وزير الشئون النيابية يعلق على رفض النواب لوجوب تسجيل أقوال الأطفال المجنى عليهم
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، المنعقدة اليوم، رفض مقترحا نيابيا بوجوب تسجيل المُحقق أقوال الطفل المجني عليه سمعياً وبصرياً.
جاء ذلك خلال مناقشة المادة (346) من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، والتي تقضي بأنه إذا وقعت على مجنى عليه مصاب باضطراب نفسي أو عقلى جناية أو جنحة من جرائم الاعتداء على النفس، جاز أن يصدر الأمر من (سلطة التحقيق) بإيداعه مؤقتا في إحدى منشآت الصحة النفسية لتلقى العلاج والرعاية الطبية، وفقا لأحكام الدخول الإلزامي المنصوص عليها بقانون رعاية المريض النفسي المشار إليه.
ويجيز القانون، لسلطة التحقيق المختصة عند سؤال المجني عليهم الأطفال في أي جريمة استدعاء أحد ذوي الطفل، أو أحد الأخصائيين الاجتماعيين لحضور إجراءات التحقيق.
كما يجوز للمحقق تسجيل أقوال الطفل المجني عليه سمعياً وبصرياً، ويجوز أن يكون التسجيل سمعياً فقط، بناءً على طلب الطفل أو الشخص الذي يحضر من ذويه ويحفظ هذا التسجيل بواسطة إحدى وسائط التخزين الرقمية تودع ملف القضية.
وكان النائبان عاطف مغاوري رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، وعبد العليم داود، عن حزب الوفد، قد طالبا بحذف جوازية تسجيل أقوال الطفل المجني عليه، لتكون وجوبية، إلا أن المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أكد أن النيابة العامة شعبة أصيلة من القضاء، ومفترض فيها الأمانة والنزاهة، فلا تثبت إلا الحقيقة أيا كانت وسيلة تسجيل الأقوال، قائلا: "لا مجال لتمييز الطفل عن غيره"، وعاد "فوزي" ليؤكد أن النيابة العامة لا تبحث إلا عن الحقيقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المستشار الدكتور حنفي جبالي قانون الإجراءات الجنائية المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
من غزّة إلى عمّان.. الطفل مصعب يخوض رحلة علاج من جراح حرب نفسية وجسدية
عمّان، الأردن (CNN)-- يواظب الطفل الفلسطيني، مصعب فتحي عوض 15 عاما، على الالتزام بتعليمات علاجه الوظيفي والطبيعي الذي يخضع له منذ وصوله إلى الأردن قادما من غزة في الرابع من شهر مارس/ آذار الماضي، حيث كان من بين مجموعة من الأطفال التقتهم CNN بالعربية ساعة وصولهم مع مرافقيهم، إلى معبر جسر الملك حسين الحدودي، لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة بقرار من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
خلال رحلة قرابة شهر من العلاج وإعادة التأهيل في مستشفى الإسراء الذي استقبل عددا من هؤلاء الأطفال في العاصمة عمّان، بدأ الأمل يتسلل تدريجيا لروح مصعب، التي أنهكتها الحرب وسرقت من جسده جزءا من ساقه اليسرى جراء القصف الإسرائيلي للمبنى السكني الذي قطنه مع عائلته في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، دون أن تتوفر له فرصة علاج أو تركيب طرف صناعي هناك منذ ذلك الوقت.
رافقت CNN بالعربية مصعب لساعات من أحد أيامه، بصحبة زوجة عمه، سحر عوض، التي سمحت لها سلطات المعابر بمرافقته بعد تعذر خروج أحد والديه معه، مجددة القول بأملها أن يعود لأسرته في القطاع بعد استكمال رحلة العلاج "مجبور الخاطر"، إذ كتبت له الحياة مجددا بعد مقتل قرابة 80 فردا من سكان موقع القصف، بحسبها.
ويقول مصعب والابتسامة تعلو شفتيه، إنه شعر بالخوف مع بداية رحلة إعادة التأهيل، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها من القطاع، وأوضح بأن ساقه المبتورة كانت مصابة بالتهابات عدة وأنه لم يتوقع أن تركيب الطرف الصناعي سيحفزه للحياة من جديد.
وأضاف" كنت خائفا كثيرا.. ولكن كان الشعور بجنن عدنا جربت الطرف للمرة الأولى"، وعما يحلم به مع رحلة العلاج، أكد رغبته بممارسة رياضته المفضلة وهي "لعب الكرة".
ويشارك مصعب في نشاطات اجتماعية يوميا، ويخضع لإعادة تأهيل نفسي بالتوازي مع العلاج الوظيفي، كما أن مشاركته لحصة رسم مخصصة له ولأطفال غزة، دفعته لرسم شكل "نصف قلب والنصف الآخر كتب فيه كلمة ماما".
وتقول مسؤولة ملف مصابي غزة في مستشفى الإسراء، الدكتورة أمينة المصالحة، إن المستشفى أعد برنامج علاج وإعادة تأهيل شامل، بما في ذلك التأهيل النفسي للأطفال ومرافقيهم.
وتقول المصالحة: "استقبلنا 6 حالات من الأطفال بتاريخ 4 آذار، جميعها حالات بتر في الأطراف العلوية وبعضها في السفلية، وأجرينا تقييما كاملا لهم وأخذنا بعين الاعتبار العامل النفسي مع الطبي والجسدي".
وبينت المصالحة في حديثها، أن عددا من الأطفال ومرافقيهم، يعانون من أرق مزمن أو اكتئاب وقلق مزمن، وبالنسبة للأوضاع النفسية للأطفال تحديدا، مضيفة: "رغم أن الأطفال لا يعبّرون لكن ذلك كان واضحا".
وأشارت المصالحة في حديثها إلى أن حالات البتر للأطراف العلوية لاتزال في بداية إعادة التأهيل، إذ يلزم طلب أطراف خاصة من الخارج لتناسب هذه الحالات، كما في حالة الطفلة "جوري" 6 سنوات، التي التقتها شبكتنا أيضا عند جسر الملك حسين مع والدتها وشقيقها الأصغر.
كما أكدت المصالحة، بأن رحلة متابعة العلاج للأطفال لابد أن تستمر حتى بعد الانتهاء من تركيب الأطراف وإعادة التأهيل في فترات لاحقة من أعمارهم، مبينة أن هناك متابعة مستمرة للاختصاصيين مع الأطفال والأهالي.
وخلال جولة CNN بالعربية أيضا خلال إحدى جلسات إعادة التأهيل النفسي عبر الرسم للأطفال ومرافقيهم، لم تنجح محاولة الحديث مع الطفلة "جوري" أو والدتها، حيث انشغلت بالرسم الذي لم تمارسه منذ مدة طويلة، وهي التي أخبرتنا والدتها عنها سابقا أنها مصابة بحالة نفسية صعبة بسبب يدها.
وبين الأطباء في المستشفى، أن جوري بحاجة إلى جلسات تأهيل مكثفة بسبب تعرضها للتنمر والعنف النفسي في أوقات سابقة، كما أن نبأ مقتل والدها في غارات إسرائيلية مؤخرا، يتطلب متابعتها باستمرار.
وكان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، قد أعلن استعداد بلاده في فبراير/ شباط الماضي، استقبال قرابة ألفي طفل مصاب من قطاع غزة للعلاج خلال لقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.