"كفر سليمان" أحلام ضائعة.. ومركز شباب على الورق
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تعاني قرية كفر سليمان، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، من تردي الأوضاع نتيجة نقص الخدمات، حيث يقطنها نحو 15 ألف نسمة حُرموا من أبسط مقومات الحياة الأساسية، وعلى رأسها الصرف الصحي، ومركز الشباب، ووحدة صحية لعلاج المرضى.
ويتساءل الأهالي: أين نحن من هذه الخدمات الضرورية لحياة الإنسان؟
وتعيش القرية في أزمات متعددة نتيجة لغياب الخدمات، فلا يوجد بها مكتب بريد أو وحدة صحية، كما تفتقر إلى شبكة صرف صحي، وتعاني من غياب مركز للشباب، فضلًا عن مشكلات أخرى تهدد حياة سكانها.
تقع القرية على طريق بسيون – طنطا، وهو طريق بلا حماية مرورية، يشهد حوادث مروعة بشكل شبه يومي، ما يجعل الأهالي يشيّعون جنازة أحد الضحايا كل يوم تقريبًا، وذلك إلى السرعة الجنونية للسائقين في ظل غياب كاميرات المراقبة وعدم وجود رجال المرور لتنظيم الطريق وردع المخالفين، مما جعل الطريق كابوسًا يطارد أهالي القرية، خاصة مع خوفهم المستمر على أطفالهم وطلاب المدارس.
تحدث إبراهيم الشعراوي، إمام وخطيب بإدارة أوقاف بسيون، وأحد أبناء القرية المهتمين بشؤونها، عن أزمة المدرسة الابتدائية، حيث طالب الأهالي بتوسيعها وتحويلها إلى مدرسة للتعليم الأساسي لحماية الأطفال من مخاطر الطريق، لكن المشكلة لا تزال قائمة رغم وعود محافظ الغربية السابق، الدكتور طارق رحمي، بحلها. كما نظر المحافظ في زيارته الأخيرة إلى مشكلة عدم وجود مركز شباب لحماية شباب القرية من الانحراف، لكن لم يُنفّذ أي شيء حتى الآن.
أوضح المهندس عبد الفتاح نصر أن القائمين على مركز الشباب يستأجرون حجرة في القرية على نفقتهم الخاصة لوضع الأوراق والمستلزمات الخاصة بالمركز، ما جعله مجرد اسم بلا دعم أو أنشطة فعلية. وأضاف متسائلًا: "أين يقضي الشباب أوقات فراغهم؟ هل نتركهم فريسة سهلة للجماعات المتطرفة التي قد تستغلهم في نشر أفكارها؟"، مشيرًا إلى أن مديرية الشباب والرياضة تخلّت عن دورها في إقامة مركز شباب يخدم أبناء القرية، ما أدى إلى لجوء الشباب إلى قضاء أوقاتهم في المقاهي ليلًا بدلًا من ممارسة الرياضة.
قال مصطفى المصري، أحد أبناء القرية، إن كفر سليمان حُرمت من العديد من الخدمات، وأهمها مشروع الصرف الصحي. فالقرية تعتمد على صرف صحي عشوائي تم تنفيذه بالجهود الذاتية منذ سنوات، لكنه غير مطابق للمواصفات، مما جعلها تعيش وسط مياه الصرف، مهددةً بانهيار منازلها في أي لحظة بسبب تسرب المياه تحت أساساتها. ورغم تخصيص أرض لإنشاء محطة رفع لتنفيذ المشروع، لم يُنفَّذ أي شيء حتى الآن، بينما تزداد معاناة الأهالي يومًا بعد يوم.
في عام 2023، استبشر أهالي كفر سليمان خيرًا بعدما تم إدراج قريتهم ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، فحلموا بحدوث تغيير حقيقي يضع قريتهم على خريطة التنمية مثل القرى المجاورة. لكن عامًا تلو الآخر، لم يُنفّذ شيء من تلك الوعود، وأصبحت آمالهم مجرد سراب. ويشعر الأهالي بأنهم تعرضوا للخداع من بعض النواب الذين زعموا أنهم وراء إدراج القرية في المشروع القومي، ليكتشفوا لاحقًا أن التنفيذ لم يكن سوى وعود لم تتحقق.
يتساءل أهالي كفر سليمان: متى يشعر المسؤولون بمعاناتنا؟ هل يُعقل أن نحلم فقط بوجود مكتب بريد، ومدرسة للتعليم الأساسي، ووحدة صحية، ومركز شباب، وشبكة صرف صحي؟ إنها مطالب بسيطة مقارنة بما ينعم به المسؤولون، الذين لا يمكن أن يتخيّلوا العيش في هذه القرية المحرومة من كل شيء!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حياة كريمة مركز بسيون الصرف الصحى مركز شباب ازمة الطريق کفر سلیمان مرکز شباب
إقرأ أيضاً:
الصين تسخر من ترامب: نمر على الورق فقط
وجهت وزارة الخارجية الصينية انتقاداً لاذعاً لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدها حيث نشرت على حسابها بمنصة “إكس” فيديو دعت فيه المجتمع الدولي إلى "الوقوف بوجه الزعيم الأمريكي المتنمر"، وفق وصفها.
Never Kneel Down! pic.twitter.com/z8FU3rMSBA
— CHINA MFA Spokesperson 中国外交部发言人 (@MFA_China) April 29, 2025
قالت في المقطع إن "الانحناء أمام المتنمر أشبه بتجرع السم لإرواء العطش، ويُفاقم الأزمة".
كما أضافت أن "التاريخ أثبت أن الركوع لا يؤدي إلا إلى مزيد من التنمر، والصين لن تركع".
صورت الصين نفسها كـ"ملاذ" للتجارة الحرة يمكن للدول الأخرى الاستثمار والشراكة معه بأمان، قائلة: "ستصمد بلادنا مهما هبت الرياح، وعلى أحدهم أن يتقدم، حاملاً مشعلاً في يده، ليبدد الضباب وينير الطريق"، داعية كل الدول إلى "الصمود وكسر الهيمنة".
كما حثت الدول الأخرى على التمسك بموقفها، وعدم الانحياز للولايات المتحدة ضدها، مضيفة: "نعلم أن الدفاع عن أنفسنا يُبقي على إمكانية التعاون قائمة، ولن نتراجع، لذا ستُسمع أصوات الضعفاء، وسيتوقف التنمر، ولن تختفي العدالة من العالم".
كذلك وصفت الولايات المتحدة بأنها "نمر من ورق"، مشيرة إلى أن الواردات والصادرات الأمريكية تُشكل أقل من خُمس التجارة العالمية، وأن واشنطن "لا تُمثل العالم بأسره".