من كتابة السيناريو إلى الرواية، اتخذت الكاتبة الجزائرية حورية خدير، مسلكًا جديدًا في مسيرتها الإبداعية، فبعدما حققت نجاحًا كبيرًا في مجال السيناريو وكان آخر سيناريو مسلسل "عندما تجرحنا الأيام"، قررت أن تكتب الرواية، وجاءت أول مؤلفاتها "بوابة سيفار: ما وراء الجدار الجليدي"، التي شاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انقضى منذ أيام، وخلاله التقت "صدى البلد" بالكاتبة، لإجراء حوار حول الرواية، ومسيرتها الأدبية.

وقالت حورية خدير، إنها اختارت القاهرة لإصدار أول عمل روائي لها، لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه.

وأضافت في حوارها لـ"صدى البلد"، أن روايتها "بوابة سيفار"، امتزج فيها الغموض والإثارة والخيال في عالم مليء بالسرّ والتشويق، وتنطلق قصتها بمتابعة أستاذة علم الآثار "أريناس"، والدها هو أبرز عالم آثار في الجزائر، الذي يفارق الحياة تاركًا وراءه لغزًا غامضًا، هذا اللغز يدفعها لاستكشاف بوابة سيفار، وإلى نص الحوار:

في البداية حدثينا عن تفاصيل روايتك بوابة سيفار؟

في أحداث الرواية  "بوابة سيفار: ما وراء الجدار الجليدي"، امتزج الغموض والإثارة والخيال في عالم مليء بالسرّ والتشويق، تنطلق القصة بمتابعة أستاذة علم الآثار "أريناس"، والدها هو أبرز عالم آثار في الجزائر، الذي يفارق الحياة تاركًا وراءه لغزًا غامضًا، هذا اللغز يدفعها لاستكشاف بوابة سيفار، المعتقد أنها بوابة للمرور عبر الزمن و تربط بين عوالم ما وراء الجدار الجليدي.

تتنوع الأحداث حول رحلة سياحية تأخذ القارئ في جولة مشوّقة تعرِّفه على مناطق سياحية في الجزائر، قبل أن تنغمس في عالم سيفار المليء بالنقوش الغامضة التي أثارت الكثير من الشائعات والأساطير، وتتوالى المفاجآت مع اكتشافات جديدة داخل كهوف سيفار الغامضة التي يعود تاريخها إلى 15000 سنة مضت.

وتتخلل الرواية عناصر رومانسية تتطور بين اريناس و أمير الذي يلعب دورا محوريا في تغير الأحداث، وتتداخل مع مشاهد الإثارة والحركة، مما يمنح القصة دينامية مثيرة ومشوّقة.

تقدم القصة مزيجًا من الجوانب العلمية و الخيالية بأسلوب سردي، يضفي تفاصيل دقيقة ومشاهد مثيرة تأخد القارئ في رحلة إلى عوالم جديدة .

ماهي كواليس الرواية؟ والدوافع وراء كتابتها؟

أثناء كتابتي، وجدت نفسي مغمورة في عوالم الرواية، حيث استطاعت رائحة الأرض المبللة بنسمات المطر المنعشة أن تتسلل إلى حواسي، وأحسست بالهدوء الذي يخيم على المكان.

كانت لحظات أخرى تجذبني نحو الإثارة والتشويق، حيث شعرت بخوف أريناس يتناغم مع خوفي أنا، عندما خضبت العجوز الغامضة ذات الوشم يديها بالحناء، واختفت فجأة في لمح البصر، كأنها تحمل أسرارًا لا تكشف.

الدوافع وراء كتابة "بوابة سيفار" تنبع من عشقي لعالم الإبداع وسعيي الدائم لاستكشاف المجهول عبر الكتابة، وحبي العميق لوطني جعلني أطمح إلى تسليط الضوء على معالمه السياحية الفريدة، ورسم صورة مدهشة لمناطقه المختلفة، حتى أصل إلى أرض الغموض سيفار، ذلك المكان الذي يلفّه السحر والأساطير.

لماذا اخترت القاهرة بالتحديد لنشر أولى رواياتك «بوابة سيفار»؟

اخترت أن يصدر أول عمل روائى لى من القاهرة لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه، وأنا راضية جدًا عن أول تجربة نشر لى بدار نشر مصرية.

بوابة سيفار أول عمل روائي لك....ماذا عن أعمالك السابقة؟

بدأت رحلتي في عالم الكتابة من بوابة أدب الطفل، حيث نسجت أولى حكاياتي التي خاطبت براءتهم وخيالهم، ومع مرور الوقت، وجدت نفسي أنجذب إلى عالم الدراما والسيناريو، فكانت لي بصمة في عدد من المسلسلات التي عُرضت على قنوات التلفزيون الجزائري، من بينها "دوامة الحياة"، و"سحر المرجان"، و"شمس الحقيقة"، و"دار شهرزاد".

أما أحدث أعمالي الدرامية، فكان مسلسل "عندما تجرحنا الأيام" الذي ثم بثه في شهر رمضان 2022، ولم تقتصر تجربتي على الكتابة فقط، بل خضت مغامرات في مجال الإخراج، حيث كنت مساعدة مخرج في الفيلم القصير "زينة حكايتنا"، كما عملت كمشرفة و مؤلفة للرسوم المتحركة "خوخة والأصدقاء "، واليوم، أفتح صفحة جديدة في مسيرتي الإبداعية من خلال أول عمل روائي لي "بوابة سيفار".

 لماذا اتجهتي من كتابة السيناريو إلى كتابة الرواية؟

كانت كتابة السيناريو والقصة بمثابة الجسر الذي عبرت من خلاله إلى عالم الرواية، فقد منحتني هذه التجربة أدواتٍ قوية في بناء الشخصيات، وصياغة الحبكة، وإبراز التفاصيل بأسلوب بصري جذاب، ومع الوقت، شعرت برغبة في استكشاف فضاء أوسع يمنحني حرية أكبر في السرد، فكانت الرواية هي الخطوة الطبيعية التالية، حيث وجدت فيها مساحة للتعبير بعمق أكبر عن الأفكار والمشاعر.

هل هنالك جزء ثان من الرواية؟

أفكر أن  تكون بوابة سيفار مدخلًا لكل جزء جديد، تأخذ فيه الشخصيات إلى رحلة عبر الزمن لاستكشاف عوالم غريبة ومثيرة، يمكن أن يكون لكل جزء طابع مختلف- مغامرات في حضارات قديمة، عوالم مستقبلية، أو حتى أبعاد موازية- مع الحفاظ على الرابط الأساسي وهو البوابة، هذا سيمنحني حرية كبيرة في الإبداع، مع إمكانية تطوير الشخصيات والاستعانة بأبطال جدد لتوسيع عالم التشويق و الإثارة لتكون عبارة عن سلسلة لبوابات المرور عبر الزمن.

 من هو مثلك الأعلى في الكتابة؟

مثلي الأعلى في الكتابة هم: نجيب محفوظ، طه حسين، وجبران خليل جبران، فهم مصدر إلهامي بأسلوبهم العميق وأفكارهم الخالدة، كما أنني شغوفه بالمطالعة، فهي تفتح لي آفاقًا واسعة للتعرف على مختلف الثقافات.

 ما رأيك في الساحة الأدبية العربية في الوقت الراهن؟

الساحة الأدبية العربية اليوم تشهد تنوعًا لافتًا بين الأصالة والتجديد، حيث يبرز أدباء يجمعون بين عمق التراث وروح العصر، هناك محاولات جادة لإثراء المشهد الأدبي بأساليب مبتكرة ورؤى معاصرة، مما يمنح الأدب العربي مساحة أوسع للحوار والتطور.

 مع التطور التكنولوجي و الرقمي.. هل من الممكن أن تستخدمي الذكاء الاصطناعي في الكتابة ؟

الإبداع مرتبط بالبشر، فهو يخلق عوالم مليئة بالروح و الأحاسيس. لذلك، لا أؤمن باستخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة الإبداعية، لأنها ستفتقد للروح واللمسة الشخصية.

الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مساعدة في بعض الجوانب التقنية، لكنه لا يستطيع استبدال الإحساس والعاطفة التي يضفيها الكاتب على عمله الإبداع البشري هو ما يعطي الأدب عمقه وثراءه.

أخيرًا.. كيف رأيت معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى مشاركاتك به؟

هذه أول مرة أزور فيها مصر، وأنا فخورة بمشاركتى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ككاتبة، وقد وجدت أن المعرض هائل جدًا، فهو من بين أكبر المعارض فى العالم، وأشعر بإحساس جميل، لأن فى المعرض قراء وكتّابًا من كل أنحاء العالم ومن كل الدول العربية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب المزيد فی الکتابة أول عمل فی عالم

إقرأ أيضاً:

احذر.. الكتابة على العملات الورقية يعرضك لغرامة 100 ألف جنيه بالقانون

حدد قانون البنك المركزي المصري عقوبة لجريمة الكتابة على العملات الورقية ، ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة الكتابة على العملات الورقية.

عقوبة الكتابة على العملات الورقية للدولة

نص قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي، في المادة (59) منه على أن “يُحظر على أي شخص بخلاف البنك المركزي إصدار أي أوراق أو مسكوكات من أي نوع يكون لها مظهر النقد أو تُشبه النقد، كما يُحظر إهانة أو تشويه أو إتلاف أو الكتابة علي النقد بأي صورة من الصور”.

وطبقا لـ قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي يعاقب بغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه كل من خالف حكم المادة (59) من القانون فيما يتعلق بإهانة أو تشويه النقد.

آخر تحديث .. أسعار العملات في مصر اليوم الخميسقرار قضائي عاجل ضد 7 متهمين في خلية تهريب العملةخلال يوم واحد.. الداخلية تضبط قضايا عملة بـ 11 مليون جنيه

وكان قد وافق مجلس النواب، على قرار رئيس الجمهورية رقم ٦ لسنة ٢٠٢٥، بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة الخاصة بالمنحة المقدمة من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، لتمويل مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي في مصانع السكر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لصالح جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة.

و عرض  النائب أسامة فتحي، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الطاقة والبيئة ومكاتب لجان الشئون الاقتصادية، الصناعة، والعلاقات الخارجية عن قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 6 لسنة 2025 بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة الخاصة بالمنحة المقدمة من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بقيمة 500 ألف يورو، لتمويل مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي في مصانع السكر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لصالح جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة.

وأشار إلى أن المنحة تستهدف تحسين جودة المياه عن طريق الحد من التلوث من خلال القضاء على التصريف وضمان استدامة الموارد المائية من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة، مع تحقيق الهدف العام للمشروع تحسين نوعية المياه عن طريق الحد من التلوث من خلال القضاء على التصريف وضمان استدامة الموارد المائية من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة، والحد من الأثر البيئي لمصانع السكر في مصر على نهر النيل من خلال الحد من آثارها السلبية على صحة الإنسان وعلى المزارع ومصايد الأسماك.

مقالات مشابهة

  • افتتاح ليالي رمضان الثقافية بقصر ثقافة القناطر
  • قبلان: البلد يعيش في قعر الأزمات وإمكان النهوض به من دون تضامن وتعاون وطني أمر صعب
  • أصوات من نور.. تفاصيل مسابقة منشد الثقافة لاكتشاف وتبني مواهب المبتهلين
  • عاجل| إخماد حريق المعامل المركزية لوزارة الصحة بوسط البلد
  • من الأسمرات.. ثقافة القاهرة تطلق ليالي رمضان الثقافية والفنية
  • برلماني: تطوير منطقة وسط البلد والقاهرة التاريخية بوابة لجذب السياح
  • احذر.. الكتابة على العملات الورقية يعرضك لغرامة 100 ألف جنيه بالقانون
  • محمد أنور يكشف لصدى البلد كواليس مشاركته في مسلسل الكابتن
  • من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل شارع الأعشى ماضي الرياض إلى الدراما؟
  • في أجواء رمضانية.. رئيس جامعة القاهرة يشارك طلاب المدينة الجامعية مائدة الإفطار