سُمي باسمه مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بلدة بر إلياس والذي تغير لاحقا إلى اسم مستشفى الناصرة، كما سُمي باسمه مستشفى وزارة الصحة الفلسطينية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ويعد أحد أكبر المستشفيات في القطاع ويلبي حاجات سكان مناطق جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون.

سياسي فلسطيني كان أحد أهم قادة حركة "فتح" قبل أن يغتاله الإسرائيليون في بيروت.



ولد كمال عدوان عام 1935 في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان. ولجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948.


                                                                      الشهيد كمال عدوان

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة بربرة، وأكمل دراسته الابتدائية بعد تهجيرهم إلى غزة في مدرسة الرمال التابعة لوكالة "اونروا"، وفي المرحلة الثانوية تعرف على ياسر عرفات وخليل الوزير ورياض الزعنون الذين شاركوه تأسيس حركة "فتح" لاحقا.

بعد تخرجه من الثانوية انتقل إلى مصر لدراسة هندسة البترول والمعادن في جامعة القاهرة عام 1955، سافر إلى السعودية ليعمل في مؤسسة أرامكو بمدينة الدمام.

ثم غادرها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة ليشارك في المقاومة، ثم عاد لاحقا إلى السعودية، انتقل بعدها إلى قطر لمدة عام وتعرف فيها على محمود عباس وأبو يوسف النجار، وفي عام 1968 انتقل إلى عمان ثم لاحقا إلى دمشق وبيروت.

انضم عدوان إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1952 ثم تركها بعد أن تبلورت لديه فكرة العمل الفدائي المسلح وأسس بناء على ذلك خلية فدائية ضمت 12 مقاتلا، وشارك مع الجماعة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956.

مع نهاية العدوان الثلاثي على مصر والاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بدأت تتشكل فكرة إنشاء جبهة فلسطينية سياسية لتوحيد التجمعات الفلسطينية المنتشرة في البلاد العربية، فكان إنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي تعرف اختصارا بـ"فتح"  وكانت بقيادة ياسر عرفات وخليل الوزير في الكويت، وكمال عدوان في السعودية، واستلم عدوان قيادة التنظيم في قطر بعد انتقاله إليها.

وبناء على ما قررته القمة العربية الأولى عام 1964 عقد أول مؤتمر للمجلس الوطني الفلسطيني وكلف حينها أحمد الشقيري بالتواصل مع التجمعات الفلسطينية والدول العربية، واختير كمال عدوان ضمن أعضاء المجلس.

غادر قطر متجها إلى العاصمة الأردنية عمان في عام 1968، حيث تفرغ للعمل السياسي في "فتح"، إذ اختارته قيادة الحركة ليرأس مكتب الإعلام، فأنشأ صحيفة تصدر بشكل دوري، وأقام علاقات جيدة مع الجهات العربية والدولية.

وبعد أحداث أيلول في الأردن عام 1970 غادر كمال عدوان عمان واتجه بداية إلى سوريا ثم إلى لبنان.
اختارته حركة "فتح" في مؤتمرها الثالث عضوا في لجنتها المركزية، إضافة لتكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، الذي كان يشمل المهمات العسكرية والميدانية في الأراضي الفلسطينية، وذلك مع استمرار إدارته للمكتب الإعلامي في الحركة.

شهدت فترة قيادته للقطاع الغربي عمليات فدائية متنوعة الأساليب، من بينها فكرة العبوات الناسفة والتفجيرات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية وارتفعت العمليات الفدائية التي استهدفت المستوطنات الإسرائيلية. كما شجع طلاب الجامعات في فلسطين على التظاهر المستمر ضد ممارسات الاحتلال.

هذه العمليات وضعته في مركز دائرة الاستهداف.

ففي عام 1973 نقل سلاح البحرية الإسرائيلي جنودا من فلسطين المحتلة إلى ميناء بيروت،  ثم انتقلوا من الميناء عبر سيارات أوصلتهم إلى نقاط تنفيذ العملية المخطط لها، والتي كانت تستهدف قيادات من حركة التحرير الفلسطينية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيروت، إضافة إلى وصول جنود إسرائيليين إلى بيروت عبر مروحيات وقاموا بعمليات إنزال في أماكن محددة تتمركز فيها المقاومة الفلسطينية.


   ياسر عرفات يلقي كلمة تأبين القادة الفلسطينيين كمال عدوان -الصورة الأولى على اليمين.

قاد إيهود باراك، رئيس الوزراء فيما بعد، جنود القوات الخاصة الواصلين إلى بيروت، وكان هدفهم الوصول إلى 3 من قيادات حركة "فتح" واغتيالهم، بينما توجهت مجموعة أخرى من الجنود إلى المقر الرئيسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واشتبكت مع مقاتليها، بعدها فخخ الجنود الإسرائيليون المبنى وفجروه، وهو ما أدى إلى انهيار جزء منه واستشهاد عدد من عناصر الجبهة.

في اليوم التالي تنكر باراك ومن معه بثياب نسائية، وهو ما سهل تنقلهم وسط بيروت ووصولهم إلى مقر قيادة حركة "فتح"، حيث هاجموه، وهذا ما أدى إلى استشهاد القائد العام لقوات العاصفة وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان أبو يوسف النجار.

واستشهد أيضا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والناطق الرسمي لها كمال ناصر، إضافة إلى كمال عدوان ونحو 30 فلسطينيا من منتسبي حركة "فتح" والجبهة الديمقراطية.

وشهدت شوارع بيروت معارك عنيفة مع المداهمين قبل تمكنهم من الانسحاب بحرا وجوا، وبعد مقتل جنديين إسرائيليين في العملية.

وقدم رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام استقالته على خلفية تلك الأحداث، وتوترت العلاقة بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والدولة اللبنانية .

وأطلق الإعلام الإسرائيلي على العملية لاحقا اسم "ربيع الشباب"، ووضعها ضمن سردية الرد على عمليات حركة "فتح" في خطف الطائرات التي تحمل الإسرائيليين و"عملية ميونيخ" التي استهدفت البعثة الرياضية الإسرائيلية في مدينة ميونيخ الألمانية.

ودفن كمال عدوان في مقبرة الشهداء بيروت.

عاد اسمه من جديد ليتصدر الأخبار في عام 1978 حين انطلقت سفينة من الساحل اللبناني تقل 13 مقاتلا فلسطينيا من ضمنهم دلال المغربي، وحملت المجموعة اسم "فرقة دير ياسين"، ثم استقلوا زوارق مطاطية بقوا فيها يومين في البحر بسبب الرياح القوية وسوء الأحوال الجوية، وأوصلتهم لاحقا إلى الشاطئ المجاور لمستوطنة "معجان ميكائيل" التي تقع على بعد 25 كيلومترا جنوب مدينة حيفا.

وعلى الطريق الواصل بين تل أبيب وحيفا  وكانت حافلة تحمل إسرائيليين تتوجه إلى تل أبيب، فخطفها الفدائيون واشتبكوا مع مجموعة من الجيش الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى مقتل كل من في الحافلة وجنديين إسرائيليين واستشهاد 9 مقاومين بينهم دلال.

ووقع بالأسر في هذه العملية الفدائيان محمود فياض وخالد أبو أصبع، اللذين بقيا في السجون الإسرائيلية حتى عام 1985 وخرجا بعد صفقة تبادل بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والاحتلال، وحملت العملية اسم "كمال عدوان" ردا على اغتياله.

وعلى وقع العدوان الوحشي الذي يقوم به الاحتلال بدعم أمريكي على قطاع غزة  قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإحراق مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه. وقام جيش الاحتلال بأسر مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، بسجن سدي تيمان "سيئ السمعة" ولا يزال مصير أبو صفية مجهولا.

المصادر:

ـ "الشهيد كمال عدوان..فدائي أدخل العبوات الناسفة لعمل المقاومة الفلسطينية"، الجزيرة نت، 8/3/2024.

ـ "من هو كمال عدوان الذي أطلق اسمه على مستشفى في غزة؟"، "بي بي سي" بالعربية، 25/10/2024.

ـ "إدانات عربية واسعة لإحراق الاحتلال مستشفى كمال عدوان بغزة"، قناة الجزيرة، 29/12/2024.
- "معتقلون سابقون لـ"سي ان أن ": إسرائيل تحتجز مدير مستشفى كمال عدوان بسجن سدي تيمان "سيء السمعة"، "سي أن أن" بالعربية، 30/12/2024.

ـ "48 عاما على اغتيال القادة النجار وناصر وعدوان"، مركز المعلومات الفلسطيني، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني فلسطين مسيرة قيادي هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی کمال عدوان لاحقا إلى قطاع غزة فی عام

إقرأ أيضاً:

روجيه فيدرر من أيقونة التنس إلى مهندس الابتكار الرياضي

بعد مسيرة رياضية استمرت 24 عامًا، حصد فيها 103 ألقاب وقلوب الملايين حول العالم، لم يكن من المفاجئ أن يقرر روجيه فيدرر الاعتزال. لكن المثير للدهشة أنه لم يختر الراحة أو الانسحاب، بل قرر أن يبدأ فصلا جديدا، باقتحامه عالم الابتكار.

ففي قلب مختبرات "أون" (On) السويسرية، يشارك فيدرر في تصميم وتطوير أحذية رياضية ليست فقط للاعبين، بل تمثل فلسفة جديدة في عالم التنس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السعودية والصين بمجموعة واحدة بكأس آسيا للسلة 2025 في جدةlist 2 of 2إقصاء مبارزة بعد رفضها مواجهة منافستها المتحولة جنسياend of list

فمنذ انضمامه شريكا عام 2019، لم يكن دوره شكليًا. حيث جلس إلى طاولة التصميم، واختبر النماذج الأولية، وشارك في اتخاذ القرارات الكبيرة والصغيرة.

بداية القصة

بدأت القصة بعشاء جمع فيدرر مع مؤسسي "أون" (On)، حيث تلاقت القيم والطموحات، وتحوّل اللقاء العابر إلى شراكة إستراتيجية.

يقول فيدرر "أردتُ مساعدة علامة تجارية سويسرية في ابتكار شيء مميز"، مؤكدا أن مشاركته تتجاوز حدود التسويق والدعاية.

لم تكن الرحلة سهلة، فالنموذج الأول كان مخيبًا، كما يروي فيدرر، لكن التحديات لم تثنه، ففي النهاية تم طوير وتحسين الحذاء وظهر على الملاعب في الوقت المناسب عند عودته إلى الدوحة عام 2021.

وبالنسبة له، كان هذا الابتكار امتدادًا طبيعيًا لشغفه بالتنس.

فيدرر شارك في تصميم وتطوير أحذية رياضية للاعبي التنس (مواقع التواصل الاجتماعي) الجيل الثاني

بعد نجاح الجيل الأول، بدأ العمل على الجيل الثاني: "ذا روجر برو 2″، المصمم ليواكب متطلبات اللعب المعاصر، من الحركة السريعة إلى الانزلاق المدروس.

إعلان

لم يكن الحذاء مصمما خصيصا فقط للاعبين المرتبطين بعقود مع "أون" (On)، بل أصبح خيارًا شائعًا لدى العديد من لاعبي التنس المستقلين، وهو ما يجعل فيدرر يشعر بالفخر.

لكن الأهم من كل ذلك، أن فيدرر لم ينس جذوره. فقد كانت رسالته واضحة "لا تنسوا من جعلكم تصلون إلى هنا" فهو يؤمن أن دعم المجتمعات الشعبية في التنس، وتحفيز الجيل الجديد، لا يقل أهمية عن الفوز ببطولات كبرى. لهذا يعمل مع مؤسسته الخيرية، ويواصل عبر "أون" (On) إلهام محبي التنس حول العالم.

لايزال روجيه فيدرر يمارس لعبته المفضلة، لكن بأسلوب جديد، حيث لم يعد فيدرر أيقونة تنس فقط، بل بات رمزًا للاستمرارية، والإبداع، والامتنان. لقد ترك بصمته في الملاعب، ويبدو أنه الآن يضعها في مستقبل التنس ذاته.

مقالات مشابهة

  • ألفابت وإنفيديا تستثمران في تابعة لأحد مؤسسي OpenAI
  • مصدر : وفد من حركة الفصائل الفلسطينية يتوجه غدا إلى القاهرة لإتمام تبادل الأسرى
  • أخبار التوك شو| حصيلة فلسطين شهداء تتجاوز 52500 ..زواج الصفقة اتجار بالبشر.. صلاح الجمل: قضيت 3 أعوام في جمع دعاء الأنبياء
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد اليونسكو قرارًا يدعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا في فلسطين
  • روجيه فيدرر من أيقونة التنس إلى مهندس الابتكار الرياضي
  • نتنياهو يبحث “مقترحا مصريا” لتبادل الأسرى مع حركة الفصائل الفلسطينية
  • حركة مرور كثيفة وحوادث.. ماذا يجري على الطرقات في بيروت وجوارها؟
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالموقف الفرنسي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
  • فلسطين تشكر العراق على مواقفه الثابتة تجاه دعم القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بنية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين