احتفي العدد الجديد رقم (304) لشهر فبراير 2025، من مجلة "تراث" التي تصدرها هيئة ابو ظبي للتراث، بحضور الفخار في التراث الإماراتي، وصوره في الأدب الشعبي من شعر نبطي وأمثال وحكايات وأهازيج.

وأفردت المجلة ملفاً حمل عنوان: "الفخار في الإمارات: رحلة عبر التاريخ والثقافة"، تضمن اثنى عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وفي افتتاحية العدد أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أهمية صناعة الفخار كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لدولة الإمارات. وأشارت إلى أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على هذا الإرث العريق من خلال دعم الحرفيين وتشجيع الشباب على تعلم هذه الحرفة.

وأضافت "الظاهري" بأن الدولة تقوم بتنظيم معارض سنوية تعرض فيها الأعمال الفخارية، لتسليط الضوء على الإبداع المحلي وفتح المجال أمام المصممين والمبدعين للاستفادة من الإرث التقليدي في ابتكار تصاميم حديثة تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

واوضحت أن الفخار حاضر بقوة في الأدب الشعبي الإماراتي، حيث يستلهم الشعراء من أدوات الفخار رموزاً للكرم والأصالة. وتناولت الحكايات الشعبية قصص الحرفيين المهرة، معبرة عن تقدير المجتمع لهذه الحرفة، ولفتت إلى أن الفخار يستخدم في الأمثال الإماراتية كدلالة على كيفية انعكاس شخصية الإنسان من خلال أعماله.

وفي ختام حديثها، أكدت شمسة الظاهري، على أن الجهات المختصة في الدولة تعمل على توثيق هذه الحرفة في السجلات الوطنية للتراث غير المادي، بهدف حفظ تفاصيلها الدقيقة وأساليبها التقليدية، وضمان انتقالها بسلاسة إلى الأجيال القادمة، ونوّهت إلى أن هذه الصناعة ليست مجرد حرفة، بل هي قصة تاريخية تعكس الإبداع الفني والثقافي للمجتمع.

سمات حضارية

وفي ملف العدد: نقرأ لخالد صالح ملكاوي "الفخار الإماراتي والسمات الحضارية عبر العصور"، وتكتب نجلاء الزعابي: "صناعة الفخار في الإمارات: حرفة تجسد الدهشة البصرية والبراعة الحرفية"، وتُسلط لولوة المنصوري الضوء على: "أفران الفخار في رأس الخيمة"، وتُناقش الدكتورة وضحى حمدان الغريبي عن: "الهوية الثقافية وأثرها على الخزافين الإماراتيين"، وجاءت مشاركة أماني إبراهيم ياسين بعنوان:"بلاطة القصيدة من تايلر جريجيسون إلى عمر بن ربيعة "الفخار الشعري.. ثنائية تنطق بالفن والإبداع"، فيما توقف الأمير كمال فرج عند صورة الفخار في الشعر، وفي ذات السياق جاء مقال عادل نيل "الفخار وتشكيل الصورة الشعرية في بناء المعنى الإنساني"، واستعرضت عائشة الغيص: "حضور منتجات الفخار الإماراتي في التداولات الشعبية: الشعر والأمثال والأهازيج".

وفي الملف أيضاً: يكتب أحمد حسين حميدان عن: "الصناعة الفخارية الحاضرة من تربتها التراثية حتى اليوم"، وتُسلط مريم علي الزعابي الضوء على "المنتجات الفخارية الإماراتية إبداع وظيفي وجمال تراثي"، ونُطالع لمحمد نجيب قدوره: "الفخاريات في الإمارات صناعة الهوية والوجود"، ونقرأ لمروان محمد الفلاسي:"الفخار الإماراتي.. مهارة وفن تعبيري عبر التاريخ".

الحكايات الشعبية

وفي موضوعات العدد: يستكمل محمد فاتح صالح زغل سلسلة مقالاته "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح"، ويواصل عبد الفتاح صبري حديثه عن: "الباب والنافذة.. أية علاقة"، وتقدم لنا نايلة الأحبابي قصيدة بعنوان "القضا" للشاعر سعيد بن راشد بن عتيج الهاملي، وتنشر المجلة قصيدة للدكتور شهاب غانم قصيدة جديدة بعنوان "سحر"، ونتابع لقتيبة أحمد المقطرن "معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في شعر الإمارات قبل عصر النفط"، ويستعرض لنا خالد عمر بن ققه، كتاب "الحكاية الشعبية في الأدب الإماراتي"، ونعود لمحمد فاتح صالح زغل، في مقال بعنوان "من ذاكرة الطين: أسرار قلعة الغانكة العسكرية"، وتُسجل أماني محمد ناصر:"حياة البحر ومصطلحاتها كما يرويها البحار الإماراتي محمد عبد الله النقبي"

تخوم جَرَامْشِي العابرة

وفي موضوعات العدد أيضا: يكتب علي تهامي عن:"تُخوِّمُ جَرَامْشِي العَابِرَةُ: ترحال دائم وأحداث غريبة بين الجغرافيا والتاريخ"، وتُضيىء مريم النقبي على سيرة:"الشاعرة بشاير المقبل التميمي" وإسهاماته في إثراء الشعر العربي. وفي الصفحة الأخيرة تحكي لما عائشة علي الغيص عن:"مسعودة أطيب الخبر من غير منشودة".

يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفخار فی الضوء على

إقرأ أيضاً:

«مكتبة حكايات» تحتفل بـ«يوم التراث الإماراتي»

أبوظبي (الاتحاد) 
احتفلت «مكتبة حكايات» بيوم التراث الإماراتي، من خلال إطلاق مبادرة خاصة بدأت يوم الأربعاء الماضي، وتستمر حتى منتصف شهر شعبان، وتضم مجموعة متنوعة من الأنشطة التراثية والثقافية التي تهدف إلى إبراز مكانة التراث وتعريف الأجيال به، وتعزيز الهوية الإماراتية في نفوس النشء، انطلاقاً من إيمانها بأن التراث ليس ماضياً فحسب، لكنه جزء مهم وأصيل من الحاضر والمستقبل.
افتتح المبادرة الشيخ نهيان بن ذياب بن سيف بن محمد آل نهيان، عضو البرلمان الإماراتي للطفل، في مقر «مكتبة حكايات» الرئيس بـ «الفرسان سنترال مول»، وسط حضور جماهيري كبير، تضمن وفداً من مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان، ووسائل الإعلام والزوار، والأطفال الذين قاموا بتجربة الألعاب الشعبية والتراثية التي تقدمها المكتبة. 

بيت إماراتي 
واطلع الشيخ نهيان بن ذياب بن سيف على تفاصيل المبادرة التي تمثلت في تصميم بيت إماراتي من مجلس وغرف، إضافة إلى تسليط الضوء على الحِرف الإماراتية، حيث عُرضت مفردات وأغراض كل حرفة، كما اطلع على أركان المكتبة التي تضمنت لوحات تعرّف بالتراث، المادي والمعنوي، بالإضافة إلى ركن خاص للألعاب الشعبية، والذي يتيح للطفل فرصة للتعرف على هذه الألعاب وممارستها.

وتعرّف الشيخ نهيان بن ذياب على أقسام المكتبة المختلفة، والتي قسِّمت إلى الطفولة المبكرة، ومهارات القراءة، والمهارات الحسابية، وقسم روايات اليافعين، وقسم الكبار وأماكن الورش الفنية والقرائية التي تقدمها المكتبة للأطفال بهدف تعزيز الهوية الوطنية، كما اطلع على منتجات مكتبة حكايات الخشبية، والتي تتضمن الحيوانات، وخزانة شمسة، وقصر الحصن، و«بيت آمنة» المصنوع يدوياً بالكامل، ويجسد البيت الإماراتي بكل تفاصيله، بالإضافة إلى مساحة اللعب التفاعلية والمصممة على شكل قصر الحصن، والتي تسعى إلى تنمية الجانب الحسي لدى الطفل.

«عام المجتمع» 
وتقول الكاتبة والباحثة الإماراتية د. فاطمة حمد المزروعي، مدير مكتبة حكايات، إن المكتبة اهتمت بإقامة مبادرة «يوم التراث الإماراتي»، بهدف تعزيز قيمة وأهمية التراث في نفوس النشء بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن المبادرات التي أطلقتها المكتبة ضمن فعاليات «عام المجتمع 2025»، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون عاماً مخصصاً لتعزيز التلاحم المجتمعي وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية بين فئات المجتمع، وذلك استكمالاً لرؤية الإمارات الرامية إلى بناء مجتمع متماسك، متكافل، ومستدام، قادر على مواكبة التحديات المستقبلية وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.

حياة الطفل 
وتذكر المزروعي، أن الاهتمام بالتراث الإماراتي، يقوي أواصر المجتمع، موضحة أنها تهدف من هذه المبادرة ألا يكون ارتباط الطفل بالتراث الإماراتي مبادرة موسمية فقط، وإنما أن يصبح جزءاً من حياة الطفل، من خلال إقامة عدة أركان تغطي كل اهتماماته، وتضيف: حرصنا على وضع بعض اللافتات التي تحمل مقولة لرئيس الدولة، حفظه الله، عن أهمية التراث والحفاظ عليه، وأيضاً قمنا بوضع لافتات للتعريف بالأهازيج الشعبية والتراث وأنواعه، ووجود كتب تتحدث عن تراث الإمارات.

أخبار ذات صلة «مذكرة تفاهم» بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومكتبة الملك حمد الرقمية ومركز الأرشيف الملكي «ثقافات موسيقية» في «نيويورك أبوظبي»

وكانت المزروعي أسست دار نشر ومكتبة «حكايات» في أغسطس 2016، ومع زيادة الإقبال توسعت في مايو 2018، ومع النجاح الكبير لفعالياتها الثقافية، انتقلت المكتبة إلى «الفرسان سنترال مول» في عام 2024، وافتتحها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.

حِرف تراثية 
وضم «المجلس» الذي قدمته المبادرة، كل تفاصيل المجلس بشكله القديم التقليدي، من حيث طريقة تزيينه، ووجود مكان للقهوة والأثاث بألوانه المميزة، كما ضم القسم أهم الحِرف الموجودة في الإمارات، مثل السدو وتلك المرتبطة بصناعات النخيل، كالخوص المجفف، والصناعات المرتبطة بالأزياء، حيث كانت هناك سيدة تقوم بعمل التلي، والصناعات المرتبطة بالبحر لصيد اللؤلؤ والمحار، والأدوات المرتبطة بالصيد والمقناص، حيث حرصنا على وجود «صقر» التقط الأطفال الصور معه.
أما ركن المنزل، فقد ضم الملابس الإماراتية للرجال والنساء، وطريقة حياكتها، بالإضافة إلى وجود ركن خاص للألعاب الشعبية الخاصة بالأطفال في الماضي، وما كانوا يشترونه من عصائر ومشروبات غازية وحلويات وبسكويت، كما رُسمت بعض الألعاب الشعبية على الأرض لكي يجربها الأطفال بأنفسهم.

نشر الإبداع
منذ تأسيسها عام 2016، أصبحت «حكايات» واحدة من دور النشر الواعدة في الإمارات في مجال الطفولة المبكرة وكتب اللغة العربية المنتقاة بعناية ضمن الأسس التربوية السليمة، وتتميز «حكايات» بتصميم وطباعة ونشر كتب أطفال ذات طابع إماراتي عربي مميز، وتقديم ورش قرائية وفنية للأطفال فيما يخص الثقافة والإرث الإماراتي الأصيل من إنتاجها الخاص، وقد ارتبط اسم «حكايات» بنشر الإبداع والثقافة الإماراتية والعربية الهادفة ومواكبة النهضة التي تشهدها دولة الإمارات، وسعيها الدائم إلى وضع بصمة متميزة في صناعة النشر المحلية والحرف اليدوية الخشبية، كما تضم قسم «صنع في الإمارات»، وركناً للأعمال اليدوية، والرسم والمواهب، وركناً للألعاب التي تحمل الهوية الإماراتية وتتيح للطفل قضاء وقت ممتع ومفيد.

مقالات مشابهة

  • %13 مساهمة قطاع الطيران في الاقتصاد الإماراتي
  • «مكتبة حكايات» تحتفل بـ«يوم التراث الإماراتي»
  • قضايا الثقافة والفنون الإماراتية في «نيودلهي الدولي للكتاب»
  • صلاح جاهين .. دار الكتب والوثائق القومية تحتفي بعمنا
  • برنامج حافل.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفي بـ صلاح جاهين
  • مجلة "تراث" ترصد حضور الفخار في الأمثال والأهازيج والحكايات الشعبية الإماراتية
  • «آداب الإسكندرية» تناقش رسالة دكتوراة بعنوان «شرائع الزواج والطلاق في قوانين فرج الله الإخميمي»|صور
  • مهرجان أبوظبي ينطلق بعرض لأوركسترا اليابان الفلهارمونية
  • مهرجان أبوظبي 2025 ينطلق بعرض لأوركسترا اليابان الفلهارمونية