لبنان ٢٤:
2025-03-14@02:56:11 GMT

غياب التيار الوطني الحر عن الحكومة... تراجع تاريخي

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT


تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قبل يومين، دون مشاركة التيار الوطني الحر لأول مرة منذ عام 2009، يُعدّ علامة فارقة في المشهد السياسي اللبناني، ليس فقط لأنه يُنهي حضوراً مستمراً لأكثر من عقد، بل لأنه كشف عن هامشية "التيار" وضعفه، حتى أن أحداً لم يُعبّر عن قلقٍ من قدرته على تعطيل التشكيل الحكومي، رغم تاريخه الطويل في استخدام أدوات الضغط السياسي.

هذا الواقع يُلخّص تراجعاً متعدد الأبعاد، بدأ شعبياً وانتهى بفقدان الحليف الاستراتيجي.

يُعتبر تآكل القاعدة الشعبية ل"التيار" العامل الأول في تراجعه. فبعد سنوات من الهيمنة على تمثيل المسيحيين، بدأ "التيار" يفقد بريقه تدريجياً، خاصة بعد تعثُّر وعوده بالإصلاح ومحاربة الفساد، كما كشفت الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منذ 2019 عجزه عن تقديم حلول، بل زادت الاتهامات له بالانغماس في المحاصصة.

 الانتخابات النيابية الأخيرة (2022) كانت صفعةً أخرى، حيث خسر عدداً من المقاعد لصالح قوى معارضة، ما عكس تحوُّلاً في رأي الناخب المسيحي، الذي لم يعد يرى في "التيار "الضامن الوحيد" لمصالحه.

 
لم يقتصر الأمر على خسارة الشارع، بل امتد الى النواب. فالكَتَلة النيابية، التي كانت تُشكّل رقماً صعباً في البرلمان، شهدت انهياراً تدريجياً مع استقالة عدد من نوابه، بسبب خلافات داخلية أو احتجاجاً على سياسات القيادة. هذا التقلص حدّ من قدرة"التيار" على فرض أجندته، أو حتى التهديد بـ"عَرقلة" العمل النيابي، مما قلّل من وزنه في المفاوضات الأخيرة حول التشكيلة الحكومية.


أضف الى ذلك تصاعدت الموجة الغاضبة ضد "التيار" مع اندلاع انتفاضة تشرين 2019، والتي اتهمته بأنه جزء من الطبقة السياسية . لكن الذروة جاءت بعد انفجار مرفأ بيروت (2020)، حيث تحوّل "التيار" إلى هدفٍ رئيسي للاحتجاجات. لم يتمكن "التيار" من إدارة الأزمة، بل زادت تصريحات قيادته الاستفزازية من الاحتقان، مما دفعه إلى خسارة حتى المؤيدين التقليديين.


لقذ كان تحالف "التيار" مع حزب الله منذ 2006 بمثابة "ورقة ضغط" أساسية، حيث استخدم الحزب نفوذه لتعطيل الحكومات أو البرلمان كلما تعرّض التيار للإقصاء. لكن التوترات بين الطرفين، خاصة حول الملفات الاقتصادية وقضايا الفساد، وصلت إلى مرحلة القطيعة العلنية. انسحاب الحزب من دعم مطالب "التيار"في المفاوضات الحكومية الأخيرة، بيّن أن التحالف لم يعد مقدساً، مما سلَب التيار آخر أدواته الفاعلة.

غياب التيار الوطني الحر عن الحكومة ليس مجرد تغييرٌ في تحالفات، بل مؤشر على تحوُّلات أعمق في النظام الطائفي اللبناني. تراجعه يفتح الباب أمام قوى مسيحية جديدة، وربما يُعيد رسم التحالفات التقليدية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة على الطريق الحر ببنها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الطريق الحر اتجاه بنها بمحافظة القليوبية، انقلاب سيارة سوزوكي، أسفر عن إصابة 4 أشخاص جرى نقلهم إلى مستشفى بنها العام.

دفعت الأجهزة الأمنية بمعداتها لإزالة آثار الحادث، وتسيير حركة المرورية لطبيعتها أمام المواطنين وتولت الجهات المعنية التحقيق.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية إخطارا بإصابة 4 أشخاص جراء انقلاب سيارة سوزوكي بطريق بنها الحر قبل نزلة منية السباع.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية إلى مكان الحادث، وجرى نقل المصابين لمستشفى بنها العام، وحرر محضر بالواقعة وتولت الجهات المعنية التحقيق.

مقالات مشابهة

  • إعادة التيار الكهربائي ومياه الشرب إلى منطقة الحفة
  • موجات الحر الشديد تسرّع الشيخوخة
  • إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة على الطريق الحر بالقليوبية
  • إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة على الطريق الحر ببنها
  • الكويت تدين بشدة قطع العدو الصهيوني التيار الكهربائي عن قطاع غزة
  • بعد تعرضها للقصف من قبل النظام البائد.. وضع اللمسات الأخيرة لأعمال الترميم والتأهيل في أقسام المستشفى الجامعي والمستشفى الوطني بإدلب
  • "صحية الوطني" تناقش سياسة الحكومة بشأن تعزيز معدلات الإنجاب
  • أزمة المياه تتفاقم في غزة بسبب قطع التيار الكهربائي عن محطات التوزيع والتحلية
  • أماني الطويل: كينيا رفضت الاعتراف بـ”الحكومة الموازية” في جلسة مجلس الأمن الأخيرة
  • موجات الحر الشديد تسرّع الشيخوخة البيولوجية