هآرتس: جنين تتحول إلى ساحة حرب والجيش الإسرائيلي يعتمد سياسة "أطلق النار أولا"
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تحولت مدينة جنين في الضفة الغربية إلى ساحة عمليات عسكرية إسرائيلية مفتوحة، حيث يتبنى الجيش نهجاً يوصف بـ"أطلق النار أولاً"، مدفوعاً بمناخ الانتقام السائد منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وفقاً لما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي أن قائد المنطقة الوسطى أصدر أوامر بقتل كل من "يعمل في الأرض" في مناطق العمليات بالضفة الغربية، بزعم أنهم يزرعون ألغاماً.
كما سمح قائد المنطقة الوسطى بإطلاق النار على أي سيارة تخرج من هذه المناطق، وفقاً لما ذكره الضباط والجنود.
وتأتي هذه الأوامر في وقت تشهد فيه مدينة جنين دماراً هائلًا جراء العملية العسكرية الأخيرة، التي شملت تفجير 23 منزلاً دفعة واحدة بحجة استخدامها "قواعد إرهابية". هذا الدمار يذكر بما حدث في غزة، لكنه يعتبر الأشد في الضفة الغربية منذ عملية "الانتفاضة الثانية" في عام 2002.
ووفقا للصحيفة العبرية، لم تقتصر الانتهاكات على الميدان العسكري فحسب، بل امتدت إلى السجون، حيث ورثت إدارة السجون الإسرائيلية سياسات قاسية تشمل التعذيب الممنهج للمعتقلين الفلسطينيين.
كما أن الجنود يتباهون بأساليب عنيفة مثل اقتحام المنازل فجراً وإلقاء قنابل صوتية لترويع السكان، و إطلاق النار دون تمييز عند استسلام المسلحين.
كما أن ثقافة الانتقام، والتي سادت منذ 7 أكتوبر ألغت أي قيود أخلاقية أو قانونية، وأصبح الحديث عن "تسوية الحسابات" مع الفلسطينيين أمراً معتاداً، حتى لو لم يكن لديهم صلة بالهجوم.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الوضع يذكر بقضية الجندي إيلور عزاريا، الذي أطلق النار على فلسطيني أعزل في عام 2016، إلا أن اليوم تبدو "عقيدة عزاريا" قد سادت، حيث لا يتردد الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار" أولاً" قبل أي سؤال.
وذكرت "هآرتس"، أن السياسة العسكرية تختلط في هذه العمليات، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم "الجدار الحديدي"، إلا أن بعض القادة العسكريين يشيرون إليها بشكل ساخر بـ"جدار سموتريتش"، في إشارة إلى وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش.
وتهدف العملية، التي تزامنت مع هدنة في غزة، إلى إرضاء الناخبين اليمينيين من خلال تقديم الحرب على "الإرهاب" كمعركة مستمرة لا هوادة فيها.
40% من سكان المدينة في جنين نزحوا بسبب الحرب الإسرائيلية، وفقاً لتصريحات رئيس البلدية.
55 فلسطينياً قُتلوا، و380 معتقلاً منذ بدء العملية، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
مشاهد التدمير تطال البنية التحتية: شبكات الطرق الرئيسية، حواجز عسكرية جديدة تُعطل حركة المدنيين، وجدار خرساني يعزل الأراضي الزراعية.
وتعمل منظمات فلسطينية ودولية على مقاضاة الجنود الإسرائيليين استنادا إلى تسجيلات مصورة جمعت من منصات التواصل الاجتماعي أو خلال التغطية الإعلامية المرافقة للوحدات العسكرية، وذلك لملاحقتهم قانونيا خارج إسرائيل.
وبناء على ذلك، قرر الجيش الإسرائيلي تغيير إرشادات النشر: إخفاء وجوه الضباط من رتبة مقدم فما دون، واستخدام الأحرف الأولى لأسمائهم فقط. مع ذلك، يحذر خبراء القانون الدولي من أن تبعات الحرب القانونية ستطارد إسرائيل لسنوات، خاصة مع تقارير عن تعذيب منهجي.
ويستعد الجنرالإيال زامير، الذي سيتولى منصب رئيس الأركان قريباً، لأزمة كبرى في صفوف الضباط المحترفين، حيث يسعى كثيرون إلى الاستقالة بسبب الإرهاق النفسي من الحرب، أو خشية ملاحقتهم قضائياً خارج إسرائيل.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أطلق في 21 كانون الثاني/يناير الماضي عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية، بدأت في جنين ومخيمها والبلدات المجاورة، ثم توسعت في 27 من الشهر نفسه لتشمل طولكرم ومخيمها، قبل أن تمتد إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل تنسحب بالكامل من محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب غزة مخلفة دمارا هائلا جنود إسرائيليون قاتلوا في غزة لبلومبرغ: نواجه خطر الملاحقة القضائية المحتملة في الخارج بسبب حرب غزة مظاهرات حاشدة ورفض رسمي وشعبي.. الأردن ينتفض تنديدا بخطة ترامب لتهجير أهل غزة تدمرإسرائيلجنين - الضفة الغربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئينإطلاق نارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل دونالد ترامب روسيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل تدمر إسرائيل جنين الضفة الغربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين إطلاق نار دونالد ترامب روسيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل أوكرانيا سوريا فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي الأكراد قسد قوات سوريا الديمقراطية ینایر کانون الثانی الجیش الإسرائیلی یعرض الآنNext یوم الخمیس فی جنین
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات عسكرية ومواقع تضم أسلحة بجنوب سوريا
نفذت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على أهداف عسكرية في جنوب سوريا، مستهدفة مواقع في محافظة درعا ومنطقة الكسوة قرب دمشق، في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، وفقا لما اعلنه جيش الاحتلال في الساعات الاولى لصباح اليوم الثلاثاء.
تأتي هذه الضربات عقب دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى "نزع السلاح الكامل" للجنوب السوري، مؤكداً أن أي محاولة لإعادة التسلح في هذه المنطقة ستُقابل برد حازم من إسرائيل.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد على يد قوات المعارضة، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية ومجموعات مسلحة تعتبرها تهديداً لأمنها.
كما قامت بإنشاء مواقع جديدة في المنطقة العازلة على الحدود، مع إعلان نتنياهو عن بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة لفترة غير محددة لضمان أمن جنوب سوريا.
وادانت الحكومة السورية الجديدة، بشدة هذه الغارات، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لسيادة البلاد، مطالبة بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية.
من جانبه، سعى الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، إلى طمأنة إسرائيل بالتزام حكومته بالاتفاقيات السابقة المتعلقة بفك الاشتباك، مؤكداً على أهمية الحوار لتجنب المزيد من التصعيد.
فيما اعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء هذا التصعيد، داعياً إلى ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر أصلاً في المنطقة.
وفي هذا السياق، شددت الأمم المتحدة على ضرورة احترام سيادة الدول وحل النزاعات عبر الطرق الدبلوماسية.
وتثير التوترات المستمرة في الجنوب السوري مخاوف من اندلاع مواجهات أوسع قد تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.
ومع استمرار الغموض حول مستقبل العلاقات بين إسرائيل وسوريا في ظل الحكومة الجديدة، يبقى الوضع مفتوحاً على جميع الاحتمالات، ما يستدعي جهوداً دولية مكثفة لتجنب مزيد من التصعيد وضمان استقرار المنطقة.