط حرب تكنولوجية يخوضها الجيش الإسرائيلي، ويرد عليها «الحزب» بصواريخ موجهة وأخرى ثقيلة لم تكن موجودة في حرب يوليو (تموز) 2006.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: انضمام أصدقاء أميركا للبريكس يقلق الغرب
  • بشأن فلسطين.. دولة جديدة تنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
  • أخطر ما ورد في قرار مجلس الأمن الأخير.. ومحلل سياسي يتوقع تحالف الصين وروسيا مع الحوثيين!!
  • ترامب: بايدن عاجز أمام رؤساء الصين وروسيا وكوريا الشمالية
  • خبير عسكري بعد إعلان الحوثي ”تصنيع صاروخ فرط صوتي”: قفزات هائلة تغلبت على الصين وروسيا وأمريكا وأوروبا
  • من الصين وروسيا وإيران.. هجمات إلكترونية تستهدف مياه الشرب في أميركا
  • قرار عاجل من الجبلاية بشأن الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل بمباريات الدوري
  • تكليف من اتحاد الكرة للبرتغالي فيتور بيريرا بشأن أخطاء الحكام
  • عاجل: مجلس الأمن يعتمد قرارا جديدا بشأن اليمن والصين وروسيا تصوتان ضد الحوثيين
  • وسط تحذيرات أممية من شرارة الحرب.. أميركا وروسيا تحذّران مواطنيهما من السّفر إلى لبنان