يُعد الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو (1689-1755) أحد أبرز مفكري عصر التنوير، حيث أسهمت أفكاره في تشكيل الأنظمة الديمقراطية الحديثة من خلال نظريته حول الفصل بين السلطات. غير أن تناوله للإسلام والحضارات الشرقية في كتابه الشهير روح القوانين (1748) أثار جدلًا واسعًا بين المؤيدين لطرحه والمنتقدين له، خاصة فيما يتعلق بوصفه للأنظمة السياسية الإسلامية.

الإسلام والاستبداد في فكر مونتسكيو

رأى مونتسكيو أن النظم السياسية في المجتمعات الإسلامية تميل إلى الحكم الاستبدادي، حيث اعتبر أن القوانين الدينية في الإسلام تساهم في تركيز السلطة في يد الحاكم، مما يؤدي إلى غياب الحريات الفردية التي كان يدعو إليها. كما أشار إلى أن الطابع المناخي والجغرافي للبلاد الإسلامية، وفقًا لنظريته الجغرافية، ساهم في تشكيل ثقافة سياسية استبدادية قائمة على الطاعة والخضوع للحاكم.

جدل حول طرحه: نقد واستشراق

لاقى طرح مونتسكيو حول الإسلام انتقادات واسعة، حيث اعتبره بعض الباحثين امتدادًا للخطاب الاستشراقي الذي هيمن على الفكر الأوروبي في تلك الفترة. فقد قدم صورة نمطية عن العالم الإسلامي، متأثرًا بنظرة الغرب للشرق كمنطقة تخضع لحكم فردي مطلق، دون النظر إلى التنوع السياسي والاجتماعي داخل المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ.

على الجانب الآخر، يرى بعض المؤرخين أن مونتسكيو لم يكن معاديًا للإسلام بقدر ما كان يحاول دراسة القوانين التي تحكم المجتمعات المختلفة، مستخدمًا أدوات عصره في التحليل السياسي والاجتماعي. ومع ذلك، فإن مقارنته بين النظم الإسلامية والغربية جاءت منحازة بشكل واضح للنموذج الأوروبي، الذي اعتبره الأكثر تقدمًا من الناحية السياسية.

إرث مونتسكيو وتأثيره اليوم

رغم الجدل حول رؤيته للإسلام، لا يمكن إنكار تأثير مونتسكيو العميق على الفكر السياسي الحديث، خاصة في ترسيخ مفهوم الفصل بين السلطات، الذي تبنته العديد من الدساتير حول العالم. ومع ذلك، فإن إعادة قراءة أفكاره اليوم في ضوء الدراسات الحديثة حول الإسلام والحضارات الشرقية تسلط الضوء على الحاجة إلى رؤية أكثر شمولية وغير متحيزة عند تناول النظم السياسية المختلفة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القوانين الإسلام العالم الإسلامي عصر التنوير الفكر الأوروبي المزيد

إقرأ أيضاً:

استبعاد حكم الفيديو كوياتكوفسكي بعد الجدل في ركلة جزاء ألفاريز

 

أثار قرار إلغاء ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي احتُسبت للأرجنتيني جوليان ألفاريز في مواجهة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، موجة انتقادات واسعة، انتهت باستبعاد حكم الفيديو المساعد البولندي توماش كوياتكوفسكي من مهمة تحكيمية أوروبية جديدة.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "آس" الإسبانية، لن يتواجد كوياتكوفسكي ضمن الطاقم الذي يقوده مواطنه سيمون مارسينياك لإدارة مباراة توتنهام وأينتراخت فرانكفورت في الدوري الأوروبي، حيث تم تعويضه بالحكم الإسباني أليخاندرو هيرنانديز، في سابقة هي الأولى منذ مونديال قطر 2022، حيث اعتاد مارسينياك الاستعانة بكوياتكوفسكي كمساعد دائم في غرفة "الفار".

وكان كوياتكوفسكي قد شارك في اللقاء الذي جمع ريال مدريد بأتلتيكو مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي شهد إلغاء ركلة جزاء لألفاريز بسبب لمسة مزدوجة غير مقصودة، ما أثار الكثير من الجدل.

ألفاريز وريث عرش ليفاندوفسكي في برشلونة ليفربول يجهز عرضًا ضخمًا من أجل ألفاريز

وعلى الرغم من إصدار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بيانًا يدافع فيه عن طاقم التحكيم بعد المباراة، إلا أن استبعاد كوياتكوفسكي يُعد إشارة ضمنية إلى اتخاذ "يويفا" خطوات داخلية لحماية سمعة التحكيم، عبر إبعاد الحكام المثيرين للجدل عن المباريات الكبرى.

يُذكر أن كوياتكوفسكي سبق وأن أُبعد عن التحكيم في عام 2023 بعد أحداث مثيرة للجدل أيضًا، كان أبرزها احتساب ركلة جزاء لنادي باريس سان جيرمان في الدقيقة 98 أمام نيوكاسل، ومباراة أخرى جمعت ريال سوسييداد بسالزبورغ شهدت لقطات تحكيمية مشكوك فيها.

مقالات مشابهة

  • الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان
  • السعودية.. لقطة مثيرة للجدل لرونالدو في مباراة النصر والرياض
  • العلاقة بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة الأمريكية
  • السلطات الفرنسية توقف عنصر مخابرات جزائري متورط في محاولة اغتيال أمير ديزاد
  • من هو شيخ الإسلام البريطاني الذي بنى أول مسجد فيها؟
  • هبة قطب تتصدر التريند بعد وفاة والد عامل الدليفري .. أبرز تصريحاتها المثيرة للجدل
  • كلوب مدربا لـ الأهلي في كأس العالم للأندية.. حقيقة البوست المثير للجدل
  • سر رؤية الرقم 111
  • استبعاد حكم الفيديو كوياتكوفسكي بعد الجدل في ركلة جزاء ألفاريز
  • أوزغور أوزيل.. السياسي الحالم بعودة الأتاتوركية