شكك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة “أقصى الضغوط” على طهران.

وقال بزشكيان، في كلمة له خلال إحياء الذكرى 46 للثورة الإسلامية عام 1979: “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟”

وأضاف أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

، وقال الرئيس الإيراني إن “ترامب يخطط للمؤامرات ضدنا ويدعي في الوقت نفسه أنه يريد الحوار مع إيران”، مشيرا إلى أن ترامب “يدعم القتلة ويحميهم من محكمة الجنايات الدولية”.

وشدد بزشكيان على أن إيران لن تستسلم للقوى الأجنبية وأن بلاده لا تسعى إلى الحرب، وقال أيضا “نواجه حربا اقتصادية شاملة وعلينا التصدي لها”.

وقال بزشكيان “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم القتلة ويحميهم من محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن “ثورتنا استطاعت أن تخرج الظالمين من إيران”.

وأشار إلى أنه “على الرغم من أننا لا نسعى إلى الحرب، إلا أن العدو كان يسعى منذ اليوم الأول إلى إثارة الصراع والمثال على ذلك هو اغتيال إسماعيل هنية في طهران. هدف العدو هو إثارة الفتنة بيننا”.

وأضاف: “العدو ينتظر حدوث الانقسامات في إيران ليتمكن من استغلالها وتنفيذ مؤامراته. لكننا، بدعم من قائد الثورة، سنواصل مسيرتنا بقوة، وسنسعى للعيش مع جيران هذه الأرض بأخوة واحترام متبادل.”

وتابع قائلا: “ترامب يقول تعالوا لنتفاوض، وفي نفس اللحظة يوقع مذكرة بكل المؤامرات الممكنة ضد إيران”، جازما “أننا سنبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الوحدة والتماسك. يجب على الأعداء أن يعلموا أننا لا يمكن أن نخاف من الشهادة، لأن الشهادة هي أعظم أمل لأي إنسان يسعى للعدالة في مسار النضال ضد الظلم”.

وأكد قائلا: “هم إرهابيون لكنهم يطلقون علينا لقب الإرهابيين. نحن ضحايا الإرهاب” ، مضيفا: “دعونا نسعى بناء على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة. شعبنا صامد وإذا كان هناك أمر سيحدث، فإننا سنظل في خدمة الشعب حتى آخر نفس”.

من ناحيته قال نائب الرئيس الإيراني “لا نشعر أن هناك فائدة من التعامل مع واشنطن ترامب أظهر أنه غير موثوق، إلا إذا تغير، وهو أمر غير محتمل”.

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فقال إن “أميركا أخلت بوعدها في الاتفاق النووي، ونحن لا نثق بالمفاوضات، ولن نتفاوض تحت الضغط أو القوة بأي شكل من الأشكال”، مشيرا إلى أن “هدف المفاوضات التي يريدها

وأضاف “لقد عاد ترامب إلى سياسة الضغط الأقصى ضد الشعب الإيراني”. وقال وزير الخارجية الإيراني إن “المبدأ الأول في سياستنا الخارجية أننا مستقلون ولا أحد يملي علينا تعليماته من الشرق أو الغرب”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل وإيران إيران وإسرائيل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الولايات المتحدة دونالد ترامب الرئیس الإیرانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

معركة عض الأصابع.. هل أحرج ترامب إيران بإصراره على التفاوض المباشر؟

طهران- عقب تعديل طهران موقفها الرافض لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وموافقتها على التباحث غير المباشر بشأن برنامجها النووي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي سارع إلى إعادة سياسة "أقصى الضغوط" على إيران عقب عودته للبيت الأبيض- فجّر ترامب مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه أنه يجري مفاوضات مباشرة معها.

يأتي ذلك بعد تلقي ترامب ردا من طهران على رسالته، التي وجهها قبل شهر، إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والتي خيَّره بين التفاوض بشأن برنامج بلاده النووي أو مواجهة عمل عسكري.

ورغم مساعي إيران للحفاظ على سرية المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن، فإن ترامب أعلن لوسائل الإعلام العالمية أن "اجتماعا مهما سيعقد اليوم السبت على أعلى مستوى مع الإيرانيين".

وحول إصرار كل من الجانبين على التمسك بروايته الإعلامية عن مفاوضات السبت، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف ربما لا يسافر إلى سلطنة عُمان إذا لم تكن المحادثات مباشرة مع الإيرانيين، ليرد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -الذي نشر بدوره مقالا على الصحيفة الأميركية ذاتها- أن بلاده لن تتفاوض مباشرة ما دامت "الضغوط القصوى" والتهديدات الأميركية عليها مستمرة.

إعلان

التفاوض المباشر

وفي حين يُفسّر شريحة مراقبين إيرانيين مواقف ترامب بشأن شكل المفاوضات في إطار الحرب الناعمة وعزمه التأثير على الرأي العام الأميركي والعالمي بشأن تعاطيه مع الملف الإيراني، يعتقد آخرون أن الأميركيين يسعون لكسب المنافسة إعلاميا وحشر طهران في الزاوية، وتقديمها للعالم على أنها "دولة متشددة" تعارض الحوار من أجل إزالة الغموض عن برنامجها النووي.

وترى الباحثة في الشؤون الدولية برستو بهرامي راد أن ترامب قد رمى الكرة في الملعب الإيراني بشأن المفاوضات، وكأنه يبعث برسالة أنه على عجلة من أمره ولا يريد تكرار التجارب السابقة، إذ خاضت إيران -المعروفة بطول النفس واتباع سياسة حياكة السجاد- مفاوضات مع القوى الغربية على مدى العقود الماضية.

ولم تستبعد بهرامي راد -في حديثها للجزيرة نت- أن يكون ترامب قد استوعب من رسالة إيران أنها لا تعارض التفاوض المباشر إذا أظهرت واشنطن جدية في المباحثات غير المباشرة، "فأراد ترامب أن يقصّر فترة التفاوض والبدء من المرحلة الثانية".

وإثر تحديد إيران مسقط مكانا لمفاوضاتها مع الجانب الأميركي خلافا لما أراد ترامب -والكلام لبهرامي راد- فإن الأخير يجد في الإصرار على رسمه شكل المفاوضات سلوكا مناسبا يُعزِّز إرادته الرامية إلى تقديم نفسه طرفا يمسك بدفة الملفات العالمية لصنع السلام.

هواجس

وتضيف الباحثة الإيرانية أن هناك "خشية إيرانية كبيرة" من خسارتها ثقة الرأي العام الإيراني في حال جلوسها وجها لوجه في بادئ الأمر مع الأميركيين، في ظل تأكيدها مرارا أنها لن تتفاوض معه، وأن أوساطا سياسية عزفت خلال الأعوام الماضية على وتر العداء مع شخص ترامب كونه اغتال القائد السابق في فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مما انعكس سلبا على حضور طهران الإقليمي.

وينتهج ترامب -وفق بهرامي راد- "أساليب معقدة" لشن حرب نفسيه على طهران لمخاطبة الرأي العام الإيراني بعد أن أنهكته سياسة الضغوط القصوى، واستدراج حكومته لمفاوضات مباشرة تُقصِّر مسافة الوصول لاتفاق يضع حدا لأزمة ملفها النووي، أو تحميل الطرف المقابل مسؤولية فشل المفاوضات.

إعلان

واعتبرت أن اختيار إيران وزير خارجيتها للتفاوض مع مسؤول أميركي ليس نظيرا لمنصبه، وإصرارها على حضور الجانب العُماني المفاوضات "مؤشر على أنها ستكون غير مباشرة"، ليتسنى لها حصر الحوار حول ملفها النووي، ولا تكون مضطرة إلى التفاوض بشأن ملفات أخرى قد يطرحها الطرف المقابل.

"عض الأصابع"

من ناحيته، يعتقد الباحث السياسي سعيد شاوردي أن بلاده أرادت تكرار تجربتها الناجحة في المفاوضات التي مهدت للتوصل لاتفاق 2015 مع المجموعة السداسية، حين بدأت بشكل غير مباشر ثم تحولت لمفاوضات مباشرة مع تقدمها بعيدا عن وسائل الإعلام.

ويقول شاوردي للجزيرة نت إن ترامب لم يأخذ ملاحظات الإيرانيين بعين الاعتبار بكشفه عن مفاوضات السبت من جهة، وأنها ستكون مباشرة من جهة أخری، ليسجل نصرا لنفسه ويظهر طهران أنها "ضعفت" إثر تقويض قدرات حلفائها الإقليميين، فأصبحت واشنطن "تملي عليها شروطا وتهددها بالخيار العسكري".

ويضيف شاوردي أن ترامب أحرج طهران فعلا بتحويله قضية شكل المفاوضات إلى "معركة عض أصابع"، وأن إيران تسعى لإحراجه بإصرارها على عدم الجلوس وجها لوجه مع الأميركيين، لتؤكد أنها ليست بموقع الضعف ولا تخشى الحرب إذا فرضت عليها.

ورأى الباحث الإيراني أن بلاده لم تبدِ حساسية كبيرة تجاه تصريحات ترامب، بل اكتفت بتأكيد عزمها التفاوض غير المباشر في مسقط، وقد يكون ذلك نابعا عن استيعابها سياسة البيت الأبيض الذي استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وباغته بإعلان المفاوضات مع إيران على أعلى المستويات وأنه لن يسمح لتل أبيب بإفساد العملية الدبلوماسية.

تحذير مبطن

وتابع أن "ترامب قد أهان نتنياهو"، إذ جلبه للبيت الأبيض وأبلغه بما أصبح حقيقة على الأرض، وذلك رغم علمه بما يحمله الضيف الإسرائيلي من أجندة في جعبته تعوّل جميعها على فشل الخيار الدبلوماسي والتمهيد لاستدراج واشنطن إلى عملية عسكرية ضد منشآت إيران النووية.

إعلان

وخلص شاوردي إلى أن تجاهل ترامب مطالبة نتنياهو بتكرار "النموذج الليبي" (تفكيك النووي الليبي 2003) حيال برنامج طهران النووي، يحمل "رسالة تحذير مبطنة" للجانب الإسرائيلي من مغبة التشويش على العملية السياسية التي بدأتها واشنطن، وأظهر لأول مرة منذ عقود أنه بإمكان الرئيس الأميركي اتخاذ قرارات تتناقض والإرادة الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: على إيران التخلي عن حلم امتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه ردًا قاسيًا
  • ترامب: سنحل المشكلة مع إيران وهي مسألة سهلة
  • ترامب: أتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران سريعا جدا
  • ترامب: أتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران "سريعًا جدًا"
  • إيران: الجولة الثانية للمفاوضات مع أمريكا ستكون في أوروبا
  • السلطنة تفتح باب الأمل.. محادثات نووية عالية المستوى بين إيران وأمريكا في مسقط
  • ماذا تريد واشنطن وطهران من العودة للمفاوضات؟
  • معركة عض الأصابع.. هل أحرج ترامب إيران بإصراره على التفاوض المباشر؟
  • رشيد يطمئن الرئيس الإيراني بأن العراق يشكل الخط الدفاعي الأول عن إيران ورئتها الثانية
  • بالفيديو.. قبل الجلوس مع واشنطن.. إيران تبحث الوساطة في مسقط