سياسي أميركي: هذا ليس هو ترامب الذي انتخبته أميركا
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يرى بن رودس نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما أن قرارات الرئيس دونالد ترامب السياسية تسرع "انحدار مكانة الولايات المتحدة عالميا"، وتدفع حلفاءها نحو الصين، وتفكك الأسس الدولية التي تحمي العالم من الفوضى.
وأكد الكاتب في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز أن السياسة الخارجية نافذة للتعرف على عقلية الدولة، وأن أميركا التي أسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بقيادة الرئيس جون كينيدي في 1962 كانت ذات رؤية موسعة تهدف للدفاع عن الحرية وكرامة الإنسان والمؤسسات الدولية، أما أميركا ترامب فهي "تنهش في جسد" كل هذه الأسس، وأكبر مثال على ذلك مقترح الرئيس "تطهير غزة عرقيا".
وقال الكاتب إن البلاد، تحت حكم ترامب، متجهة من ضعف إلى ضعف، وإن قراره بحل الوكالة يظهر سوء تدبيره وعدم إلمامه بضروريات السياسة الدولية، وبينما جعل كينيدي ومن بعده المساعدات المالية أداة لتوسعة النفوذ الأميركي ومنع انتشار الإرهاب والحد من نفوذ الخصوم مثل الصين، فإن قرار ترامب سيرمي بحلفاء الولايات المتحدة والدول المستفيدة من المساعدات إلى أحضان الصين، وفق المقال.
وضم الكاتب رد كينيدي "ذي الرؤية الفذة والمتطلعة" على كل من عارض إنشاء الوكالة، وقوله إن "كل من يعارض المساعدات لا يعي أنها مصدر قوة كبيرة لنا، فهي تغنينا عن إرسال القوات الأميركية إلى العديد من المناطق التي قد تتعرض فيها الحرية للهجوم، ويحل العاملون فيها محل الجنود المقاتلين، بل هم بالأهمية نفسها".
إعلانوانتقد الكاتب، في مقاله الذي اختار له عنوان: "ليس هذا هو ترامب الذي انتخبته أميركا" تهجم ترامب "الصادم" على غزة، قائلا إنه يتجاهل حق مليوني فلسطيني في أرضهم، وقد يزعزع استقرار الدول العربية المجاورة عبر إجبارهم على المشاركة في التطهير العرقي لغزة.
تراجع أميركاوحذر الكاتب من أن ترامب مع تقدم عمره أصبح يشبه الصورة النمطية لرجل قوي يريد التوسع وتعزيز سلطته وترسيخ إرثه قبل انقضاء حكمه، وأنه بهذا يتجه بالعالم نحو الفوضى والصراعات عكس وعوده بإنهاء الحروب.
وأكد الكاتب أن ترامب وعد بجعل البلاد عظيمة مجددا وباستعادة مكانتها العالمية، إلا أن "سياسته العدوانية" من احتلال غزة والسيطرة على غرينلاند وقناة بنما وحلّ وكالة التنمية، واستهدافه لمن لا حول له ولا قوة، لم يكن قط جزءا من حملته الانتخابية، وهو بالحقيقة يظهر ضعف البلاد.
وقال في إشارة منه إلى دور إيلون ماسك في تفكيك الوكالة، إن أي دولة يستطيع "أثرى رجل في العالم" إضعاف مكانتها الدولية وتفكيكها من الداخل بهذه السهولة، هي دولة "هشة" فقدت تماسكها السابق وأسسها القانونية وضوابطها على قوة ذوي السلطة.
خطر حقيقيوتساءل الكاتب عن نظرة العالم للولايات المتحدة تحت حكم رئيس يتجاهل "سيادة الدول" في وقت يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم أجزاء من أوكرانيا، ويعمل الرئيس الصيني شي جين بينغ على سيطرته على تايوان، ويريد بعض الساسة الإسرائيليين ضم قطاع غزة والضفة الغربية، وكل ذلك تحت ستار الأمن القومي، فإذا "كانت الولايات المتحدة تريد استثناء نفسها من القواعد، فلماذا تتبعها الدول الأخرى؟".
ويرى الكاتب أن أميركا اليوم قوة عظمى متدهورة تتطلع إلى استعادة مكانتها المفقودة، مبرزا أن التحالف بين ترامب وماسك -القائم على مزيج من التظلم والقومية والليبرالية المتطرفة- قد يؤدي إلى مستقبل يتمتع فيه الرؤساء بسلطة شاملة بعيدا عن الضوابط المؤسسية.
إعلانواختتم الكاتب بالتذكير بأن تاريخ النصف الأول من القرن العشرين يُظهر العواقب الكارثية للقومية المتطرفة، عندما لا تكون مقيدة بالقوانين والمؤسسات والقيم، وإن حكم "القوميين المستبدين" في الدول الكبرى يؤدي بالضرورة إلى صراعات ومعاناة إنسانية، ويتعين على المتوجسين مما يخبئه المستقبل أن يدركوا أنه لن يكون هناك عودة إلى الماضي ولا أمل في استعادة النظام الذي تمخض عن الحرب العالمية الثانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يصل إلى السعودية عشية اجتماع أوكراني أميركي
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إلى المملكة العربية السعودية في زيارة يلتقي خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل اجتماع فريقه مع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين.
وأفاد التلفزيون الرسمي السعودي بوصول زيلينسكي إلى مدينة جدة، حيث ستعقد القمة الأوكرانية الأميركية يوم الثلاثاء.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء الثلاثاء.
وقال زيلينسكي إن فريقا يضم رئيس أركانه أندريه يرماك ووزير الخارجية أندريه سيبيا ووزير الدفاع رستم عمروف سيشارك في المحادثات يوم غد الثلاثاء. وسيقود وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الفريق الأمريكي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وكشف الرئيس الأوكراني بأنه "لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين".
وأضاف في منشور على منصة "إكس": "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء، ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها".
وتابع: "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية".
وأكد زيلينسكي أن "أوكرانيا تبحث عن السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب"، في إشارة إلى الغزو الروسي لبلاده منذ مطلع عام 2022. وأضاف: "لقد قلنا دائما إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرار الحرب".
ووصل روبيو، مساء الاثنين، إلى مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر حيث ستعقد القمة الأوكرانية الأمريكية الثلاثاء.
وقال روبيو، في حديثه للصحفيين على متن طائرته، إنه ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز سيقيمان ردود أوكرانيا.
وحال توصل أوكرانيا والولايات المتحدة إلى تفاهم مقبول للرئيس ترامب، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع دفع إدارته لمحادثات السلام.
وقال روبيو "ما نريد أن نعرفه هو، هل هم مهتمون بالدخول في نوع من محادثات السلام والخطوط العريضة العامة لأنواع الأشياء التي يمكن أن ينظروا فيها، مع الاعتراف بأنها كانت حربًا مكلفة ودموية بالنسبة للأوكرانيين. لقد عانوا كثيرا وعانى شعبهم كثيرا. ومن الصعب في أعقاب شيء من هذا القبيل التحدث حتى عن التنازلات، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سينتهي بها هذا الأمر والحيلولة دون المزيد من المعاناة".
وتابع وزير الخارجية الأمريكي: "لن أضع أي شروط على ما يجب عليهم أو يحتاجون إلى القيام به. أعتقد أننا نريد أن نستمع لنرى إلى أي مدى هم مستعدون، ومن ثم نقارن ذلك بما يريده الروس والوقوف حقا على مدى الاختلاف".
وقال روبيو، "أتمنى أن يمضي الاجتماع مع الأوكرانيين على نحو جيد".
كما أضاف الوزير للصحفيين وهو في طريقه إلى السعودية، "متفائلون باجتماع الغد وممتنون للسعودية لاستضافتها المؤتمر".
وتابع: "يمكن البدء بهدنة في أوكرانيا ومن ثم الانتقال إلى التفاوض".
كما أشار إلى أن بريطانيا وفرنسا لعبت دورا إيجابيا في المحادثات مع أوكرانيا، مؤكداً أن لا وقف للنار في أوكرانيا دون تنازلات من الطرفين.
وأوضح روبيو أن لا موعد محددا للقاء بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
إلى ذلك، قال: "الإدارة الأمريكية لديها أدواتها للضغط على روسيا ونأمل عدم استخدامها".
وأوضح الوزير الأمريكي أن توقيع اتفاق المعادن الأوكرانية ليس الهدف الأول لهذا الاجتماع.
كان ترامب قد صرح أمس الأحد، إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة أنهت "تقريبا" تعليق تبادل معلومات المخابرات مع كييف.
وتوترت العلاقات بين ترامب وزيلينسكي عقب مشادة في البيت الأبيض في الشهر الماضي ، وعلى إثرها أمر الرئيس الأمريكي بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا مؤقتا، مما يضع ضغوطا على زيلينسكي للإنخراط في محادثات سلام مع روسيا.